افاثة الشيطان

موقع أيام نيوز

سجلوه و أشاد بمجهودهم المثمر و خاصة سهي.. خرجوا سويا من عنده .. فقالت سهى و هي تتحسس معدتها بجوع  
_ الفجر قرب يأذن.. وأنا جعانة جدا.. وعاوزة أكل فراخ كمان . 
إبتسم ماجد وقال مازحا  
_ وهنجيبلك فراخ منين دلوقتي.. نتصل بالدليفرى... روحی نامی یالا بدل ممحن اخر الليل ده . 
زمت شفتيها بحزن.. فابتسم سامح وقال متأثرا بحركتها العفوية  
_ تعالى معايا.. وأنا هأكلك اللي إنتي عاوزاه كله .
تهللت أساريرها وتطلعت لماجد بحنق.. ثم قالت بفرحة 
_ بجد يا سامح.. طب ممكن ناخد باسم معانا . 
رد ماجد بسرعة  
_ وأنا إبن البطة السودا يعني ! 
أجابته سهى ساخرة  
_ لا إنت كلم الدليفرى...وعلى النوم يالا يا خفيف .
ضحكوا جميعا علي مزحتها بينما كان سامح بعالم آخر و هو يتأمل شعراتها التي يطيرها الهواء بمشاعر مكظومة و رغبة جارفة لتعقله ...
في الصباح.. صلت فريدة الضحى.. وتجهزت للذهاب لكليتها.. وقفت أمام المرآة تتطلع بالچروح التي بوجهها.. وتذكرت ضربات مازن ثم أدهم من بعده.. 
وما يؤلمها أكثر إنعدام ثقتهم بها.. تنهدت بأسي.. و خرجت من غرفتها وقف مازن أمامها وقال بضيق  
_ وحشتيني يا ديدة.. تحبى أوصلك للكلية يا قلب اخوكي .
لم تتحدث معه... وتركته وخرجت من المنزل صافعة الباب خلفها بقوة ...
وقف مازن مكانه غاضبا.. سائلا نفسه بقلق لمتى ستبقى على سخطها عليه 
قابلت أدهم الذي كان بإنتظارها علي الدرج فأشاحت بعينيها بعيدا عنه ..وقف أمامها وإعترض طريقها قائلا برقة  
_ أنا بستناكى علشان أوصلك.. يالا معايا . 
اجابته بملل قائلة  
_ لأ مش جاية معاك.. ووسع خليني أنزل هتأخرني .
تنهد أدهم بإرهاق وقال برجاء  
_ طب إديني فرصة تانية .. معقول تحكمي عليا بالإعدام من أول مشكلة بينا . 
ردت فريدة ببرود تحسد عليه قائلة  
_ عادى ما انت حكمت و نفذت و كسرت من اول مشكلة لينا برضه .
طأطأ رأسه مطالعا جبيرة يدها و قال بحزن  
_ يا حبيبتي و الله كان ڠصب عني .. كانت عنيا معمية مكنتش شايف قدامي و ده لأني بحبك پجنون .
لم تهتز عضلة واحدة من وجهها و قالت بثبات  
_ خلصت كلامك ... إبعد بقا خليني أنزل لو سمحت .
كادت ان تتخطاه فقبض علي ذراعها السليم وأوقفها قائلا بصرامة  
_ لا بقا الادب مش نافع معاكي و هتيجى معايا.. قدامى يالا مش هقدر عليكي ولا إيه.. مدام الحنية مش نافعة .. يبقى هوريكي العين الحمرا .
وجذبها من رسغها خلفه... وهبطا الدرج وهي تحاول جذب ذراعها منه ثم أركبها سيارته بالقوة وركب الي جوارها ... وقاد السيارة مسرعا..
حاولت فتح باب السيارة أكثر من مرة.. فوجدته قد أغلقه ركلت الباب بقوة و قالت بضيق  
_ وقف العربية ونزلني بقا.. هو بالعافية يا سيدي . 
ضحك أدهم ضحكة عالية وقال بقوة  
_ أيوة بالعافية.. وهوصلك في كل حتة من هنا ورايح . 
كزت فريدة على أسناها وقالت بتشنج  
_
ومين قالك إنى هوافق.. أنا مش طايقة أشوفك أصلا . 
ضحك وغنى لها بمداعبة  
_ حلو وكداب.. ليه صدقتك . 
زفرت بضيق وقالت  
_ أوووف...بس مش عاوزة أسمع صوتك ده . 
فتابع غنائه لها و هو يطالع الطريق بسعادة  
_ إبعد بعيد عنى سهرنی وإشغلني.. على فين تروح منى هتجيني هتجيني . 
فقالت پغضب  
_ إنت ما بتفهمش مش طيقاك.. أقولها تانی مش طيقاااااك.. نزلني بقا .
فغنى لها مرة أخرى  
_ لو ناوى يرجع يا أهلا.. لو في باله يجيني فعلا.. بس مكسوف منى مثلا..حد يحكيله إنى أصلا كنت مستنيه .
ردت فريدة بسخرية و هي تضع سبابتيها في أذنها  
_ صوتك وحش جدا.. سمعنا بقا سكاتك دماغي صدعت .
زم أدهم شفتيه متصنعا الضيق وقال ساخرا  
_ كده يا دودة زعلت منك صالحينى بقا . 
زادت نوبة ڠضبها وصاحت به قائلة بحدة  
_ بقولك إيه.. فكك منى عاوزة أفضل في مود الإمتحان بلاش هيافة .
تنهد طويلا وقال بلهفة  
_ عقبال ما تبقى في مودى يا مودامي مع ايقاف التنفيذ .. وفي بيتى..وفي حضنى يا رب .
تطلعت للطريق بإستسلام وقالت بصوت خفيض  
_ حضنك قطر يا أخي.. رخم رخم یعنی .
إقترب منها وقال بإستفهام  
_ بتبرطمى تقولى إيه !
أشارت له بيدها السليمة وقالت پألم  
_ بقول بص قدامك للطريق .. خلاص ما عدش فيا حتة سليمة .
تألم من كلماتها اللاذعة وقال بخزي  
_ أنا آسف يا ديدة والله.. بحبك قوى وإنتى عارفة.. ولما غيرت عليكى ما شوفتش قدامی انتي ليه مش عاوزة تفهمي .
ضحكت ضحكة ساخرة وقالت بضيق  
_ دى مش إسمها غيرة.. ده إنعدام ثقة.. يعنى إنعدام حب .
رد مسرعا  
_ لا كله إلا كده.. إنتي عارفة ومتأكدة إنى بعشقك مش بحبك وبس .
أضافت فريدة بصوت تشوبه المرارة  
_ مالوش لازمة الكلام ده.. عموما أنا إتدبست فيك وخلاص... بس أوعدك إنك هتطلقني بأسرع وقت .
ضحك عليها وقال بتحدى  
_ لأ ده بعينك.. إنتى بتاعتى لوحدى وعمرى ما هسيبك .. حطي كلامي حلقة في ودنك .
وصلوا أخيرا للجامعة.. ترجلت فريدة پغضب.. وصفعت باب السيارة بقوة خلفها وتوجهت لكليتها.. كانت ليلى بإنتظارها.. وإقترب منها زملائها للإطمئنان عليها... 
فقالت لهم فريدة بإبتسامة ممتنة لجمعهم  
_ ما تقلقوش أنا بخير.. ربنا ستر.. يالا على الإمتحان عاوزين نكون دفعة كلها امتياز .
سألتها ليلي بقلق  
_ انتي يا دفعة مكشرة ليه عالصبح.. لا إفردى وشك ده إمتحان مش محاضرة .
ربتت فريدة على ذراعها وقالت بأسف هامس  
_ أنا آسفة يا لولة لو ضايقتك إمبارح إنتي وكريستين.. إنتى بتستحمليني كتير و انا بحبك قوى .
إحتضنتها ليلى وقالت بحنو  
_ إنتي أختى يا ديدة سواء بمزاجك أو ڠصب عنك .
أتاهم صوت أدهم من خلفهم قائلا بمزاح ساخر  
_ يا ريتنى كنت مزة وشعرى بنى وعنيا زرقا علشان أخد حضڼ زی ده . 
فأتاه صوت ياسين قائلا پغضب  
_ ما تحترم نفسك يا دكتور ..هي مين دى اللى موزة انتم بتقصدوا تستفزوني .
إبتسمت ليلى بخجل بينما الټفت اليه ادهم قائلا بتعجب 
_ و انت بتطلع منين عاوز افهم بقا .
أجابه ياسين و هو يطالع ليلي بنظرات فاترة  
_ بطلع من اي هباب .. فنقدر بعض كده انا مش الحيطة المايلة بتاعتكم .
تركتهم فريدة وتوجهت لكليتها و هم يطالعونها بيأس .. اقترب ياسين من ليلي و وخزها في ذراعها وقال هامسا بعبوس من غيرته  
_ وإنتى لسه واقفة ليه.. يالا على الإمتحان بلاش مرقعة فارغة . 
ضحكت بخفوت و نثرت شعراتها خلف عنقها وقالت برقة 
_ طب بشويش شوية طب.. يالا سلام . 
لاحظ ياسين دلعها الزائد.. فتطلع إليها بشوق مهلك وهى متجهه للكليتها.. فعض على شفتيه وقال بتنهيدة ساخنة  
_ بسكوتة والنبي . 
_ إنت بتحبها بجد يا إبنى إنت و لا ايه !
قالها أدهم متعجبا.. فحدجه ياسين بحنق وقال ببساطة 
_ لو إنت بتحب فريدة هزار.. أبقى أنا كمان بهزر.. سلام یا دکتور .
و تركه و انصرف .. أخرج أدهم هاتفه.. وهاتف سهى التي قامت متثاقلة من نومها وردت قائلة بوهن  
_ ألو.. إزيك يا عريس .
رد أدهم بحنق و هو يمرر انامله بشعراته  
_ عريس إيه بقا.. ده أختك ناويهالي شكلها . 
ضحكت سهى وقالت بتشفي حاقد  
_ تستاهل يا أدهومي.. ربنا يعينها عليك كمان ما انت مش ملاك يا بوس .
هتف بها أدهم بعصبية قائلا  
_ كده يا سو.. وأنا اللى مكلمك علشان تهديها من ناحيتى شوية .
ردت سهى بحيرة  
_ تعبت معاها
يا أدهم.. زعلانة منك قوى.. وإنت ومازن إتسرعتوا.. بس تعرف ربنا بيحبكم إنى ما كنتش موجودة.. كنت بيتكم في المستشفى أو الحجز .
أجابها أدهم متصنعا اللطف  
_ طب إقفلى إقفلى.. أنا غلطان إني كلمتك اصلا .
ضحكت سهى وقالت بسخرية  
_ طب ما تكلمنيش تاني.. وهحطك عالقائمة السودا كمان . 
إغتاظ من حدة ردودها فقال بضيق  
_ كده ياسو هتبقى إنتي وأختك عليا.. ربنا عالقوى والمفترى .
أنهت فريدة إمتحانها وخرجت تسير بشرود .. قابلت ليلى التي سألتها بفضول  
_ عملتي إيه يا ديدة طمنيني وشك قلقني !
إبتسمت فريدة وقالت براحة  
_ الحمد الله كان سهل جدا.. والحاجات اللي كريستين شرحتهالنا جه منها.. إنتى حلتيها مش كده !
هزت ليلى رأسها بإيمانة خفيفة تعبيرا عن سعادتها وقالت  
_ yes کو کی دی سوسة.. ربنا يوفقنا في الكام مادة اللي ناقصين ان شاء الله .
وقف أدهم أمامهم وقال بترقب  
_ عملتوا إيه يا بنات.. الإمتحان كان سهل مش كده .
تركتهم فريدة وإبتعدت.. فركض ورائها أدهم وإجتذبها من ذراعها وكالعادة دفعها بالسيارة عنوة.. إبتسمت ليلى وقالت بهدوء  
_ ربنا يهديكي يا ديدة.. وتمايني شوية مع أدهم كفاية كده . 
التفتت فرأت ياسين يقف مع فتاة.. وقد تعالت ضحكاتهم و مزاحهم .. إقتربت منهما وقالت پغضب  
_ ما تضحكونا معاكم ولا مالناش نفس يعني .
تطلع إليها ياسين ببرود وقال بنبرة جافة  
_ عاوزة إيه يا ليلي.. مالك هاجمة علينا كده ! 
ردت ليلى وقد زاد ڠضبها و هي تحدجه بقوة  
_ هاجمة.. وعليكو.. تمام sorry يا ياسين.. بای .
وإبتعدت وهي في قمة ڠضبها .. إبتسم ياسين بمكر .. وركض ورائها و إجتذبها من ذراعها وأوقفها قائلا  
_ إستنى هنا.. عاوز اتكلم معاكى شوية . 
صاحت به ليلى بحنق و هي تشيح يده عن ذراعها  
_ نزل إيدك دى وما تلمسنيش مرة تانية مفهوم . 
إنزعج ياسين من تصرفاتها المستفزة.. وقال بحدة  
_ بقا كده.. طلب تعالى بقا انا جبت آخرى منك و يا أنا يا إنتي النهاردة .
وجذبها من ذراعها هو الآخر .. وأدخلها سيارته بالقوة.. وقادها مسرعا.. فصاحت ليلي قائلة بتزمر  
_ إفتح الباب ده.. هي بقت موضة.. إنت وأخوك.. كل شوية تركبونا معاكم ڠصب عننا . 
قاطعها ياسين بحدة وقال بصرامة  
_ أنا هسألك سؤال ولو من ضهر راجل ردى بصراحة .
إبتسمت ليلى إبتسامة ساخرة وقالت  
_ أنا مش خاېفة منك علشان أكذب يا أستاذ انت .
إرتاحت ملامحه وقال بهدوء متعقل  
_ حلو قوى.. ليه بقى اتضايقتى لما شوفتينى واقف مع سما.. إيه إنتى لا بترحمى ولا عاوزة رحمة ربنا تنزل .
قطبت ليلى حاجبيها وقالت بتعجب  
_ مش فاهمة یعنی إيه لا برحم و لا
تم نسخ الرابط