درب المتمرد من الفصل الأول للفصل السادس للكاتبة هدى زايد

بسبب الحد ثة اللي حصلت ياريت محدش يتكلم معاه في أي حاجة ممكن تضايقه ولا حتى يفكره باللي حصل
تابع حديثه بعتذار قائلا 
أنا آسف مضطر امنع الزيارة في الوقت الحالي لحد ما يتحسن نفسيا.
ردت ربى قائلة برجاء 
ارجوك يا دكتور أنا مش هقدر اسيب ابني انا مش هتكلم معاه في حاجة ب....
رد الطبيب مقاطعا إياها قائلا
من فضلك يا مدام لو عاوزة صفوان يتحسن بشكل أسرع بلاش زرايات في الوقت الحالي 
أنا مضمنش ممكن يعمل إيه بعد كدا في نفسه
ختم حديثه قائلا
أنا بخلي مسؤوليتي و بحملكم المسؤولية كاملة .
رد نوح قائلا بنبرة تملؤها الحزن الدفين 
خلاص يا دكتور اللي حضرتك شايفه هنعمله
لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم خير متقلقيش إن شاء الله خير طب معلش مش حابة اتقل عليكي أكتر من كدا و معلش لو كلمتك في وقت متأخر مع السلامة يا سيدرا
أردفت ورد عبارتها وهي تجوب الغرفة ذهابا إيابا كانت تهاتف سيدرا تعتذر لها عن ما بدر منها بعد صراع طويل بينها و بين حالها في أن تعتذر أو لا تعتذر سردت لها تلك الأخيرة ما حدث لأخيها بعد أن عاد للحياة 
جلست أخيرا ما أن تمتمت أناهيد بنبرة مغتاظة بسبب حركتها المفرطة وضعت الهاتف جنبا ثم قالت بإرتياح
اهو أنا كدا ارتاحت بجد كنت خاېفة أكون شيلت ذنبه
ابتسمت أناهيد وهي تقول بغمزة من عيناها قائلة بعفوية 
يا بت يعني مش عشان صفوان
وقفت ورد بهرجلة و هي تقول بنبرة مغتاظة
قلت لك مليون مرة يا أناهيد أنا مش أنت اللي بتبدلي في الرجالة زي الجزم
لم ترد أناهيد على إهانة أختها بل تجاهلت و بدأت تتنقل بين التطبيقات تتابع أهم الأخبار 
وجدت رسالة منه ردا على رسالتها كاتبا
ملف إيه اللي أنت عاوزاه ! هو أنت أصلا بتاخدي عندي أنا مبحبش شغل العيال دا 
كتبت رسالة تعتذر فيها وكتبت 
أنا آسفة كنت بكلم صاحبتي و نسيت وبعت لحضرتك غلطة و مش هتتكرر و ممكن جدا حضرتك تعملي بلوك
خرجت من الرسائل ثم قامت بنشر كلمات راقت لها في إحدى الأغاني الخليجية كانت تقصده في حروفها حين قرأها بعيناه 
صدفة ومن بين كل الناس علجني من يوم شفته وعيني جت في عيناه حسيت شئ في عيونه حلو غريب يچذبني
نشرته على أكثر من موقع و بدأت التعليقات 
تنهال عليها بين ساخرا و معجبا بكلمات الأغنية بدأت ترد على جميع التعليقات ظنت أنه سيكتب لها أي تعليق كما تفعل هي لكنه لم يعيرها أي اهتمام اطفئت شاشة الهاتف و جلست تفكر في تصرفاتها الغريبة التي لم تؤيدها من الأساس لكنها قررت أن تكمل ما بدأته اڼتقاما لكبريائها خدعها شي طانها بأن ما تفعله مجرد مزحة مع شخص لم يعرفها جيدا و قررت أن تعرفه عن حالها هل ستكمل في هذا أم لا !
بعد مرور عدة أيام
خرج صفوان من المشفى و لكن مازال ساقيه داخل الجص الأبيض قام اخوته بوضعه على مقعد خشبي ليسهل عليهم حمله و نقله صعدا والديه و بقى طلال و يونس 
وقف عن الارض ما أن قام بفتح البوابة الحديدية عن آخرها ابتسم له ثم قال و هو يربت بيده على كتف أخيه 
متقلقش طلال هايقدر يشيلك يا صاحبي
ابتسم صفوان إبتسامة شديدة التكلف حمله الأثنان متجهين على سلالم الدرج هرول 
باسل ليساعدهما لكن منعه طلال و طلب منه أن يزيح أي شئ يعوق الحركة توقف الأثنان عند باب الجدة ولاء التي وقفت رغم تعبها الشديد استقبلته بدموعها ضمت رأسه لصدرها و كأنه هذا ما يريده بالتحديد بكى حتى فاض به ظلت تربت على كتفه و تشدد من أزره لم يتحمل الجميع صراخته المكتومة و نحيبه بدأت الدموع تنهمر من أعين كل من ير هذا المشهد قفزت سيدرا بين سلالم الدرج حتى وقفت عند أخيها ضمته لصدرها بينما هو لم يرفع بصره لها لم يقو على ذلك من الأساس ظل يعتذر منها قائلا 
حقك عليا حقك عليا أنا السبب سامحيني أنا آسف و الله ما كان قصدي حقك عليا .
طبعت قبلة على رأسه و هي تقول بمرارة 
محمد راح للأحسن مني و منك ربنا عاوز كدا و احنا مؤمنين و لازم نقول الحمد لله في السراء و الضراء .
ولأول مرة منذ وقت طويل تتقابل عيناه بخاصتها سألها من بين دموعه المنهمرة على خديه قائلا
أنت ازاي كدا ! ازاي قادرة تسامحي واحد زيي ك سر لك قلبك و ق تلك جوزك ليلة فرحك ازاي
جففت له دموعه و هي تقول بنبرة حانية 
عشان مليش نصيب في ومعترفش لو كان عاش كان عمل لي إيه و لا ربنا كاتب لي إيه
ختمت حديثها قائلة پقهر 
أكيد ربنا هايعوض خير على صبري أنا راح مني واحد