درب المتمرد من الفصل السابع للفصل الثاني عشر للكاتبة هدى زايد

عليه حتى لايثير الشكوك نحوه انته من كشفه لها. وخرج من الغرفة الصغيرة جلس خلف مقعده قائلا بنبرة مقتضبة
ممكن اعرف أنت كشفت عليها ليه !
رد حسام على سؤاله بسؤالا آخر وقال
طمني يا دكتور على أختي !
رد يونس بنبرة جادة و هو يطالعه بنظرات ساخطة أتت وجلست مقابلة أخيها لتستمع لرد الطبيب حين قال
اختك مافيهاش أي حاجة وهي لسه virgin
تنفس الصعداء وهو يعود بجسده للخلف نظر لها وجدها تبكي في صمت لم تتحمل هذا الاتهام الذي وقع عليها احتوى يدها المرتعشة بين كفيه وقال بعتذار
حقك عليا والله لاخد لك حقك اصبري علي...
لم تتحمل أكثر من ذلك وثبت عن مقعدها وغادرت العيادة وصوت نحيبها يصم الآذان 
كاد حسام أن يهرول خلفها لكن استوقفه 
يونس وهو يتسأل بفضول 
معلش ممكن افهم إيه الحكاية !
تنهد حسام بعمق وهو ينظر إليه لم يكن يعلم أنه سيأتي يوما عليه و يصدق ما قالته خطيبته عن أخته ماذا يقول وكيف ! كان يخجل من نفسه انفرج فاه ليخبره بهدوء عكس ما أتى به منذ قليل
وصلني كلام مش كويس عن أختي وحبيت بس اطمن إنها تمام
سخر يونس من عبارته سند بمرفقيه على حافة المكتب الخشبي قائلا
وهو أنت أي حد هايقولك كلام على اختك هتجري تاخدها للدكتور !
تابع بنبرة بجدية 
اعذرني يا حسام أنت مهندس يعني متعلم فاهم كويس إن ممكن جدا يكون مجرد إدعات من ناس متغاظة من أختك
رد حسام بنبرة تملؤها الحزن 
في دي عندك حق بس صدقني اللي حصل لو أي حد مكان مكنش هايفكر لمجرد التفكير اللي اتقال دا صح ولا غلط أنت نفسك لو سمعت إن اخ...
رد يونس مقاطعا حديثه قائلا بجدية
مكنتش عملت كدا لأني عارف أختي كويس وواثق فيها وكنت فكرت قبل ما اسألها مليون مرة
لم يتحمل حسام تلك النبرة فقال پغضب مكتوم 
يا دكتور تفكير إيه اللي ختفكر في وواحد جاي لك يوصف لك جسمك اختك وكأنه واحد عايش معانا وأنا اخوها اول مرة إن اختي عندها حسنة ف....
بتر جملته وهو يصافح يد يونس خاتما حديثه قائلا
عموما شكرا يا دكتور تعبتك معايا تصبح على خير .
كلميني عن نفسك يا سيدرا !
أردف الطبيب سؤاله وهو يدون بعض الملاحظات في دفتره بينما تمدت تلك الأخيرة بجسدها على السرير المخصص للمرضى وقالت بإبتسامة واسعة
اسمي سيدرا نوح المحمدي وعندي خمسة وعشرين سنة خريجة فنون جميلة من عيلة حالتها المادية فوق الممتازة عيلة بتحب بعض جدا مترابطين جدا جدا اتعلمنا إن الفلوس عمرها ما تعمل شخصيتك وإن بحبك لغيرك ومساعدتك باللي تقدر عليه هو دا اللي يساعدك تبقى احسن الناس عندي أربع اخوات ولاد كلهم ماشاء الله ناجحين في حياتهم العملية وبيطوروا من نفسهم جدا
سحبت نفسا عميقا ثم أخرجت ببطء شديد وهي تنهي عبارتها بهدوء شديد
و هي دي حكايتي
سألها الطبيب النفسي بنبرة متعجبة قائلا
بتشتغلي بعد دراستك !
أجابته نافية بإبتسامة واسعة
في الحقيقة كان نفسي جدا بس من كتر خوف بابي عليا قالي خليكي في البيت أفضل واللي تحتاجي هتلاقي وبصراحة أنا كمان مكنش ليا مزاج اوي للشغل
ختمت حديثها بنبرة تغيرت كليا حين قالت 
خصوصا إني كنت بحضر لجوازي
سألها بهدوء قائلا 
اتعرفتي على جوزك ازاي
أجابته بحزن دفين
كان زميلي في الجامعة كان أكبر مني بسنة وكان أشطر واحد في كلية بس سقط نفسه سنة عشان يفضل معايا اتعرفنا على بعض وكنا مجرد زمايل ومع مرور الوقت حبينا بعض وجه اتقدم لاهلي ووفقوا عليه ودي كانت من أسعد لحظات حياتى وقتها رتبنا لحياتنا وخططنالها بطريقة ولا اروع و فجأة كل حاجة راحت مني
سألها الطبيب بجدية قائلا
علاقتك بمحمد كانت علاقة عاملة ازاي تقدري توصفيها من خلالك أنت !
سكتت سيدرا مليا قبل أن تتحدث عن ذكرياتها القديمة قائلة
علاقتي بمحمد كانت علاقة جميلة اوي صحيح كان في مشاكل بس المشاكل اللي بتعدي بآسف متزعليش عارف إني مقصر جينا في الفترة الأخيرة ومشاكلنا زدادت وسبنا بعض ومكنش حد من أهلنا يعرف عشان عارفين إن لو حد ادخل في الموضوع مكناش رجعنا تاني رجعنا اتصالحنا وعشنا كل حاجة أجمل من الأول وكأن المشاكل دي هي اللي كانت بتجدد الحب مابنا وبتقوي 
سألها بفضول قائلا
وعيلة محمد كانوا عاوزينك لابنهم ولا كان في اعتراض
ردت ضاحكة وهي تتذكر احداث مر عليها أكثر من عاما ونصف ثم قالت 
يووووه كتير تقريبا والدته الوحيدة اللي مكنتش طايقاني وكانت بتقول عليا طالعة السما مع إني مش كدا خالص بس أنا فهمت بعدها لأنها كانت حاباه ياخد بنت خالته 
علاقتك بصفوان عاملة ازاي بتروحي له
الس جن ! 
لا 
ليه ! 
بابا قالي ممنوع حتى ماما مش بتروح اللي بيروح اخواتي وعمي حتى جدو كان عاوز يروح بس المشوار بعيد اوي عليه