افاثة الشيطان
المحتويات
تعيب ليلي مثلا فا علشان كده هي مش مناسبة ليه!
أجابته بلين
_ لا يا ابني بالعكس و الله دى اخلاق و ذوق و ما تتخيرش عن فريدة في حاجة و.... وجميلة قوى ما شاء الله.
حرك أدهم كتفيه ببديهية و قال مؤكدا
_ و احنا عاوزين ايه تاني يا ماما.. و انا اعرفها من و هي صغيرة و دى بنت يتيمة و طول عمرها وسطنا خلينا نكمل رسالتنا معاها و نسعد ياسين.
_ أنا هكلم بابا تانى يمكن أقدر أقنعه.. و هرجعلك ياسين في أقرب وقت ان شاء الله ما تقلقيش.
خرج أدهم من غرفته.. وجلس بجوار والده وقال بإبتسامته الهادئة
_ صباح الخير يا حاج.
ربت جاسر على ظهره بقوة.. وقال بإبتسامة مرحة
_ صباح النور يا إبنى.. جاهز يا عريس فرحك بكرة!
_ ماتقلقش عليا يا حاج.. كنت عاوز أكلمك في موضوع كده لو سمحتلي.
أسرع جاسر قائلا بجدية
_ موضوع الكلب اللي اسمه عمر ده.. ما تخافش المحضر انتهى و كأنه محصلش أصلا و كفاية عليه اللي عملته انت و اللي مازن كمله.
صك أدهم أسنانه و قال بضيق
_ ما تجبليش سيرته يا حاج قسما بربي لولا الناس كنت قټلته و بردت نارى منه ده خسيس.
_ يبقى
عارف هتكلمنى في إيه.. أنا مش صغير يا إبني..وكان لازم أتأكد إن ياسين بيتكلم جد.. وبيحبها ولا ده وهم عايش فيه.. بس قدر يثبتلى إنه بيحبها بجد..وهيقدر يقف قصاد الكل علشان يحمى حبه.. كلمه يا أدهم خليه يرجع البيت وحش من غيره.
سأله أدهم بتعجب
_ يعني كل اللي حصل ده كان اختبار منك يا حاج!
_ اه طبعا اختبار.. ياسين طول عمره متسرع و يشبط في الحاجة و اول ما يطولها بيرميها.. خۏفت يكون احساسه بيها مش حقيقي و انا من يوم البت دى ما ابوها ماټ و انا بعدها بنتي و براعيها حتي لو هي مش عارفة.
إبتسم أدهم بفرحة وقبل والده وقال بإمتنان
_ ربنا يخليك لينا يا أطيب قلب في الدنيا.. انت طول عمرك أرجل حد انا قابلته في حياتي و عمرى ما شكيت في عقلك و رزانتك.
_ انا عايش بس علشان اسعدكم يا ابني و مش عاوز من الدنيا دي حاجة غير انكم تكونوا بخير و مبسوطين و بس.
اخرج أدهم هاتفه و قال بحماس
_ بعد الكلام الحلو ده نرن علي ياسين بقا و نفرحه ده هاييجي طاير مش سايق من فرحته و الله.
إستيقظت فريدة متثاقلة على صيحات حياة و هي تهزها بقوة قائلة علي مضص
جذبت فريدة الغطاء عليها مجددا وقالت پغضب
_ إطلعى بره يا حياة وسبيني لواحدى مش فيقالك عالصبح.
جذبت حياة الغطاء من عليها وقالت بتعب
_ قومى بقا بطلي رخامة.. ورانا بلاوى لسه هو ايه مافيش مسئولية و لا شعور.
جلست فريدة على فراشها و لملمت شعراتها وقالت برجاء
_ ما تبعدى عن امي هو انتي حد مسلطك عليا يا بنتي.
ابتسمت حياة و قالت محركة حاجبيها بعبث
_ و النبي بلاش الشويتين دول عليا انا يا اختي.. اعمليهم علي حد غيري.
تمسكت فريدة بذراعها و قالت بطفولة
_ بقولك إيه يا حياة.. ما تحاولى تبوظى الجوازة دى والنبي.. أنا مش طيقاه أصلا.
علت ملامح الحزن على وجه حياة وقالت بخجل
_ أنا السبب.. كنتى المفروض دلوقتي تبقى أسعد واحدة في الدنيا أنا قټلت فرحتك سامحينى يا فريدة علشان خاطرى.
و دخلت حياة في نوبة بكاء شديدة ..رق قلب فريدة عليها وقالت بضيق
_ تانى يا حياة هنرجع للكلام ده تانى.. إنتى مالكيش ذنب.. أنا اللي مش قادرة أسامحه علي عدم ثقته فيا.
قالت لها حياة بصوت متحشرج من بكائها وهي تكفف أنفها بكم سترة منامتها
_ بس لو ما كنتش أنا وقعت بينكم.. كنتم دلوقتى هتبقوا فرحانين ومبسوطين.
إحتضنتها فريدة وقالت بحنو
_ خلاص بطلي عياط.. إنتي ناسية إنه بكرة فرحى.. فين الزغاريد و الاغاني و الرقص.
إبتسمت حياة بخبث بعدما أثرت دموعها الزائفة في فريدة و قالت بتمثيل يرتقي لأفضل أفلام السينما
_ ما انتي هتمثلي انك مبسوطة و انتي من جواكي زعلانة.
ملست فريدة علي شعراتها و قالت بحنو
_ لا يا حبيبتي مش بمثل و لا حاجة.. بطلي عياط بقا.
أبعدتها عنها و كففت لها دمعاتها بينما دخلت ليلى الغرفة عليهما وهي تزغرد فأفزعتهم .. ثم قالت بمداعبة
_ صباح الخير يا أحلى.. وأرق.. وأجمل عروسة في شط اسكندرية كله.
ضحكت فريدة وقالت بهزل ساخر
_ أهه عفريت العلبة وصلت و هتصدعنا بقا .. فين كوكى يا لولة!
زمت ليلى شفتيها وقالت متصنعه الڠضب
_ بقا أنا عفريت العلبة.. هعديهالك بمزاجي.. وكريستين زمانها جاية.. بس المفاجأة الكبرى و الحصرية ليا بعد ما شربت مع ابوكي القهوة ... هي إن سهى في الطريق دلوقتي.
تعالت صرخات فريدة وحياة.. فدلفت مى الغرفة بفزع قائلة بتعجب
_ بتصوتوا ليه يا مجانين انتم!
ردت فريدة وهي تقفز على الفراش بفرحة
_ سهى في الطريق لهنا يا ميوش ..واو كده هفرح بجد و الله.
زمت ليلى شفتيها وقالت بسخرية
_ تعالى يا أدهم شوف الهبلة مراتك وهي بتتنطط على
السرير زى العيال.
ردت عليها فريدة بعدما توقفت بضيق
_ مش عاوزة أسمع سيرته.. أنا هدخل آخد دش بسرعة وأغير هدومي.
و حملت منشفتها بحدة و دلفت للحمام ... تطلع ثلاثتهم لبعضهم بضحكة شريرة فقالت حياة بثقة
_ قال مش عايزة تسمع سيرته قال.. دى طول الليل بتقف في شباكها مستخبية علشان تشوفه.
تنهدت می مطولا و قالت برقة
_ عقبال ما أحب و اتحب كده يا رب.. و لو إنه مافيش أمل شكلها.
ملست ليلى على ذراعيها و قالت بحب
_ بالعكس بقا.. إنتى قمراية و ربنا بكرة يرزقك بعريس زى القمر.
رفعت می ذراعيها للسماء و قالت برجاء
_ آميييين يارب.
لقد كان يقود سيارته بسعادة.. عائدا لعشه مرة أخرى.. وإبتسامته العريضة عوضت عن تغير ملامحه بعدما نحف قليلا.. فها هو يحقق أهم خطوة في حياته .. سيرتبط بمن تمناها قلبه... حلم عمره وحب حياته...
وصل للمنزل أخيرا.. صعد مسرعا لشقتهم طرق الباب ففتح له أدهم بإبتسامة.. ثم إحتضنه وقال بفرحة
_ كده فرحتى كملت.. نورت البيت يا سينو.
إحتضنه ياسين بقوة وقال مازحا
_ حبيبي أعريس ..هو الحج فين هنا و لا نزل!
أشار له أدهم برأسه علي والده الجالس علي طاولة الافطار... إقترب منه ياسين بخجل.. فوقف جاسر بإبتسامته الهادئة وقال بعتاب هادىء
_ ولو إنى زعلان منك علي سيبانك للبيت .. بس إنت كبرت في نظرى.. راجل من ضهر راجل صوح.
إحتضنه ياسين بفرحة وقال بهدوء
_ ده إنت حبيبي يا حج.. وما أقدرش على زعلك.
إنتبه ياسين لأميرة الجالسة تتابع الموقف بدموعها .. فإقترب منها و جثى أمامها على ركبته.. وتطلع إليها بشوق وقال بمداعبة
_ وحشتينى قوى يا فرجينيا.. ما تعيطيش بقا.
كففت دموعها وقالت بضيق
_ قدرت تبعد عنى إسبوعين يا ياسين.. أبوك كان بيشوفك في الشغل.. وكنت دايما مع أخوك.. وأنا هنت عليك.
أجابها ياسين پألم وإرهاق قائلا
_ كنت تعبان يا ماما ومحتاج أقعد مع نفسى.. كان لازم تتأكدوا إنى كبرت .. وأقدر أمشي حياتي لوحدى وزى ما أنا عايز مش اكتر.
ضمت وجهه بين كفيها و قالت بحنو
_ و احنا معاك في اي حاجة المهم تكون مبسوط و سعيد يا قلب أمك.
وقف أدهم وقال بصرامة
_ لا بقولكم إيه.. أنا فرحى بكرة.. وعاوز زغاريد للصباح الباكر.. ده أنا كبير العيلة دى يا جدعان.. وهتجوز بونبوناية العيلة.. يعنى ما فيش زعل ولا دموع..فرحة وبس.
إبتسمت أميرة ومن بين دموعها تعالت زغاريدها .. التي وصلت لمسامع الجميع.. فقالت سعاد بضيق
_ إيه ده.. هو أنا علشان مش قادرة أزغرد أميرة هتكسبنی رودوا عليها يا بنات.
تعالت الزغاريد بالمنزل كله.. ورغم ڠضبها التي ترسمه على ملامحها.. إلا إنما كانت في قمة سعادتها.. فها هي تقترب من زفافها على حلم عمرها.. وعشقها الأول والأخير ....
أدهم
في سيارة سامح كانت سهي تطير من الفرحة .. أدارت المذياع وأخذت تغنى معه بسعادة.. تطلع إليها سامح متعجبا من تحولها وقال بمزاح
_ اللي يشوفك وإنتي كنتي مقاضياها عييط للقائد علشان يوافق إنك تحضرى فرح أختك.. ما يشوفكيش دلوقتى يا نانسي يا عجرم.
ضحكت ضحكتها العالية وقالت بمكر
_ دول شويتين يا هندسة.. علشان نبلف الراجل.. ما هو كده ريح الزبون وبيعله اللي هو عاوزه.
ضحك باسم عليها وقال مازحا
_ أبوس إيدك إرجعي سهى تانى أهلك هيعلقونا لو رجعتلهم طلبة وربنا.
ردت سهى برقة
_ ما تقلقش عليا.. سهى موجودة وزى الفل .
إتسعت إبتسامة باسم وقال بتأكيد و هو يطالع الطريق بهدوء
_ أيوة كده.. إثبتى على الأداء ده بقا.
أطلقت لشعراتها الغوغائية العنان والتي طيرها الهواء بنعومة أسرت عقل سامح معها.. تطلع إليها بحب...
فوخزه باسم في يده وقال بتذمر
_ بص قدامك.. عاوزين نوصل بالسلامة مش ناقصين.
حدجه سامح پغضب في مرآة السيارة وقال بضيق
_ تصدق سهى عندها حق ده إنت ثقيل ثقالة.. وباعدين شبطت فينا ليه.. مش فاهم.
صاح به باسم بحنق وهو يتابع الطريق مجددا بعينيه كطير ترك ققصه وخرج للحرية وقال
_ زهقت يا أخي وعاوز أروح فرح
من زمان ما حضرتش أفراح.. كفاية تدريبات و تنطيط ودم و قتل... نغير جو شوية.
طالعه سامح من المرآة الأمامية و قال بتأكيد
_ في دي معاك حق مش هنكر.
طوال الطريق و سامح يسترق النظر لساحرته التي سلبته أغلى ما يملك... يذوب امام ضحكتها و التي تظهر معها أسنانها المتراصة بدقة... و تلك الشفتين المرهقتين لأى عين... و هو يسأل نفسه بإبتسامة شغوفة.. كيف إستطاعت أسره بهذا الشكل ...
لامست شعراتها وجهه بنعومة و الهواء يطيرها ليقسم بداخله أنه قبلها لم يكن كائن حي يشعر و يتأثر بأيا كان ... و الآن سيعطيها حياته بأكملها و إهتمامه و قلبه...
وصلوا أخيرا لمنزل عائلة المهدى...
ترجلت سهى من السيارة مسرعة.. و وقفت بداخل حديقتهم...
أصدرت صفيرا عالى.. إنتبه له الجميع.. فإستقبلها والدها فاتحا ذراعيه
متابعة القراءة