افاثة الشيطان

موقع أيام نيوز

ايا كان اللي قولناه انتي مالك مش فاهمة !! 
عقدت ليلي ذراعيه امام صدرها و هي تحدجهم بتحدى و قالت دون ان تدرى 
_ مالي انه الشاب اللي بتتكلموا عليه ده يبقي خطيبي .
ابتلعت الفتاتان ريقهما بتوتر فتابعت بنصر 
_ هاااه هتمشوا و لا ندخل سوا للمدير !!! 
إبتعدوا عن أنظارها پخوف.. بينما إقتربت هي من ياسين الواقف أمام شرفة المشفى شاردا.. وقالت پغضب
_ إنت واقف هنا ليه ! 
تطلع إليها بتعجب وقال بهدوء 
_ نعم !!!
هتفت به ليلي بحدة وقالت
_ إتفضل إمشى من هنا طالما مالكش لازمة .
تشنجت تعبيره مرددا پغضب من صياحها 
_ وأنا واقف على دماغك.. وباعدين أنا هنا لغاية ما مازن يرجع.. وبعدها مش هتشوفي وشي يا ستى ارتاحتي .
رفعت حاجبها بإستنكار و قالت 
_ و احنا مش عاوزينك معانا لا انت و لا هو .. روح شوف شغلك و امشي من هنا .
رفع عينيه مستلهما الصبر و دفعها من ذراعها قائلا من بين اسنانه بضيق 
_ اتكلي علي الله يا ليلي انا اللي فيا مكفيني و ياريت تبعدى عني قد ما تقدرى احسنلك .
أزاحت يده عنها و قالت پغضب 
_ هتعملي ايه ان شاء الله ... وريني كده علشان انيمك في أوضة من أوض المستشفي دى مالكش ملامح .
مرر كفه علي وجهه بقة كاظما غيظه و قال بصوت اجش عميق 
_ يا بنتي ده انا لو عطست في وشك هطيرك زى الناموسة و محدش عالكوكب هيحس انك اختفيتي اصلا يا متر و نص انتي .
شهقت پصدمة و قالت بعبوس 
_ ماشي يا ابو طويلة جرب بس تلمسني كده و انا و ربنا و ربنا هبلعك كلامك ده و معاه اسنانك كمان .
بحث حوله و قال بضيق 
_ يارب مافيش هنا مبيد حشري ابخها بيه يمكن تطير و تبعد عني و ارتاح .
طالعته بهدوء ثم اقتربت منه و رفعت قدمها و هبطت به بقوة علي قدمه فأنغرش كعب حذائها المدبب فيه فصړخ قائلا بتأوه 
_ آآآآآآآه ... رجلي يا مچنونة انتي .. هو انا اصلا جيت جنبك انتي اللي جاية تزعقيلي من غير سبب .
طالعته بتشفي و قالت براحة 
_ اتفضل امشي من هنا بقا قبل ما اكسرلك رجلك التانية .
كور قبضته و رفعها بوجهها وفجأة تحولت ملامح ياسين و ارخيت قبضته بجواره .. وإبتسم بإعجاب وقال بتلقائية و هو يتطلع بشىء ما خلفها 
_ أوبا...... يا مازن یا جامد دی طلعت صاروخ... عندك حق يا معلم . 
إلتفتت ليلى ورائها فرأت فتاة جميلة بل غاية في الجمال دالفة للمشفى مع مازن.. و لاحظت جمالها الملفت.. ولاحظت أيضا نظرات ياسين لها فضغطت على قدمه الاخرى بكعب حذائها وقالت بحدة
_ علشان تعرف تبصبص براحتك يا معلم .
تألم بشدة.. و صړخ قائلا 
_ ااااااه ...رجليا يا مچنونة ..آآآه.. دکتور یا جدعان رجلي إتهرست .
تركته ليلى ودلفت لغرفة فريدة وهي ټضرب الأرضية بكعب حذائها.. إقترب مازن من ياسين و سأله بضيق 
_ إيه
الأخبار يا ياسين !
فرد ياسين وهو يتطلع لكريستينا بإعجاب من جمالها قائلا بسخرية
_ الأخبار تجنن الصراحة.. مش تعرفنا يا معلم .
أشار مازن على كريستينا وهو يلتهمها بعينيه وقال 
_ دى كريستينا اللي كنت حكيتلك عنها.. عرفت إن فريدة تعبانة فحبت تطمن عليها .
مدت كريستينا يدها لياسين وقالت بود  
_ هاى ازيك . 
صافحها ياسين وقال بإبتسامة هادئة  
_ هاى و رحمة الله و بركاته .. أنا ياسين المهدى إبن عم مازن .
ردت بإبتسامة ساحرة
_ أهلا بيك . 
أشار لها مازن على غرفة فريدة.. فتركتهم وتوجهت ناحيتها بثقة.. إقترب ياسين من مازن وقال بإعجاب 
_ أوف..دى جامدة طحن يا معلم عندك حق.. اوعى تسيبها تضيع منك .
حدجه مازن پغضب نتيجة غيرته وقال بحدة 
طب إحترم نفسك بدل ما أستلم البونبوناية بتاعتك أم عيون زرقا و اطلعهم عليك .
رفع ياسين يديه في الهواء متذمرا.. وقال باستسلام 
_ لا وعلى إيه الطيب أحسن .
طرقت كريستينا باب غرفة فريدة.. ففتحت ليلى الباب و ما ان رآتها حتي امتعض وجهها..وتطلعت إليها بغرور وقالت
_ إنتى مين ! 
إبتسمت كريستينا بود وقالت 
_ أنا كريستينا صديقة مازن وكنت عاوزة أطمن على فريدة ممكن أدخل!
ردت لیلی ببرود
_ هسألها وهرد عليكي !
و أغلقت باب الغرفة بوجهها وقفت كريستين تطالع الباب بوجه متجهم من ردة فعلها المفاجأة ...
ثم تطلعت ناحية مازن و ياسين الذي يطالعها بإبتسامة مكظومة من ردفعل ليلي معها ....
بعد إسبوع.. هدأت الأمور قليلا.. وعاد جلال وإبنته فريدة لمنزلهم بصحة جيدة.. ولكن جراح قلبها لم تداوى بعد فقد إنعزلت عن الجميع.. وآثرت الوحدة..
دلفت سعاد غرفة فريدة وسألتها برجاء 
_ مش هتخرجي تقعدى معانا برضه يا ديدة . 
رفعت فريدة عينيهاعن كتابها وقالت بحزن 
_ سامحيني يا ماما.. ورايا مذاكرة كتير والإمتحان بكرة و مش فاضية خالص .
اقتربت منها سعاد اكثر و قالت بترفق 
_ يا حبيبتي بقالك اسبوع قافلة علي نفسك باب اوضتك و ده غلط .
لملمت فريدة شعراتها البنية و قالت ببرود 
_ قولتلك بذاكر يا ماما .. سبيني اخلص لو سمحتي .
إبتسمت لها سعاد وقالت بتفهم 
_ براحتك يا حبيبتي ... لو احتاجتي حاجة تشربيها عرفيني وشوية وهجيبلك غداكي هنا .
اجابتها فريدة و هي تعود بعينيها لكتابها 
_ شكرا يا ماما ... علي فكرة سهي لسه قافلة معايا معرفش كلمتكم النهاردة و لا لأ .
أجابتها سعاد و هي تنصرف 
_ كلمتنا يا حبيبتي ركزى في مذاكرتك يالا .
تركتها سعاد وخرجت.. فسألها جلال پألم 
_ مش هتخرج برضه تقعد معانا !!..
أومات سعاد برأسها نافية وقالت بحسرة 
_ لأ مش راضية يا حاج.. دلوقتى ليلى هتجيلها.. هى مش بتضحك غير معاها .
فوقف مازن وقال بصرامة 
_ أنا هدخلها كفاية بقا.. عمرها ما زعلت مننا وطولت كده . 
إستوقفه والده قائلا بحزم 
_ سيبها براحتها يا مازن..هي هتروق لوحدها محدش يضغط عليها كفاية اللي حصل لها .
زفر مازن بضيق.. وجلس على طاولة الطعام غاضبا و هو يقول بحدة 
_ بس يا بابا انا اعتذرتلها بدل المرة مليون اعمل ايه تاني !! 
أسرع جلال قائلا بنبرة قاطعة 
_ تعمل اللي هي عايزاه و بقول اهه اوعي حد فيكم يضغط عليها بحاجة .
وقف مازن و ترك طعامه و دلف لغرفته منفردا بنفسه ...
وصلت ليلي لمنزل فريدة فكان أدهم في إنتظارها كعادته الاخيرة لا يكل و لا يمل في أن يقنع الجميع بمقابلة فريدة التي ترفض حتي ذكر اسمه أمامها .. إقترب منها وقال بهدوء
_ أخبارك إيه يا ليلى ! 
ردت ليلي ببرود
_ الحمد لله كويسة يا دكتور أدهم . 
صمت أدهم لبرهة يفكر.. ثم قال بتوتر
_ طب وفريدة عاملة إيه ! 
تنهدت ليلي بأسى وقالت 
_ لسه تعبانة يا أدهم.. اللي عملتوه فيها مش قليل.. وكويس إنها ما بلغتش عنكم.. ورفضت تقول مين اللي عمل فيها کده.. ده غير وشها اللي إتشوه.
طأطأ أدهم رأسه بخجل و مرر انامله في شعراته التي استطالت قليلا بينما تابعت ليلي دون رحمة 
_ هي أصلا مش عارفة هتروح الكلية بكرة إزاى
كده.. بس أنا قولت للكل إنها كانت عاملة حاډثة عربية .
تطلع إليها أدهم برجاء وقال بإصرار 
_ طب أنا عاوز أكلمها في التليفون بس.. أو تقف في شباكها أشوفها لو ثانية واحدة.. هتجنن يا ليلى .
طالعته قالت بفتور 
_ تستاهل يا ادهم و انا لو مكانها عمرى ما هسامحك .. كفاية اللي عمو جلال معاها في المستشفي بجد كفاية .
ضغط أدهم شفتيه و قال بحزن 
_ عارف اني استاهل و ان اللي حصل في المستشفي زود الطين بلة بس انا كل اللي يهمني دلوقتي انه اشوفها او المحها حتي و الله حرام .
رق قلب ليلى لأدهم و لحالته فتابع هو لاستمالة عطفها اكثر 
_ طب مش بتشوفيني في المحاضرات عامل ازاي .. انا في ولاد بيسألوني مالى من كتر ما انا مش مركز معاكم .
هزت رأسها بتفهم وقالت بموافقة
_ طب هحاول معاها تنزل ونذاكر هنا بس إختفى إنت خالص تمام .. لأنها لو حست اني عملت كده علشانك هتحطني في البلاك ليست و انت عارفها .
إبتسم وقال بفرحة 
_ بجد يا ليلى.. مش عارف أشكرك إزاى .. و ما تقلقيش مش هتلمحوا ضلي حتي .
كان ياسين في طريقه للخروج من المنزل و هو يعبث في هاتفه فوجد أدهم واقف مع ليلي فإختفي قليلا و وقف يتابعها من بعيد بشوق .. 
لاحظ انتهاء حديثهما فخرج و هو يطالع شاشة هاتفه مجددا ومر على أدهم وليلي وقال ببرود عكس ما بداخله تماما من شوق وضيق 
_ های یا جماعة.. أشوفكم باعدين . 
وإبتعد مسرعا .. تطلعت إليه ليلى بحنق من طريقته الجديدة وتجاهله لها.. 
لاحظ أدهم شرودها فسألها متعجبا
_ مالك يا ليلي إنتى كويسة ! هو ياسين زعلك تاني 
إنتبهت على صوت أدهم فقالت بعبوس
_ هاه.. لا ما فيش حاجة هطلع لفريدة وهحاول معاها يالا سلام . 
و تركته و إبتعدت و هي تتوعد ياسين بقوة... فمن يظن نفسه ليعاملها بهذا الشكل... لعنت غبائها الذي أوصلها لهذه الدرجة البائسة من متابعة مشاعرها بشخص لا يستحق..
خرجت سهى من غرفتها بعد إستراحة الغداء و هي تتطلع حولها بحماس .. بحثت عن سامح حولها حتى وجدته.. إقتربت منه و قالت بتلهف 
_ إنت فين يا هندسة.. بقالى شوية بدور عليك .
استأذن سامح من رفاقه و استدار اليها قائلا بهدوء 
_ كنت عند القائد.. قوليلي بقا بتدورى عليا ليه ! 
أضافت سهى بحماس 
_ كنت عاوزاك إنت وباسم وماجد علشان نروح عند القائد..حليت اللغز يا معلم . 
وقفت تطالع بطرف عينها بغرور .. حدجها سامح بتعجب وقال بفضول 
_ لغز إيه اللي حلتيه !
رفعت طرف شفتها و قالت بحنق 
_ ده تأخر ذهني و لا ايه يا هندسة .. أكيد يعني المهمة اللي انا مسحولة بسببها في ام الصحرا دى .
اتسعت عيني سامح و قبض علي ذراعيها بفرحة و أخذ يحركها للأمام و للخلف بسعادة مرددا بهيستيرية 
_ الله عليك يا واد يا طلبة يا عسل انت .
شعرت سهي بالدوار فهتفت بدوار 
_ صلي عالنبي يا معلم انا هفور في وشك من كتر الرج حرام .
ثم اشرأبت قليلا و وقفت علي طرف اناملها و قالت بسخرية بجوار أذنه كي توقفه 
_ الله اكبر الله اكبر .. السماح و الرضي .
توقف سامح عن هزها و
تم نسخ الرابط