افاثة الشيطان
المحتويات
_ إنتى راكبة ميكروباص.. والله إنتى مسخرة.. أول مرة في حياتي أقابل واحدة زيك كده .
مطت شفتيها وقالت پغضب
_ ليه إن شاء الله هو إنت عرفت كام واحدة قبلي .
شعر بغيرتها فقال ببرود
_ وإنتى مالك.. يلا غيرى هدومك دى لتبردى .
أنزلها على قدميها فقالت بخجل
_ طب شكرا عالتوصيلة ..منجيلكش في حاجة وحشة..إخرج بقا .
_ لا لما أطمن إنك غيرتي هدومك ونمتى في السرير .
تطلعت إليه بإستغراب وقالت
_ طب طرقنا علشان أغير هدومي و أنام .
_ لأ .
قالها بإقتضاب..فردت سهى پغضب
_ وحياة أمك !
حدجها پغضب وقال بعبوس
_ بت.. إنتي هتقبحی و لا إيه !
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بحنق
زفر بضيق وقال وهو يطرق علي رأسها بإبهامه
_ لا يا هانم إدخلى الحمام طبعا..نفسى أعرف اللي في دماغك ده مخ ولا كبده بالزلط .
تصنعت الضحك و هي تقول بنبرة فاترة
_ ههههه..ترانی ضحكت خفة يا هندسة.. إخرج برضه.
إتجه سامح ناحية مكتبها.. وبدأ باللعب على حاسوبها متجاهلا لنظراتها التي لو طالته لرسمت خريطة مصر علي وجهه بأظافرها التي تتوقف عينيه عندها كثيرا من جمالها ..
_ خليكي واقفة بهدومك المبللولة دى..لما تاخدى برد ولا نزلة شعبية تخلصنى منك .
هتقت سهى بضيق و هي تضع يدها علي ظهرها الذي يؤلمها كثيرا قائلة
_ بعد الشړ عليا.. ان شا الله اللي في بالي .
ضحك ضحكة عالية وهو مازال يلعب بحاسوبها وشعراته ملتصقة بجبهته من بلله.. ثم قال بمكر
إقتربت منه و هي تتأمل وسامته .. ومالت نحوه برقة وقالت وهي تتطلع إلى ملامحه الجذابة الهادئة بحب
_ ده في بالى وفي قلبي وفي عقلى وفي روحى كمان.. تعرف لو حللولي ډم هيلاقوه فيه .
حاول جاهدا ألا يبدو عليه التأثر من كلماتها الصريحة.. لاحظ تحديقها به..فنظر إليها بطرف عينيه ببرود..ثم نظر أمامه وقال بحزم
إعتدلت في وقفتها وقالت پغضب
_ بقا كده يا سامح.. طب قوم بقى إطلع بره..يالا .
قالتها پغضب وهي تدفعه خارج غرفتها.. ثم صفعت باب غرفتها في وجهه.. وقف يضحك كما لم يضحك من قبل.. إقترب منه ريان وقال متعجبا
_ في حاجة يا فندم !
_ لا مافيش.. كنت عاوز حاجة إنت
_القائد عاوزنا يا فندم هنتحرك بالليل.
ارتسمت الجدية على ملامح سامح مرة أخرى وقال
_ الرجالة جاهزين.
أومأ ريان برأسه مؤكدا و قال بقوة
_ تمام يا فندم.
أبدلت سهى ملابسها وجففت شعراتها و هي تتأوه پألم في كل جسدها نتيجة إرتطامها بالماء..
تمددت في فراشها ونامت بتعب دون أن تشعر ..
في المساء إستيقظت على طرقات بباب
غرفتها.. وقفت متثاقلة من ألمها وفتحت الباب تفاجات بهيئة ريان بملابسه العسكرية الكاملة .. فقالت بتعجب
_ إيه اللي إنت عامله في نفسك ده.. إحنا هنحارب خلاص.
ضحك ريان ضحكة عالية وقال بنبرة هادئة
_ مش بتبطلى قلش إنتي .. علي فكره إحنا طالعين مهمة إدعيلنا بقا.
فجأة تسلل القلق والخۏف لقلبها وقالت و هي تهز رأسها بهيستيرية
_ إنتم مين ومهمة إيه !
قال وهو يتطلع إليها بنظرات شمولية مبتسما برقة
_ ما فيش حاجة كده على السريع.. وهنرجع منصورين بإذن الله.. خلى بالك من نفسك تمام.. أنا سايب هنا جندى مقاتل سهى المهدى مش الآنسة سهى مفهوم.
إبتلعت ريقها پخوف وردت ببلاهة
_ تمام يا فندم..هو سامح رايح معاكم!
اومأ برأسه وقال
_ أيوة ده هو قائد المهمة دی.. أنا قولت أجي أسلم عليكي یالا سلام.
فقالت مسرعة لإيقافه بعض الوقت
_ خلى بالك من نفسك.. تروحوا وترجعوا كلكم سالمين ان شاء الله.
إبتسم لها بهدوء وقال بتلقائية مؤلمة
_ إدعيلي يا سهى ربنا يمن عليا بالشهادة.
تجمعت العبرات في عيونها بسرعة وقالت بنبرة متحشرجة
_ بعد الشړ عليك.. ليه بتقول كده!
ضحك بإتزان وقال
_ ليه هي الشهادة شړ .. أشوف وشك بخير.
صافحته قائلة
_ مع السلامة هستناك لما ترجع تحكيلي كل اللي حصل.
أدى لها التحية العسكرية وإنصرف.. دلفت غرفتها .. ووضعت وشاح على كتفها وخرجت مسرعة..رأت طائرة.. وبعض الجنود الملثمين يقفون في طابور..
إقترب منها باسم وقال
_ إدعيلنا يا سهی تمام.
ردت من بين دموعها
_ بدعيلكم والله تروحوا وترجعوا بالسلامة..منصورين إن شاء الله.
إبتسم إليها ماجد وقال
_ مش هنتأخر عليك إن شاء الله يا طلبة.
ردت برعشة في شفتيها
_ هستناكم..وإن شاء الله هترجعوا كلكم.
إقترب منها سامح.. فزاد إنهمار دموعها دون ان تسيطر عليها.. فقال بإبتسامة رائقة
_ إيه يا طلبة إنت هتعيط.. لا إجمد كده.
تمسكت بذراعيه وقالت پخوف
_ سامح كنت عاوزة أقولك حاجة مهمة قوى.
مسح سامح دموعها بأنامله.. وقال وهو يملا عينيه بملامحها
_ بلاش دلوقتی یا سهی.
تعلقت أنظارها به وقالت بصياح
_ لا لازم أقولك إنى...... .
وضع كفه على فمها وقال مسرعا
_ إوعى ما تقوليهاش.. لما أرجع بالسلامة ان شاء الله .. أنا اللى عاوز أقولك حاجة مهمة.
أغمض عينيه و فتحمها نافثا أنفاسه بقوة و قال
_ لا إله إلا الله.
زاد إنهمار دموعها وقالت بصوت متحشرج
_ محمدا رسول الله.
تركت ذراعيه و كأن روحها انسلت من صدرها و تركتها پألم يشبه ألم المۏت ..
إبتسم إليها بحنو.. ووضع قناعه علي وجهه وتطلع إليها مطولا.. وتركها و وقف أمام طابور المجندين بإيباء ..
صلى بهم إمام وهي متابعة إليهم وقلبها يدعو بتوسل و رجاء كي يعودوا يالمين.. أتموا صلاتهم.. وحمسهم سامح ببعض الكلمات القوية ..
ما أن إنتهب حتي لوح لها سامح بذراعه مودعا .. وركب الطائرة مع الجميع.
ياسمين_أبو_حسين
مساء الفل والياسمين
الفصل الحادى عشر
طوفان الألم
لم يكن قادر علي تخطي صورتها بعينيه .. هز رأسه و هو يحاول أن يتنفس بإنتظام فكما كانت تتلاحق أنفاسه كانت تتسارع أفكاره ..
وقف ياسين أمام منزل ليلى ينتظرها و هو يطالع ساعة معصمة بفقدان صبر و يهز ساقه بتوتر ..نزلت إليه ليلي بسرعة وتقدمت ناحيته و هي تقول بقلق
_ فريدة مالها يا ياسين.. إنطق !
تطلع إليها بنظرة شمولية و قد إتسعت عيناه و هو يهتف بحنق
_ إيه الزفت اللي سيادتك نزلالي بيه ده ان شاء الله !
زفرت ليلى بضيق وقالت
_ ده وقته إنت كمان.. بقولك فريدة مالها عملتوا فيها ايه
خلع سترته ووضعها حول أكتافها وقال پغضب من بين أسنانه
_ ده ترینج ده ولا راسمه على جسمك.. إنتي إزاى تنزلى من بيتكم كده
أغلقت عينيها بفارغ صبر..ثم فتحتهما وقالت بحدة
_ إنت هتتكلم ولا هتقضيها تفاهة !
أجابها ياسين وكأنه تذكر لتوه
_ هو أنا كنت جايلك ليه.. آااااااه صح فريدة هيقتلوها هناك.. هو إيه حقيقة موضوعها هي واللي إسمه عمر ده
إتسعت عينى ليلى وقالت پذعر
_ يا نهار إسود.. أنا كنت حاسة انه الموضوع ده مش هيعدى علي خير هطلع البس وهاجي معاك حالا.
تركته و إبتعدت ثم عادت اليه و هي تخلع سترته و قالت
_ خد الجاكيت بتاعك أهه و انا خمس دقايق مش هتأخر عليك .
فصاح بها قائلا وهو يتطلع حوله پخوف
_ لأ..خليكي لابساه.. حد يشوفك وإنتى كده.. إبقى هاتيه وإنتى نازلة.
ثم اقترب منها ورفع سبابته في وجهها و قال بتحذير قاطع
_ ولو شوفتك بهدوم كده ولا كده تانى مش هيحصلك كويس مفهوم .
زفرت بضيق وتركته وإبتعدت.. تطلع إليها بهيام وقال
_ ېخرب بيت أمك... قمر تتاكل أكل .
إستند علي سيارته و هو يمسح المنطقة بعينيه لربما رآها أحدهم بهيأتها تلك و بعدما إطمئن من خلو النوافذ و الشرفات من الناس حتي تنفس براحة ..
إستيقظت سهى أخيرا بتثاقل و هي تجاهد في أن تفتح عيناها التي كانت أثقل من ذراعيها و التي تحاول تحريكهما ..
تطلع سامح ناحيتها بترقب و احتضن كفها و هو يقول بقلق
_ سهى ردی علیا بقا حرام عليكي .
تطلعت حولها بدون وعي وهي مازالت بين الغفوة و الاستيقاظ ثم قالت بنبرة ثقيلة
_ سامح.. إنت فين .. انا بحبك.
قرب كفها من فمه و لثمه بهدوء و هو يطالعها بحزن و هي تتابع بتعب
_ فين.. ريان .. يا رياااااااان .
قالتها بصړاخ واڼهيار تام و هي تركل الهواء بذراعيها و ساقيها .. إجتذبها سامح لصدره وقال مهدئا
_ إهدى.. إهدى يا سهى علشان خاطری .. ريان في الجنة إن شاء الله .
زاد صړاخها و نحيبها بشكل عڼيف ..فأضطر الطبيب إعطائها حقنة مهدئة كي لا ټؤذي نفسها .. و نامت بعدها في سكون ودموعها لا تتوقف.. مددها سامح علي فراشها ببطء و تطلع إليها پألم علي حالتها .. ربت ماجد علي كتفه بينما قال له سامح بملامح متهدلة
_ خليك إنت وباسم مع المجندين.. وخلى مينا يقودهم مكان... مكان ريان الله يرحمه .
أومأ ماجد برأسه وقال بهدوء
_ ما تقلقش یا سامح.. خليك إنت جنبها..ربنا يطمنا عليها .
شدد في قبضته حول كفها و قال بصوت مخټنق
_ انا اللي قربته منها كده .. مكنتش متخيل انها هتتعلق بيه كده في الفترة القصيرة دى .
طالع ماجد سهي بإشفاق و قال
_ واضح انها أصيلة و قلبها طيب .. خلي بالك منها يا سامح دى طلعت رقيقة مش زى ما هي راسمة علينا .
ملس سامح علي شعراتها و أكد علي حديثه قائلا
_ أنا اللي خليتها ترسم علينا قوتها دى لما عاملتها بطريقة مش كويسة .
إعتدل ماجد في وقفته و قال
_ من الاول و انا حاسس انه خناقكم ده اهتمام منكم بتحاولوا تخفوه علشان تخبوا علي بعض انكم .. بتعشقوا بعض .
رفع سامح عينيه ناحيته و طالعه بتعجب .. ليتابع قائلا بتأكيد
_ كفاية عناد يا سامح واضح ان العمر قصير قوى بلاش تضيعه و اسړق من الدنيا سعادتك لانك تستاهلها .
و تركه و انصرف ليعود بعينيه اليها بوجهها الشاحب و بقايا دموعها علي وجنتيها النديتين ليقول بصوت خفيض
_ انا اللي بحبك يا سهي .
كان يتحرك بهيستيرية و هو ېصفع ساقيه بكفيه الغليظتين من خزيه و يردد بهيستيرية
_ يا خسارة عمرى اللي راح .. يا خسارة تربيتي فيكي .
وقفت مي أمامه و قالت پبكاء
_ اهدا يا بابا علشان خاطرى ضغطك هيعلى و ده غلط عليك .
أزاحها من أمامه و إقترب من حياة بخطوات بطيئة و قال
_ یعنی فريدة بريئة.. والواد
ده باسها ڠصب عنها.. وإنتي كنتى عارفة وكذبتي .. صح يا حياة .
تلعثمت حياة
متابعة القراءة