درب المتمرد من الفصل الأول للفصل السادس للكاتبة هدى زايد

لله أنت ربنا تمم شفاكي على خير يبقى ليه منحتفلش !
تابعت بجدية مصطعنة 
إلا لو أنت مش حابة وجودنا معاكي دي بقى حاجة ترجع لك
ردت أناهيد بنبرة صادقة قائلة 
والله أبدا 
تابعت بصوت حزين و نبرة تملؤها الحزن 
أنا مش حابة أأقابل حد بشكلي دا وخصوصا إني لسه ماخ...
قاطعها إلياس وهو يلج الحجرة حاملا القهوة الفرنسية قائلا 
بلاش ټحبسي نفسك جوا الدايرة دي اخرجي وعيشي حياتك زي ما كنتي بتعملي زمان ولو على الآثار دي فهي هتروح هي بس محتاجة شوية وقت مش أكتر
سألته بتوجس قائلة
هو هو مش ممكن الناس تخاف مني !
رد إسحقاق على سؤالها بسؤالا آخر قائلا  
الناس تخاف منك أنت طب قولي تخاف مني من إلياس اقولك معاكي حق انما في حد ېخاف من القمر اهي دي جديدة عليا الصراحة!
ردت والدتها بسعادة قائلة 
إن شاء الله يجبر بخاطرك يارب
تابعت وهي تنظر لابنتها قائلة
شايفة يا نونه عشان اقولك مش مصدقاني أنت زي القمر
ختمت حديثها قائلة بنبرة لا تقبل النقاش
خلاص الحفلة هتتعمل بكرا يعني هتتعمل ومافيش هايمانعني 
ردت مهدية قائلة بإبتسامة واسعة
اهو كدا ضمنا إننا هنأكل تورتة بكرا
وكأن هذه الجلسة جلسة إعادة تأهيل للنفس أكثر من كونها عائلية من الدرجة الاولى رضخت أخيرا لقرار أمها بعد أن استمعت لكلمات ربتت على قلبها قبل أي شيئا آخر .
داخل منزل عائلة المحمدي 
كان يونس جالسا على إحدى سلالم الدرج و سيدرا واقفة تناول منها قدحا من القهوة
ثم جلست بدأت تتحدث معه كلمات من هنا وهناك حتى ختمت حديثها متسائلة بنبرة متعجبة قائلة 
ممكن افهم مدخلتش ليه عند تيتا ! 
ماهي نايمة هدخل اعمل إيه وبعدين هنا قاعدة وجوا قاعدة عادي يعني
غمزت بطرف عينها قائلة بإبتسامة خفيفة 
يعني مش أنا قاعدة لوحدي !
ضحك وهو ينفث سحابة دخان كثيفة في الهواء عاد ببصره لها وقال.
حاجة زي كدا
تابع بتذكر قائلا 
صحيح الواد طلال فينه مختفي من الصبح هو وفضل !
ارتشفت رشفات سريعة من قدح القهوة خاصته وهي تقول 
راحوا لعمو شاهين عشان فريدة بس كلمت تيتو سمعت صوت زعيق جامد وشكل الدنيا خا برنة خالص بنهم
كادت أن ترتشف مرة أخرى لكنه جذب منها القدح وهو يقول بنبرة مغتاظة
اموت وافهم هو أنت عاملة القهوة عشان تشربيها ولا أنا اللي اشربها
ردت بحزن طفولي قائلة
غلس بجد هي دي تسلم ايدك خدها يا رخم
خرجت صبا على إثر صوت شجارهم تذكر جلستها مع بن عمها في الصغر ابتسمت على تلك الذكريات تنهد وهي تتابع مايحدث بينهما 
انتبهت سيدرا لوجودها اتجهت نحوها قائلة بجدية مصطنعة 
و أخيرا جدو افرج عنك يا صولا
ابتسمت صبا و هي تنظر لها قائلة 
تقدري تقولي كدا
تابعت بتذكر قائلة 
هي تيتا نايمة !
لا أنا صحيت مين بيسأل عليا!
قالتها الجدة وهي تخرج من غرفتها متكأ على عكازها سار يونس تجاه الجدة ليساعدها وهو يقول 
دي طنط صبا يا تيتا اللي بتسأل أنت بتنامي كتير ليه الايام دي أنت تعبانة ولا إيه !
ردت الجدة بمرارة وهي تكفكف دموعها بمحارم ورقية قائلة 
هقعد مع مين ! ما الغالي هان عليه سته وحبس نفسه
جلست سيدرا جوارها و هي تربت على كتفها ثم قالت 
متزعليش يا تيتا بس هو لازم ينفذ الحكم ادعي له ربنا يهونها عليه الفترة الجاية
سلام عليكم
القى فضل التحية وهو يلج و نير ان الڠضب والشړ يتطاير من عينه هوى بجسده على أقرب مقعد وبجانبه طلال ربتت الجدة على كتفه متسائلة بنبرة حانية 
خير يا حبيبي عملت إيه !
لم يتحمل فضل تساؤلات أحد قرر أن يغادر الردهة متجها للغرفة التي يمكوث فيها بينما رد طلال قائلا 
عم شاهين ضربه بالقلم قصادنا وقصاد مراته 
ردت الجدة بنبرة منفعلة قائلة 
ق طع الايد اللي تتمد عليه هو بيستعبط الواد دا ! يضرب راجل طوله وكمان قدام مراته !!
رد طلال قائلا بهدوء 
فضل غلطان يا تيتا قل أدبه على عم شاهين
سألته صبا قائلة
طب والموضوع وصل لحد فين !
أجابها قائلا بنبرة حائرة
مش عارف بصراحة وال....
بتر حديثه ما أن صدح رنين هاتفه المكان نظر لشاشته عاقدا ما بين حاجبيه اعتذر ثم غادر المكان ضغط على زر الإجابة قائلا 
وعليكم السلام مين معلش ! والدة أناهيد اه أهلا وسهلا خير يا فندم ! حفلة عيد ميلادها بكرا بكرا !
صمت لبرهة قبل أن يحاول الإعتذار قائلا
كان نفسي احضر بس عندي ظروف تمنعني الصراحة
رد سريعا قائلا
طب خلاص خلاص بلاش عياط من فضلك هحاول حاضر إن شاء الله ماشي مع السلامة
اغلق الهاتف وهو يحدث نفسه بخفوت قائلا
وبعدين بقى يا طلال في الناس دي دول زي ما يكون ماصدقوا اني اتكلم معاهم
 
في مساء اليوم التالي
ولج فضل حاملا قدحا من القهوة وجد 
طلال يغلق أزرار قميصه الأبيض ارتشف قهوته وهو يتسأل