افاثة الشيطان

موقع أيام نيوز

وقال پألم يعتصر قلبه وكيانه
_ تعبان قوی یا بابا.. قلبى بيوجعنی قوی و مش عارف اتنفس .
جذب جلال مقعد وجلس وأجلسه قبالته.. و مسح دموعه بكفيه.. ثم سأله بفضول
_ مالك يا إبنى إيه اللى واجعك قوى كده انت هتخلي قلبي يوجعني انا كمان .
فقال له مازن بتلقائية.. لم يدرك عواقبها
_ أنا بحب کريستينا.. وأخوها عرف و مۏتها من الضړب.. إتألمت بسببى.. أنا وعدتها إنى هسعدها.. بس كنت السبب في ۏجعها .
أسند جلال ظهره على المقعد متعجبا.. وتطلع إليه بقوة.. ثم قال بصرامة وإعتراض 
_ إنت إتجننت يا مازن .. من قلة بنات يعني .. أخوها عنده حق طبعا . 
رفع مازن عينيه پغضب تجاه والده وقال پضياع
_ إيه اللى بتقوله ده يا حاج ! 
قطب جلال جبينه وقال مسرعا 
_ أنا بقولك الصح .. أنا أبوك وعارف مصلحتك فين.. أكتر منك . 
نظر له مازن بغرابة وقال پصدمة 
_ يا بابا بقولك بحبها.. وهى بتحبنى.. يبقى ليه لا تبقى مراتى انا مش فاهم طالما مافيش حاجة تمنع . 
رد جلال بسخرية
_ واللي إنت عاوزها مراتك وأم عيالك مسيحية.. ولادك بقا هيروحوا الجامع ولا الكنيسة و لا هتشتتوهم بينكم .
إستنكر مازن ما قاله والده وإعترض بشدة قائلا
_ هي عارفة إنى مسلم وولادى هيبقوا مسلمين.. وهى عارفة الإسلام كويس جدا.. حضرتك عارف إنها خريجة حقوق.. وهي اللي شارحه الفقه لفريدة قبل إمتحانتها.. وقرأت المصحف كله رغم تمسكها بدينها و اعتزازها بيه
.
وقف جلال وقال بصرامة.. وعيونه تقدح ڼارا
_ الكلام في الموضوع ده إنتهى.. إنت إبنى الوحيد .. ومش هسمحلك تدمر نفسك بتهورك ده ..وحب أعمى هيجنى عليك .
ترکه وصعد لشقته.. تطلع مازن لوالده المنصرف بسخط.. و عاد بعينيه شاردا متذكرا هيأتها المؤلمة .. وچروحها التي غطت معظم ملامحها..لتعود العبرات لعينيه مرة أخرى ...
في اليوم التالي.. ظلت سهى تتبع سامح كظله.. حتى ضاق به ملاحقتها.. رغم إستمتاعه بقربها منه و اهتمامها به ..إلا إنه فطن أنها خائڤة عليه من مهمته الجديدة.. 
زفر بضيق وهو يتأمل ملامحها القلقة وقال بعبوس خفيف
_ هتفضلي ماشية ورايا كده كتير . 
ردت سهى ببديهية 
_ عادي يعني يا سامح.. عاوزة أعرف هتعملوا إيه علشان أبقى مطمنة . 
رفع عينيه بملل و قال بسخط
_ طب روحى أوضتك دلوقتي وأنا هخلص اللي ورايا وهجيلك علي طول اغلبك دور شطرنج .
أومأت برأسها نافية.. وتطلعت إليه مطولا تحفر ملامحه بقلبها.. و هي خائڤة من هذه المهمة...
فالمرة السابقة خسړت ريان.... لكن هذه المرة... ستموت ان خدش أو ټأذى بأى شكل.. 
لاحظ سامح نظراتها القلقة فقال بإبتسامة عذبة
_ مالك يا عمرى.. قلقانة ليه.. مش ده اليوم اللي إشتغلنا عليه طول الفترة اللي فاتت . 
ردت بقلق کسی ملامحها وقالت پخوف 
_ أيوة بس.. على ما تنتهى مهمتكم وترجعلى تانی.. هكون مت من قلقی . 
مرر أصابعه على وجنتها.. وقال بنظرات تلتهمها وهو لا يقل قلقا عنها.. وخوفا عليها
_ ما تقلقيش من حاجة.. أنا هروح مكتب القائد نص ساعة بس وهرجعلك تانى تمام .
أومأت برأسها.. وطالت نظراتهم الصامتة.. فإبتسم إليها بترفق وتركها.. فكر في حل يبعدها عن هذا التوتر والقلق... حتى جائته فكرة ربما تساعده ....
إتجه لعيادة الطبيب.. وسأله بعض الأسئلة.. ومن بعدها توجه لغرفة القائد ....
جلس أدهم قبالة والده وأعمامه الذين رحبوا به بفرحة.. وهو يصارع خوفا قد تملك منه قائلا 
_ أنا قلبي مش مطمن من زيارة بكرة دى.. ده لو فريدة عرفت هتروح فيها و امي مش هتستحمل ثانية . 
ربت والده على كتفه بثقة وقال له بهدوء
_ ما تقلقش من حاجة يا ولدى.. سيادة اللوا والد سامح ظبط كل حاجة وهترجع معانا سالم غانم إن شاء الله . 
تنهد أدهم بقلق وقال 
_ يا رب يا بابا .
إبتسم جلال وسأله مغير مجرى الحديث
_ عامل إيه مع فريدة يا أدهم !
علت الإبتسامة شفتيه فور سماعه لإسمها.. وقال وهو يتخيلها أمامه بشوق
_ كويسين الحمد لله.. إدعيلي يا عمى ربنا يهديها ليا.. الصراحة بنتك مفترية و بحالات شوية الدنيا كويسة وشوية تقلب عليا وتطلع عيني .
دخل الجميع في نوبة ضحك.. فقال له عثمان مازحا
_ إنت اللي مدلعها يا وحش عيلة المهدى .. فا ماتجيش دلوقتي تشتكي . 
تنهد أدهم مطولا وقال
_ أعمل إيه يا عمى بحبها... من يوم ما بابا حطها بين إيديا وقالى دى بتاعتك لواحدك.. وأنا حسيت بجد إنها ليا لواحدى.. ومن يومها وأنا ما شفتش واحدة تانية غيرها.. يبقى يحقلى أدلعها ولا لا .
إستند جاسر بمرفقيه على المكتب و قال بمزاح
_ دلعها يا أخويا بس اوعى تيجي و تشتكى منها باعدين . 
مد جلال رأسه ناحية جاسر و قال له لائما 
_ ما تخليك محضر خير يا حاج إنت بتسخنه على البت دى ملاك . 
وقف أدهم مسرعا و قال بمداعبة  
_ أنا كده عملت اللى عليا... أسيبكم أنا بقا تكملوا خناق .
تعالى ضحكهم و ودعوه بإبتسامة يخفون بها قلقهم عليه.. و خوفهم من المجهول الذي ينتظرهم ...
صوت مدوى جعلها تنتفض پذعر و هي ترفع كفها ناحية قلبها و قالت پخوف 
_ بسم الله .. هو في ايه النهاردة مالى كده .
دلفت سعاد عليها المطبخ وقالت بتعجب 
_ مالك يا ام ادهم دى تاني مرة يقع منك حاجة وتتكسر النهاردة .
انحنت أميرة وبدأت في لم شظايا الكوب المنثورة و قالت بقلق 
_ والله ما عارفة يا سعاد بس قلبي مقبوض وحاسة انه في حاجة ممكن تحصل .. انا احساسي عمره ما خاب .
استندت
سعاد علي الحائط بجوارها وقالت مؤيدة 
_ و انا كمان حالمة حلم مش كويس لولادى وصاحية مزاجي مأريف بس محبتش اقولك لما لقيتك انتي كمان فيكي حاجة غلط .
رفعت أميرة رأسها ناحيتها وقالت 
_ يا ساتر يا رب .. انتي كمان يا سعاد قلبك مقبوض .. يا ترى مستخبيلنا ايه !
حركت سعاد كتفيها وقالت بحزن 
_ انا قولت يمكن علشان مازن بقاله كام يوم متضايق وبيسهر برة كتير .. والجديد انه ابوه كمان النهاردة نزل من غير ما يكلمه ولا يفطر ولما سألته مالك مردش عليا .
ألقت أميرة الزجاج في السلة وقالت بتوجس 
_ خير ان شاء الله .. ده اكيد عين صابتنا من فرح الولاد و احنا لازم نخرج حاجة لله يمكن النحس ده يتفك .
اعتدلت سعاد في وقفتها وقالت بتعجب 
_ هي زهرة فين مش باينة النهاردة .. مي وحياة طلعوا صبحوا عليا و هي ما شوفتهاش .. يمكن مشغولة بحاجة .
حملت أميرة المكنسة وقالت 
_ يمكن مشغولة .. اللهم اجعله خير انا قلبي مش مرتاح .
إقتربت ليلى من مازن الجالس بحديقة منزلهم بخجل.. تطالع ياسين الذي يمدها بالقوة بإبتسامة عينيه المحبة لكل حالاتها....
تنحنحت بخجل و قالت بخفوت
_ إحم.. عامل إيه دلوقتی یا مازن ! 
رفع عينيه ناحيتها.. وجذب كرسى بجواره.. وأشار لها أن تجلس.. جلست وهي تتألم على حالته.. رد عليها بصوت خاڤت مهزوم 
_ أنا عايش.. وحشتنى قوى يا ليلي.. وقلبي بيتقطع عليها.. ومش عارف أعمل إيه . 
فكرت ليلي قليلا وقالت بإبتسامة ماكرة
_ واللي يخليك تشوفها بقااا .
لوهلة لمعت عينيه مرة أخرى من أمل بثته فيه اومات برأسها وأردفت قائلة بمكر 
_ بص يا سیدی هتروح تحت بلكونتها يا روميو.. وهى بتطل على الشارع.. وتكلكس بعربيتك.. هتفهم إنه إنت ف هتخرج جوليت منها.. وعليك إنت الباقي بقا .
لأول مرة من فترة تعود الإبتسامة لشفتيه.. وقد لمعت فكرتها برأسه قائلا 
_ يا بنت اللذين يا ليلي . 
أتاهم صوت ياسين الغاضب قائلا بحدة
_ إنت هتغلط فيها قدامي.. ما تحترم نفسك شوية يا روميو . 
تطلع إليه مازن بجدية وقال بهدوء
_ ما تدخلش بينا ليلى أختى زى فريدة وسهى وقسما عظما لو في يوم بصيت لها بس هندمك . 
حدجها ياسين بلهفة.. وتنهد مطولا مخرجا ما يعتمر صدره من عشق وقال 
_ صدقنى ما تهونش عليا ابدا .. دى حلم عمرى . 
طالت نظراتهم ومازن يتابعهم بسخرية حتى إنتقض واقفا وقال بمزاح
_ أسيبكم أنا تسبلوا براحتكم .. وأروح أستلم ورديتي في التسبيل .
أوقفه ياسين قائلا 
_ ناوى على إيه يا مازن بعد رفض عمى جلال وأخوها !
تطلع أمامه بشرود وقال بصرامة 
_ مش هسيبها مهما حصل.. دى بتجرى في دمى .
وتركهم وإبتعد.. تطلعت إليه ليلى پألم.. شاردة في حالتهما الصعبة وكيف لهما بالنجاة بحبهما لبر الأمان.. 
لاحظ ياسين شرودها فقال بإبتسامة هادئة
_ اللى واخد عقلك . 
إنتبهت إليه بفزع وقالت بضيق 
_ خضتنى يا ياسين . 
إقترب منها برأسه و قال بمداعبة 
_ بعد الشړ عنك من الخضة يالا علشان أوصلك للبيت.. صحيح كلمتى مامتك في موضوعنا الحاج مستنى تتحددى ميعاد لزيارتنا .
ساد القلق والتوتر كل ملامحها وقالت بتلعثم
_ لسه ما كلمتهاش .
فسألها ياسين بقلق 
_ ليه يا ليلى بس.. إنتي خاېفة من حاجة !
تطلعت حولها وقالت مغيرة للموضوع 
_ خلينا نمشى من هنا أول.. مش عاوزة حد من أهلك يشوفنا لواحدنا هنا .
فقال بصوت متحير على توترها الزائد
_ تمام.. تعالى نكمل كلامنا في العربية علشان انا لازم افهمانتي خاېفة من ايه .
كلما حملت هاتفها وعبثت به تعيده لمكانه مجددا بعناد .. لم يسبق له أن يختفي كل ذلك الوقت .. فإما يهاتفها او يرسل لها رسائل يداعبها بها و بالامس استمرت محادثتهم حتي شروق الشمس وهما يتعرفان علي بعضهما أكثر وأكثر ...
طاوعت قلبها أخيرا و ضغطت علي رقمه وانتظرت حتي اتاها صوته قائلا بمداعبة كعادته 
_ مساء الورد و الفل و الياسمين .
ابتسمت حياة بهدوء و قالت بتلعثم خجل 
_ مساء
النور .. ايه ده باسم انا كنت برن علي بابا الظاهر رنيت عليك بالغلط .
ابتسم بمكر وقال 
_ احلي غلطة دى ولا ايه .. وحشاني و الله .
اسرعت قائلة 
_ لو كنت وحشتك كنت سألت عليا زى عادتك .
أجابها بهدوء 
_ والله يا حياة الدنيا هنا مقلوبة .. بنستعد لشغل جديد و لازم نكون علي استعداد ومركزين جدا والا مش هنشغل عنك وانتي عارفة .
تنهدت براحة وقالت 
_ انا عارفة انك مش بتقصر معايا ومهتم بيا جدا .. ودى حاجة مفرحاني قوى و بتخليني اقرب منك بسرعة .
أغمض باسم عينيه وقال بصوت خفيض 
_ انا بقا بحبك قوى ومش عارف ازاي ولا امتي .. بس كل اللي عارفه انه لما بسمع صوتك بنسي كل حاجة .. بنسي تعبي وهمي و اي حاجة شغلاني و بحس اني في دنيا تانية .. لا .. حياة تانية .
عضت علي شفتها بخجل وقالت 
_ وانا كمان مش برتاح لو بعدت عني ولو ساعة و اول ما بشوف رسالتك بحس اني ارتاحت ومبسوطة .
جلس علي مقعدا بجواره و هو يقول بتردد 
_ حياة .. لازم تتأكدى اني حبيتك بجد و
تم نسخ الرابط