افاثة الشيطان

موقع أيام نيوز

أكلم حد قبل ما هي تكلم اخوها.. أصله متعصب شوية.
زم ياسين شفتيه و قال بضيق 
_كمان!!!.. طب و أخوها ده هي هتقنعه إزاى بقا!
هز مازن رأسه پضياع و قال بحزن
_ مش عارف... و خاېف عليها منه قوى.. دى لو بعدت عني ھموت بجد يا ياسين. 
ربت ياسين على ذراعه و قال بهدوء لطمأنته
_ إفرد وشك ده ولو فضلت لبكرة مختفية.. هخلى ليلى تروح لها البيت.. وهتطمنك يا حبيبي. 
اجابه مازن بإمتنان وهو يستند برأسه على ظهر مقعده مجددا سابحا في صفاء السماء
_ شكرا.. بس أنا هفضل كده لبكره!!!.. مش هقدر.
جذبه
ياسين من ذراعه و حثه على النهوض معه قائلا بترفق 
_ حاسس بيك و الله... قوم صلى ركعتين علشان تهدا.. وربك يسهلها من عنده. 
وقف مازن وأومأ برأسه قائلا بإرهاق 
_ عندك حق يالا نطلع و انا واثق في ربنا انه هيسمع دعائي.
دلف أدهم لشرفة الردهة بشقته متسللا و أجاب هاتفه قائلا بقلق
_ في إيه يا بابا... عاوز تكلمنى في إيه و مش عاوز فريدة تسمع قلقتني! 
إبتلع جاسر ريقه بتوتر و قال بهدوء
_للأسف يا إبنى إتحدد يوم الجمعة اللي جاى علشان تقدم كفنك.. بعد الشړ عليك. 
مرر أدهم كفه على جبهته و شعراته و قال بضيق
_ لا حول و لا قوة إلا بالله.. إمتى هرتاح من تعب القلب ده بس يارب. 
فقال له والده مسرعا
_ ما تخافش يا ولدی... صدقني مش هيحصلك حاجة و محدش هيجدر يمسك بس او يطرفك بعينه. 
إستند أدهم بظهره على الحائط و سحب نفسا طويلا قبل أن يجيبه بتوتر
_ انا مش قلقان على نفسی... انا خاېف من ردة فعل فريدة لما تعرف. 
اجابه جاسر بردا قاطعا
_ إياك تقولها حاجة... إحنا هنروح و نرجع من غير ما حد يحس غير 
إعمامك و إحنا و بس ده لو امك شمت خبر هتقلب الدنيا. 
أوما أدهم برأسه و قال بتفهم
_ حاضر... لله الأمر من قبل و من بعد.
انهى جاسر حديثه معه قائلا لطمأنته
_ و الله ما حد هيمس منك شعره.. ده انا أفديك بروحي.. ما تقلقش نفسك و إطمن. 
اعتدل ادهم في وقفته و قال بتنهيدة مقتضبة
_ تسلميلي يا حاج.. مع السلامة.
أغلق أدهم هاتفه بعد مكالمة والده.. وإستند بذراعيه على سور شرفته..و تطلع للسماء و ناجي ربه قائلا بداخله بتوسل 
_ يا رب.. أرجع سالم علشان ما أسيبش فريدة لوحدها و لا احړق قلب امي عليا... أنا ماليش ذنب في موضوع الطار ده.. يا رب إنت عالم بيا.
إحتضنته فريدة من ظهره وقالت بمداعبة 
_ واقف هنا لواحدك ليه... زهقت منى!
إلتفت إليها وتطلع داخل عيونها بشوق.. ثم قبل أنفها وقال پجنون 
_ بحبك قوی یا ديدة نفسى أحضنك قوى لغاية ما تدوبى جوايا ومحدش يشوفك غيرى. 
ردت فريدة وهي تتأمله بحب
_ حبيبي.. أنا كمان بحبك قوى.. إوعى تبعد عنى يا أدهم.. إنت ما تعرفش أنا إتعذبت إزاى وإنت مسافر.. أنا لو كنت سامحتك علشان شكيت فيا وضربتني.. بس عمری ما هسامحك على بعدك عنى السنين اللي فاتت دی كلها.
إحتضنها بقوة وإستنشق عبير شعراتها وقال بهمس مثير 
_ بكرة تسامحيني.. أنا واثق.. بس اوعى تبعدى عنى إنتي كمان.. أنا بتنفسك يا عمري. 
فقالت بسرعة مشاكسة إياه
_ طب يالا ندخل بقا.. في فيلم ړعب يجنن علي التليفزيون. 
إبتعد عنها وقال متعجبا
_ فيلم ړعب في شهر العسل!!!... شکلی کده هغير رأيي. 
لکمته في صدره وقالت پغضب 
_ مش هتغير رأيك بقا.. إستحمل يا وحش.
وإنهالت عليه بالضربات.. فضحك على طفولتها ومرحها وركض من أمامها قائلا بتأسف 
_ آسف..والله أسف.. خلاص بقا.
ردت بعند وتحدى
_ طب إيه رأيك هتشوف الفيلم ڠصب عنك بقى عقاپا ليك يا سمج. 
جلس على مقعد منزوی و قال بتوجس 
_ طب هو فيلم إيه إن شاء الله ! 
جلست على الأريكة أمام التلفاز وقالت بنبرة صوت مخيفة
_ drug me to hell. 
إتسعت عينى أدهم وقال بسخرية  
_ ده كفاية إسمه يا مفترية انتي.
وقف وسار ناحيتها ثم غمز لها بعينه و قال هامسا و هو ينحني من خلف الاريكة مقتربا من وجهها  
_ طب ما تيجي ونجيب مليجي.
قطبت حاجبيها بضيق وقالت بتذمر 
_ أجى فين.. هو إنت ما بتشبعش يا أدهم ! 
إبتسم بمكر و قال بمزاح 
_ إنتى إفتكرتي إيه.. قصدی تیجی جنبي نتفرج من هنا احسن. 
حدجته پغضب وقالت بوعيد
_ شكلك هتقضی شهر العسل في المستشفى يا بيبى.
وقذفته بوسادة الأريكة.. إلتقطها.. وبسرعة.. قفز من على ظهر أريكتها و جلس بجوارها وإجتذبها لحضنه..ثم ضمھا بذراعه قائلا بتنهيدة ملتاعة
_ هو لازم یعنی نشوف الفيلم ده.. عندى قضية مهمة
وكنت عاوز نناقشها مع بعض و ما ينفعش تتأجل.
إبتسمت بخجل وقالت بإصرار 
_ لا.. أنا عاوزة أشوف الفيلم بقا ماليش دعوه.
مرر أنفه مداعبا على رقبتها وقال بصوت خفيض 
_ طب والقضية دى كلها مرافعات وأدلة وموكلين وأنا لازم أديها حقها ..ولا يتحكم فيها بالإعدام يرضيكي يعني. 
إبتعدت عنه قليلا و قالت بعند
_ اه يرضيني و برضه هنشوف الفيلم .. ده أنا بقالى يومين بستناه. 
جذبها إليه ثانية و داعب أنفها بأنفه و همس أمام شفتيها همسا حارق لاستمالة مشاعرها 
_ و أنا بقالى ٢٢ سنة مستنيكي تكبرى و اتجوزك وأ....... . 
تنحنحت بخجل و قاطعته و هي تبتعدت عنه وقالت بضيق
_ على فكرة إنت قليل الأدب.
أومأ برأسه وأغلق التلفاز.. وحملها قائلا
_ إستعنا عالشقى بالله.
مر يومان.. ومازن لم يترك وسيلة للوصول إلي كريستينا و لم يفعلها .. و بالمقابل لم يصل لشئ أيضا... فهاتف ياسين فاقدا صبره وقال بتوتر  
_ أيوة يا ياسين انت فين!
أجابه قائلا بهدوء
_ مزونة حبيبي صباح الفل.. أخبارك إيه يا معلم قدرت توصل لكريستين! 
هز رأسه نافيا وقال بنبرة مټألمة 
_ لا يا ياسين.. مافيش اي خبر عنها هتجنن خلاص.
فسأله ياسين بقوة
_ طب و إنت ناوى تعمل إيه دلوقتى!
مرر مازن يده على ذقنه النامية وقال بتخبط
_ مش عارف.. مش عارف أي حاجة و لو فضلت کده ممكن أتصرف غلط و أضيعها منى من غير ما احس. 
هدأه ياسين قائلا بضيق
_ مش کده يا مازن إهدا و فکر کويس انا بقيت خاېف عليك اكتر. 
سحب مازن نفسا طويلا قبل ان يقول له برجاء
_ إنت كنت قولتلي إن ليلى ممكن تروحلها البيت صح!! 
هز ياسين رأسه بتأكيد وقال
_ طبعا.. و هي اللي قالتلي كمان.
تجدد الامل بقلب مازن فقال له مسرعا
_ طب ما تشوفها كده فاضية و لا وراها حاجة لانا جبت اخرى و الله. 
اجابه ياسين بموافقة 
_ حاضر أنا هقفل معاك دلوقتي.. وأكلم ليلى أشوف سستمها إيه.
انهت زهرة فنجان قهوتها و تركته علي الطاولة و هي تقول بفضول 
_ يعني يا سعاد دلوقتي سهي في معسكر من بتوع الجيش دول! يا اختي و انتي مأمنة في عز اللي بيحصل لظباط الجيش ان بنتك تكون في وسط الڼار! 
تنهدت سعاد بقلق و قالت 
_ اكيد قلقانة عليها و مش بس قلقانة ده انا بمۏت من ړعبي بس وجود سامح معاها مطمني.. انا شوفت في عنيه حب ليها خلاني ارتاح و اتطمن انها معاه مافيش حاجة هتمسها الا لو دى ارادة ربنا.. ربنا يحفظهم و يرجعهم بالف سلامة.
ربتت أميرة علي ساقها و قالت بتعقل 
_ ربنا يكملك بعقلك يا سعاد.. بكرة لو سهي نجحت بشغلها هتبقي بطلة و كلنا هنكون متشرفين بيها و عيالها ان شاء الله هتبقي راسهم في السما بأمهم و ابوهم و اللي عملوه. 
اسرعت زهرة قائلة 
_ الشهادة لله اذا كان سامح او باسم فهما رجالة بمعني الكلمة و ربنا بيحب بناتنا انه رزقهم بزوجين زيهم الواحد يبقي مطمن عليهم و مش شايل هم حاجة.. عقبال مي يا رب. 
رفعت أميرة كفها و قالت برجاء 
_ يارب يا مي يا بنت زهرة ربنا يكرمك بشاب زى الفل يقدر قيمتك يا حبيبتي و يسعدك و يصونك. 
امنت سعاد علي دعائها قائلة 
_ اللهم امين يا رب.. اهي البت مي دى فاكهة العيلة كفاية ضحكها و ډمها السكر... بس نشوفها تلاقينا ضحكنا من غير ما تتعب نفسها.
تنهدت زهرة بأسي و قالت 
_ اتغيرت يا سعاد خلاص.. بقت مهتمة بشغلها و بالمحل الجديد اللي بتعمله ده و لا بقيت اشوفها و لا اقعد معاها و مش بتاكل لما حساها هتقع مني. 
قهقت أميرة قائلة بمداعبة 
_ اسمه رشيم يا ولية يعني بتخس علشان تبقي زى بتوع الازياء دول.
ضحكت سعاد ضحكة عالية و قالت بسخرية
_ رشيم ايه بس اسمه رچيم يعني نظام غذائي صحي علشان جسمها يبقي متناسق . 
مصمصت أميرة شفتيها و قالت بحنق 
_ ماشي يا بنت البندر
يا متعلمة.. ما كانش دبلوم ده اللي وخداه.. هتتنططي علينا بيه. 
اسرعت زهرة قائلة بمداعبة 
_ ايه يا حموات هنشتغل و لا ايه!
ضيقت سعاد عينيها و قالت بضيق 
_ متفكرنيش يا زهرة للبت فريدة وحشتني و ھموت و اروح لها اتطمن عليهم. 
اشاحت زهرة بكفها و قالت بمزاح ساخر 
_ ولا ھتموتي و لا حاجة ديتها بس اجيبلك فطيرة مع شوية جبنة صعيدي و وقتها هتنسي اسمك. 
ضړبتها أميرة علي كفها و قالت بتلهف 
_ طمنيني يا زهرة علي اخواتي في البلد.. و علي اهل بلدنا كلهم. 
اومأت زهرة برأسها و قالت 
_ كلهم بخير الحمدلله.. و كل ستات عيلتنا باعتينلك السلام... ان شاء الله في يوم تعدى الغمة دى و ترجعي هناك يا حبيبتي.
تنهدت أميرة پخوف و قالت 
_ لو قصادها ابني مش عاوزة ادخلها تاني.. بس ادهم يكون بخير و خلاص. 
طأطأت زهرة رأسها و هي تهزه بحزن فهي علي علم بأن هناك اقاويل بشأن تقديم أدهم لكفنه كي يتركوه و شأنه....
فتحت عيناها البنيتان الناعستين بتثاقل.. ثم قامت بفركهما بإصبعيها بحركة خفيفة متثائبة بصوت خفيض... و إبتسمت بهدوء وهي ممددة ورأسها على صدره.. 
مدت يدها لتمسح على صدره العارى برفق ودلال..ثم إرتفعت بجسدها عن الفراش قليلا.. لتتأمل وجهه بنظرات مطولة.. قبل أن تهمس له بدلال 
_ أدهم..قوم بقا الضهر أذن.. كل ده نوم يا كسلان.
علت على شفتيه إبتسامة ساحرة.. وفتح عينيه وتطلع إليها بحب... ثم قبلها في وجنتها وقال 
_ یا صباح الورد.. وحشتيني الشوية اللى نمتهم والله. 
فقالت له بضيق و هي تطالع
تم نسخ الرابط