درب المتمرد من الفصل الأول للفصل السادس للكاتبة هدى زايد

وصل لمسامعه صوت غلق باب المنزل لايريد أحد بهذه الحالة على الرغم من أنها قررت الرحيل إلا أنه يريدها وبشدة لا يعرف عنها شئ ولو عادت لن يتركها ترحل ثانية حتى و إن أجبرها على ذلك جلس على المقعد بين يده قدح القهوة 
غرس إصبعه كما كانت تفعل ليتذوقها إبتسامة خفيفة احتلت ملامحه عندما تذكر حركاتها .
طرقات خفيفة على باب منزله جعلته يقف عن المقعد متجها إليه مباشرة دون النظر على كاميرات المراقبة تفاجئ بوجود جده وأبيه 
افسح لهما الطريق قائلا ببرود 
اتفضلوا
يعلم سبب هذه الزيارة ولا يريد المناقشة فيه حتى جلس أمامهم يستمع لهم إلى أن ختم جده سلطان حديثه قائلا 
أنت مسلم و الإسلام بيمنعك من كل اللي أنت في دا
رد يزن بنبرة ساخرة قائلا 
وأنت لما كنت في سني عملت دا ليه ولا مكنتش تعرف !!
هدر صهيب صوته الجهوري قائلا بحدة
اتكلم بأدب مع جدك يا يزن 
تمام تمام خير جاين ليه !
رد سلطان قائلا بنبرة هادئة
يا ابني امك وخاېفة عليك ومن حقها تعمل اللي عملته وأكتر وواجب عليك احترامها 
وبردو من حقها تغلط فيك يا جدو وكل شوية تقولي خليك زي جدك عابد عابد عابد وكأن مافيش في الدنيا كلها غير عابد المحمدي و إنه واحد معصموم من الغلط !!
رد صهيب قائلا بنبرة هادئة 
مافيش حد معصوم من الغلط بس هي في نظرها إن أبوها احسن شخص في الدنيا
ابتسم يزن بسخرية قائلا
افهم من كدا إن حضرتك هتروح تصالحها 
لا مش هروح
نظر سلطان لابنه بينما رد صهيب قائلا 
زي ما هي شايفة عابد المحمدي أحسن راجل في الدنيا أنا كمان شايف سلطان البغدادي أحشن واحد في الدنيا
زفر يزن ضاحكا بنبرة ساخرة 
طب وجاين لي أنا ليه !
عشان هي أمك ونفسها ترجع يزن اللي تعرفه قبل ما تتلم على الشلة الفاسدة اللي اتلميت عليها دي افهم بقى
أردف سلطان عبارته بعصبية مفرطة رغم محاولة السيطرة على اعصابه ربت ولده على فخذه بينما نظر حفيده يزن نظرات تملؤها الحنان لا يريد أن يضغط على جده بهذه الطريقة لذلك هو مجبر على الموافقة 
والرضوخ لأمر جده طرق بأصابعه على سطح المنضدة الزجاجي مفكرا في الذهاب إلى مصر 
نظر لهم ثم قال بنبرة حاسمة
أنا هروح معاك يا جدو بس بشرط
نظر له سلطان في انتظار سماع الشروط التي بدأ بها حفيده وعلى ما يبدو أنه لن ينته منها اليوم 
ملهاش دعوة بيا حياتي الشخصية ليا أنا وبس أشرب اسهر و اعرف بنات دا شئ يخصني أنا وبس وهي مش مسموح لها تتدخل في نهائي .
نظر سلطان لحفيده وقال
بكرا ټندم على كل لحظة بتتشرط فيها على أمك صدقني اللي أمك بتعمله دا كنت بتمنى تبقى أمي موجودة و تعمله معايا زمان لكن للأسف رجعت لي وأنا كبير في سنك كدا وكنت بس كنت خربتها على الآخر ولما حبيت فيروز اتغيرت عشانها هي
قاطعه يزن بمرارة في حلقه قائلا
أنا بقى ماعنديش اللي اتغير عشانها راحت مني وأمي بتعاندني في كل حاجة فبعاندها أنا كمان
رد سلطان قائلا 
أنت مش بتعاندها أنت بتحاول ټنتقم منها البنت اللي بتحبها ودا أكبر غلط يا يزن لأن أمك ملهاش ذنب
بلع يزن لعابه بصعوبة بالغة محاولا كتم دموعه في مقله وهو يقول 
مش فارقة كتير مين الصح ومين الغلط المهم اوجعها زي ما وجعتني
ابتسم له سلطان وقال بنبرة ساخرة 
يا ترى قاصد توجع مين بالظبط صبا ولا فريدة يا يزن !
في صباح اليوم التالي
أطل يونس برأسه للداخل قبل أن يطأ قدماه ما أن ولج قبض على كتفه قائلا بإبتسامة واسعة 
أنت شرفت يابيه 
بابا ! 
ايوة بابا اللي لو حكمت هتضربه يا يونس باشا خير بقى هتضربني ليه إن شاء الله معملتش الواجب ولا الميس بتاعتي اشتكت لك مني
رد يونس بعتاب ولوم
بابا عيب يا بابا هي العين بتعلى عن الحاجب دا أنت بابا
رد بيجاد قائلا بسخرية
الخير والبركة
وقف يونس حذاء أبيه محتضنا إياه
قائلا بإبتسامة واسعة وهو ينهدم له ملابسه
الله يبارك فيك ياحبيبي روق د مك كدا متزعلش عيل وغلط 
هو مين دا ياواد اللي عيل 
رفع بيجاد حزامه ليضرب به ولده كنه استوقفه قائلا  
استنى يا بابا مكالمة مهمة دي دي نوال
هو على آخر الزمن طلال بقى نوال ! دا مكتوب طلال 
لا يا بابا دي نوال اللي ساكنة في الدور التاسع بس عشان حروفها قريبة من طلال عينك جبتها كدا الو ايوة نوال ياللي منك لله 
افتح الاسبيكر يا يونس 
مايصحش يا بابا نوال تزعل 
افتح بدل ما افتح دماغك
صدح طلال في المكان وهو يخبر بن عمه بما رتبه قائلا
أنت ياواد يايونس اخلع من ابوك بسرعة ابوك رغاي مش هيرضى يسيبك غير لما يعرف