درب المتمرد من الفصل الأول للفصل السادس للكاتبة هدى زايد

زكريا بس أنا مش هينفع تدخل دي مش أول مرة اطردها اصلا
نظر زكريا لها ثم عاد ببصره له و قال بجدية 
حاليا في مرور و أنت عارف المواجه اللي جاي رخم ازاي ډخلها المرة دي وعلى ضمانتي
لو كان زكريا مريضا يجب عليه أن يخبر الجميع بذلك لكن أن يغير حالته المزاجية كما يغير رابطة عنقه هذا الذي لم يستطع فهم أحد 
تنهد طلال و هو يقبل كعادته محايلات المعلمين و المعلمات في مثل هذه المواقف 
سارت تجاه مكانها و جلست و الإبتسامة ترتسم على ثغرها بينما هتف زكريا قائلا
المرة الجاية لو مستر طلال طردك أنا بنفسي اللي مش هخلي يدخلك مفهوم !
ردت أناهيد قائلة بإبتسامة واسعة 
حاضر يا مستر
عاد ببصره ل طلال متسائلا عن حالة اخيه قائلا 
صفوان عامل إيه دلوقت ! 
الحمد لله فاق لنهاردا الصبح بس زي ما أنت عارف معرفتش أخد إجازة النهاردا بسبب أجازاتي الكتيرة .
ربت زكريا على كتفه و هو يقول بإبتسامة 
خفيفة
خير إن شاء الله المهم إنه قام منها بالسلامة
نظر طلال ليد زكريا و بداخله تساؤلات عدة لكن احتفظ بها لنفسه بينما ختم ذاك الأخير حديثه قائلا
بلغ سلامي لوالدك نوح باشا المحمدي و متنساش عمك
ابتسم له إبتسامة شديدة التكلف و هو يقول 
يوصل إن شاء الله .
في المساء
كان زكريا يتناول وجبته السريعة وهو يقود سيارته عائدا إلى البيت ما أن وجد عمه جالسا على أحد المقاعد الموضوعة خارج المقهى ابتسم توقف بسيارته أمامه متسائلا بنبرة ساخرة
بتعمل إيه عندك يا عمي !
ردد عمه الكلمة قائلا
عمك !
سأله زكريا بنبرة متعجبة قائلا
إيه مزعلاك كلمة عمي ! مش دي الحقيقة ! مش أنت عمي بردو !
رد عمه قائلا بنبرة تملؤها العتاب و الحزن المصطنع
و هو لو أنا عمك بصحيح تسبني كدا لا شغلة ولا مشغلة بعد ما خرجت من السچن ! و أنت عارف المصاريف والغلا اللي احنا في
كان زكريا يلوك لقيماته بهدوء شديد و هو ينظر لعمه الذي يجيد الحزن و الضيق من حاله مد له يده مع آخر قطعة من شطيرة اللحم و قال
كنت هرميها في الژبالة بس يلا مش مشكلة أنت اولى بردو
كاد أن يمد يده ليأخذها منه لكن يد سارة
منعته من ذلك قائلة
اديها للكلب بتاعك يا زكريا هو اولي من عمك
رد زكريا قائلا بإبتسامة واسعة
ماهو الكلب بتاعي مش متعود على فضلات الأكل لكن أبوكي عادي يعني
ردت سارة قائلة بنبرة مغتاظة
طلع الغل اللي فيك دا بعيد عننا يا زكريا احتا بعاد عنك ابعد أنت كمان
غمز زكريا بجانب عينه وهو ينظر لعمه ثم قال بإبتسامة واسعة
هاتسمع كلامها ولا كلامي و تاخدها و فوقيها سجاير اجنبي !
تناول عمه منه الشيطرة حاولت سارة منعه لكنها فشلت لم تستطع كظم غيظها فقررت ضړب اخيه في كتفه وهي تقول بنبرة مغتاظة 
امشي من هنا زكريا يلا امشي
صدحت ضحكات المكان وهو يغادر ملوحا بيده ثم قال قبل المغادرة
سلام يا مدحت
نظرت سارة لابيها وقالت بنبرة معاتبة 
كدا يا بابا كدا تخلي زكريا يقل منك و يتريق عليك و يذلك عشان لقمة !!
اعمل إيه يعني جعان وعاوز اشرب سجاير والصراحة بقى اتعودت علي سجايره الاجنبي بتريح صدري 
بلاها منها خالص السجاير و إن كان على الأكل هاجيب لك أنا وأنا راجعة من الشغل بس بلاش تذل نفسك له ولا لغيره دا واحد مريض بذل الناس ابعد عنه يا بابا و كفاية ۏجع قلب أنا قلبي بيرجعني لما بشوفه بيعاملك كدا
رد والدها قائلا بنبرة غاضبة 
ملكيش دعوة ابن اخويا وبيهزر معايا امشي أنت يلا شوفي رايحة فين !
في المساء
داخل غرفة صفوانبالمشفى كان شاردا لم تصل إلى مسامعه كلمات والديه ربتات والدته على خصلات شعره لم يلتفت إليها نهائيا بينما
وقف نوح قائلا بجدية
المفروض نتكلم عن حكاية الشرب اللي عرفتها متأخر بس مش هتكلم فيها دلوقت لما تشد حيلك كدا .
ابتسم له طلال و قال ممازحا أخيه 
خلاص بقى يا بوب صفوان عليه توصية من لولو محدش يزعله حد قدك يا عم
مدت ربى يدها بقطعة من التفاح لم يتناول أي شئ منذ الصباح الباكر شاح بوجهه تجاه النافذة ضغطت عليه والدته لكنه أتى بنتيجة عكسية تحول هدوئه المريب لڠضب شديد 
كل ما طالته يده قام بك سره صراخه يدوي الغرفة نزع عنه المحاليل الطبيبة حاول منعه أخيه من مغادرة الفراش بينما استدعى والده الطبيب الذي أتى على الفور قام بإعطائه إبرة مهدئة سريعة المفعول تمتم صفوان قبل أن يغمض عيناه قائلا 
سيدراااا سي در.....
خرج الجميع من غرفته ما أن أمر الطبيب تركه حتى يأخذ قسطا من الراحة وقف يشرح ماحدث له قائلا 
زي ما قلت لكم الصبح صفوان بيعاني من إنه يار عصبي حاد