درب المتمرد من الفصل الأول للفصل السادس للكاتبة هدى زايد

ذاك المسكين قفز من فوق جسد
طلال متجها نحو غرفته ليأتي بدوائه 
جلس نوح محاولا فك هذه التشنجات التي تحدث له بشكل يومي كانت سيدرا واقفة تشاهد ما يحدث لأخيها عاجزة عن فعل أي شئ هبطت عيناه شيئا فشيئا إلى الجزء السفلي من جسده لتجده يتبول لا أراديا أتى يونسبعد أن أعد له جرعة الدواء اعطاه له عنوة و حاول أن يثبته حتى يبتلعه لحظات ثم هدأت التشنجات تماما زفر نوح
و بن أخيه براحة ما إن تم إنقاذه نظر 
يونس و قال من بين أنفاسه المسموعة بعصبية 
الست دي لو جت هنا تاني اقسم بالله ما حد مبهدلها غيري خلاص !
تحامل نوح على نفسه و هو يقول بمرارة 
ايدك معايا يا يونس ندخله الحمام قبل ما يفوق و يقلب الدنيا
وقف يونس و هو يحمله بين ذراعيه غير مباليا لذلك الإبتلال الذي يملئ بنطال طلال 
حدث عمه و هو يتجه المرحاض قائلا 
خليك يا عمي لو احتاجت حاجة هاقلك
تابع بجدية قبل أن يغلق المرحاض
سيدرا هاتي لبس نضيف 
حاضر
 
داخل حوض الاستحمام 
كان يرقد طلالمن يرأه يظن أنه في سبات عميق لكنه في عالما آخر بدأ يونس ينزع عنه ملابسه بعد مرور دقائق معدودة فتح الصنبور لتنهمر المياه الدافئة فوق جسده 
طرقات خفيفة ثم ولج باسل حدثه بخفوت كي لا يشعر أخيه به رد يونس بذات النبرة آمرا إياه بالمغادرة لانتهائه من الاغتسال
بعد مرور عشرة دقائق كاملة 
خرج يونس من المرحاض و هو يحاوط جسد بن عمه لحق به من الجهة الأخرى
باسل متجهين نحو غرفة أخيه مدد جسده برفق ثم دثره جيدا غادرا بعد ذلك 
هرول نوح تجاه بن أخيه و قال بلهفة
خير يا يونس طلال عامل إيه دلوقت ! 
اطمن يا عمي زي كل مرة هايفضل نايم شوية و يصحى و يبقى زي الحصان
كادت أن تلج ربى و هي تقول من بين دموعها
هروح اطمن عليه بنفسي دا خارج مبيتكلمش خالص
منعها يونس قائلا بهدوء 
معلش يا مرات عمي سبيه دلوقت خلي يرتاح عشان حس بيكي هايفهم و أنت عارفة بيعمل إيه فبلاش علشان خاطري هو الأيام دي أصلا مضايق متجيش أنت تزودي عليه بعياطك فوق راسه
في المساء
كان طلال جالسا في غرفته بهد أن نشر منشور عبر صفحته الخاصة معتذرا من الجميع لتأجيل مواعيد الدروس نظرا لتعبه الشديد بدأت التعليقات تنهال عليه داعين المولى له بالشفاء العاجل لم يعرف أي شخص حقيقة مرضه كان يستند برأسه على ظهر السرير و عيناه لا تبرح السرير المقابل 
ذاك المكان الذي تحدث معه أخيه كثيرا سقطت منه دمعة ما إن تذكر كلمات تلك المرأة القاسېة تذكر كل شئ دفعة واحدة كفكفها سريعا نظر لهاتفه ما أن وصلته رسالة عبر إحدى التطبيقات تنهد بضيق عندما وجدها من حساب أناهيد قام بفتحها ليجدها رسالة صوتية قرب منه الهاتف ليستمع إلى صوتها و هي تقول بعتذار 
أنا آسفة إني بكلم حضرتك دلوقت عارفة إن حضرتك تعبان بس كنت بطلب بس إجازة لأختي ورد من درس حضرتك لمدة أسبوع لأنها عاملة عملية في ضرسها و تعبانة خادص وهي مش قادرة تتكلم ووو اااه بس كدا 
لم يرد عليها و لا يريد أن يكتب كلمة واحدة لأحد حالته المزاجية سيئة للغاية كاد أن يغلق الهاتف لكنها أرسلت له رسالة صوتية قائلة فيها
أنا اترددت كتير بس مكنش ينفع اعرف إن حضرتك تعبان و مقلش سلامتك الف سلامة يا ريت ماتخليش آخر سوء تفاهم بينا يخليك تفهم عني حاجة مش صح و ربنا الشاهد عليا معلش طولت عليك سلامتك الف سلامة 
كانت رسالتها الأخيرة سببت له الكثير من علامات الاستفهام ضغط على زر التسجيل وبدأ في تسجيل رسالته قائلا بنبرة منهكة 
الف سلامة لورد وقولي لها متقلقش أنا موقف الدورس الأسبوع دا كله 
ثم كتب رسالة عبر تطبيق آخر هي مشاركة فيه أيضا لتكن هذه رسالته الأولى لها
مش زعلان و مش عارف بتتكلمي عن إيه بس ربنا معاكي
نظرت أناهيد لرسالته و الإبتسامة تكاد تصل لأذنيها قربت الهاتف من فاها ومحاولة إخفاء إبتسامتها و هي تتنهد بإرتياح شديد 
شعور لا أراديا حثها على أن تشاهد القصة التي يضع على هذا التطبيق ظلت تنظر له 
طويلا حتى تمتمت بخفوت قائلة
شكلك طلعت طيب و أنا ظلمتك !
في ذات اللحظة التي تشاهد هي صورته شاهد هو أيضا كانت تضع صورتها معلقة أسفلها بكلمات تعبر عن مدى حزنها من أياما تمر بها كاتبة
نفسي الأيام دي تعدي عليا بخير بدل ما أنا مړعوپة من حلم كل ما بحاول اوصله يتهدم
بعد مرور عشرة أيام
أنا فين !
أردف صفوان جملة من كلمتان فقط لكنه جاهد حتى يتحدثهما وقفت الممرضة أمامه و الإبتسامة الخفيفة تزين ثغرها قائلة
حمد لله على سلامتك أستاذ صفوان
كاد أن ينهض