افاثة الشيطان

موقع أيام نيوز

أثناء تأدية عملي!
قطب ياسين جبينه وقال بشراسة مقربا وجهه من وجهه  
_ ده أنا مش طايقك من إمبارح.. إنت إيه بالظبط.. بتعاكسها عيني عينك يا بجح اثناء عملك. 
إجتذبته ليلى وقالت پغضب 
_ سيبه يا ياسين.. ده حيوان اصلا .. يالا بينا نشوف دکتور تانی. 
دفعه ياسين من صدره فسقط جالسا علي كرسيه و هو يصيح بحدة 
_ انا هوريك يا همجي و هطلب البوليس علشان يرميك برة المستشفي. 
مال ياسين بجذعه علي مكتبه فعاد الطبيب بظهره للخلف من خوفه ليقول ياسين بهدوء 
_ بلغ و نروح سوا و هناك هخليك تخرج تتكسف تحط عينك في عين واحدة ست و اولهم امك و مراتك.. جرب بس تعمل حاجة و استلقا وعدك.
ثم اعتدل فى وقفته و هو يطالعه بنظرات تحدى.. كانت ليلي واقفة تطالعه بإعجاب من قوته و سيطرته و ما اسعدها اكثر هو شعور الامان و الدفء و التي تفتقدهما بحياتها... 
جذبها ياسين من ذراعها و تركوه وخرجوا.. فدخلت ليلى في نوبة ضحك.. حدجها ياسين پغضب وقال 
_ إضحكى يا أختى.. ما هو أنا لو أطول هحبسك محدش يشوفك غيرى. 
بسمة ماكرة إرتسمت على زوايا فمها وقالت 
_ إيه ده.. ليه إحنا في عصر سي السيد و لا ايه!
مال عليها قائلا وهو يذوب داخل بحر عينيها الزرقاء 
_ يا ريت.. نفسي أبقى سى السيد وأتجوزك يا مز إنت. 
إبتسمت بغرور وتركته وإبتعدت..فقال و هو يتابع انصرافها بتعجب 
_ استنى يا ليلى.. أنا جای معاکی.
لم تترك رسالة ريان من يدها.. قرأتها عشرات المرات.. تخيلته أمامها أكثر من مرة.. بإبتسامته العذبة و هدوءه الرزين و صرامته القوية و اهتمامه بها .. أغلقت الخطاب و قربته من قلبها و أعادته تحت وسادتها مجددا..
دخل عليها ماجد بإبتسامة هادئة.. وجلس قبالتها وقال
_ صباح الخير يا سهي عاملة ايه!
ردت سهى وعيونها قد إنطفأت شعلتها وقالت بهدوء 
_ صباح النور.. أخبارك إيه يا ماجد دلوقتي!
نكس ماجد رأسه وتنهد مطولا وقال پألم 
_ مش عارف أوقات بحس إنه من كتر ما شوفنا ډم وچثث خلاص قلبي هيجمد وهيبقى عادى.. بس مع كل واحد بيستشهد مننا پتألم أكتر.
فسألته سؤال مباغت لم يكن يتوقعه
_ جبتوهم يا ماجد.. خدتوا حق ريان واللي زيه.
أومأ برأسه وقال بعينين متسعتين بقوة 
_ أيوة.. صفيناهم لآخر واحد .. كانوا بيجهزوا لعمليات كتير.. ومعاهم أسلحة ومتفجرات.. وأحزمة ناسفة جاهزة على التفجير.
تنهدت پألم وقالت بوجه شاحب  
_ طب ريان ماټ
إزاى يا ماجد. 
عقد ماجد ذراعيه أمام صدره وقال بضيق 
_ في الأول راقبنا العشة كويس.. وهجمنا بهدوء.. ولما بدأ الإشتباك.. واحد من الكلاب حب يفجر نفسه ويموتنا كلنا معاه.. بس ريان حضنه.. وشاله وجرى بيه أبعد مسافة لغاية ما الحزام. 
_ كفاية يا ماجد خلاص. 
قالها سامح من ورائه .. ثم جثى أمام سهى وقال 
_ صحيتي إمتى! 
ردت بوهن.. وهي متعلقة بعينيه 
_ من دقايق.. ليه ما صحتنيش بدری علشان كده هتأخر على الطابور. 
ربت على كفها بحنان وقال
_ لما تبقى كويسة هترجعي الطابور تانى ورانا لسه شغل كتير. 
جاهدت دمعات تعاند للظهور في مقلتيها.. وقالت 
_ مش عارفة هقدر أقف في الطابور إزاى من غيره.. ولا هروح الميس إزاى وأقعد مع مين.. الدنيا من غيره هنا هتبقى وحشة قوى.
زم سامح شفتيه متصنعا الحزن وقال بضيق 
_ كده يا سهی.. طب زعلت منك.
رد ماجد مازحا 
_ وأنا كمان زعلت.. ده إنت يا واد يا طلبة يا قمر إنت في عنيا من جوة. 
وخزه سامح في ذراعه.. فقال ماجد مټألما 
_ آآآه.. خف إيدك يا هندسة... بنهزر.
طالعه سامح بنظرة تحذيرية و قال 
_ لا ما تهزرش.. وإتفضل إطلع بره شوف اللى وراك.. عاوز أقعد معاها لوحدى شوية. 
مال ماجد على أذن سامح وقال مازحا
_ على فكرة يا سيادة الرائد إحنا هنا في معسكر تدريب..مش كافيه للحبيبة. 
رمقه سامح بنظرة ڼارية.. فإبتلع ماجد ريقه وقال پخوف 
_ إحم.. عارف أنا البصة دى.. طب براحتكوا بقا.. وأنا هبعتلكوا إتنين لمون. 
تركهم وخرج مسرعا هاربا من بطش سامح.. فجلس سامح مكانه وقال
_ هتفضلى في العيادة كتير.. عاوزك تخرجي بقا.
همت جالسة وقالت بإصرار  
_ أنا عاوزة أخرج دلوقتي.. محتاجة أخد شاور علشان أصلى وأبدأ شغل شوية في أمور بدأت توضح ليا أكثر من الأول وعاوزة أتأكد.
عقد سامح حاجبيه وقال بتعجب 
_ قصدك إيه ! 
ردت وهي تعتدل في جلستها.. وأزاحت الغطاء من عليها
_ هتعرف كل حاجة في وقتها.. بس ساعدني أرجع أوضتى تانى. 
إبتسم سامح وقال بمزاح ساخر  
_ الله ده إنتى إتعودتي إني أشيلك بقا وهتتلككی.
ردت سهى بصرامة 
_ أنا دلوقتى طلبة مش سهى.. والجندي المقاتل محدش بيشتاله يا هندسة. ضحك وقال براحة 
_ حمد الله على السلامة.. أيوة كده طلبة وحشنى قوى. 
قالها بنبرة صوته الناعمة والتي لم تعتاد عليها سهی منه ..فقالت بعدما زادت دقات قلبها 
_ خليك فاكر إنه إنت اللي عاوزه.. ما ترجعش ټندم بقا. 
تعلقت أنظاره بها وقال هامسا 
_ عمرى ما هندم على أي حاجة ليها علاقة بيكي ابدا في حياتي. 
طأطأت سهى رأسها بخجل.. فابتسم سامح وقال بتعجب  
_ إيه ده انت بتتكسف زي البنات يا طلبة!
وقفت مسرعة رغم وهن جسدها وقالت 
_ مش هرد عليك.. بس ليك روقة أنا هرجع أوضتي بعد اذنك يا فندم .
و تركته و هي تتحامل علي نفسها و سارت حتي غرفتها تتحاشي النظر حولها و كأنها ترفض البحث عنه كما ترفض دمعاتها و قد قررت استغلال طاقتها المتبقية في الٹأر له .. ريان .
خرج الطبيب من غرفة فريدة.. إقترب منه أدهم وياسين وليلى مسرعين .. وقف أمامهم وقال بعملية 
_ حالتها إستقرت بس مش هتخرج من هنا غير بعد يومين.
ثم الټفت لينصرف و كأنه تذكر شىء فعاد قائلا 
_ على فكرة شوية وفي ظابط هاييجي ياخد أقوالها و اقوالكم كلكم . 
فسأله أدهم بقلق متغاضي عن ما قاله اخيرا 
_ طب وهي عاملة إيه دلوقتى يا دكتور بتتألم من حاجة . 
إستقام الطبيب في وقفته وعدل من رابطة عنقه وقال بإندهاش متحير 
_ لأ بالعكس .. هي غريبة فعلا دى مطلبتش أى مسكن.. والأغرب إنها رافضة تتكلم.. وبتعمل نفسها نايمة.. واضح ان الموضوع ده ماثر على نفسيتها جدا .
تركهم الطبيب وإبتعد.. دلف أدهم غرفتها مټألما من كثرة الضمادات التي غطتها .. وإختفاء ملامح وجهها التي يعشقها..
إقترب منها وجلس بجوارها على الفراش وقف ياسين وليلى بالخارج يتابعون ما يحدث فكر ياسين قليلا ثم قال لليلى
_ أكيد جعانة صح.. إيه رأيك نفطر في أي مكان ! 
ردت ليلى مسرعة و هي تشير علي هيأتها بإشمئزاز 
_ أنا عاوزة أروح الأول البيت أخد شاور وأصلى.. و أطمن ماما عليا وباعدين نبقا نفطر سوا . 
تطلع ياسين ايضا لهيئته وقال مؤكدا 
_ عندك حق.. أنا كمان محتاج أخد دش يفوقنى شوية.. وهاجي أخدك ونفطر سوا.. يالا بينا .
أومأت برأسها و خرجت معه ... 
دلفت إحدى الممرضات لغرفة فريدة.. غيرت لها السيروم.. وتطلعت لأدهم وقالت بمكر 
_ إنت أدهم صح ! 
تعجب منها أدهم و قطب حاجبيه و هو يسألها 
_
حضرتك تعرفيني 
قالت الممرضة وهي تضع الأدوية بالسيروم المعلق 
_ لأ بس الآنسة كانت طول الوقت بتنده بإسمك وهي مغمى عليها .
تهللت أسارير أدهم وسألها قائلا بفرحة 
_ كانت بتقول إيه !
ابتسمت الممرضة بسخرية و قالت و هي تتطالعه بترقب 
_ كانت بتقول إنها مش هتسامحك... إنت اللي عملت فيها كده صح !
تهدلت ملامح وجهه بحزن وعاد بعينيه صوب فريدة وظل صامتا لم يجيبها ..
خرجت الممرضة فخرج عن صمته قائلا 
_ إنتى أكيد سمعاني يا ديدة.. بس الأهم تكونى حساني.. أنا حسيت إنى إندبحت كنت زى المچنون.. الغيرة عمتني.. مش عارف إزاى صدقت الصورة.. بس لو كنتی مکانی کنتى هتحسي نفس شعوری. 
لم تتحرك منها عضلة واحدة و لم تهتز حدقتيها و كأنها لا تشعر به حقا فتابع قائلا برجاء 
_ طب ردي عليا او إشتميني.. إضربيني حتي بس ما تسكتيش.. طب يا رب إيدى ورجلي كانوا إنقطعوا قبل ما يتمدوا علیکی.. سامحيني يا فريدة أرجوكي .
لم تتحرك.. ولكنها كانت منصتة لكل حرف.. وكم تمنت لو ردت عليه أو صڤعته أو لکمته.. كي تطفئ نيران كرامتها المشټعلة و جسدها المنتهك ...
سحب نفسا طويلا و قال بإصرار 
_ انا مش هيأس و هفضل وراكي لغاية ما تسامحيني و ترضي عني لانه مهما زعلنا من بعض حبنا اقوى من اي حاجة و انا واثق في قلبك حتي لو مش واثق في عقلك .
انتبه علي طرقات علي باب الغرفة فإلتفت برأسه ناحية الباب وجد الممرضة تقول له ببرود و بعض من نظرات التشفي 
_ حضرة الظابط عاوز حضرتك برة .
أومأ برأسه و عاد بعينيه لفريدة طالعها قليلا ثم تركها و ابتعد يسير ببطء شديد ..
حركت مقلتيها ناحيته تشاهد انصرافه بقلق بعدما وصل لمسامعها امر التحقيق معه ...
خرجت ليلي من مرحاضها تلف رأسها بالمنشفة و تحاول تجفيف شعراتها بسرعة .. اقتربت منها والدتها و سألتها بترفق 
_ يعني فريدة دلوقتي خلاص حالتها مستقرة يا ليلي .
ازاحت ليلي المنشفة عن شعراتها و نثرتهم قائلة بحزن 
_ ايوة .. بس مافيهاش حتة سليمة يا ماما وشها مالوش معالم غير باقي جسمها .
مصمصت والدتها شفتيها و قالت 
_ منها لله قريبتها دي لازم ېسجنوها علي اللي عملته ده و الله .
بدأت ليلي في تجفيف شعراتها بمجفف الشعر و قالت بهدوء 
_ يعملوا اللي يعملوه المهم فريدة ترجع كويسة .
طالعتها والدتها بتعجب و قالت 
_ انتي هتنزلي تاني يا بنتي !
أسرعت ليلي قائلة 
_ ايوة يا ماما ما ينفعش اسيبها لواحدها انتي عارفة سهي مسافرة و طنط سعاد قاعدة مع عمو جلال ربنا يطمنهم عليه .
وقفت والدتها و ملست علي ذراعها و قالت بتفهم 
_ تمام يا حبيبتي فريدة من غير اسباب ما تتسابش في شدتها .. اننا عمرى ما عاملتها انها صاحبتك و لا عيلتها انهم اغراب انا مش هنسي وقفتها جنبك لما باباكي سابنا و ماټ و اللي عملته علشانك هي و عيلتها كلها .
فتحت ليلي خزانتها و قالت بتأكيد 
_ لو البيت ده لسه مفتوح و انتي متبهدلتيش عليا فا ده بسببهم و لغاية دلوقتي يا ماما .. انا هلبس و هنزل علشان ياسين هاييجي ياخدني .
أومأت
تم نسخ الرابط