درب المتمرد من الفصل السابع للفصل الثاني عشر للكاتبة هدى زايد

بابي قصدك تتريق عليا !!
رفع كفيه وقال پخوف مصطنع
ولا اقدر والله يا باشا
تابع باسما قائلا
احنا نقدر نتريق على ديدا هانم بردو دا احنا نروح ورا الشمس
ختم حديثه بجدية قائلا 
بعد كدا لو حصل حاجة زي كدا كلميني أو خلي يونس يروح بلاش أنت ماشي حبيبتي ! 
حاضر يا روحي
ردت الجدة بنبرة ساخرة لتعلن عن وجودها أخيرا 
روحي و حبيبتي ناقص لهم شمع وورد
غمز نوح لها و قال 
بتغيير يا جميل ولا إيه !!
ردت الجدة بإبتسامة واسعة وهي تلوك لقيماتها بهدوء شديد قائلة
ربنا يهني نوح ب سيدرا ياخويا
تابعت بجدية قائلة
بس الواد كان بيشوف شغله وك...
صباح الفل يا أحلى لولو في الدنيا كلها
قالها يونس و هو يطبع قبلة عميقة على خدها الأيسر ابتسمت له وهي تربت بخفة
على ظهر يده جلس على المقعد المجاور 
وقال 
هو طلال نزل بدري ليه النهاردا !
رد نوح بهدوء
طلال بقاله يومين مش متظبط وحاسس إن نفسيته مش احسن حاجة عشان كدا مبتكلمش معاه و لا بسأله رايح فين ولا جاي منين
رد يونس بنبرة مخټنقة وهو يقول 
هو لسه زعلان !
نظر له نوح وقال بكذب 
مش عارف هو زعلان من إيه أصلا بس طالما بعيد عن الكل كدا يبقى هو لسه مضايق
ردت سيدرابفضول وهي تضع أمام بن عمها الصحن وقالت
متعرفش هو قافل على نفسه كدا ليه !
نظر لها و قال بخجلا من حاله 
أنا زعلته جامد
ردت الجدة بنبرة معاتبة قائلة 
ليه كدا يا يونس دا حتى بيحبك ! و بعدين ملقتش إلا طلال دا تعبان يا ابني ولو حد كلمه كلمة كدا ولا كدا يقع من طوله
مسد يونس على ظهر يدها وقال باسما
متقلقيش يا لولو هصالحه بطريقتي 
وقف عن مقعده وهو ينظر في ساعة معصمه 
وقال 
هاسيبكم بقى عشان الحق مشواري سلام
صف يونس سيارته أمام المدرسة التي يعمل بها طلال نظر في ساعة معصمه وجدها الثانية مساء قرر أن يترجل منها طرق باب المدرسة وقف أمامه زكريا صافحه بحرارة والإبتسامة تزين ثغره أشار له بالدخول وهو يقول 
لا المدرسة فترتين أنت متعرفش دا ولا إيه ! 
لا طلال مقاليش على الموضوع دا 
بقالك كتير مبتجيش المسجد يعني !! 
والله يا زكريا مشغول وعندي شغل فوق فوق راسي
استدار له زكريا وقال باسما 
الشغل هايشغلك عن الصلاة ! 
لا بصلي الحمد لله بس في الجامع بتاع المستشفى أو البيت على حسب ما بلحق وقت الصلاة الحمد لله .
جلس حذائه وربت على فخذه ثم قال
تشرب إيه يا يونس ! 
لا ولا حاجة هستنى طلا لما ينزل...
أشار له بيده وهو يقول بإبتسامة واسعة 
اهو نزل اهو عن أذنك بقى يا صاحبي خمسة وهخرج من المدرسة متقلقش
طلال طلال
قالها يونس مرتان و قبل أن ينادي الثالثة استدار له بن عمه متعجبا من وجوده هنا عقد ما بين حاجبيه وقال بهدوء
يونس ! 
هي بقت كدا يا طلال عشان اشوفك ولا اكلمك اجاي لك شغلك !
رد طلال بجدية قائلا
أنت عارف إني مشغول الفترة دي عشان الامتحانات قربت وعارف إني ببقى مشغول ازاي يعني مش متعمد
رد يونس وقال
ايوة بس بيبقى في ساعة آخر الليل نقعدها مع بعض مهما كنا مشغولين بيجي علينا وقت ونفضي نفسنا
رد طلال بعتذار قائلا
كان نفسي اقعد معاك بس عندي حصة زي ما أنت شايف 
ختم حديثه قائلا بإبتسامة متكلفة استشعرها يونس حين قال له 
روح أنت دلوقت و أنا لما ارجع هبقى اقعد معاك
ابتسم له يونس وقال بتفهم 
وأنا مستنيك يا صاحبي متتأخرش
غادر يونس المدرسة تاركا طلال يطالعه 
حتى اختفى عن انظاره مر اليوم الدراسي سريعا عكس ما كان يتمنى ذاك الأخير غادر المدرسة وهو يمني نفسه أن يذهب بن عمه لعمله حتى لا يتقابل معه ما أن خرج من باب المدرسة وجده جالسا على مقدمة السيارة يأكل ثمرة التفاح الأحمر وهو يشير بيده الأخرى تجاه الفتيات ثم قال
اموت واعرف هايجيبوا لهم رجالة منين يتجوزوهم دول كتار اوي !!
انفرج فاه طلال حتى كشف عن نواجزه ثم قال بجدية مصطنعة
مش قلت لك روح و أنا جاي وراك
قضم يونس آخر جزء من التفاح وهو يقول بنفس النبرة 
و أنا قلت لك هتسناك بس ماقلتش فين !!
ترجل من فوق مقدمة السيارة متجها نحوه غامزا بطرف عينه قائلا
هو أنا يا بيضا ماوحشتكيش ولا إيه ! غايبة عنك بقالك يومين و قاسېة اوي كدا عليا ليه !
نظر طلال حوله ثم عاد ببصره وقال
أنا في الشغل يا متخلف سمعتي
حاوط يونس كتف طلال وهو يقوده تجاه سيارته وقال
تعالي بس تعالي دا أنا هعوضك عن يومين البعد دول وهخليكي تقولي يونس وبس
استقل طلال السيارة وقبل أن يعترض نظر له بن عمه وقال بإبتسامة واسعة 
ضميني وانسي الدنيا ضميني وانسي