افاثة الشيطان

موقع أيام نيوز

إتعرفوا على بعض أول.. وإدرسوا المهمة سوا علشان سهي تلم خيوط العملية بسرعة .. واللي هتحتاجه من معلومات تعرفها فورا.. تمام. 
رد ثلاثتهم بصرامة 
_ تمام يا فندم.
أشار لهم بيده قائلا 
_ تقدروا تروحوا على مكتبكم.. وشوية وسهى هتجيلكم.
إنصرفوا بعد أن أدوا التحية العسكرية وعيون سهى تتبعهم پخوف مستتر .. لاحظ فهمي نظرات الخۏف بعينها فقال بإعجاب 

_ بس إنتي أذهلتيني الصراحة يا سهي .
التفتت إليه مڤزوعة بعد أن عادت من شرودها علي صوته .. وتمالكت نفسها وقالت بتعجب 
_ قصد حضرتك إيه مش فاهمة !
إبتسم بمكر وقال مازحا 
_ لما سامح كان بيهرس إيدك بين إيده وإنتي ولا إتهزيتي . 
تنهدت بأسى وقالت بيأس 
_ شكلهم مش عاوزینی معاهم.. لو مش عاوزيني أنا ممكن أمشي مافيش مشكلة . 
رد عليها فهمى قائلا بصرامة 
_ لا طبعا.. إنتى لازم تقنعيهم بقدراتك..وإوعى تتهزى قدامهم مفهوم .
شردت قليلا وقالت مطمئنة بثقة 
_ حاضر يا فندم تحت أمرك.. وما تقلقش عليا. 
أجابها بإبتسامة هادئة 
_ ربنا يوفقنا.
ضړب جرس بجواره.. فدخل عسكرى لمكتبه فقال له بجدية 
_ خلى الآنسة سهى تروح مكتب الرائد سامح.
جلس سامح على مكتبه بعصبيه.. فقال له ماجد بسخرية 
_ فهمت أنا دلوقتى معنى هيساعدكم في التمويه.. طبعا مزة زى دى تعمى عنين أي خلية إرهابية عنا. 
فرد باسم عليه بسخرية و هو يلقي بهاتفه علي مكتبه 
_ كنا خايفين يبقى واد فرفور.. أهه طلع بنت وآنسة كمان.. ودى بقا هتروح معانا المعسكر إزاى !
زم ماجد شفتيه و قال بتبرم 
_ ده لا هيكون معسكر و لا غيره احنا هناخد بنت بقعدها وسط شباب آخر مرة شافوا أهاليهم مش بنات من شهور يعني کاړثة بكل المقاييس .
أجابه باسم قائلا بعبوس 
_ احنا شايلين مسئوليتنا بعالفية و روحنا علي كفنا .. يقوموا يبلونا بمصېبة زى دى .
تطلع ماجد لسامح.. وسأله متعجبا من صمته و شروده 
_ هتفضل ساكت كده كتير يا سامح.. عرفنا هنتصرف إزاى مع الآنسة دى.
أتاهم صوت سهى و التي قالت بثقة و هي تستند بكتفها علي إطار باب مكتبهم 
_ طب ما تسألني أنا.. وأنا هرد عليك و هفيدك كمان .
تطلع الثلاثة بها و بقوتها ليرد عليها ماجد بسخرية لاذعة 
_ أسألك إنتى بتاع إيه مش فاهم !
اعتدلت في وقفتها وأخذت تتطلع للغرفة ..وقالت بهدوء
_ هو فين مكتبى !
رد عليها باسم من بين أسنانه مغتاظا من برودها و لا مبالاتها بما فعلوه معها 
_ مالكيش مكاتب هنا.. إقعدى بكرسى جنب الحيطة.. وما أسمعش صوتك مفهوم.
وقفت أمامه وهي تتطلع داخل عينيه بقوة متأملة ذلك الكائن المفرط الرجولة.. ثم رفعت حاجيها وقالت بصرامة 
_ لأ مش مفهوم..هتعمل إيه بقا ! 
رفع باسم سبابته بوجهها و شدد علي كلماته التي خرجت بشراسة و هو يقول 
_ متختبريش صبري أحسنلك لأنك هتندمي . 
تعالت ضجكاتها الساخرة و عقدت ذراعيها أمام صدرها و قالت بنظرات متحدية 
_ طب ما توريني و لا إنت آخرك كلام و بس ! 
صاح بهم سامح وقال پغضب 
_ بس إنت وهي مش عاوز أسمع حرف زيادة .
ثم ترك مكتبه و إقترب منها حتي وقف أمامها كالجبل الشمخ.. وعيناه تختبر قوة إرادتها وتحملها لتلك النظرات الصلبة.. ولكنها لم تحيد بعينيها عنه فقال بهدوء و هو يطالعها بإستخفاف 
_ بقولك إيه وعلى بلاطة كده.. إحنا مش عاوزين بنات معانا.. فا انتي زى الشاطرة هتروحي بقا للوا فهمى وتقوليله إنك منسحبة من المهمة دى.
هزت سهي راسها و هي تتابع حديثه بإبتسامة متسلية بينما تابع هو بحزم 
_ وإلا هتشوفي مني اللي عمرك ما شوفتيه و لا هتشوفيه . 
تعالت ضحكاتها الساخرة و اقتربت منه أكثر و هي تقول بضحكة شريرة غير مبالية 
_ تؤ تؤ تؤ .. تصدق خۏفت.. طب عند فيكم بقا .. أنا مش هنسحب وهفضل على قلبكم.. لحد ما نمسك الخلية دى ان الله .
دنا سامح برأسه منها و قال وهو يطالعها بنظرة جادة ثاقبة 
_ الله .. ده إنتى بتحديثي بقا يا آنسة إنتي !
نظرت إليه وفي عينيها مزيج من التحدى والعند وقالت 
_ امممم .. إفهمها

زى ما تفهمها .. هاه بقا مكتبي فين بقا 
لم يرد عليها أحد.. فتطلعت حولها مجددا.. و وجدت مكتبا لا يوجد عليه أوراق ومنزوى ... 
سارت ناحيته و جلست عليه وأخرجت حاسوبها من حقيبته..وبدأت تعمل في صمت واضعة ساقا فوق الآخرى بوقاحة ... 
أشعلت غضبهم أكثر .. حدجها الثلاثة بتعجب ممزوج بالحنق.. ليخرج ماجد عن صمته قائلا پغضب 
_ تصدقي إنك باردة و لا عندك إحساس و تقريبا و لا كرامة . 
لم تعره إهتمام وأخرجت نظارتها الطبية و إرتدتها و هي تصفر .. ثم وضعت سماعات الهاتف في أذنيها.. وعادت تعمل في صمت... 
مرر باسم يده على وجهه وقال بعصبية 
_ البت دى لو فضلت معانا يوم كمان هرتكب چريمة والله. 
رسمت على وجهها لا مبالاة من فظاظتهم.. ثم نزعت سماعات الهاتف من أذنيها وتوجهت لباب الغرفة وهي تسير بمشيتها المتقاطعة.. الجذابة .. 
وصوت كعب حذائها الناقوسى يلعب بقلوهم.. حتى خرجت من الغرفة.
_ إلهى يا رب ما ترجع بس لتروح للوا فهمى وتشتكينا ليه هنتجازا و هنروح في داهية . 
قالها ماجد بقلق.. ليرد عليه سامح بثقة و هو يحك ذقنه بتفكير 
_ لأ مش هتقوله حاجة.. البت دى عنيدة وقوية.. وهتتعبنا معاها بس على مين..والله لهربيها وأخليها ټندم.
بعد قليل عادت سهى وهى تحمل بيدها كوبا من القهوة السريعة .. وعلى ثغرها إبتسامة إستهانة ولا مبالاة بنظراتهم إليها .. ثم عادت لعملها بهدوء. رن هاتف فابتسمت وهي تطالع شاشة و أجابته بسرعة 
_ حبيبي يا جلجل وحشتني . 
وصلت كلماتها لمسامع سامح الذي حدجها پغضب لم يدرى ما سببه.. ثم ضحكت وقالت بمزاح 
_ وإنت كمان يا حبيبي و الله .
إقترب ماجد من سامح وقال له غامزا بعينه 
_ هي مش أنسة برضه و لا النظام إيه !
تابعت سهى حوارها وقالت و هي تنثر شعراتها خلف عنقها 
_ لأ مش هتأخر يا حبيبي ان شاء الله .. إوعى تاكل من غيرى.
ضحك ماجد بسخرية و قال پغضب 
_ الله..ده إحنا بنتقرطس يا وحوش و شكلنا بقا وحش قوى .
رفعت سهى عيناها نحوه بعدما وصلت لمسامعها كلماته الچارحة و قالت 
_ خلاص يا بابا ما تقلقش عليا انا كويسة .. هقفل دلوتي علشان عندني شغل مع السلامة. 
إرتاحت ملامح سامح قليلا.. بينما قال ماجد بإحراج
_ ده طلع أبوها.. إن بعد الظن إثم. 
وقفت سهی وعدلت من ملابسها.. وحركت شعراتها بدلال وتطلعت إليهم وقالت بإبتسامة ساخرة 
_ بكرة تجهزولى كل الفايلز عن مهمتنا.. وياريت نعامل بعض أحسن من كده طالما هيفضل بوزنا في بوز بعض.. سلام. 
حملت حقيبتها وتطلعت إليهم بإبتسامة مٹيرة وخرجت منصرفة .. 
فقال باسم بتنهيدة حارة 
_ أنا صحيح مش طايقها معانا.. بس أطيقها مراتى خالص دی صاروخ.
_ أوف..عنك حق يا بسوم.. دى قنبلة نووية.. تتاكل أكل يخربتها .
قالها ماجد مسبلا عيناه بإعجاب .. فرد سامح عليهما پغضب و هو يضغط علي ازرار حاسوبه بقوة دون ان يشعر 
_ إيه يا رجالة مالكم.. أول مرة تشوفوا بنت يعني ! 
رد عليه باسم بعد تفكير موجز 
_ لا شوفت.. بس كده بالتقفيل ده لا ما شوفتش بصراحة .. دي عليها بصة تجيب أجل أي راجل .
صك سامح علي اسنانه و قال بحنق 
_ مش شايفها حلوة يعني .. دى حتي منكوشة و شكلها يقرف .
وارى ماجد ضحكته و قال 
_ تقرف خالص .. عندك حق يا سامح .
عاد لعمله و هو يفكر في كيفية للتخلص من تلك البلاء الذي سقط علي رأسه دون إنذار و هو يتخيل عواقب أن تأتي معهم لمعسكر مغلق لشهور ربما ..
دخل مازن للنادي الإجتماعي يبحث عن أصدقائه ولم يجد مكانا يصف به سيارته.. تأفف پغضب حتى وجد مكانا بعيدا فارغ .. إقترب منه مسرعا قبل أن يجده أحد و وقف أمامه..
حيث وقفت سيارة أخرى أمامه تنوى أخذه منه.. أخرج رأسه من سيارته وقال بصياح عالي 
_ إرجع يا عم انت عاوز أركن انا جاي هنا اول .
أخرجت هي الأخرى رأسها من سيارتها وقالت 
_ إرجع إنت يا استاذ أنا وصلت قبلك علي فكرة .
زفر بضيق وقال بعناد 
_ بقولك إيه أنا مش

ناقصك ..ارجعي يالا.
لم ترقها كلماته و لا طريقته الخالية من أي أدب أو إحترام .. ففتحت باب سيارتهما وترجلت منها پغضب.. 
فتح مازن فمه ببلاهه و هو يتابع تقدمها نحوه .. ملاك يطير الهواء شعراته بنعومة جعلته يبتلع ريقه بتوتر .. إقتربت منه پغضب و وقفت أمامه وقالت و عيونها تشع ڼارا 
_ مش هرجع و وريني بقا هتعمل إيه ! 
فتح باب سيارته وترجل منها مسرعا ووقف يتطلع إليها بجرأة مبتسمابشغف .. وعطرها الأنثوى يزيد من دقات قلبه .. 
سبحت عيناه علي وجهها الفاتن التي تظهر ملامحه بوضوح و كأنها منحوتة بدقة .. وعيناها العشبية الخضراء تنظر له بترقب خجل من نظراته المتفحصة لها بقلة حياء ..
خرج عن صمته وقال بتنهيدة ساخنة 
انتي قولتي ايه 
رفعت حاجبها و اعادت ما قالته بعصبية 
_ قولت مش هرجع و اتفضل وريني هتعمل ايه 
زادت لمعة عينيه و همس لها قائلا بمداعبة 
_ هعمل خدى مداس وعدى عليه بعرابيتك عادى هو انا اطول .
لاحظت كلماته المبهمة و نظراته الوقحة فأشاحت بعينيها عنه وقالت بإرتباك 
_ طب إرجع علشان أركن.
قطب حاجبيه وهو يتطلع لها بهيام من رأسها حتى إخمص قدميها مستمتعا بجمالها الصارخ بفستانها الأخضر القصير والذي يبرز جمال عيونها أكثر.. إبتسم بمكر عابث و هو يقول 
_ بس بشرط.
رفعت عيناها بملل و قالت 
_ آاااه بدأنا .. شرط إيه بقا ! 
كان يتابع كل حركاتها بتلذذ ثم قال ببساطة 
_ نتعرف أول.
حدجته پغضب من وقاحته الزائدة وقالت بحدة رافعة سبابتها بوجهه 
_ إحترم نفسك يا أستاذ إنت.. انا مش عارفة مستحملة اتكلم معاك ليه ! قليل أدب.
التفتت لتعود لسيارتها.. فإعترض تقدمها بجسده و وقف أمامها بسرعة.. حاولت المرور من أمامه.. ولكنه في كل مرة كان يعترضها.. 
زفرت پغضب و هي تقول بنفاذ صبر 
_ بعد إذنك ابعد عني عاوزة أعدى.
تعلقت أنظاره بها وقال هامسا 
_ طب ما تعدى المكان واسع اهه .
زادت دقات قلبها وهي تذوب داخل عينيه العسلية الجريئة الوقحة.. ثم قالت بتوتر 
_ أعدى إزاى وإنت واقفلي كده.
إبتسم مازن قائلا بلؤم 
_ أنا مش واقفلك.. إنتى اللي كل ما أجى يمين تيجى يمين.. أجى شمال تیجی شمال..حاسبي إنتي.
كظمت ضحكتها وزفرت مدعية الضيق وقالت 
_ طب إثبت إنت وأنا هعدى. 
إقترب
تم نسخ الرابط