افاثة الشيطان

موقع أيام نيوز

مش بتمنى من الدنيا غيرها.. هي حلم عمرى اللي ماحلمتش بغيره.. كلمة بحبها دى قليلة قوى على اللي حاسه يا مازن .
تطلع إليه مازن بغرابة.. ثم سأله بجدية
_ مش يمكن يا ياسين دى مشاعر مؤقتة وهتروح مع الوقت.. دى أكبر منك في السن !
إغتاظ ياسين من سؤاله فقال لائما بنبرة محتدة 
_ إنت كمان يا مازن هتقولی کده .
تطلع إليه مازن متعجبا وقال بقلق 
_ إنت قولت لحد تانی موضوعك ده !
اوما برأسه وقال بصرامة 
_ أيوة قلت لليلى

كل حاجة.. وهي كمان فکرانى مش بحبها بجد للأسف .
ربت مازن على ساقه وقال بتعقل 
_ طب فكر تاني یا ياسين .
إبتسم ياسين بسخرية وقال و هو يطالع الأمواج 
_ عمرك ما هتحس بيا لأنك عمرك ما حبيت زيي .
ضحك مازن ضحكة عالية وقال و هو يقبض علي الرمال بكفه ثم يتركه ينساب من بين أنامله 
_ أنا كمان واقع لشوشتي زيك... بس تخيل موضوعك ده أسهل من موضوعي بكتييييير .
إعتدل ياسين في جلسته.. وقال متعجبا 
_ أوبا بقا.. مازن المهدى بجلالة قدره حب وطب.. هي مين حد نعرفه!
حرك مازن رأسه نافيا وقال بتنهيدة طويلة 
_ لا.. دى بنت بشوفها في النادى.. في الأول كنت فاكر نفسى معجب بيها وخلاص.. بس حسيت إني لازم أشوفها كل يوم.. لغاية ما إعترفت لنفسى إنى بحبها بجد .
سأله ياسين ببديهية 
_ ما ده تمام أهه ..فين المشكلة بقا! 
تنهد مازن بأسى وقال و هو يفرك أعلي أنفه پألم 
_ يكفيني إنى أقولك إن إسمها ... كريستينا . 
جحظت عينى ياسين حتى كادا أن يخرجا من محجريهما.. وقال بصياخ عالي 
_ مسيحية ! 
اجابه مازن بالم وقال 
_ أيوة..علشان تعرف إن مشكلتك دى مش مشكلة خالص وتتحل بكلمة من ليلى وعمى جاسر.. إنما أنا بقا محتاج الهلال الأحمر .
ضحك ياسين وقال و هو يدفعه قليلا بيديه 
_ ليك نفس تضحك يا عم إنت و أنا اللي بقول عليك كبير و عاقل .. طب ما تلحق نفسك وتبعد..إنت لسه على البر .
تطلع مازن ناحية البحر ..وحرك رأسه قائلا
_ ما هو أنا جيت هنا علشان أعرف أفكر من غير ما أشوفها وأضعف .
سأله ياسين بمكر 
_ هي حلوة يا مازن . 
إبتسم مازن وكأنه يراها أمامه وقال بلهفة
_ أنا بشوفها ملاك هربان من الجنة.. جمالها هادى قوى... بونبوناية يا معلم .
طالعه ياسين بجديو و باغته قائلا 
_ طب وهي بتحبك !
زم مازن شفتيه وقال متحيرا 
_ مش عارف.. كل ما تشوفنى تبصلى قوى ..مش قادر أفسر نظراتها الحزينة ليا إيه.. هي بتلعب إسكواش.. وهتلعب على بطولة مصر قريب .
ربت ياسين على كتفه وقال 
_ يالا نقوم ننام أحسن.. محدش عارف بكرة مخبي لينا إيه .
أسرع ياسين قائلا و هو يتمدد علي الرمال و يطالع السماء 
_ قوم إنت انا عاوز أقعد شوية لواحدى .
حرك ياسين كتفيه و تمدد بجواره مطالعا النجوم في صمت واضعا كفيه تحت رأسه و كلا منهما في عالم آخر ..
وقفت ليلي في نافذتها و عقلها يكاد يجن من كثرة التفكير .. لماذا لم تتركه عيناها لماذا إستعدت في هذه الرحلة بسعادة فقط لكونها ستراه .. هل لأنها جرحته بكلامها و أرادت الإعتذار منه عن أمر ليس لها ذنب به ..
أم لأنها موقنة بصدق مشاعره و هذا ما لامسها و تعمق بجزء بات يراه بشكل آخر و يري به مواطن جمال و رجولة لم يكن يراها من قبل ..
إبتسمت بخفوت و هي تتذكر يوم حاول أحد الشباب التودد لها بالجامعة و عندما رفضته حاول أن يعترض طريقها بمرة فوجدت ياسين يقف بينهما فجأة و كأن الأرض قد إنشقت و خرج هو ..
لم يتحرك من مكانه حركة واحدة و خلال ثواني كان هذا الشاب ملقا تحت قدميها يطلب منها الصفح و المغفرة و من بعدها لم يقترب منها أحد و كأنه صنع حولها هالة يخشي من الإقتراب منها أي متطفل ..
كانت تتأمله و هو ممدد علي الرمال بجوار ياسين و رغم أن ياسين يكبره بستة سنوات إلا أنه لا يختلف عنه بشىء في التكوين الجسماني .. 
شعرت بنبضات غريبة تصدر من قلبها الذي كبل ساقيها بالأرض كي لا يبتعد عن تأمل نومته و كأنه يخبرها أنه الآن لا يطالع السماء و لا يغازل النجوم بل يرسمها أمامه بشعراتها الصفراء الناعمة المموجة و الهواء يداعبها دائما و إبتسامتها التي تنافي رقتها بقوتها و إتساعها ..
لم يشعر بنفسه و هو يقول بهمس 
_ بحبك .
إلتفت ياسين برأسه ناحيته متعجبا ثم ما أن لبث و طالع شروده العميق هز رأسه بيأس و جلس قليلا ثم إستقام واقفا

و هو ينفض كفيه و ملابسه من حبات الرمل التي إلتصقت به تاركا ذلك الهائم بعالمه الذهبي و كأن الشمس أشرقت بهذا الليل الكالح السواد ..
و لكنها أشرقت بعينه و قلبه .
في اليوم التالي إستيقظت سهى على طرقات عالباب تطلعت حولها.. لم ترى شروق الشمس بعد فتمطأت بكسل لتعود الطرقات مرة آخرى و تصدح برأسها .. نفضت الغطاء من فوقها و وقفت وفتحت الباب
وقالت و هي تتثائب و تحك رأسها بنوم 
_ بتصحيني بدري ليه كده يا ريان. 
إتسعت عينها التي تخلت عن رداء النوم و عدلت من شعراتها و هندامها و قالت بتعجب 
_ مين سامح ! 
حدجها سامح پغضب و عينيه تتشرب قسمات جسدها بحاجبين مرتفعين وقال بصياح 
_ وإنتى إن شاء الله بتفتحى لريان عادى وإنتي لابسة كده يا هانم .
تطلعت سهى لهيأتها وقالت وهي تتماسك قبل إعلان إنهيارها إن لم يتوقف عن تحديجها بلهفة ممررا عينيه بوقاحة علي مواطن أنوثتها 
_ ماله لبسی ده ترییننج عادی وبروح بيه النادى . 
تشنجت تعابيره مرددا بعصبية 
_ لا والله عادي یعنی... ده لازق فیکی و كأنك رشاه علي جسمك .. إنتي مش بتتكسفى يا بت إنتي ! 
تطلعت سهى نحوه بتعجب.. منذ أن فتحت الباب وهي تستشعر غيرتهو أيضا إعجابه بجمالها .. والتي زادت من لمعة عينيه والتي تعشقها و تعشق طريقة تعبيره بها عن إعجابه .. تمالكت قليلا وزفرت بضيق وقالت بعبوس مصطنع 
_ أوووووف...عاوز إيه دلوقتی یعنی ! 
إكفهر وجهه وقال بسخط و هو يميل برأسه ناحيتها 
_ نص ساعة وتبقى تحت.. مفهوم .
تطلعت حولها وقالت بتثاؤب 
_ هي الساعة كام أصلا.. الفجر أذن .
رد عليها سامح بعبوس 
_ أيوة .
حرکت رقبتها بإرهاق فهو لم يرحمها قبل نومها و لم يترك عقلها كي تهنأ بنومتها بعد هذا اليوم المتعب لساعة متأخرة و ها هو يأبى راحتها صباحا .. أومأت برأسها وقالت بهدوء 
_ طب هاخد شاور وأصلى وهنزل.. بس مصحيني بدرى ليه.. حرام
عليك يا أخي ! 
صاح بها قائلا پغضب من كلماتها التلقائية 
_ إيه أخي دى إنتي هتصاحبيني .. إتكلمي كويس .
لم يرمش لها جفن وردت بقوة أصبح يعشقها.. بل إنه يتعمد إغضابها ليراها من بين نظراتها 
_ ما هو أنا مستنية واحد زيك يعلمني أتكلم إزاى. 
دفعته بيدها عن محيط الباب و قالت بضيق 
_ إتكل على الله أحسن لو سمحت الواحد لسه ما فاقش . 
رفع سامح أحد حاجبيه بمكر.. و هو يشعر بإنقباضه كل عضلات جسده مع لمستها وزادت إبتسامته الساخرة والتي باتت تعشقها.. وتعشقه بكل تفاصيله قائلا و هو يعود للخلف خطوتين بظهره مبتعدا عنها 
_ مسيرى هقصلك لسانك ده.. بس كله بوقته . 
أجابته بلهجة لم يبدو بها تأثرها بنظراته المتناقضة 
_ طب بقولك إيه.. صباحك نادى وكله لعيبه... يالا طريقك أخضر خلينا نشوف اللي ورانا .
وأغلقت الباب.. وقفت ورائه وهي حزينة علي طريقتها الجافة معه.. فهو من يضطرها أن تظهر عكس ما تشعر به.. تنهدت بأسى وقالت 
_ ليه إنت اللى إتعلقت بيك كده.. أوف بقا بحبك یا رخم.
تذكرت تحديقه بها و لحظات اللهفة التي ټقتلها حرفيا .. لو تحولت تلك اللحظات الصغيرة لعمر سيحيوه سويا من المؤكد ستصاب بالجنون أو لن يحتمل قلبها و ربما يستسلم من تعبه ..
إغتسلت وتوضأت وصلت فرضها ..ثم جففت شعرها وجعدته وعقدته كذيل حصان وإرتدت بذلتها العسكرية ووضعت عطرها ..وإرتدت حذاء ریاضی.. ونزلت للميس جلست بجوار ريان وقالت بوجه مكفهر علي غير عادتها 
_ صباح الخير عليكم .
_ صباح النور يا فندم .
سألها ريان بقلق من عبوسها 
_ إنتي مانمتيش كويس ولا إيه ! 
إعتدلت في جلستها وقالت بكسل 
_ لا كنت شغالة على الكمبيوتر لمتأخر.. بس عادي أنا مش خم نوم أصلا.
ضحك ريان وقال و هو يناولها صينية فطورها 
_ علیکی کلام مسخرة بيموتني ضحك . 
إرتكنت بذقنها على كفيها وقالت بسخرية 
_ مش عارفة كلامي مش عاجبكم كلكم النهاردة ليه !
سحب كفيها من تحت ذقنها و حثها على الأكل متسائلا بتعجب 
_ قصدك مين بكلنا 
إلتفتت برأسها ناحية ذلك الذي يأكلها بعينيه و إلتزمت الصمت

و هي تبادلته نظراته بنظرات أعمق ..
إبتسم ريان بمكر و عاد لتناول فطوره متذكرا صغيرته البريئة .. تقى .
بعد الإفطار توجهوا للطابور.. وقفت مكانها.. وتطلعت لريان بإبتسامة هادئة .. أدوا الروتين اليومي الصباحي وبدأ تمرين الجرى.. لم تتنمر هذه المرة.. وأدت بعض تمارين اللياقة معهم.. ثم أعطاهم سامح ساعة راحة.. 
جلست سهى مع ريان وبعض الجنود.. وقالت بتعجب 
_ مستغربة أنا الراحة ساعة كاملة.. يا رب دايما.
ضحك أحد المجندين وقال بسخرية 
_ ما هي لازم تبقى ساعة.. إحنا بعدها هنروح ميدان الإشتباك يا فندم .
رفعت حاجبها متعجبة وقالت بقلق 
_ إيه ده.. يعنى إيه إن شاء الله ! 
أجابها ریان موضحا و هو يبتسم بعبث 
_ يعنى هنفشفش بعض واللي هيعيش مننا.. ده الخلاصة .
شهقت قائلة پخوف 
_ نهار إسود وأنا معاكم في المعمعه دى إن شاء الله !
أجابها ريان مطمئنا 
_ أكيد طبعا.. بس ماتقلقيش .. هبقى أنا معاكى .
مطت شفتيها وقالت ساخرة
_ إسم الله.. كده أنا إتطمنت يعني.. إنت وقت الجد بتقلب يا سي ريان .
تعالت ضحكاتهم جميعا بينما أجابها ريان بمزاح 
_ قولتلك ما تخافيش بقا .
صفعت وجهها بيدها و قالت بملامح متهدلة 
_ يا ريان ده انا بقف جنبك علشان أشتخبي فيك من الشمس .. متخيل فرق الحجم يا عم إنت !
لاحظت باسم وماجد.. فوقفت مسرعة وتوجهت ناحيتهم وقالت بإبتسامة باردة 
_ های.. عاملين إيه من غيرى.. أكيد مرتاحين صح 
إبتسم ماجد وقال بهدوء 
_ لا بالعكس.. وحشنا خناقك إنتى وسامح .
ردت مسرعة 
_ ما تقلقش. زى ما إحنا.. لسه مټخانقين من ساعتين .
فقال لها باسم بضيق 
_ مش عارف بينكم طار ولا
تم نسخ الرابط