درب المتمرد من الفصل الأول للفصل السادس للكاتبة هدى زايد

اللي حصل أنا ظبط الدنيا اخلص يلا ومتنساش تجيب الفلوس 
فلوس إيه دي يا طلال اللي عاوزاها من الاهبل اللي ماشي وراك دا ! وأنا رغاي يا ابن الك...
ماشي لما اشوفك
بالسلامة أنت بقي يا نوال اصل بابا هينتاقش معايا بالحزام
قفز يونس فوق مقعد الصالون رافعا الوسادة كدرع من ضربات أبيه الذي كان يقول بنبرة مغتاظة
دا أنا ابويا خلفني و كبرت وخلفت وقربت ابقى جد ومقدرش صوتي عليه
كزت على أسنانه وقال بنبرة مغتاظة 
وأنت يا ابن الك... عاوز تضربني 
آآآه وربنا ماكان قصدي يا بابا آآآه
هرولت رقية محاولة تهدأت زوجها قائلة 
خلاص يا أبو يونس عيل وغلط معلش 
دا عيل دا دكتور قد الدنيا
رد يونس بنبرة مغتاظة قائلا
بس يا حقنة ياللي حسبي الله ونعم الوكيل فيكي
قام بيجاد بضربه وهو يحاول تسديد ضرباته قائلا
ملكش دعوة بيها يلااا
لم يجد يونس سوى خزانة الأكواب الفاخرة التي لا تخرج سوى لأناس معينة
وقف حذائه وقال بتحذير 
النيش دا لو جراله حاجة ماما هترفع عليك قضية بالقايمة 
ابعد ياض بعيد عن النيش خليني اعرف اضربك
تسمر يونس أرضا وعيناه لا تبرح باب الشقة فجأة بدون سابق إنذار هدر بنبرة مرتفعة
جدووووو
ركض بسرعة هو ذاته لا يعرف من أين أتى بها اوصد الباب بالمفتاح قبل أن يصل له والده طرق والده من الداخل قائلا
افتح يا يونس افتح بدل ما افتح دماغك !!
رد يونس بجدية مصطنعة قائلا 
وبعدين بقى يا بيجاد هنهزر !! يلا خد بالك من ماما و الحقنة اللي معاك لحد ما ارجع
نظر لشاشة هاتفه ضغط على زر الإجابة وقال 
إيه يا طلال عملت إيه ! يعني خلاص خرج من القسم طب كويس لالا اطمن محدش عرف حاجة الحمد لله لا كدا هروح شغلي بقى عشان كنت إجازة امبارح يلا سلام
في الحارة أمام المقهى 
كانت واقفة الجدة ولاء في انتظار سيارة الأجرة اتجه نحوها يونس متسائلا بنبرة متعجبة 
واقفة هنا ليه يا لولو !
تشبثت بيدها في ذراعه و تستند بالأخرى على عكازها قائلة 
تعال معايا على التأمينات 
ليه ! 
وقفوا لي المعاش هروح اشوف إيه الحكاية
رد يونس قائلا بنبرة حانية 
سيبك منهم يا لولو و أنا هبقى اروح اشوف الموضوع دا بعدين
ردت الجدة ولاء وهي تقف وسط الحارة 
هتوديني ولا اروح أنا لوحدي !
رد يونس بنبرة متعبة علها تقبل بحديثه 
وهو يقول  
طب يا ولاء أنا منمتش والله بقالي يومين وكنت بعمل مليون مشوار ولسه هروح شغلي خليها بكرا ووعد هروح بنف...
قاطعته وهي تشير بيدها لسيارة أجرة لكنه رفض تركها قرر أن يذهب معها لينهي الإجراءت اللازمة .
وقف يونس وسط المارة في الرواق و هدر بصوته الجهوري و هو يقول بنبرة مرتفعة قائلا 
فين المدام نوال
خرجت فتاة لم تتجاوزة السادسة و العشرون من عمرها و هي تلوك العلكة بطريقة منفرة 
جعلته يفقد ما تبقى من عقل حين قالت
هو إيه أصله دا مين أنت و بتصوت ليه كدا ما براحة يا أستاذ أنت
رد يونس و هو يقترب منها و قال بعصبية شديدة
أستاذ !! أستاذ !! أنا دكتور يا مدام مش أستاذ !!
ردت نوال و هي تعود لمكتبها قائلة
السجل المدني الناصية أنا مبطلعش بطاقات رقم قومي يا أستاذ قصدي يا دكتور 
أنا مش جاي اطلع بطاقة أنا جاي مع جدتي عشان معاشها وقف و قالوا إن لازم تروح التأمينات عند مدام نوال الحكيمي
وضعت يدها أسفل خدها و قالت باستفهام 
أنت جاي و ايدك فاضية يعني  
ايدي فاضية ازاي  
قصدي ستك فين ! 
تحت في العربية مش هتقدر تطلع
عادت ببصرها للأوراق الموضوعة على سطح المكتب الخشبي و قالت 
خلاص هخلص اللي في ايدي دا و نازلة لها ارتاح هنا خمسة
اقترب يونس ووضع أسفل الملف فئة المئتين جنيها و قال بنبرة هامسة 
صباحك فل يا مدام نوال دا عشان تجيبي الشاي بتاعك
رفعت بصرها و قالت بنبرة محذرة
شيل اللي حطيته تحت الملف دا بدل ما البسك قضية رشوة و عندي بدل الشاهد الف يا أستاذ قصدي يا دكتور
سحب يونس النقود و هو يقول 
لا و عليه أنت شكلك وش فقر أساسا و هتتعبيني معاك نرتاح خمسة مش مشكلة
بعد مرور أكثر من ساعة تقريبا
استيقظت الجدة ولاء من نومها و قالت بنعاس
واد يا يونس هي الخمس دقايق دول بتوعها جملي كدا ليه
رد يونس و هو يتئثاب 
مش عارف يا تيتا دي باين عليها ست صعبة
تابع بنبرة مغتاظة قائلا
و لا اللبانة اللي بؤقها تيك تيك حاجة تجيب للواحد العصبي و الله
ختم حديثه و هو يترجل من سيارته 
اهي شرفت الهانم الحمد لله
ابتسم لها ابتسامة مزيفة و قال 
أخيرا يا مدام نوال
ردت نوال و هي تقترب من الجدة قائلة
معلش يا دكتور ورانا اشغال مش بندلع و الله
تابعت بإبتسامة واسعة 
ازيك يا ستي عاملة