درب المتمرد من الفصل الأول للفصل السادس للكاتبة هدى زايد

إنه خلاص البرج اللي فاضل في عقله طار
تابع بإبتسامة واسعة
حمد لله على سلامتك
ختم حديثه قائلا بغمزة من عينه قائلا 
تلاقي ولاء بعتت جابتك من البلد عشان تتخا نق معانا كالعادة
نظر فضللجدته التي تؤدي فرض صلاة العشاء ربت على ظهرها وهو يقول
دي الخير والبركة
تابع بنبرة مازحة 
واحنا نيجي نتخا نق معاكم عادي احنا ورانا حاجة
صدحت الضحكات في المكان ولج طلال
وبين يده حامل القهوة وضعه على سطح المنضدة الخشبية و هو يقول
يا عم سيبك من البلد بقى وتعال اقعد هنا هي القاهرة مش عاجبك ولا إيه !
انتهت الجدة من الصلاة نظرت للقهوة ثم نظرت ل طلال و قالت بنبرة غاضبة
إيه قلة الذوق دي يا واد الواد مسافر طريق طويل وفي الآخر يشرب قهوة قوم هات له أكل ولا انادي على اختك تطبخ له
نظرت له ثم قالت بنبرة حانية عكس التي تحدثت بها مع حفيدها متسائلة
تأكل إيه يا خويا ! شاور و اللي نفسك في يجي لك
غمز طلال بطرف عينه و قال بجدية مصطنعة
اه هو أنت عشان أهلك جم من البلد خلاص هتشوفي نفسك علينا ياولاء مش كدا !
ضحك الجميع على كلمات الجدة المعتادة في مثل هذه الزيارة تنحنح فضل ثم قال بجدية 
أنا جيت لك يا عمي عشان تكلم باباأنا عاوز فريدة اختي معايا وهو مش راضي 
تاني يا فضل تاني هتتكلم في الموضوع دا تاني أنت مبتزهقش كلام في !! 
دي أختي يا طلال بنت أمي وابويا وصية أمي ليا الله يرحمها ومش هاسيبها لحد ما اموت
ربتت الجدة على ظهره بحنو وحب وهي تقول 
بعد الشړ عليك يا حبيبي
رد نوح قائلا بنبرة حائرة 
مش عارف اقولك إيه والله يا فضل بس أنا شايف إن فريدة بدأت تتأقلم على الوضع و ماشاء الله عليها بقى ليها كيان وكرير و اعمال خير كتير وفي كل حتة ومظنش انها هتوافق تعيش معاك في الصعيد !!
تنهد فضل ثم قال بهدوء
طب يا عمي اقنعها أنت والخير اللي بتعمله هنا هساعدها في أنا هناك وربنا يقدرني
ردت الجدة بعدم فهم قائلة
طب أنت إيه اللي طلعها في دماغك وخلاك تصمم تاخدها معاك ! 
فريدة بتعمل مشاكل مع بابا وأنت عارفة بابا من ساعة ما اتجوز مراته دي وكل يوم والتاني في مشاكل بينه وبين فريدة وبصراحة ربنا بقى مش هستنى لما تيجي اختي وتقولي بابا طردني
تنهدت الجدة وهي تقول بهدوء وعقلانية
خلاص احنا نتعشى و نشوف فريدة فين ونخليها تيجي و نحل الموضوع دا
على الجانب الآخر 
كانت ورد تضمض لأختها جرحها وهي تضغط عليه كانت تتأواه حدثتها برجاء قائلة
براحة يا ورد خفي ايدك شوية 
مكنش له لازمة تتبلي على الناس 
ياسلام يعني كان عجبك يروح يعملي محضر في القسم و بعدين أنا قلت إنها ورقة نضغط بيها عليهم بس مكنتش أعرف إن الزفت اللي فضل دا هايبوظ لي الحكاية وما ينوبني غير فتح د ماغي ااااه ما براحة يا ورد قلت لك
بعد مرور ساعة 
كانت اناهيد تقف أمام محل تبتاع بعض العصائر والحلوى وقفت أمام البراد تنتقي ما تريد وضعتهم داخل أكياس بلاستيكة سارت خطوات بسيطة ثم وقفت أمام الرجل مرة أخرى تنتظر دورها كانطلال يقف جوارها متجاهلا وجودها صدح رنين هاتفها نظرت له وجدت اسم والدتها يضئ شاشته ابتسمت تلقائيا ضغطت على زر الإجابة وهي تقول 
الو عاملة إيه يا ماما ! أنا الحمد لله بخير
تابعت بمرارة والدموع تتكوم داخل مقلها قائلة 
أنت واحشتيني اوي يا ماما هشوفك إمتى ! ورد بتعاملي حلو اوي
ابتسمت بسخرية على حالها وهي تقول
أنا مافيش حاجة رسمتها في خيالي طلعت صح من يوم ما رجعت من إسكندرية لا طبعا للأحسن يا مانا أنت متتصوريش بنحب بعض ازاي بابا لالا متقلقيش بيعاملني حلو الحمد لله مراته !! اه بتحبني بردو المهم أنت هتيجي إمتى أنا عاوزة أشوفك
أتى دورها لتدفع ثمن مشترياتها وضعتهما أمام الرجل ما هي إلا ثوان معدودة و ذهبت من أمامه جلست على أحد الأرصفة و كأنها تنتظر أحد انهت مكالمتها و هي تكفكف دموعها سكتت مليا ثم تمتمت بخفوت وهي تنظر للسماء 
يارب
بقى الحلوة عاوزة تعمل مح ضر بالضړب
أردف بكري عبارته و هو يترنح و بيده سلا حه الأبيض وبالأخرى زجاجة من الخ مر تنتهدت أناهيد وهي تشيح بوجهها للجهة الأخرى عادت ببصرها قائلة
روح يا شاطر العب بعي ... آآآه
لم يمهلها فرصة لأي شئ جذبها من خصلات شعرها الطويل قام برسم خطا أسفل قدماه بسلا حه الأبيض و هو يقول بصوت مرتفع
اللي هايفكر يقرب لي يعدي الخط دا
اقترب منها و قال بفحيح الأفاعى
أنا بقى هعرفك مين فينا الشاطر بنت كرم
استرها يارب مين اللي پيصرخ كدا في إيه !
أردف نوح عبارته و