درب المتمرد من الفصل السابع للفصل الثاني عشر للكاتبة هدى زايد

اعشاب
توقف المصعد عند الطابق الأرضي خرج الأثنان منه و قبل أن تصل إلى البوابة الخارجية سألته بهدوء
هي الصيدلية اللي هنا فين !
اتجه نحوها وهو يشير لها على المكان المنشود ظل يحدثها حتى وصلا سويا إليه 
ولجت وطلبت من السيدة طلباتها سألتها الماثلة أمامها بعض الاسئلة عن احتياجات المولود فقالت لها بنبرة حائرة
لا معرفش انا خالته أصلا وهو لسه مولود ف هاتي له أي لبن وخلاص المهم يسكت عشان انا ممكن اعيط جنبه دلوقت
ابتسم يونس و طلب هو ما تحتاجه حتى يهدأ الصغير نظرت له وقالت
أنت عرفت منين مش ممكن يكون مش دا اللبن المناسب ! 
متقلقيش كلمت صاحبي دكتور اطفال وهو قالي عليهم
250جنية جنيه يا فندم
أردفت الفتاة عبارتها بإبتسامة بشوشة انتبهت لها نوال مدت يدها لتضع الصغير بين ذراعي يونس وقالت بعتذار 
معلش تمسكه ثواني
دست يدها في جيب بنطالها الأزرق لتخرج منها النقود حاولت جمع كل ما لديها لنجد المجموع الكلي لم يتجاوز المئة جنيها نظرت للفتاة وقالت 
معلش تاخدي دي تحت الحساب وهروح اجيب لك الباقي من شنطتي فوق
استني يا نوال
قالها يونس وهو يدس يده داخل بنطاله ليخرج النقود كاملة وبيده الأخرى يحمل الصغير دفع ثمن المشتريات وحملها حاولت أن ترد له جزء من النقود لكنه رفض وقال
مايصحش كدا عيب دا احنا جيران شيلي الفلوس عشان مزعل منك
وضع بين يدها الصغير وقال بإبتسامة 
هتعرفي تشيلي وتشيلتي الحاجات ! 
اه بأمر الله اعرف متقلقش
كاد أن يبكي الصغير لولا هزها وسماع صوتها من جديد وهي تقول بنبرة متوسلة ما أن غادر 
يونس ليباشر عمله 
لا ابوس هعيط أنا كمان جنبك اهدأ بقى كدا 
زيزو
تابعت بإبتسامة واسعة
يلا نطلع لماما يلا نقولها عمو يونس جابلنا إيه !
داخل غرفة اختها
جلس حسام وخطيبته وعيناها تتفقد المكان عادت ببصرها وقالت بنبرة ساخرة
مافيش مستشفى اوحش من دي شوية تولدي فيها !
لم يعجبه نبرتها الساخرة لكزها لتعدل من جملتها قائلة بعتذار
معلش مش قصدي بهزر معاكي والله أصل أنا استغربت بس لما لاقيتك بتابعي مع دكتور يونس وفجأة ولدتي في مستشفى حكومي كنت فاكرة هتولدي في عيادته الخاصة دول بيقولوا عليها حلوة اوي ونضيفة
ردت شادية شقيقة حسام وقالت بإحراج 
هنا ولا هنا واحد وكمان الدكتور قالي إن حالتي محتاجة مستشفى عشان مجهزة أكتر
ولجت نوال وتفاجئت بوجود أخيها وخطيبته ابتسمت لهما وقالت بترحاب
اهلا اهلا بخالو القمر ومرات خالو 
لا إيه مرات خالو دي بايخة اوي وډمها تقيل هبقى اخلي يقولي يا طنط احسن 
وماله يا حبيبتي مافيش مشكلة
تناوله منها حسام ثم وضع داخل ملابسه مبلغ لايقل عن الف جنيها حاولت اخته منعه لكنه قال بإبتسامة واسعة وهو يجوب به الغرفة
ملكيش دعوة أنت أنا وهو أنت مالك بينا
ظل يحدث الصغير و أعين خطيبته لا تبرح الصغير تشعر بالغيظ الشديد عادت ببصرها ل نوال وقالت 
بس أنت تخنتي اوي يا نوال ما تخسي شوية دا أنت لسه بنت اومال لما تتجوزي هتعملي إيه
التفتت لها نوال وهي تقول بإبتسامة واسعة 
متقلقيش يا فريال مش هتجوز
كادت أن ترد على حديثها لكنها تفاجئت مما حدث ليدها لطمت بيدها على صدرها وقالت
يالهوي الدبلة اتكسرت
ردحسام وقال بنبرة هادئة
ولا يهمك يا حبيبتي نبقى ننزل نصلحها عند الصايغ دلوقت 
أنت مش ملاحظ يا حسام كل ما نوال تبص عليها تتكسر 
بس انا عيني مش وحشة يا فريال واخويا اتمنى له السعادة
وضعت العصائر ثم غادرت محججة بهاتفها الذي يصدح رنينه في الغرفة خرجت للرد على والدها الذي أخبرها أنه بالخارج ويريد معرفة الغرفة ذهبت إليه مسرعة ما إن وجدته يلج من  كان يتابعها في صمت 
حتى قالت بنبرة متحشرجة إثر البكاء
وأنا والله يا بابا عيني ما وحشة هو أنا يعني هكره الخير لأخويا بتفضل تتكلم وتجرحني بالكلام ولما اعاتبها تقول بهزر ومبرضاش اقول لحسام عشان متحصلش مشكلة ويقولوا إن أنا السبب 
امسحي دموعك و تعالي نشرب حاجة 
حضرتك مش هتطلع ل شادية !
ربت على خدها بحنو وحب وهو يقول 
لا عاوز اقعد مع القمر أم عيون حلوة شوية عندك مانع !
ارتمت بين أحضانه قائلة بنبرة متحشرجة 
ربنا يخليك ليا يا حبيبي
داخل غرفة ورد 
كانت تقرأ بعيناها رسالة صفوان و التي تلخصت حول موضوع واحد فقط وهو الخطبة إن وافقت ضحكت حين ختم حديثه 
كاتبا
اتلهيت في حبك واللي حصل حصل يا وردتي 
طوت الورقة وهي تقول باسمة
طب والله أنت مخك ضارب يا صفوان
تابعت بإبتسامة واسعة 
طموح اوي الواد دا لا وداخل على خطوبة وجواز وأهله واهلي !!
مش احنا يا يونس اتعاهدنا على إننا نمشي المشوار للآخر  
معلش أصل رجلي وجعتني !
و كمان ليك نفس تهزر ! 
ااعمل لك إيه