درب المتمرد من الفصل السابع للفصل الثاني عشر للكاتبة هدى زايد

لو كنت اعرف إن وجودي بيسبب الإزعاج دا كله مكنتش دخلت عموما أنا آسفة مرة تانية ووعد مني مش هدخل هنا تاني مهما كان الأمر عن أذنكم
أردفت اناهيد وهي تضع حامل الشاي الساخن على سطح المنضدة الزجاجي غادرت الشقة دون أن تلتفت خلفها لم ترد على نداء أي فرد من العائلة عدا اسحاق الذي لوح بيده بنفور شديد علمت والدتها ما حدث قررت أن تثأر لابنتها كما كانت تفعل دائما
طرقت باب الشقة وانتظرت لثوان معدودة 
أشارت لها مهدية بالدخول ولجت عكس ما كانت تتوقع تلك الأخيرة بحثت عنه سألت عنه وعندما أتى ابتسمت له وقالت 
جايز يكون عندك حق في نص كلامك و جايز يكون فاهم إن بنتي واحدة مش كويسة وعشان كدا مش عاوزها تتدخل بيتكم المحترم بس الأكيد إني مش هاخد بنتي من ايدها و اوديها لدكتورة عشان اطمن عليها زي ما كنت بتقلح من كام يوم وأنا مش فاهمة
تابعت بثقة قائلة 
أنا بنتي متربية احشن تربية ومش واحد زيك هايشككني في اخلاقها كون إنك شفت حاجة
ختمت حديثها بنبرة ساخرة قائلة
أو خيالك المړيضة صورهالك الله اعلم بس الأكيد إن بنتي أشرف من إن حد زيك يتكلم عنها
انهت حديثها بكذب قائلة
و أكبر دليل على كدا إن خطيبها بعت لي ابوه وامه وسايق عليا الدنيا كلها و أنا اللي حلفت ما ترجع له أصل أنا بنتي مش لعبة في ايد حد
نظرت والدة اناهيد ل مهدية وقالت 
ابقي ربي ابنك يا ست أم اسحاق وقولي له عيب لما تبقى كبير وتتكلم على بنات الناس بالباطل .
غادرت الشقة تاركة إياه في حالة ڠضب شديد 
نظر لوالديه ثم قال بنبرة صادقة
اقسم لك يا بابا إني شفتهم بعيني دول وهما بيب...
بتر جملته وهو مغمض العينين زفر بحنق ثم قال بضجر 
أنا خارج شوية
رد بلال برجاء لابنه الأصغر 
معلش يا إلياس روح وراه دا مچنون ومحدش عارف ممكن يعمل إيه ! 
حاضر يا بابا .
جلست مهدية بالقرب من زوجها مؤيدة ما فعلته حنان قائلة 
بصراحة حتى لو بنتها عملت كدا فعلا هي معاها تطلعها أحسن حد في الدنيا 
وابنك مش هيكدب بردو يا مهدية 
اللي مستغرباه هو متنرفز اوي كدا ليه ! 
جايز كانت عينه عليها ما أنت عارفة ابنك كتوم ومبيتكلمش عن حياته 
مش عارفة بس أنا محستش بكدا حتى نظراته ليها كانت عادية خالص 
أنت ناسية إنه ظابط يعني بيعرف يتحكم في مشاعره كويس اوي دا غير إن ابنك غامض بيعمل عكس اللي جواه أنا مش ناسي كسرة الفنجان لما عرف إنها اتخطبت 
عادي يعني يا بلال ماهو اتكسر عشان كان على طرف الرخامة 
لا مش عادي أنا عارف أنا بقلك إيه البنت دي كانت شاغلة باله ولما راحت لغيره اتغير تمام حتى دلوقتي مقدرش يكمل ولا يفتكر اللي حصل 
وحتى لو زي ما بتقول ما خلاص مستحيل يفكر فيها ابنك وأنا عارفاه مش هيفكر فيها دا غيور يا نهار الوان دا مش بعيد يمو تها لو اتجوزها لمجرد إنه افتكر اللي حصل لالا ربنا يبعدها عنه ومتبقاش من نصيبه هو أنا لاقية ابني في الشارع .
في الشقة المقابلة 
كانت تستمع لابنتها ما حدث كانت ترفع كفيه أمام وجهها ظنا أن والدتها ستقوم بصفعها لكنها تفاجئت بردة فعلها وهي تقول
مټخافيش مش هضربك كفاية القلم اللي نزل من طلال على وشك خلاكي تلفي حولين نفسك بعدها
تابعت بنبرة مغتاظة قائلة 
أنا مش زعلانة من اسحاق ولا حتى طلال أنا اللي زعلانة منه بجد أنت ازاي قدرتي تفرطي بسهولة في نفسك
ردت أناهيد بنبرة صادقة 
والله يا ماما ما حصل أكتر من اللي حكيته لك 
و إيه الفرق ما دي زي دي لو كان ضغط عليكي شوية كمان كان اخد اللي عاوزه !!
أنا آسفة يا ماما 
آسفة دي تقوليها لما تكس ري كوبية ولا طبق مش لما تكس ري الثقة اللي بيني وبينك
ختمت حديثها آمرة إياها قائلة 
من هنا لنهاية السنة مافيش خروج وحتى المدرسة مافيش ركزي في مستقبلك لأن دي الحاجة الوحيدة اللي هتفضل معاكي وجو بقى زهقانة وعاوزة اشوف بابا دا تنسي تماما عشان ماتشوفيش الوش التاني .
كادت أن تغادر الغرفة لكنها عادت و هي تسأل بجدية  
هو لو طلال رجع لك تاني هتوافقي !
نظرت لها أناهيد ولم تعقب على سؤالها كررت الأم سؤالها لترد عليها أخيرا قائلة 
هوافق
ردت والدتها بسخرية قائلة 
كنت متوقعة ردك لسه بتحبي بس معلش بكرا تنسي ما أنت صغيرة بردو و حطي في عقلك ابن المحمدي دا لو آخر واحد في الدنيا كلها مش هاينول شرف رجوعك لي تاني و بكرا تقولي امي قالت .
غادرت والدتها الغرفة تاركة ابنتها تقلب داخل صفحات خطيبها السابق لم تحظره حتى الآن 
وهو