درب المتمرد من الفصل السابع للفصل الثاني عشر للكاتبة هدى زايد

له وقال
مين قالك إن أناهيد في قلبي أصلا 
يا راااجل !!
استدار طلال بجسده كله وقال بنبرة متلعثمة 
ايوة زي ما بقولك كدا بالظبط 
طيب اسيبك أنا بقى واروح شغلي
سأله طلال وهو يستدار بجسده وقال
شغلك بردو ولا عشان باكو اللبان المتنقل اللي في شغلك !
رد يونس وقال بنبرة متلعثمة 
لا نوال بقالها يومين مبتجيش 
ومين جاب سيرة نوال !
أن أنت قلت كدا
رد طلالوقال ببراءة مصطنعة
أنا مجبتش سيرتها بس طالما أنت شايف كدا يبقى ماشي .
 
فين الأستاذ زكريا الصفتي لو سمحت !
أردفت والدة أناهيد سؤالها لحارس المدرسة أشار لها تجاه غرفة المدرسين وقال
قاعد جوا ادخلي له
شكرا يا خويا
سارت تجاه الغرفة التي أشار إليها وعيناها تتفقد المدرسة لم يعجبها شيئا فيها عكس ما كانت تتوقع تماما وصلت إلى الغرفة خلال ثوان طرقت الباب قبل أن تلج لتجد طلال جالسا حذاء زكريا يدون بعض الملاحظات الهامة داخل دفتره ذهبت حيث يجلس وقالت بإبتسامة 
حضرتك أستاذ زكريا الصفتي !
رد زكريا باستفهام 
ايوة خير ! 
مع حضرتك والدة الطالبة أناهيد كرم الجزار 
أهلا وسهلا خير !
تجاهل طلال تماما تلك الماثلة أمامه قرر الذهاب لصنع قدحا من الشاي الساخن سرعان ما عاد ليجلس محله و هو يستمع لها حين قالت 
حضرتك أنا مش هاينفع اخلي بنتي تروح لوحدها بيتك بردو !
تنهد زكريا وقال بهدوء
حضرتك أنا لا بروح بيت حد ادي في ولا حد بيجي لي بيتي دا نظامي أنا بدي هنا في المدرسة أو السنتر ولأنك حابة بنت حضرتك تاخد معايا هيبقى هنا بعد المدرسة بساعتين ودا أكتر معاد مناسب ليها 
حضرتك أنا عاوزة ادي لبنتي درس خصوصي حتى صحابها مش عاوزاهم معاها في المجموعة
تابعت حديثها قائلة 
مش عاوزة حاجة تشغل بنتي عن مستقبلها
فهم كلاهما مغزى حديثها و من المقصود 
بهذه الجملة ابتسم زكريا لها ثم قال 
مافيش مشكلة وزي ما قلت لحضرتك مواعيدي الحد والخميس بعد المدرسة بساعتين 
مافيش أي مشكلة واوعدك الدلع والاستهتار اللي بنتي كانت فيهم مش هايحصلوا تاني 
تمام اتمنى إن دا يحصل فعلا لأن اناهيد طالبة شاطر فعلا وخسارة مستقبلها يضيع
أتت اناهيد لتطلب من زكريا التوقيع على دفتر الغياب تفاجأت بوالدتها سألتها بنبرة هامسة قائلة 
بتعملي إيه هنا يا ماما !
ردت والدتها بنبرة مرتفعة قائلة 
خلاص يا انا هيد مستر زكريا هيبدأ معاكي من النهاردا بعد المدرسة بساعتين وهتخدي لوحدك
لم تتحدث اناهيد وضعتها والدتها في موقف لا تحسد عليه من تتنمر عليه ليلا نهارا هو من يدرس لها داخل المدرسة وخارجها قررت أن تلتزم الصمت حتى تعود للمنزل وهناك حديثا من نوعا آخر.
داخل الفصل الذي تمكوث فيه أناهيد 
ولج طلال و لأول مرة منذ انفصاله عنها وهذه المرة لن يقف لمدة خمسة وأربعون دقيقة بل سيقف تسعون دقيقة كاملة كانت جالسة تستذكر دروسها في صمت تام حتى سألت إحدى زميلاتها طلال قائلة بنبرة ماكرة 
هو صحيح يا مستر أنت فسخت خطوبتك من أناه...
لم تكمل حديثها بل قاطعها طلال قائلا بنبرة حادة 
احنا فين ! مدرسة ولا كافيه على النيل بندردش سوا !! أنا هنا مدرس سوى كنت احتياطي ولا اساسي ملكيش تسأليني في حاجة تخصني والكلام مش ليها بس لكل واحدة عقلها ممكن يفكر تتدخل في حياتي وحياة اللي يخصوني مفهوم !
لم يستمع ردا على حديثه عصبيته اليوم مفرطة بشكل مبالغ فيه لم تكترث أناهيد لهذا تجاهلته تماما كما تفعل منذ شهرا تقريبا جلس على الأريكة الخشبية محاولا السيطرة على اعصابه 
صدح رنين هاتفه بكلمات أغنية ظن الجميع أنه يقصد بها أناهيد إلا هي تعلم أنه لم يقصد كان يقف في الرواق يتحدث مع زميل له في بعض الأمور الهامة بينهما لا تعرف إن كان تعمد عدم دخوله ليعرف من المتصل حتى تستمع لكلمات الأغنية وهي تصدح في المكان .
حبيبي بعد غيابه عرف قلبي عڈابه سافرت ال آآآه ف راح طالت المشاوير عدا وقت كتير يا حبيبي لاصعب رحلة رجوعه ليا منايا ياريته لسه معايا ياريته مني ما راح كل يوم بيفوت الف مرة بمۏت دا الوحدة مش ساهلة أنا منتسهوش كل دا بكدب لو اقول غير كدا منجحتش ابطل افتكره وافكر في 
كان مقطع صغير يعبر عن حالته لذلك وضعه أما هي لا تريد معرفة من المقصود بهذا المقطع ولج ما إن عاد الهاتف يصدح رنينه من جديد بكلمات الأغنية وجده بن عمه يخبره بآخر الأخبار ختم معه حديثه وهو بالخارج قائلا بهمس
أنا واقف عندها في الفصل لالا احتياطيلا هي مبتتعاملش معايا اصلا مش عارف حاسس كأني مخڼوق و مش قادر اتنفس وجودي معاها في نفس المكان دايما مسبب لي توتر والنهاردا مش قادر اتحكم في اعصابي بجد طيب هحاول عموما انا مستنيك تيجي