افاثة الشيطان

موقع أيام نيوز

والدتها برأسها و قالت 
_ تمام انا لولا انه اصغر منك عمرى ما كنت هسمح انك كل شوية رايحة جاية معاه كده .
توقفت ليلي و كلمات والدتها تركت آثرها علي نفسها بشكل مؤلم .. الجميع سيرى علاقتهم بهذا الشكل انه يصغرها بالعمر و فقط .. هزت رأسها و أكملت ما كانت تفعله و هي ككل مرة تؤجل التفكير في موضوعهما لما بعد .. 
بعد ساعتين وقف ياسين أمام سيارته في إنتظار قدوم ليلي.. إنتظر طويلا حتى نفذ صبره... 
رآها مقتربة منه... لم يتمالك نفسه وجذبها من ذراعها پغضب ودلف بها لمدخل البناية وصاح بها قائلا پغضب 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
_ إنتي قاصدة تضايقيني صح 
جذبت يدها منه مټألمة وقالت بتعجب 
_ مالك يا ياسين ! وسیب دراعي وجعتنى . 
حرك سبابته عليها هبوطا وصعودا.. وقال بعبوس 
_ إيه اللي إنتي مهبباه ده..! إطلعي غيرى هدومك دى ولو لبستی کده تانی قسما بالله ما هرحمك . 
زفرت بضيق وقالت وهى تتطلع لملابسها 
_ ماله لبسى ده أنا حتى لابسه جاكيت طويل أهه.. وباعدين إنت مالك اصلا 
رد عليها ياسين ساخرا
_ يا سلام.. ما الجاكيت طويل واللى تحته ده كش في الغسيل مثلا.. ومين اللي قطع البنطلون ده.. إطلعى يالا غيرى البادي والبنطلون دول وثواني وتبقى قدامي.. إنتي فاهمة .
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
تطلعت ليلى لهيأته و هي تعقد ذراعيها امام صدرها .. فقد كان يرتدى أيضا بنطالا ممزقا وتي شيرت إسود وفوقه سترة رسمية رمادية .. 
للحظة هامت في هيئته الجذابة.. ثم قالت بتهكم
_ ما إنت لابس بنطلون مقطع زيي.. ولا سماح ليك وحرام عليا .
صاح بها قائلا وعيونه تشع ڼارا
_ كلمتى تتسمع على طول إنتي فاهمة و لا لأ 
للحظة هابته..فضړبت الارضية بقدمها وصعدت لشقتها.. طالعتها والدتها بتعجب و قالت 
_ رجعتي ليه يا ليلي نسيتي حاجة .
خلعت ليلي سترتا و قالت بهزيان و لكن بصوت عالي بعض الشىء 
_ الاستاذ مش عاجبه لبسي هو انا من بقيت عيلته .
ابتسمت والدتها و قالت بسعادة 
_ راجل يا اختي و قدر عليكي مش انا اللي بقالي سنين لساني داب فيهم علشان تتحجبي زى البني آدمين الطبيعيين .
رفعت ليلي عينيها بملل و قالت 
_ نقصاكي انا يا ماما .
اتسعت ابتسامة والدتها و عادت لعملها قائلة 
_ خالتك كلمتني و جاية قريب ما قالتش امتي بس حبت تعرفنا .
اتسعت عيني ليلي بفرحة و قالت 
_ بجد ! دى وحشاني جدا و الله .. لما هرجع فهميني كل حاجة اتفقنا . 
أبدلت ملابسها.. ونزلت وقفت أمام ياسين وقالت بحنق 
_ كده كويس !
إبتسم ياسين وقال براحة  
_ ده كده زى الفل.. إركبي يالا .
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
صعدت السيارة وهي غاضبة و عابسة بعينيها من تحكمه الزائد بها و الاكثر استفزازا انصياعها له .. فلقد فعل مالم يفعله أحد.. إقتحم حصونها وأصبح الأمر الناهي لها.. 
طوال الطريق لم تتحدث معه فخرج عن صمته قائلا بضيق
_ هتفضلی ساكته كده كتير ! 
ردت ليلى عليه بجمود وقالت
_ خليك في حالك لو سمحت .
إبتسم بمكر على حالتها وقال بتعقل 
_ طب تحبى تفطرى فين
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بملل
_ ماليش نفس.. وديني على المستشفى على طول . 
جلسوا صامتين كلا منهم يتطلع أمامه كأنهم إشارات متنافرة.. حتي صف ياسين السيارة بجانب الطريق.. وتطلع إليها مطولا.. متأملا عيونها الزرقاء الساحرة.. والتي تشع ڼارا من ڠضبها فزادتها جاذبية..
وشعرائها البنية الذهبية والتي تهفو كلما إنطلق بالسيارة مخلفة ورائها نسائم الياسمين .. ووجهها الفاتن المحتقن .. 
تمالك نفسه و ما يدور بعقله و قال بتعجب 
_ كل الزعل ده علشان خفت عليكي.. مش بطيق ألاقي حد بيبص عليكي أعمل إيه طيب ! 
رفعت ليلى رأسها وأطلقت صوبه نظرات ڼارية وقالت 
_ أنا ما بحبش حد يتحكم فيا بالشكل ده .. وبعد كده خليك في نفسك وبس. 
هتف قائلا بضيق ومحذرا وهو يضغط على شفتيه 
_ ده بعينك.. قولتهالك قبل كده وهقولهالك تانى .. إنتى بتاعتى وبما إن إنت مالك كترت اليومين دول. يبقى الأمور في البيت تهدا وأطمن على عمى وفريدة وهكلم بابا في موضوعنا . 
إتسعت عيناها وقالت بفزع  
_ لا إوعى تعمل كده.. إنت فاهم 
اسرع قائلا ببديهية 
_ لا مش فاهم هو انتي فكراني بهزر و لا بلعب بيكي .. بقولك بححبك و مش هتجوز غيرك و دلوقتي او باعدين هفاتح اهلي طبعا .
أغمضت عيناها و سحبت نفسا طويلا و فتحتهما قائلة بنفاذ صبر 
_ تفاتحهم في ايه انت اټجننت يا ياسين !
إرتدى نظارته الشمسية.. وإنطلق بالسيارة قائلا 
_ لا عقلت.. وعلشان أثبتلك إنى بحبك بجد ومش هسيبك مهما عملتي .
بعد قليل وقف أمام مطعم فول وفلافل... تطلعت ليلى للمطعم وقالت بتعجب 
_ ياي.. إنت هنقطرني فول يا ياسين . 
إلتفت ناحيتها ..وتطلع إليها بتمعن وقال 
_ ماله الفول وحش ! ده حتى كله بروطين .
ضحكت ضحكة عالية وقالت 
_ بروطين..ميرسي أنا قفلت خلاص ..مش عاوزة أفطر .
سألها مداعبا
_ طب عاوزة تفطرى فين 
فكرت قليلا وهي تنقر بإصبعها على وجنتها.. ثم قالت بجدية 
_ ودينا مثلا لمسمط نضرب كبده ومخ ولحمة راس .
ضحك هو الأخر وقال بغمزة من عينه 
_ عندك حق وأنا أضرب طلب کوارع وعكاوى.. وأهه ينفعنا باعدين . 
حدجته پغضب وقالت
_ إنت قليل الأدب وأنا هنزل وهسيبك .
حاولت فتح الباب.. ولكنه كان اسرع منها وأوصده.. زفرت بضيق وقالت 
_ إفتح الزفت ده .
لم يرد عليها وإنطلق بالسيارة... ثم وقف أمام أحد المطاعم الفاخرة وقال بصرامة 
_ إنزلى يالا..جوعت .
لم تتحرك.. فترجل من السيارة و لف حولها حتي وقف امامها وفتح بابها وقال 
_ إنزلي بقا بلاش رخامة تعبتي امي معاكي من الصبح .
لم تعره إهتمام وأشاحت بوجهها بعيدا عنه .. فإقترب منها و قال بصوت خفيض و بنبرة متحدية  
_ لو مانزلتيش دلوقتی بمزاجك .. هشتالك وهدخلك المطعم متشالة و جربي تتحديني .
لم تعره إهتمام مجددا ..فهز كتفيه بإستسلام وقال  
_ إستعنا عالشقى بالله .
وإقترب منها فابتسمت رغما عنها وقالت 
_ خلاص إيه ما صدقت . 
قال وهو مائلا ناحيتها اكثر متفرسا في عينيها ساحرته
_ الصراحة ده حلم عمري.. هتتزلى ولا أحقق حلمي . 
ترجلت من السيارة.. ودلفت معه داخل المطعم.. جلسا على إحدى الطاولات وتناولا
فطورهما ليقول ياسين مازحا و هو يتابع تناولها النهم لطبقها 
_ نفسك مفتوحة يعني.. كل ده أكل !
ردت ليلي بصوت طفولي 
_ إنت هتبصلى في اللقمة..عموما أنا اللي هحاسب .
عقد ياسين حاجبيه وقال بعبوس
_ ليه يا أختى قاعده مع سوسن .
إنتهت ليلى من تناول إفطارها.. ورشفت من كأس العصير أمامها.. وتركته.. 
حمله ياسين ورشف منه هو الآخر.. فتنحنحت بخجل وقالت 
_ إحم... إيه اللي انت عملته ده !
تعلقت أنظاره بها.. وقال بثقة 
_ عادى يعني بشرب مكانك علشان أجرى وراكي .
إبتسمت بخجل.. فجلس بالمقعد المجاور لها وقال هامسا 
_ حسى بيا بقا حرام علیکی.. طب طمنيني قلبك بدأ يدق ولا البعيدة مش بتحس ولا سستمك إيه بالظبط !
رفعت حاجبها بضيق ثم إقتربت منه وتطلعت داخل عيونه وقالت 
_ تصدق بالله أنا غلطانة إنى قاعدة معاك .
تركته وهمت واقفة.. وخرجت مسرعة.. فتح الشيك بسرعة ووضع مبلغ مالى بداخله.. وركض ورائها.. و لم يدركها ..
صعدت ليلي احدى سيارات الاجرة التي انطلقت بها مسرعة..
بينما وقف ياسين يطالع السيارة پغضب وقال
_ ماشى يا ليلى.. والله لهجيبك لغاية عندى تقولى إنك بتحبيني يا أنا يا إنتي .
مساء الفل والياسمين 
الفصل الثاني عشر
طوفان الندم 
صعد مازن سيارته وهو يفكر فيما حدث معهم.. وظلمه لفريدة.. ومرض والده بسبب تسرعه الأحمق. 
لم يشعر بنفسه إلا وهو يقف بداخل النادي.. صف سيارته وتوجه لملعب الإسكواش .. وعندما وقعت عينيه عليها إبتسم إبتسامة هادئة..
يالله كم إشتاق إليها..تطلع لحركاتها بلهفة و صوت ضحكتها و هي تجفف عرقها بمعصمها جعله يسحب نفسا طويلا و كأنه منذ تركها آخر مرة قد توقف نفسه حينها.. 
كعادتها كلما توقف التمرين ترفع عينها تمسح المقاعد بهما و تعود لتمرينها خائبة الرجا و لكن هذه المرة ابتسمت شفتيها بسعادة تليق بها ..
لأول مرة تبتسم له دون تكلف و كأنها كانت تتوقع حضوره أو .. تنتظره !! ....
شعر كأن كل همومه وآلامه قد إختفت و كأنها رممت كل الخړاب الذي التصق بروحه بنظرة من عيناها الخضراء الدافئة .. 
ظل متابعا لتدريبها محافظا على إبتسامته الشغوفة حتى إنتهت ..تفاجأ بها تقترب منه فإبتلع ريقه و وقف بتوجس ...
وقفت أمامه وقالت بإبتسامة هادئة 
_ ممكن أسألك مالك ! 
أشار لها مازن برأسه أن تجلس بجواره.. وقال وهو يحدجها بحب
_ إنتى الوحيدة اللى ليها الحق تسألني مالك .
ضحكت و هي تملأ قلبها بنظرته الحنونة الشغوفة .. والتي تغذي أنوثتها و تعصف بقلبها المتعقل سابقا .. وصوته الذي لم يترك عقلها منذ أول لقاء لهما.. وهو يجذبها لعالمه.... 
تسائلت بتعجب وهي تجلس بجواره 
_ ليه أنا الوحيدة اللى ليها الحق يعنى مش فاهمة ! 
تطلع إليها بهيام من هيأتها بعد التمرين.. وقطرات العرق التي تقطر من جبينها فقال لها مسرعا بقلق  
_ قومى أول خدى شاور وغيرى هدومك لتبردى .. وبعد كده هقولك كل حاجة .
زادت سرعة دقات قلبها وهي تتطلع لعينيه الحزينة.. والتي تطلعت إليها بحنان إفتقدته كثيرا.. ناهيك عن قلقه عليها..
سحبت نفسا طويلا و هي مازالت متعلقة بعينيه تتسائل بتعجب من هذا الشخص.. وكيف إنساقت وراء مشاعرها تجاهه بهذه السرعة و الاندفاع الغير مبررين ..ورغم تخبطها أومات برأسها وقالت بإنصياع 
_ تمام.. مش هتأخر عليك . 
إبتسم إليها وطالعها بنظرات حانية وقال 
_ هستناکی . 
تركته وابتعدت.. و بعد نصف ساعة تقريبا.. جلست بجوار مازن في هدوء . 
تطلع إليها بإعجاب من هيأتها التي يقسم أنها قادرة علي سلب أى رجل تعقله من رقتها و بساطتها .. فقلد كانت ترتدى فستانا ازرق به وردات بيضاء صغيرة.. وأطلقت لشعرها الأسود العنان.. ولكن ما ضايقه و جعله يتوقف عند ساقيها بعبوس هو طول الفستان الذي يصل لتحت الركبة بقليل.. 
وعندما جلست أصبح فوق الركبة .. ناهيك عن ذراعاها المكشوفة.. لاحظت نظراته.. فقالت پخوف
_ الفستان مش عاجبك ! 
فرك مازن صدغيه بحركة ثابتة وأردف بتبرم
_ هو حلو كقميص نوم.. مش فستان تخرجی بیه . 
قطبت حاجبيها پغضب من وقاحته وقالت بعند 
_ إنت شايفه قميص نوم.. إنت حر . 
تحولت ملامحها
تم نسخ الرابط