درب المتمرد من الفصل السابع للفصل الثاني عشر للكاتبة هدى زايد

منك يا طلال
أردفت أناهيد عبارتها وهي تقف أمامه تطلب منه التوقيع على دفتر الغياب على الرغم من تلك الظروف المحيطة بها إلا أنها قررت المواجهة وعدم الهروب الدعس على قلبها لتظهر أمامه بأنها أنثى قوية لا تحزن على مافاتها بدأت تشير على مكان التوقيع وهي تحدثه بمرارة يستشعرها جيدا لأنه يشعر بنفس هذه الالم لكنه يعكس غير ذلك.
تابعت بجدية قائلة
ولا حتى زعلانة عليك لأنك مبقتش فارق لي أنا بس زعلانة على نفسي إن اثبت لك فعلا بتجاوزتي معاك آخر مرة إن حد رخيص زي ما اتقالك عموما ربنا يوفقك في حياتك ويرزقك ببنت الحلال اللي تلاقي معاها اللي ملاقتوش معايا عن أذنك عشان الحصة بدأت 
أناهيد 
نعم 
متزعليش مني أنت تستاهلي شخص أحسن مني 
لو كان خيرا لبقى يا طلال قصدي يا مستر طلال 
ربنا شايل لي الخير أنا واثقة إنه هيعوضني خير 
أصل دي دعوتي كل يوم قبل ما انام كنت دايما بقول واصرف عني شړ ماقضيت ياالله والحمد لله صرفه عني يبقى ازاي ازعل !!!
أنا لو متكلمتش معاكي ھموت أنا جوايا كلام كتير اوي نفسي اترمي في حضنك زي أي أخت و احكي عن اللي وجعني اسمعيني يمكن نا ر قلبي تهدأ وترتاح يا ورد .
أردفت أناهيد عبارتها وهي تلج غرفة أختها موصدة الباب خلفها عادت من المدرية مباشرة إليها لم تتحمل الكتم أكثر من ذلك طالعتها بنظرة تملؤها العطف و الشفقة فتحت لها ذراعيها وشبح إبتسامة يزين فاها هرولت نحوها وكأنها وجدت ضالتها اجهشت بالبكاء ظلت تربت على كتفها مهدأة إياها دون أن تتفوه بكلمة واحدة الربتتات التي تمررها على كتف 
أناهيد تغني عن الف حديث وبعد مرور 
نصف ساعة كاملة من البكاء المتواصل هدأت تماما وبدأت في سرد كل شئ بداية من ذاك المعلم الذي حاول أن يرمي شباكه حولها لتقع فريسة سهلة بالنسبة له وعندما رفضت انعكس عليها بالسلب محاولا تشويه سمعتها ونجح في ذلك بالفعل حتى وصلت إلى حكايتها مع طلال بدأت تسرد دون خوف خجلا و حواجز بينها وبين اختها اڼفجرت فيها ورد قائلة بعصبية مفرطة 
وليه يا اناهيد ليه عملتي كدا ! دا مكنش عاوز الدلع والمرقعة دي دا كان عاوز حتة قلم ينزل على وشه يعرفه إن الله حق
تنهدت بعمق وهي تقول پغضب جم
تلاقي كان بيختبرك ولما لاقكي سهلة قال اكيد هتعمل كدا مع غيري !! 
ردت اناهيدبمرارة قائلة
أنا كنت بحبه يا ورد كان واحشني أنا عارفة إني غلط بس أنا مفكرتش في كل دا أنا كنت بعبر عن حبي لي 
يتحر ق الحب على اللي بيحبه ياختي كنتي اصبري لما يتقفل عليكم باب واحد وابقي عبري زي ماتحبي و...
بترت حديثها قائلة بړعب قائلة 
بت اوعي يكون عمل معاكي ح...
ردت اناهيد قائلة 
لالا دماغك مترحش لبعيد كدا حتى لو حصل مكنتش هوافق
لوت ورد فاها قائلة بسخرية 
وحياتك لو ضغط عليكي لكان زمان معاكي
تابعت بتنهدية قائلة
يلا ملوش لازمة الكلام مش هيرجع اللي راح
ختمت حديثها قائلة بنبرة مغتاظة قائلة 
بقى كل دا يطلع منك يا مستر طلال وأنا اللي كنت بحلف بأخلاقه اتاري طلع زيهم
نظرت لاختها وقالت 
اتاري مش هو بس ياختي اتاريها العيلة كلها قليلة الأدب ومحدش يلمها 
قصدك إيه ! 
قصدي صفوان اللي فكرته محترم طلع زيه 
زيه ازاي يعني ! 
خدي يا اختي اقرئي الخيبة اللي أنا فيها !!
تناولت أناهيد الورقة منها بدأت تقرأ بعيناها وعلى ثغرها إبتسامة خفيفة نظرت لأختها وقالت
طب والله محترم وعاوز يدخل البيت من بابه ليه لا ! 
وليه اه بقى إن شاء الله ! 
عشان هو بيحبك يا ورد 
متبصيش كدا طلال محبنيش أصلا عشان تبقي فاهمة بس أنا اللي كنت بوهم نفسي لكن صفوان بقاله فترة بيمهد عشان يتقدم لك يعني نيته واضحة من الأول هو عاوز منك رد 
رد في إيه أنا واحدة عاوزة تتعلم وتشوف مستقبلها انما صفوان دا فايق ورايق دا ماعندوش د م مسجون وبيفكر يخطب ويتجوز هو جايب روقان البال دا منين !!
ولأول مرة منذ شهرا ونصف ضحكت أناهيد نظرت لأختها و قالت
والله يا ورد أنت جدعة بلا حب بلا ۏجع قلب
بعد مرور أسبوعين 
على هذه الجلسة والتي قررت فيها ورد التعامل مع اختها بطريقة أخرى نظرا لحالتها النفسية اما والدة اناهيد لن تعاملها إلا بما يليق بها فهي لديها موعد لن تخلفه ابدا ما دامت على قيد الحياة ذهبت لمنزل المحمدي لآخر مرة قبل أن تنسحب من مجموعة طلال المحمدي وضعت في يد سيدرا خطابا بخط يدها وطلبت منها أن ترسله له في صباح الغد عندما علمت موعد زيارته حاولت تجاهل 
تساؤلات سيدرا لكنها لن تهدأ حتى تضع لها هي الأخرى حد حين سألتها بنبرة معاتبة
يعني با