درب المتمرد من الفصل السابع للفصل الثاني عشر للكاتبة هدى زايد

! إيه يابنات هتخلوني ازعل منكم أنا قلت مش عاوز صوت
ردت إحداهن قائلة
مش احنا يا مستر دي أناهيد
ردت أناهيد بنبرة مغتاظة قائلة 
وأنت مالك هو كان سألك عن اللي ضحكت وبعدين هو أنا بس اللي ضحكت ولا هو برود والسلام ! 
تعالت الأصوات لكنها هدأت من جديد ما إن طرق المعلم بيده فوق سطح المكتب الخشبي وهو يقول بصوت مرتفع 
وبعدين ! إيه الصوت دا احنا في حضانة ولا إيه !
تابع بجدية مصطنعة قائلا 
كدا تكسفوني قدام مستر طلال !!
ختم حديثه بمرح كعادته معهن 
يقول إيه الراجل مش مسيطر وسمعتي تضيع في وسط المدرسة !!
ضحكت الفتيات على مزاح المعلم يتعامل معهن كبناته وليس طالباته فهو تجاوز الأربعون بعامين تقريبا ينتمي لفئة المعلمين 
ذو القلب الرحيم وليس تلك الفئة التي يخشاها الطلاب والطالبات لكنه وقت الحاجة 
يتحول لشخص آخر جلست من جديد بعد أن أمرها سامحبأن لا تحدث شغب داخل الفصل قرع ناقوس الحصة و انتهت أخيرا 
خرجت و هي تستمع لسخرية زميلاتها عنها وعن خطيبها السابق كان يستمع لكنه تجاهل حتى يتحول الأمر لحفلة لن تنتهي ما دامت هنا أما هي قررت أن ترد الصاع صاعين لكل من يسخر منها سارت تجاه تلك المغرورة 
وقفت مقابلتها تنظر لها بتحد وقوة و ما هي إلا ثوان وهوت بيدها على وجنتها لم تتحمل الأخرى ما حدث تحولت لمشاجرة كبيرة وقبل أن يصل الأمر لمديرة المدرسة هدر بصوته الغاضب قائلا 
الله الله الله و الله عال كل دا يحصل في يوم الإشراف بتاعي !!
لطمت إحداهن قائلة.
منكم لله رحنا في داهية دا المتمرد هايطلع عيننا النهاردا
اقترب منهن و الإبتسامة بالكاد تزين ثغره و هو يقول 
مبسوطين كدا و إنتوا جايبين شعور بعض ! دا هخليكم عبرة
ردت إحداهن بتوتر قائلة 
معلش يا مستر سماح المرة دي الله يخليك لك عيالك
رد زكريا وهو يقول بجدية مصطنعة 
ماعنديش ياختي عيال كفاية عليا إنتوا
تابع بنبرة محذرة قائلا 
اللي حصل دا مايتكررش تاني مفهوم ولالا 
مفهوم مفهوم يا مستر 
اعملوا اللي إنتوا عاوزينه بس مش في يومي مفهوم
ردت إحداهن قائلة بنبرة متوترة 
حصل يا ريس
ريس دي تقولهالي لما تلاقيني بعد انفار مش وأنا بدي لشوية عيال زيكم مفهوم !!!
أردف زكريا عبارته و هو يلوح بعصاه أمام أعين الفتيات ثم هوى بها على سطح المكتب الحديدي انتفضان إثر صوت العصا أشار تجاه أحد الفصول و هو يقول بجدية مصطنعة 
يلا يا ختي أنت وهي ادخلي الفصل وماشفش وشكم لنهاية اليوم أنا مش هفضل طيب معاكم كدا كتير !!
سار في الممر تجاه طلال وقف مقابلته متسائلا بجدية مصطنعة
واقف هنا ليه مستر!
رد طلال بنبرة ساخرة وهو يغلق هاتفه 
اصلي باخد حمام شمس
أردف زكريا عبارته وهو يحمل طلال محاوطا إياه من خاصره وهو يقول بنبرة مغتاظة 
دمك خفيف وكدا يعني ! طب خده بقى جوا عشان الشمس متلسعكش يا حبيبي
ما إن وضعه داخل الفصل على الأريكة الخشبية هتف پغضب مكتوم 
مش كدا يا زكريا جالي إنزلق غضروفي يا أخي إيه هزارك دا مش كدا يا أخي !
مال زكريا بجذعه قليلا و هو يقول بجدية مصطنعة 
زكريا مبيهزرش المتمرد مبيعرفش يهزر يا مستر
تابع بجدية قائلا 
ابقى ادهن مرهم مكان الۏجع وإن كان على حمام الشمس خده في أي يوم تاني إنما يومي مبحبش النملة تخرج من مكانها اتفقنا !
ربت زكريا على كتفه قبل أن يغادر 
إن شاء الله اتفقنا ! 
الفصل الحادي عشر 
جلست فوق فراشها متخذة وضع القرفصاء ناظرة من نافذتها كانت شاردة الذهن فيما حدث لها أيعقل أن مزاحها مع صديقتها المقربة يصل بها إلى هنا ! تنفست بعمق وهي تتطالع النجوم تشكو لربها أن يظهر برائتها عادت ببصرها لتتقابل مع نظرات
يونس الذي كان يجلس حذاء جده
عابد على باب المقهى شاحت بوجهها للجهة الأخرى و سرعان ما نهضت من فراشها
لتطفئ الاضواء و تعود لوصد النافذة .
هوت على مقعدها وبكت حتى خارت قواها في البكاء ولجت امها و قالت بنبرة مقتضبة 
ابوكي جاي كمان شوية يسألك عن رايك في ابن خالتك
ردت نوال بنبرة متحشرجة إثر البكاء وقالت
بس أنا مش عاوزة سعد يا ماما
اومال عاوزة مين يا سينورة الخديوي إسماعيل ولا الملك فاروق ! ولا تكوني راسمة على حد وأنا معرفش !!
أردفت والدتها عبارتها بنبرة ساخرة متجاهلة رفض ابنتها وعدم ارتياحها لابن خالتها قبضت على ذراعيها بقوة وقالت من بين أسنانها بوعيد
قسما برب العزة إن ما اتعدلتي يا نوال لا قول لابوكي على اللي حصل كله وهو يتصرف بقى معاكي
نظرت نوال بأعين مليئة بالدموع وقالت
هو أنت بتعملي معايا كدا ليه هو أنا مش بنتك !
ردت والدتها بنبرة حادة 
بنتي اللي تسمع كلامي بنتي اللي ترفع راسي وتشرفني قدام الناس بتربيتها مش تخلي