درب المتمرد من الفصل الأول للفصل السادس للكاتبة هدى زايد

احتضن يونس دافعا إياه للخارج وقف بيجاد متسائلا بنبرة داهشة قائلا
هو إيه اللي قلب الواد كدا !!
رد نوح وهو يربت على كتف أخيه ظنا منه 
أنه تبدل لسبب ما جلس واجلسه معه متسائلا بهدوء قائلا
اهدأ بس وقل لي إيه اللي حصل  
ولا اعرف فجأة دخل عليا بقوله كنت فين قام مصوت ويقولي أنت كمان بتسألني فيك إيه ياواد مالك بتصوت ليه وعينك ماتشوف إلا النور اتعفرت ومبقاش واقف على بعضه
عملها ابنك عشان ينقذ طلال من تحت ايدي وابنك الأهبل ماشي وراه
أردف نوح عبارته وهو يومئ برأسه علامة الإيجاب بينما ابتسم أخيه على تصرفات ذاك الأبله و بن عمه نظر له وقال بجدية 
عادتهم ولا هيشتروها 
أنت بتضحك يا بيجاد وأنا على أخري من طلال وتصرفاته !! 
اهدأ بس وفهمني عمل إيه المرة دي !
كاد أن يتحدث نوح لكنه نظر لابنة أخيه وقال باسما
معلش يا جوجو فنجان قهوة من ايدك الحلوة دماغي هتنف جر 
حاضر يا عمو ثواني وتبقى عندك
عاد ببصره لأخيه ثم بدأ في سرد ما حدث منذ البداية وحتى هذه اللحظة بدأ بيجاد يستمع له و لم يصدق ما يتحدث عنه أخيه 
رد بنبرة ذاهلة قائلا
مش معقول يا نوح مش معقول طلال يكون كدا ! 
مش معقول ليه بكدب أنا مثلا يعني ! 
لا مش قصدي بس أنا اقصد يعني إن طلال مش صغير و إنه لو فعلا زي ما بتقول كدا ما يتجوز ماهو عنده الشقة جاهزة وهو نفسه ماديا بعيد عنك مرتاح جدا جدا جدا ماشاء الله يعني مش محتاج مساعدة من حد !
تابع بإقتراح قائلا
طب بقولك إيه اعرض عليه يتجوزها طالما بيحبها ويتجوزها 
أنا مش هقترح على حد أنا هخلي يتجوزها فعلا هوفالح يمشي معاها ويعمل اللي بيعمله دا و مش فالح يتجوزها ويتلموا في شقة بدل القرف والفضايح دي ! 
طب يا نوح اتكلم معاه براحة و عرفه إنه كدا ماشي في طريق غلط وحرام وأخرته وحشة وإن كان بيحبها فعلا يتجوزها
تنهد نوح پغضب مكتوم وهو ينظر لأخيه قائلا
ربنا يسترها وميكنش الموضوع واخد سكة تانية 
قصدك إيه يعني مش فاهم !
تأفف نوح وقال بنبرة مغتاظة
قصدي تحمل منه يعني يا بيجاد بقلك الواد احواله اليومين دول زي الزفت وكل يوم والتاني جاي لي وش الفجر ومش على بعضه وأخرهم النهاردا عاوز إيه تاني عاوزني استنى لما اناهيد هانم تتدخل عليا بعيل وتقولي ابنك مش راضي يعترف إنه مخلف مني !! 
لا يا نوح لا طلال مش واصل للدرجة دي يعني وإن كان عمل اللي عمله دا يعني حركات شباب طايشة بتعقل لما بتتجوز
رد نوح قائلا بنبرة مغتاطة 
دي حركات شباب قليلة الأدب لا شافت تربية ولا دين أنا مستغرب الواد دا ازاي كل البنات بتيجي تاخد عنده ها تجنن 
يا نوح اسمع مني طلال عاوز يتجوز عشان يتلم متنساش بردو إنه عدا التلاتين ولسه عازب
القهوة ياعمو
قالتها هاجر وهي تضعها على سطح المنضدة الزجاجي ثم غادرت الردهة بأمرا من أبيها نظر نوحلأخيه وقال بنبرة مغتاظة
وهو أنا كنت منعته ماهو من الساعة الست ندى وهو رافض يتجوز وهوب فجأة نطت ست اناهيد معرفش مين فيهم اللي لف على التاني ومشيوا في سكة مايعلم بيها إلا ربنا
ربت بيجاد على فخذ أخيه وقال بهدوء وحكمة قائلا
الجواز وبس هو اللي هايعدلهم ولو معدلهمش اهم يتلموا بدل الفضا يح كدا بس أنا مش قلقاني الجواز أنا اللي قلقاني إنه يرفض يتجوزها أصلا
ابتسم نوح وهو يقول بعناد
لاااا ماهو أصلك متعرفنيش دا لو فكر بس يرفض ورحمة جدي مالي عندي غير الجز مة وبردو هيتجوزها إن كان هو مترباش أنا التربية معدتش عليا أصلا
تنهد بعمق وهو يقول بوعيد 
يطلع الصبح ولينا كلام تاني مع بعض
رد بيجاد قائلا بتذكر 
قل لي صحيح عمك عمل إيه في موضوع بنته
رد نوح بضيق قائلا 
هايعمل إيه الله يعينه والله بنته خلتها خل خالص وجابت عاليها واطيها لا ودي الطلقة التالتة ما شاء الله
سأله بيجاد قائلا بفضول 
وهو أنت كنت عارف إن صبا اطلقت مرتين قبل كدا !
اجابه نوح وهو يرتشف من قهوته رشفات سريعة ومتتالية قائلا
اه بس عملت نفسي اتفاجئت عشان ميزعلش ويقولي بتلغيني وكمان صبا اصلا كانت بتقعد تقول محدش يقول لبابا وابوك كان بيحلها زي كل مرة 
والعمل دلوقت ! 
مافيش ادينا قاعدين منتظرين حد فيهم يعبرنا ويقول إنتوا
تابع نوح بنبرة مغتاظة قائلا
والغريبة إن محد عبرنا لحد دلوقت دول زي ما يكونوا كانوا منتظرين رجوعها مصر يا جدع إيه دا !!
ابتسم بيجاد وقال بسخرية
سابت اللي اشتراها ومسكت في باعها
نظر نوح له ثم قال
و أنت يعني اللي كنت اسم الله اوي يعني ما أنت