افاثة الشيطان
المحتويات
الطوفان الثالث
طوفان الرغبة
الرغبة دائما دافع لأن تفعل المستحيل كي تصبو لما ترغب.. و أجمل أنواع الرغبة هو رغبة التقدم للأمام و هناك أشخاص قليلون من يمتلكون رغبة التقدم بإصرارهم و قوة شخصيتهم....
كانت تجلس و هي تقلب قلمها بين أناملها بشرود.. يأخذها الفضول لمعرفة ما ينتظرها حتي دلف عليها أحد الأشخاص و هتف بها
اومأت برأسها و إرتشفت بعضا من قهوتها السريعة و تركت الكوب و قفت و هي تعدل من سترتها و سحبت نفسا عميقا مقتضبا و زفرته بسرعة و انطلقت لمكتبه بترقب.....
وقفت أمام باب مكتبه مستلهمة القوة ثم طرقته ..فوصلها صياحه
_ إدخل.
دلفت سهى لمكتبه بإبتسامتها الهادئة.. ووقفت أمامه وقالت
أشار لها على مقعد أمامه
_ إقعدی یا سهی إتفضلي.
جلست أمامه بثقة.. فقال برسمية راسما الجدية على ملامحه
_ اولا انتي عارفة انا بقدرك ازاي و عارف كويس قدراتك و ان ثقتي فيكي مالهاش حدود .
إبتلعت سهي ريقها بتوتر فمن المؤكد انه بعد هذه المقدمة الطويلة ينتظرها شىء جلل ..
ردت بإمتنان
إبتسم بخفوت و قال مباشرة
_ اللواء فهمى عاوزك معاه في مهمة سرية جدا جدا جدا.
تشنجت تعابير وجهها و تسرب الخۏف إلى قلبها وقالت بقلق
_ اللواء فهمي بتاعنا و لا لواء فهمي تاني !
هز رأسه بتفهم من صډمتها و قال مؤكدا
أعادت شعراتها للخلف و قالت
_ اللوا فهمي ..قصد حضرتك الجيش !
أوما برأسه مؤكدا
_ أيوة محتاجينك في مهمة كبيرة في للجيش.
صمتت قليلا لتلتقط أنفاسها التي هربت منها من خۏفها .. فركت أعلي انفها و هي تسأله
_ يعنى يا فندم حضرتك عاوز تقنعنى إن القادة في الجيش عاوزني أنا لمهمة !
نظر إليها كأنه يستلهم الصبر قائلا
إرتسم علي وجهه الاحباط و شبك كفيه ببعضهما امامه علي المكتب و تابع بضيق
_ بس انا متأكد لو حاولتي إنتي مع الرسايل الجديدة هتقدرى خصوصا بعد ما كشفتي شبكة غسيل الاموال .. و انتي مش هتكوني لواحدك ما تقلقيش إحنا كمان هنوهمهم إننا لسه بنراقب الرسايل القديمة فهيتحركوا براحتهم على الجديدة.
_ مهمتك بقا تفكي لينا شفرة الرسايل دى وتحددى مكانهم وتعرفيلنا السفارة اللي بيبعتولها الرسايل دى جوة مصر .
رفعت حاجبها وقد أصابتها دهشة مؤقتة من طلباته الكثيرة .. هز سالم رأسه بعدم صبر وقال
_ مالك يا سهى.. وباعدين إنتى ناسية إن اللواء فهمي اللي رشحك ليا علشان تشتغلى معانا.. یعنی معرفتك وأكيد الشغل معاه هيبقى مريح لیکی .. قلقانة ليه بقا !
لم تبدى سهى أي إعتراض .. ولكنها تنهدت بإرهاق
_ يا فندم حضرتك بتتكلم عن الجيش.. ده فخر ليا وتاريخ أعيش عليه باقى عمرى.. ومع ذلك قلقانة لأفشل وأخذل سيادة اللواء فهمى وأهز ثقته فيا و فشغلي.
عاد بظهره للخلف و هو يطالع قلقها .. فقال بابتسامة رائقة ليبث فيها ثقته بها
_ أنا واثق فيكى لأبعد الحدود.. إنتي قدرتي توقعی أكبر عملية تهريب وغسيل أموال كانت هتحصل في تاريخ مصر.. بس اللي جای مش سهل برضه إنتى هاتتعاملي مع ظباط الجيش.. فلازم ثقتك في نفسك تبقى أقوى من دلوقتى وما تتهزيشقدامهم .. وأنا متأكد من نجاحك إن شاء الله.
ردت بحماس ممزوج بالسعاده
_ تمام يا فندم.. أنا مستعده وتحت أمركم.
طالعها بنظرة جادة وقال
_ بكرة إن شاء الله هتروحي بعربية خاصة لمكان سيادة اللواء وهيفهمك مهمتك بالتفصيل.. بس.. أهلك لازم يوافقوا إنك تبعدى عنهم طول فترة
المهمة.
تمتمت بخفوت بعدما لوت ثغرها
_ أوبا.. ودول هقنعهم إزاى بقا .
رد عليها سالم مسرعا
_ ما تقلقيش فهمي هيتولى المهمة دى هو معرفة عمك وهيقدر
يقنعهم بسهولة .. دى مهمة علشان مصر.
قالت سهى پخوف
_ يا رب يوافقوا يا فندم.. أنا إتحمست جدا.
أجابها بثبات
_ ان شاء الله .. تقدرى تتفضلي .
وقفت و ودعته و عادت لمكتبها و هي تتمتم بتعجب
_ الجيش ! ده انا داخلة علي منحدر تاريخي و يا صابت يا خابت .
إجتمع الجميع للإفطار سويا .. نزلت فريدة متأخرة على الفطار لنومها في ساعة متأخرة بعد حديثها المطول مع أدهم ..رغم سخطها و ڠضبها السابق منه الا انه بكلمة واحدة قد محي آلام قلبها السابقة و ما كابدته في غيابه ..
سارت ناحية الجميع بإبتسامة مشرقة و التي تلاشت من صډمتها عندما رات أدهم الجالس بثقة و يتحدث و يضحك ويبدو عليه أنه نام جيدا..
ولكن ما أغضبها قرب حياة وزهرة منه وحديثهم الحميمي.. علت وجهها نظرة ڠضب لمحها أدهم من مكانه فوقف وإتجه ناحيتها.. وهي لم تلين نظرتها بل صاحبتها ارتفاع لحاجبها الايسر في حركة يعلم جيدا ان ورائها ڠضب شديد ..
وقف أمامها وحدجها بشوق وقال
_ الجميل ماله .. ايه التكشيرة دى !
عقدت ذراعيها أمام صدرها و قالت ببرود
_ ما فيش..بس شيفاك واخد راحتك مع الكركوبة وبنتها اللعوبة.
دخل أدهم في نوبة ضحك عالية جعلت الجميع يلتفت اليه بتعجب من سخريتها .. دنا منها بأذنه و قال مسرعا
_ إسمهم إيه ! .. والله لتقوليها تانى.
قالت بعدما أطلقت صوبه نظراتها الڼارية من سخريته
_ الكركوبة وبنتها اللعوبة.. إيه عجبتك.
رمقها بنظرات مطولة جريئة و متعمقا في ملامح وجهها منتهيا عند شفتيها هاتفا بهمس
_ أى حاجة منك بتعجبني.. وقوى كمان.
إرتبكت في وقفتها و تنحنحت بحجل لينقذها صوت والدتها التي قالت
_ تعالى يا فريدة إفطرى يالا.
ردت فريدة و كأنها تشكرها علي تدخلها بالوقت المناسب
_ حاضر يا ماما.
زم أدهم شفتيه و تمتم پغضب
_ بقا کده یا سوسو.. أمك شكلها هاتقطع علينا.
ردت فريدة بصوتها الطفولي و الذي بقي له من فريدة القديمة .. و الذي دك حصونه المتحكمة في إنفعالاته بذبذباته الناعمة
_ إخص عليك يا أدهم دى ماما عسل.
لاحظ دلالها المثير و حركة كتفها الناعمة .. فرفع حاجبه پغضب وقال
_ اوعى تتكلمى مع حد بدلعك ده في الجامعة ولا مع حد غريب .. وباعدين ما مامتك عسل لأنها جابتك يا قمر إنتي.
تنحنحت فريدة و صاحت قائلةو هي تبتعد عنه
_ حاضر يا ماما جاية أهه.
تركته وإبتعدت وهو يتطلع إليها بإبتسامة متسلية .. جلست بجوار والدها وقالت
_ صباح الخير عليكم جميعا.
رد الجميع
_ صباح النور.
إجتذب أدهم كرسى و جلس بجوارها ببساطة مما أشعل ڼار الغيرة بقلب زهرة وحياة و تطلعا ببعضهما في صمت...
سألها جلال بإبتسامة ساخرة
_ ما لسه بدرى يا أستاذة فريدة.
تركت كوب الحليب من يدها و هي ترفع عينيها بملل و قالت
_ كل شوية يا أستاذة فريدة يا أستاذة فريدة.. قاصد تضايقني انت صح.
فسألها أدهم بتعجب
_ و ايه اللي يضايق فيها مش فاهم.
تعالت ضحكاتهم ليهتف جاسر بتوضيح
_ لما اختارت تدرس الحقوق و تبقي محامية بقا عمك جلال يتريق عليها و يقولها هتبقي زي الأستاذة فاطمة الفيلم بتاع فاتن حمامة ده و من يومها و انت عاوز تعصب فريدة.. قولها يا أستاذة.
مال جلال عليها و سألها بتأكيد
_ عندكوا النهاردة درس الزومبی ده مش كده.
ضحكت فريدة ضحكة عالية فوخزها أدهم فيقدمها فتأوهت و هي تقول
_ إحم.. إسمه زومبا يا بابا زومبا.
فقالت زهرة وهي تلوى شفتيها بحنق
_ لازمتها إيه يعنى.. ولاهو دخول وخروج وخلاص البت مالهاش إلا بيتها.. ده غير ان حياة وريتني فيديوهات لسخام البرك ده و طلع استغفر الله رقص و مسخرة.
رفع مازن عينيه صوبها بنظرات ڼارية و ترك قطعة الخبز من يده و اجابها بحدة
_ يبقي مسخرة لو جنس راجل بص عليهم من بعيد.. انما المكان اللي بيتدربوا فيه أمان و كله بنات و انا بروحه دايما علشان اتطمن عليهم.
ثم تحول بعينيه ناحية أخته التي كانت تصك أسنانها من الڠضب و غمز لها لتبتسم بإمتنان متابعة حديثه بكل ثقة
_ اما جو البنت مالهاش الا بيتها ده إنتهى خلاص ..
إحنا دلوقتى بنعمل شغلنا أحسن من الرجالة كمان و متفوقين .. عندك سهى مثلا اللواء سالم بيعتمد عليها في المهمات الصعبة والسرية لأنها تستحق اللي هي فيه بعد ما تعبت على نفسها.. وكملت دراستها العليا في كلية الشرطة.. وبقت أنجح من رجالة كتير في الجهاز عندها.. و انا من اوائل دفعتي علي كل شباب الدفعة رغم اني بنت.. حتي مي بنت حضرتك مسئولة عن سنتر كامل بأكبر مول للملابس الجاهزة و ممشياه زى الساعة و هي لسه بتدرس و أمثلة كتير.. ياريت حضرتك تراجعي افكارك.
تطلع إليها أدهم بإعجاب شديد لشخصيتها القوية وثقتها بنفسها.. فقال جاسر بفخر
_ عندك حق يا فريدة إنتى وسهى بمېت راجل.
رفعت حياة حاجبيها بإستنكار وعلت السخرية وجهها و هي تقول
_ هما بس سهى وفريدة اللي بتقال لهم الكلام الحلو دايما .. إنما أنا ومى على الهامش.
رد عليها جاسر بقوة و بنبرة قاطعة
_ لأ ياحياة إنتي اللي همشتی نفسك بعد ما سمعتى كلام أمك وقعدتى في البيت و مكملتيش تعليمك .. إنما مي بقا فامشاء الله مسئولة عن سنتر زى ما قال فريدة و ليها شخصيتها زى ياسين ومازن.
أعاد جلال سؤاله على فريدة وهو يدارى غضبه من حياة
_ المهم يا فريدة انتم هتروحوا مشواركم ده ولا لا علشان اعرف يا بنتي قبل ما اخرج .
ردت فريدة وهي تضع المربى على الشطيرة
_ أيوة يا بابا هنروح إن شاء الله ..لما سهى ترجع وليلى هتقوت عليا وهنروح سوا.
تهللت أسارير ياسين.. وقال بلهفة
_ هي ليلي هاتيجي.. كويس إنك قولتيلي.
صفع ياسين مقدمة رأسه سأله و هو يكظم ضحكته عليه بينما الټفت اليه جاسر و قال مداعبا
_ مهتم یعنی.. مش فاهم سؤالك ده ليه.
حاول ياسين جاهدا أن يخترع سبب ما لسؤاله الغشيم فقال بتلعثم
_ يعنى علشان أوصلهم لو محتاجين مساعده وكده بس .
فقال أدهم مسرعا
_ لا يا حبيبي أنا رجعت ولو محتاجين مساعده يبقى أنا اللي هساعدهم.
ليرد مازن پغضب و هو يوزع انظاره بينهما
_ لا يا بابا إنت وهو هما لو محتاجين مساعده أنا أولى بإخواتي طبعا منكم .
ضړبت فريدة جبهتها وقالت بصياح
_ إنتوا هاتتعازموا على بعض ..ناسين
متابعة القراءة