درب المتمرد من الفصل السابع للفصل الثاني عشر للكاتبة هدى زايد

ايوة هي فعلا جت لي البيت بحجة اختها طب تمام كويس إنك حذرتني متكشر جدا يا أحمد مع السلامة .
ولجت شقيقته وبين يدها قدحا من القهوة وضعته وجلست تستمع له ولتحذيراته 
اياك تتدخليها البيت دا تاني فاهمة ولالأ 
يعني إيه يعني اطردها يا طلال واحدة جاية تسأل عن اختها والبنت في حالها وباين عليها محترمة و
سيدرا اسمعي اللي بقول عليه وبس البنت دي دخول هنا ممنوع ولو معملتيش كدا هزعلك وهزعلك جامد اوي 
الله أنت واخد الموضوع جد بقى في إيه فهمني
ستر الله من ستر يا سيدرا بس البنت دي متتدخلش تاني ولو جت تطرديها برا 
أنا آسفة يا طلال مش معاك المرة دي ومتعودتش اقفل بابي في وش حد 
يبقى تسبيها لي وأنا هعرف اقط ع رجليها من هنا كويس تمام 
أما نشوف آخرتها إيه ياست اناهيد !!
عاد طلال من بئر أفكاره وهو يسب حاله مرة و يعلن من قال ماليس فيها الف مرة 
لقد كان سببا رئيسا في تد مير العلاقة بينهم 
العناد الذي يفعله مع والده الآن بسبب عناده ايضا في العودة لأناهيد يكابر ويتظاهر بعدم الإكتراث لها ولحبها لكنه يذوب عشقا .
ولجت الجدة ولاء تؤنس وحدته وتتبادل معه أطراف الحديث بدأ يحدثها عن يجيش في صدره نصحته بأن يفعل هذا ولا يقترب من ذاك و أن بر والديه أهم ما يجب عليه فعله 
ختمت حديثها قائلة
الژنا آخرته وحشة وربنا مبيباركش لا في صحة ولا مال و أنت يا حبيبي مسلم مؤمن بالله ورسوله يعني عارف الدين وبيقول إيه ولا أنت مسلم في البطاقة وبس!!
رد طلال بنبرة صادقة قائلا
والله ياتيتا ما عاوز ندى ولا بفكر فيها أصلا انا بس بعاند بابا زي ما هو معاندني 
طب دا صح ! ينفع يعني ! عندك ولادي اهم كبروا وبقوا عندهم عيال وعيال عيال ولسه بيسمعوا كلمتي ولا كأنهم عندهم خمس سنين تيجي أنت يابن امبارح تعاند اللي رباك وشالك على ايده وعمره ما كل ولا مل منك !!
ربتت على كتفه وقالت بحنو وحب 
راضي أبوك يراضيك ربنا دنيا وآخرة 
حاضر يا تيتا هسمع كلامك بس أنت استلميني في الدعا النهاردا كدا لعل تكون ساعة استجابة وأنت كلك بركة كدا
رفعت الجدة كفيها وقالت 
يارب يوسع رزقك ويراضيك ويرضى عنك ويرزقك ببنت الحلال اللي تسعد قلبك يا طلال يابن ربى ويبعد عنك شړ الناس الظالمة يارب
تابعت بمرارة قائلة
ويهون عليك أيام السچن يا صفوان ويفك كرب قادر يا كريم ويجمعني بيك قبل ما اقابل وجه رب كريم
سألها طلال بجدية مصطنعة قائلا
في إيه يا ستي هو أنا اللي طلبت الدعوة ولا صفوان !
أجابته بنبرة متحشرجة إثر البكاء وقالت
صفوان غلبان ومحترم ومؤدب والعيبة عمرها مابتطلع منه زيه زي سلطان بالظبط
رد نوح وهو يلج الغرفة وقال
هو أنت ليه ياستي واخدة عمي سلطان مثلك الأعلى في الأدب ماعندك أنا وابويا وعمي !!
لا سلطان متربي مبيرفضليش طلب إنما انتوا عيلة غ جر والناس كلها بتسمع حسكم 
انما سلطان وصفوان محترمين 
صفوان ابني محترم من انهي اتجاه ! دا طوب الأرض قال جاااي منه دا فاضله تكة وياخد لقب قليل الأدب واللي ماشفش تربية 
بس يا واد متقولش عليه كدا هزعل منك
ابتسم لها وقال بنبرة حانية 
كله إلا زعلك يا غالية
بعد مرور عدة أيام
كانت الجدة تقف أمام الموقد تنهي آخر وجبة ساخنة لحفيدها الذي لم ترأه منذ ستة أشهر تقريبا قررت أن ټضرب بالجميع عرض الحائط وتذهب له مع طلال ويونس على الرغم من محاولات الجميع في إقناعها أن تبقى لكنها صممت أن تذهب باءت محاولات الجميع بالفشل الذريع ونجحت الجدة ولأول مرة منذ ستة أشهر فرض رأيها عندما أخبرت الجميع بأنها تشعر بقرب لقائها مع الله وهذه آخر أمنياتها من الدنيا.
داخل السچن 
ولج صفوان وعيناه لم تصدق ما ترأه جدته أتت هرول كالطفل الذي فقد أمه ووجدها بعد عناء مال على قدمها ليقبلهما ثم يدها ضمھا لحضنه و هو يقول بنبرة تملؤها الإشتياق 
ياااه يا ستي كنتي واحشاني اوي
جلس الجميع وهي مازالت تتفحصه جيدا لفت وجهه لها قائلة
أنت مبتأكلش حلو يا واد ! خاسس كدا ليه ها !
رد صفوان باسما وقال
خاسس إيه بس يا ستي دا أنا من ساعة ما دخلت السچن وأنا زايد النص ويمكن أكتر
تابع بصوت هادئ قائلا 
قولوا لي بابا و ماما عاملين إيه و سيدرا ! 
رد طلال وقال باسما
كلهم بخير و أنت إيه اخبارك! 
اهي أيام بقضيها يا طلال قل لي باسل سافر ولا لسه ! 
خلاص بيحضر الورق وهيسافر الشهر الجاي 
تمم جوازته !
رد يونس بنبرة معاتبة وقال 
ودي تيجي دي قبل ما تفرح معانا بردو يا ابن عمي!
تابع بجدية قائلا
تيتا 
نعم يا حبيبي