درب المتمرد من الفصل السابع للفصل الثاني عشر للكاتبة هدى زايد

أنت مين 
تنحنحت اناهيد وقالت بصوت بالكاد يكون مسموعا 
أنا أخت طالبة هنا عند مستر طلال
اقتربت الجدة منها قليلا وهي تقول بصوت عال 
إيه بتقولي إيه 
اقتربت اناهيد أكثر وقالت بصوت عال لتخبرها من جديد 
أنا اخت طالبة عند مستر طلال وهي بتاخد عنده درس
هبطت سيدرا في الوقت نفسه وعلى ثغرها إبتسامة بشوشة بادلتها ذات الإبتسامة أناهيد بلعت لعابها وقالت بعتذار 
أنا آسفة إني عليت صوتي بس هي تقريبا الحجة مسمعتش صوتي كويس 
ولا يهمك تلاقيها نسيت تحط السماعة
تابعت سيدرا وهي تشير بسبابتها قائلة 
مستر طلال بيدي درس فوق اطلعي
ردت أناهيد نافية 
لا ما هو أنا مش باخد عنده أنا سنة تالتة أنا بس كنت جاية لأختي
نظرت سيدر في ساعة معصمها وقالت 
هو تقريبا فاضل له خمس دقايق ويخلص ادخلي استنيها على ماتخلص
هزت رأسها وقالت بامتنان 
شكرا لحضرتك طالما قربت تخلص هاستنها تحت أنا آسفة مرة تانية لإزعاجكم
كادت أن تهبط لكن استوقفها صوت أختها وهي تناديها بنبرة جاهدة لتخرج نبرة عادية وقالت 
اناهيد !
الټفت سيدرا إلى اناهيد وقالت بإعجاب شديد لاسمها متسائلة بفضول 
اسمك حلو اوي يا اناهيد ياترى تعرفي معناه 
فرغ فاها لتخبرها بمعناه لكن قاطعتها إحداهن قائلة بسخرية 
يعني المرأة الفاضلة وهي فاضلة اوي
لترد إحدى صديقات شقيقتها قائلة 
دي فاضل لها فاضلة وتفتح مدرسة وتسميها المدرسة الفاضيلة
انغمز ثلاثتهن في ضحكاتهن ما إن ختمت تلك الأخيرة حديثها الساخر ابتلعت أناهيد تلك المرارة العالقة بحلقها وقالت بهدوء 
كويس إنك خلصتي ياورد يلا عشان نمشي
ردت ورد قائلة من بين أسنانها 
ما أنت عارفة إن مش هروح معاك جاية ليه وبعدين أنا لسه عندي درس تاني
لم تستطع أناهيد أن تتحكم في تصرفات أختها قررت أن تغادر المكان قبل أن تقع بين براثن صديقات شقيقتها ابتسمت رغما عنها وقالت 
ماشي أنا همشي بقى وهابقى ابلغ بابا 
نظرت للجدة وسيدرا ثم قالت 
أنا آسفة مرة تانية لو ازعجتكم
اكتفت سيدرا بالإبتسامة بينما ولجت الجدة لتقوم بإداء صلاة العصر عادت مرة أخرى قبل أن تغادر أناهيد وقالت 
معلش يا بنتي نسيت اقولك تشربي إيه 
ظنت أناهيد أن الجدة مصاپة بالزهايمر لذلك تتعامل معها وكأنها إحدى ضيوفها لكنها لا تعلم أن هذه هي عادة الجدة مع الجميع ابتسمت لها وقالت بصوت عال نسبيا 
تسلمي يا تيتا أنا صايمة والحمد لله
نظرت الجدة لسيدرا وقالت بتساؤل 
صايمة ليه هو رمضان ولا إيه أنت عليك أيام بتعوضيها
خجلت سيدرا من تصرف جدتها وعفويتها الشديد اعتذرت لها وقالت 
معلش يا اناهيد هي تيتا كدا بتاخد على اي حد بسرعة و...
قاطعتها قائلة بإبتسامة هادئة 
مافيش مشكلة
تابعت حديثها وهي تنظر للجدة 
لأ يا تيتا أنا بصوم التسع أيام بتوع ذي الحجة
جحظت الجدة وقالت 
هما بدوا اخس عليك ياسيدرا ومتقوليش هو النهاردا اليوم الكام يابنتي  
النهاردا أول يوم كل سنة وحضرتك طيبة 
غادرت أناهيد بعد هذه الجملة معتذرة من الجميع صم بعد ذلك خرجت أختها برفقة صديقاتها الوضع بينها وبين ورد شقيقتها تأزم بعد ما حدث لها دائما تعتبرها وصمة عار لها كم تمنت لها المۏت حتى لا تر وجهها هذا تعيش دور القديسة وهي بائعة هوى وعلى مايبدو أنطلال المحمدي هو وجهتها القادمة لتخرج من هذه المدرسة كان
طلاليقف في شرفة حجرته يلتقط انفاسه قبل بدء المجموعة الجديدة ولج أخيه صفوان تلته أخته سيدرا وهي تقول 
بقل لك إيه يامستر معاد المجموعة التانية إمتى 
رد طلال وقال بجدية 
كمان نص ساعة معلش ياسيدرا اعملي لي فنجان قهوة دبل 
عيوني
عادت سريعا وقالت بتذكر 
صحيح تيتا زعلانة منك 
ليه  
عشان هي عرفت إن النهاردا اول يوم في التسع أيام بتوع الصيام وعرفت إنك قلت محدش يقلها عشان متتعبش من الصيام
رد متسائلا پغضب مكتوم 
ومين اللي اتسحب من لسانه وقالها
نظر لأخيه لكنه رفع يده سريعا وقال بنبرة صادقة 
والله العظيم ماقلت حاجة ولا اعرف حاجة عن الموضوع دا غير الوقت
ردت سيدرا مؤيدة حديث أخيها وقالت بهدوء قبل أن تغادر 
صفوان معاه حق اللي قال لها مش صفوان ولا أنا اللي قالها بنت عندك في المدرسة كانت جاية تسأل عن اختها 
مين دي  
اسمها اناهيد
صمت مليا ثم حدث نفسه بعد أن غادرا اشقائه قائلا
وبعدين بقى في البت دي إيه اللي جابها هنا لما أنا مش بدي سنة تالتة هو كلام أحمد صح وهي فعلا مش محترمة ولا جاية تسأل على اختها !
قبل أن يكمل حديث نفسه صدح رنين هاتفه ليلعن أن صديقه الذي حذره منها هو ذاته الذي يتصل به الآن ضغط على زر الإجابة وقال 
الحمد لله ازيك أنت يا أحمد أحمد كنت عاوز اسألك على حاجة هي البنت أناهيد دي فعلا سمعتها مش كويسة ولا مجرد كلام كدا وخلاص فعلا !!