درب المتمرد من الفصل السابع للفصل الثاني عشر للكاتبة هدى زايد

عمي بس دي طالبة حاجات فوق ال الف جنيه ليه يعني !!
رد نوح بعصبية قائلا 
خطيبها معاه وعاوز يبقى نزعل احنا ليه !!
ختم حديثه دون النظر لابنه وقال 
اهو على الأقل بيعمل اللي يسعدها من وجهة نظرها عشان بيحبها غيره مكنتش عاوزة غيره ورمها بطول دراعه .
لم يتحدث أحدهم بعد عبارة نوح التزموا الصمت حتى وصل لباب البناية لم يصعدا معه عاد بجسده متسائلا بنبرة متعجبة
إنتوا مش هتطلعوا ولا إيه ! 
لا يا عمي احنا هنخرج شوية بقالنا كتير مخرجناش
رد نوح بنبرة مغتاظة 
لو واحد فيكم يتجوز هنرتاح من الخروجات اللي ملهاش تلاتين لازمة ونبطل نشك فيكم
ابتسم يونس وهو يقول بغمزة من عينه 
احنا محدش هيفرقنا عن بعض أبدا
رد نوح ضاحكا وهو يقول 
طب يا خويا ربنا يهني يونس بطلال .
عاوز الحق يا نوح الطلبات دي كتيرة اوي ومحدش بيطلب بالشكل دا أنا مرضتش اعلق بس واضح إنها داخلة على طمع .
أردفت ربى عبارتها وهي ترتب ثيابها داخل خزانة ملابسها بينما رد زوجها وهو يخلع نعليه 
قائلا
اعمل إيه بس يا ربى صفوان موصيني معترضش على أي طلب ليهم و إنه عاوزها وبيحبها وبصراحة بقى مش عاوز ابقى سبب في إني ابعدها عنه طالما متعلق بيها كدا
تابع بصوت هادئ ونبرة تملؤها الحنان 
أنت ما شوفتيش نظرته وهو بيقولي إنه بيحبها وبيترجاني إني اعمل أي حاجة عشان تبقى لي .
جلست مقابلته وهي تتحدث بجدية قائلة
صفوان كبير عنها بعشر سنين يا نوح ودا ممكن يعملهم مشاكل 
طب ما عمي وطنط الفرق بينهم عشرة وجدك وجدتك فوق الخمستاشر سنة ومع ذلك الدنيا تمام ماشاء الله وعلى فكرة أنا قلت له كدا بس كأنه مش سامعني وعاوزها 
بابا وماما وجدو وناناه جميلة في بينهم حب من قبل الجواز يعني وبيعدوا أي حاجة بتقابلهم عشان هما بيحبوا بعض لكن صفوان وورد مش كدا
رد نوح بضيق وهو يقول 
مش عارف والله يا روبي اقولك إيه بس أنا عملت اللي عليا معاه عشان ميجيش في يوم ويقولي أنت حرمتني من اللي بحبها
تابع بتذكر قائلا
متجبيش سيرة لآدم عن الطلبات اللي طلبتها ورد احسن يقلب الدنيا ويقولك أنا اجيب منين والشغل واقف
ردت بعدم فهم وقالت
ايوة واحنا هنجيب لها منين بخمسين الف شبكة ثم آدم وصفوان شركاه مع بعض و صفوان لي ارباح سنوية ناخدها عادي
رد نوح وقال بضيق 
البيه الصغير دخل مشروع جديد واخد كل فلوس صفوان 
اخد فلوس اخوه من غير مايقوله 
قالي المشروع مهم ومحتاج تمويل وإنه على ما يقول لصفوان هيكون راح عليه ربنا يسترها وصفوان ما يخربش الدنيا لما يعرف
ابتسم بسخرية وهي تقول بعصبية 
وهو ابنك هايسكت دا هايقلبها فوق دماغه عشان محذره مليون مرة بلاش مشاريع السنة غير لما نسدد اللي علينا الاول
سكت نوح مليا قبل أن يقول بهدوء
إن كان على الشبكة أمرها سهل انزلي مع ورد واشتروها وابعتوا لي الفاتورة على المزرعة وانا هدفعها من نصيبه في المزرعة 
ايوة يا نوح بس أنت بتقول إن المشروع الجديد بتاعه معاك لسه مجبش جنيه واحد وإنك يادوب بتسدد الديون ازاي هتدفع تمنها 
هدفعها أنا يا ربى ونبقى نتحاسب بعدين
أومأت برأسها علامة الإيجاب وهي تقول بجدية 
تحاسب البيه اللي اسمه آدم وتاخد منه كل قرش يكسبه من المشروع الجديد أوعى يضحك عليك ويقولك اصبر أصلي بكون نفسي عشان اتجوز
رد نوحقائلا بإبتسامة ساخرة وهو يضرب بكفه على الآخر.
خلاص يا حبيبتي مبقاش فيها صبر ابنك خطب وخطيبته بقت مسؤولة مننا لحد ما يخرج بالسلامة .
أنت إيه رأيك يا يونس 
سأل طلال سؤاله و هو يجلس بأريحية على الفراش المقابل لفراش يونس بينما استند الأخير بباطن كفه على خده الأيسر و قال بنبرة حائرة 
و الله يا طلال ما بقيت عارف لك حاجة و بصراحة بقى أنا نفسي زهقت لكم منين عاوز تكمل و منين سايبها و مهمل فيها !
تنهد طلال و قال بنبرة محبطة 
مش عارف يا يونس بجد مش عارف 
مش عارف إيه بالظبط ! مش عارف تبقى معاها و لالا طلال أنت بتحبها و لالا 
نظر طلال له و قال بيأس 
زنها و دوشتها اللي كنت بتخنق منهم في بداية الخطوبة مشتاق لهم و اهتمامها بيا افتقدته اوي لما بتغيب عني عشان تذاكر و لا تعبانة بقى يفرق معايا اوي
رد يونس ساخرا 
دا أنت مش بتحبها دا أنت غرقان !
ابتسم بجانب ثغره و قال بضيق 
و هتفرق إيه ما خلاص كل واحد راح لحاله
اعتدل يونس في رقدته جذبا لفافة التبغ ثم ناوله واحدة و هو يقول
لا محدش راح لحاله دا لو أنت عاوز فعلا حارب لو عاوزها ما كتير بيتخطب و يفركش و يرجعوا تاني لبعض و بعدين أنت لا أول واحد