درب المتمرد من الفصل السابع للفصل الثاني عشر للكاتبة هدى زايد

الدمعة من الفرار من محبسها إلا إنها أبت المكوث أكثر من ذلك نظر له والده و جففها له و قال بنبرة حانية و هو يعانقه بشدة 
أنا ابني راجل ما ينفعش يعيط
ربت نوح على ظهر ولده بحنو و حب و هو يقول
اجمد كدا و خليك راجل مش كل ما حد يقولك كلمة ټعيط
خرج طلال من حضنه و هو يقول بمرارة
أنا مبعيطش بس معايرتهم لمرضي بتوجعني 
اوي اوي
نظر نوح لابنه بتعاطف تألم لآلمه لكنه قرر أن يتظاهر بالقوة حين قال لهم 
اللي يعايرك بمرضك يبقى هو اللي مريض صدقني و مين قالك إن نقصك حاجة !!
لأول مرة مرة ينفجر طلال في وجه أبيه 
لكنه لم يعد يتحمل ما مر به هذه الفترة فقال 
ناقصني إني لما اتعصب زي أي حد في الدنيا محدش يقولي خدت علاجك لتقع ولا لا ناقصني ماما تبطل تهتم بيا زيادة عن اخواتي ناقصني تيتا سيلا تبطل تقولي بتروح لدكتورك ولالا بلاش ضغط عشان اعصابك ناقصني إني احس إني ماعنديش حاجة وتعاملوني على الأساس دا
ختم حديثه قائلا بمرارة
مش لو نمت ساعة زيادة عن معاد نومي تدخلوا تتسحبوا و تقلبوا فيا لاحسن تكون جت لي النوبة و فاهمين إني مش حاسس ولا داري باللي بتعملوا فيا !!
نظر له نوح و قال بنبرة حانية 
مالك يا ابني مالك يا حبيبي ! إيه اللي تعبك اوي كدا !
اغرورقت أعين طلال بالدموع وهو يجيب 
بنبرة متحشرجة قائلا
نفسي اعيش زي أي حد صعبة دي !!
رد نوح وهو يجلسه على الفراشوجلس هو على الفراش المقابل ثم قال
و مين منعك ! ما تعيش زي أي حد ليه مخلي الناس كلها تشاركك في حياتك ! ما في حاجة اسمها خصوصية ولا معدتش عليك !
سأله طلال بنبرة ساخرة قائلا 
خصوصية على مين ! اخويا و لا ابن عمي ولا على مين بالظبط ! 
أجابه نوح بعقلانية و هو يقول
على أي حد خلقه ربنا حتى لو كنت أنا لازم تعرف الناس إن ليك حدود ومطلوب من كل واحد ما يتخطاش الحدود دي ودا لا عيب ولا حرام
طب ولو بيتكلموا من وراك و يشككوا فيك و أبسط حقوقك هتقول عليهم إيه !
أردف طلال عبارته وهو يؤمى برأسه علامة الإيجاب متسائلا بمرارة بينما رد والده بعدم فهم 
قصدك إيه ! و مين دول اللي بيشككوا في ابسط حقوقك !
امتنع طلال عن الإجابة بينما تابع والده قائلا 
مش عاوز تتكلم براحتك بس صدقني الحزن والقفلة اللي أنت قافلها على نفسك دي مش هتفيدك بحاجة اخرج للدنيا و عيش حياتك 
وبكرا تقابل بنت الحلال اللي تحبك وتحبها وتت....
قاطعه طلال بنبرة ساخرة 
مش يمكن اطلع مصلحش للجواز !! 
و مين قال عليك كدا بقى !
حرك طلال رأسه حركة بلامعنى و هو يقول بعدم إكتراث 
متشغلش بالك يا بابا أنا بس اللي بحب اكبر المواضيع
وقف نوح و قال بجدية مصطنعة
طب يا أستاذ طلال ممكن ابني الكبير يقف جنبي عشان فرح اخو ولا هايسبني لوحدي !
أومأ له برأسه علامة الإيجاب دون أن ينظر إليه ربت على كتفه تركه و هو يعلم جيدا أنه في أسوء حالاته المزاجية لكنه قرر أن يترك له مساحته الخاصة.
لآخر مرة يا نوال هسألك يا بنتي موافقة على
سعد ابن خالتك !
أردف والد نوال سؤاله وهو يطالع ابنته التي تنظر أرضا أومأت برأسها علامات الإيجاب رد والدها وقال 
لا عاوز اسمعها بصوتك قولي موافقة على سعد ولالا ! 
ايوة موافقة يا بابا 
اومال إيه الدموع دي ! 
دي دموع الفرح يا بابا
ركضت تجاه غرفتها قبل أن بضغط عليها والدها أكثر من ذلك كاد أن ينادي لكن يد زوجته منعته وهي تقول بإبتسامة واسعة
متكسفش البت بقى يا حج ما هي قالت موافقة اهي و بعدين بقى سعد ابن اختي راجل زي الفل 
صراحة ربنا يا أم نوال أنا قلبي مش مرتاح له و الواحد مش عاوز يتكلم عشان متزعليش بس 
ليه بقى ماله ابن اختي ! عيبه إيه ! 
هنعيده تاني ما أنت عارفة إنه كان بتاع بنات 
ردت بجدية قائلة 
ياخويا دا كان زمان قبل ما يسافر السعودية إنما دلوقت ربنا هداه وشغال و خال بقى عال العال 
ختمت حديثها بمشاكسة لتمرر الأمر 
أنت بس اللي مش عاوز نوال تمشي بس نقول إيه ما هي سنة الحياة يا حج .
اختك متعرفش إن ابنك كان في المصحة بيتعالج من الزفت اللي اسمها البودرة و لو جوزها عرف مستحيل يجوزها له
لا متقلقش اختي متعرفش و بعدين مين اللي هايعرفها يعني ! و ابنك بكرا لما يتجوز يمكن ينصلح حاله و يبطل لما يلاقي نفسه بقى عنده بيت ومسؤليات
كانت هذه العبارة لخالة نوال وزوجها حاولت قدر المستطاع أن تقنعه الا يذكر