افاثة الشيطان
المحتويات
او كانت مبنية.. و انا ممكن اعتذرلك من هنا لآخر يوم في عمرى و مش همل و لا هتعب بالعكس.
تذكر موضوع الٹأر و تقديم كفنه ببلدتهم كي ينهي الٹأر و كي يتخلص من ملاحقتهم لقټله و ما ينتظره هناك.. لربما كان فخا منهم كي يذهب اليهم و ېقتلوه و يأخذون بحقهم منه..
فطالعها قليلا و قال بنبرة مرتجفة
_ بس خاېف يحصلي حاجة بيوم و انتي زعلانة مني وقتها عمرى ما هرتاح في قبري و لا انتي هتعيشي و تكملي حياتك بعدى مرتاحة.. الدنيا صغيرة قوى علشان نضيعها في زعل و حقد و.... .
_ إخرس خالص و روحني البيت لأقسم بالله ما هاشوف وشي تاني.
كانت كلماته تشقها بنصل حاد دون رحمة و هي تجاهد ان تلتفت له و ترتمي بصدره كما كانت تفعل و هي طفلة صغيرة كلما شعرت پخوف او رهاب من شىء.. لكنه ترجم انفعالها علي انها ترفض اعتذاره فزاد سرعة السيارة و هو يشعر بالحزن و الخذلان....
طرقت الباب... ففتحت لها مي و قد اتسعت عينها بقوة.. وقالت متعجبة بتلعثم
إبتسمت لها فريدة وإحتضنتها قائلة بشوق
_ وحشتيني يا بكابوظة قوى.
إحتضنتها مي بقوة وبكت بحضنها شوقا لها و ربما خزيا وقالت من بين دموعها
_ إنتى وحشتيني أكتر يا ديدة.. سامحيني لو مقدرتش اتطمن عليكي الفترة اللي فاتت و الله مكسوفة منك قوى.
توقف أدهم عن صعوده و هو يتطلع إليهم بدهشة من فعلة فريدة الغريبة ... تطلعت فريدة ل مي پألم و احتضنت وجهها بين كفيها ومسحت دموعها بذراعها السليم وقالت
أومأت مي برأسها وقالت مشيرة لفريدة بيدها
_ أيوة جوة... تعالى يا ديدة إدخلى.
ولجت فريدة للداخل و التفتت وتطلعت لأدهم ببرود.. وأغلقت ورائها الباب في وجهه... تهدل كتفي أدهم و استند علي الدرج بظهره منتظرا خروجها و عقله يحاول ان يترجم ما يحدث لكنه فشل...
خرج عثمان من غرفته على صوت فريدة.. التي ما ان رأته حتي هرولت ناحيته و إحتضنته بشوق وقالت پألم
ربت على ظهرها وقال بخزى
_ عينى منك في الأرض يا فريدة يا بنتي.
إبتعدت عنه قليلا وتطلعت داخل عينيه وقالت بضيق
_ بعد الشړ عنك يا حبيبي...إنت ما تعرفش أنا بحبك إزاى و لا ايه! يا عمي ده محدش بيوافقلي علي
كل حاجة بطلبها غيرك.
ابتسمت بمداعبة و قالت بطفولة
إبتسم لها عثمان وحدجها بنظراته الحانية وقال
_ إقعدى يا فريدة.. تشربي إيه يا حبيبتي.
جلست بجواره وقالت بهدوء
_ شکرا یا عمی انت عارف ده معاد غدى و سعاد زمانها عاملة المحمر و المشمر و لو ما أكلتش بتعملي فيلم هندى و حضرتك عارف مبحبش الهى ابدا.
تطلع لذراعها المجبرة.. ولبعض الضمادات بوجهها البرئ.. وسألها بخزى وهو مطرق رأسه
_ أخبارك إيه يا بنتى
ردت فريدة ساخرة لإضحاكه
_ أنا زي القردة أهه .. عمر الشقى بقى ده حضرتك مجبس ليا دراعاتي الاتنين دول يجي عشرين مرة قبل كده من شقاوتي.
ظهر شبح إبتسامة على وجهه فهذا شجعها لقول المزيد
_ كان ليا طلبين عندك يا عمى.. وأتمنى ما تكسفنيش لو بتحبني.
تطلع إليها عثمان بإهتمام وقال مسرعا
_رغم ان الجملة الاخيرة دى انا عارفها لما بتطلبي طلب يكون جلال رفضه و جيالي انا بقا.. بس إنتى تؤمرى يا فريدة.
اتسعت ابتسامتها و قالت
_ الأمر الله.. أنا فعلا عندى طلبات مهمة او هما اتنين بس .. اولا عاوزاك يا عمى ترجع طنط زهرة للبيت تاني و تردها لعصمتك.
قطب حاجبيه وقال متعجبا
_ إنتى اللى بتقولى كده يا فريدة...بعد الأڈى اللي هي سببتهولك.
إحتضنت كفه بين راحتها وقالت برجاء
_ معلش يا عمو... علشان خاطر مي وحياة هما أكيد محتاجنها جنبهم مي عندها امتحانات و محتاجة تركز ده غير شغلها .. وعلشان خاطرى أنا كمان.. ورحمة جدو ما تكسفنى.
أومأ براسه وقال بإنصياع
_ حاضر يا حبيبتي هكلم عمك جاسر في الموضوع ده ..هاه وطلبك التانى إيه!
إعتدلت في جلستها و يحبت نفسا طويلا و زفرته دفعة واحدة وقالت بجدية
_ عاوزة حياة تیجی تعيش معايا فوق.. لغاية ما سهى ترجع تاني.
زاد تعجب عثمان منها وإتسعت عيناه بإندهاش کسى ملامحه كاملة ..فقالت لها می بدهشة
_ إنتى بتتكلمي جد يا فريدة!
إلتفتت فريدة ناحيتها وقالت بجدية لا تقبل النقاش
_ أيوة يا مي بتكلم جد و مش همشي من هنا غير و هي معايا ..عاوزة أقرب منها.
فسألها عثمان بتعجب
_ ليه يا فريدة مش فاهم! إنتى اصلا سامحتيها علي اللي عملته فيكي یا بنتی!
هزت فريدة رأسها بتفهم لحالة الدهشة الجلية بعيناهما وقالت بحزم
_ أيوة سامحتها... وأنا من البداية اللى غلطانة ...كان لازم أقرب منها وما أسيبش الكره والحقد يملا قلبها من ناحيتى للدرجة دى.. دى اختى يا عمى.. وأنا بعدت عنها وعملت ما بينا فرق كبير دفعنا تمنه كلنا.. صدقني هي اللي لازم تسامحنى.
ثم أعادت كلمات أدهم و هب تشرد بملامحه و حركة شفتيه التي نطق بها تلك الكلمات.. لم ترها حقيقة و لكنها تعلم كل همسة منه كيف ترتسم علي شفتيه
_ أوقات كتير السماح بيريح قوى و بيدوب جبال كره و حقد و ضيقة هتتبني بين اتنين او كانت مبنية و انا ههد اي كره ليا جواها و هبني حب و صداقة و بس.
إبتسم عثمان بخجل وقال بإعجاب
_ ربنا يكملك بعقلك يا بنتي.. يا بخت أبوكم بيكم و الله.
أسرعت فربدة قائلة
_ لأ يا عمى.. إنت وبابا وعمو جاسر ربيتونا كلنا زى بعض.. و يابختنا بيكم إنتم.. هاه وافقت إنى أدخلها.. وأخدها معايا!
اوما برأسه و قال بإبتسامة خاڤتة
_ حاضر يا فريدة.. ربنا يحببكم في بعض و يبعد عنكم أي شړ.
قبلت مي وجنة فريدة و ضمت رأسها لصدرها و قالت بسعادة
_ انا بحبك قوى و الله العظيم.
أخرج عثمان من جيب بنطاله مفتاح وأعطاه لفريدة... أخذته منه متعجبة وقالت
_ مفتاح ايه ده يا عمي!
أسرعت مي قائلة بحزن و هي تطالع باب حياة المغلق
_ ده مفتاح أوضة حياة.
وقفت فريدة و هي تضع كفها علي فمها و قالت بصوت خفيض متعجب
_
إنت قافل عليها بالمفتاح يا عمى!
أطرق عثمان رأسه مرة أخرى وقال پألم
_ أيوة .. علشان تتربى و تتعلم الأدب .. أمها بوظتها وملتها سواد وكره.. وكان لازم تتعاقب.
توجهت فريدة بسرعة ناحية غرفتها وفتحت الباب ودلفت مسرعة ليصدم عيناها ظلام حالك.. ضغطت زر الانارة فوجدت حياة منكمشة في نفسها بجوار الباب على الأرض وتبكي بحړقة.. جلست بجوارها فريدة وربتت على يدها وقالت بضيق
_ بټعيطي ليه دلوقتي!
ردت حياة بصوت متحشرج من شدة بكائها قائلة
_ أنا سمعت كل اللى قولتيه.. عاوزاني أنا اللي أسامحك يا فريدة.
إحتضنتها فريدة بذراعها وقالت
_ مش عاوزين نتكلم في اللي فات.. قومى هاتى هدومك علشان هتقعدى معايا فوق.. أنا محتجاكي يا حياة.
رفعت حياة عيناها بدهشة وهي تطالع ذلك الملاك الجالس أمامها..وقالت بعدم فهم
_ محتجاني أنا يا فريدة.. إنتى بتتكلمي جد!
وخزتها فريدة في ذراعها مداعبة وقالت بضحكة
_ لولا دراعى المكسور ده.. كنت شديتك من شعرك اللي انتي فرحانة بيه ده زى زمان وإديتك علقة سخنة طلعتها من عنيكي.
ضحكت حياة وقالت وهي تكفف دموعها
_ سلامة إيدك يا فريدة.. يا ريتنى كنت أنا.
وقفت فريدة و توجهت لنافذة الغرفة فتحتها و هي تقول بهدوء
_ طب يالا قومی خدى دش.. وحضرى هدومك.. وأنا هستناکي برة مع عمى وميوش.. و متتأخريش جعانة و سعاد النهاردة عاملة محشي.
وقفت حياة و سألتها بقلق
_ طيب و طنط سعاد و مازن و عمي مش هيرفضوا اني انا اطلع معاكي بعد... بعد اللي حصل.
ضحكت فريدة بسخرية و قالت بتعقل
_ اهه سؤالك ده سبب كل اللي حصل بينا من سنين.. انتي مش قادرة تفهمي اننا مش بيتقفل علي كل حد فينا بكل ليلة باب شقة.. لا احنا بيتقفل علينا باب بيت و كلنا عيلة واحدة و محدش فينا ملاك مش بيغلط و زي ما بنسامح لازم هيسامحونا.
وقفت حياة امام فريدة طالعتها قليلا و قالت بإبتسامة رائقة كنظراتها
_ سامحتيني.
تصنعت فريدة التفكير ثم قالت بمداعبة
_ اقولك سر.. انا كمان كنت بغير منك بسبب شعرك الناعم السايح النايح ده و انا شعرى مش زيه و فيه تمويجه بتضايقني.. ده غير انك لو كنتي كنلتي تعليمك كنتي هتبقي اشطر مننا كلنا لأنك ذكية ذكاء خاااارق.. و انا السنة الجارة هقدملك في كلية الحقوق دماغك دى حرام تضيع هباء يا امي.
تمسكت حياة بذراعيها و سألتها مجددا بترقب قاټل
_ سا محتيني.
رفعت فريدة عينيها بملل و قالت
_ اومال انا هنا ليه يا فالحة.. و لسه بقول عليكي ذكية.. قومي خدى شاور و خمس دقايق اللي معاكي.. خمس دقايق و ثانية هدخل اقطعلك شعرك ده علشان نبقى خالصين.
ظل أدهم على حالته واقفا أمام الباب.. صعدت ليلى الدرج بعدما ودعت ياسين امام شقته.. وتفاجئت بأدهم واقفا..فسألته متعجبة
_ واقف كده ليه يا أدهم!
رفع ياسين رأسه للأعلي فرأي ادهم واقفا فأغلق باب شقتهم مجددا و صعد بقلق.. بينما رد أدهم عليها بحيرة
_ فريدة جوة عند عمى عثمان.. ومش عارف إيه اللى بيحصل جوة!
قطبت ليلى حاجبيها وقالت
_ ما قالتليش يعني إنها هتعمل كده.. غريبة!
إنتبهوا جميعا على فريدة وهي تفتح الباب وخرجت ثم تبعتها حياة تحمل حقيبتها بخجل.. لاحظت فريدة التساؤلات الكثيرة في أعينهم فقالت موضحة
_ حياة هتيجى تقعد معايا.. لغاية سهى ما ترجع.
فقالت لها ليلى پغضب
_ سامحتيها بعد اللي حصلك بسببها يا فريدة!
ردت فريدة بصرامة
_ أيوة يا ليلى.. ومش عاوزة كلام
متابعة القراءة