افاثة الشيطان

موقع أيام نيوز

في الموضوع ده تانى مفهوم. 
إبتسم أدهم بهدوء وقال بإعجاب و حب 
_ هی دی فريدة اللى أنا ربيتها.
ضحكت فريدة بسخرية وقالت بحزم
_ ومع ذلك صدقت فيا إنى خۏنتك و اني.... و لا بلاش. 
وتركته وصعدت لشقتها وهى تجذب حياة من ذراعها.. طرقت الباب ففتحت سعاد بإبتسامة هادئة و ما ان فتحت فمها لتتحدث حتي تحولت إبتسامتها لتعجب.. فقالت لها فريدة مسرعة
_ ماما حياة هتقعد في أوضة سهى لغاية ما ترجع .. بعد إذنك طبعا أنا
محتاجة إننا نقرب من بعض كفاية كده.
إبتسمت سعاد وقالت بهدوء 
_ عندك حق يا فريدة.. إتفضلي يا حياة إدخلى.
دخلت حياة بإستحياء و هي منكسة رأسها بخزى ..فاحتضنتها سعاد وقالت بتحذير قوى 
_ إرفعي راسك يا حياة.. مش بنات عيلة المهدى اللى توطي راسها أبدا. 
بكت حياة بحضنها كما لم تبكي من قبل فخرج مازن علي صوتها متعجبا.. قالت بندم و هي تخفي وجهها في صدرها  
_ سامحوني كلكم.. مش هعمل حاجة تضايقكم منى تانى و الله. 
ضړبتها سعاد على ظهرها وقالت مداعبة 
إنتى بنتي يا حياة.. ربنا يخليكوا لبعض.
جلست لیلى وقالت بعدما تقوس فمها بتأثر 
_ هتخلوني أعيط والله.. هو إنتى طابخة إيه يا سوسو! 
دخل الجميع في نوبة ضحك علي مزاحها .. بينما خرج مازن عن صمته قائلا بسخرية
_ همك على بطنك دايما.. احنا متأثرين و هنعيط و خزان احزان اتفتح و مافيش غير الاكل في دماغك. 
إجابته بضيق و هي تضع حقيبة يدها جانبا 
_ خارجين من امتحان و فصلانين و سمعت انه في محشي و ده كفيل يجوعني اكتر. 
ضړب مازن كفيه في بعضهما و قال بمزاح ساخر 
_ ده انتي مبيتة النية عالمحشي كمان... وباعدين إنتي مالكيش بيت يا بنتى إنتى. 
فرد ياسين بسرعة 
_ ما تخف شوية يا مازن.. ولا سستمك إيه بالظبط!
فقال لها جلال مازحا و هو يخرج من غرفته 
_ ما تقلقيش يا لولة..هأكلك بإديا والله.. ده إنتي حبيبتي. 
ردت ليلى بتسبيلة هائمة 
_ حبيب قلبي يا جلجل..ربنا ما يحرمني منك يا ناصفني في العيلة الغريبة دى. 
زم ياسين شفتيه وقال هامسا 
_ يادى النيلة عليا.. أخلص من إبنه يطلعلي هو ده حزن ايه ده يارب. 
تركتهم فريدة ودخلت غرفتها في هدوء.. تطلع إليها الجميع بحزن.. فقالت ليلى لحياة 
_ إنتى الوحيدة اللي هتقدري ترجعى فريدة تانى.. أنا واثقة فيكي و مش عارفة ليه. 
حملت حياة حقيبتها.. ووضعتها في غرفة سهى.. وخرجت متوجهه لغرفة فريدة..وقالت لسعاد بثقة 
_ حضرى الغدا يا طنط وأنا هجيب فريدة وهاجي.
وقفت ليلي وقالت لسعاد بحماس  
_ قدامي يا أنطى على المطبخ يمكن تحبي تختبري الاكل مالح و لا لأ انا جاهزة لغاية ما السفرة تجهز. 
دخلا إلى المطبخ..ودخل جلال لغرفته مجددا .. فاقترب مازن من ياسين وقال بتعجب مشيرا بعينيه ناحية أدهم 
_ خد أخوك السرحان ده وإنزلوا على بيتكم... عاوزين نتغدى في رواقة.. وليلى ما بتحبش يبقى في زحمة وهي بتاكل.
عض ياسين شفته و حدجه پغضب وقال من بين أسنانه 
_ ما تنرفزنيش یا مازن.. ولو بصيت لها مش هيحصلك طيب انا بقولك اهه.
ضحك مازن و هو مازال يطالع أدهم بإندهاش من وقفته البائسة قائلا بسخرية 
_ قولى يا سينو ..هو أخوك ده بيلعب تماثيل إسكندرية ولا إيه! 
تتنهد ياسين بحزن على حال أدهم وقال بضيق 
_ والله صعبان عليا.. أختك دى قوية و مفترية و لو قدرت ما بتعفيش .. ما هي سامحت حياة.. ليه مش قادرة تسامح أدهم يعني!
أشاح مازن بيده في الهواء و قال بقنوط 
_ يا عم اقعد.. طب تسامح اخوها الكبير اول.
خرج أدهم من شروده قائلا بضيق 
_ يالا يا ياسين ننزل. 
خرج أدهم مسرعا..تبعه ياسين...دلفوا لشقتهم ..فاستوقف ياسين أدهم قائلا بجدية
_ إستنى يا أدهم.. عاوز أتكلم معاكم في موضوع مهم. 
إلتفت إليه أدهم و هو عابسا وقال بضيق 
_ سيبنى في حالى يا ياسين.. وإتكلم إنت معاهم.. أنا فيا اللي مكفيني و الله. 
إبتسم ياسين بسخرية وقال بملامح جامدة  
_ إدخل أوضتك يا أدهم.. عموما أنا خلاص إتعودت أعيش حياتي لواحدى.. وآخد قراراتي بنفسي.. آسف إنى أزعجتك يا دكتور.
خرج جاسر على حوارهما قائلا بقلق 
_ مالكم يا ولاد... في إيه!
فرد ياسين بجدية 
_ كنت عاوز أتكلم معاكم يا بابا في موضوع مهم بالنسبة ليا. 
تعجب جاسر من طريقته الجادة وقال بترقب  
_ موضوع إيه اللي مهم قوى كده.. إقعد يا حبيبي.
فصاح ياسين قائلا 
_
ماما تعالى لو سمحتى.. إدخل إنت يا أدهم إرتاح في أوضتك. 
قالها ياسين وهو يتطلع لأدهم پغضب.. إقترب منه أدهم وقال معتذرا
_ أنا آسف..خلاص بقا ما تزعلش.. أنا أسف وعارف إنى مقصر معاك..بس ڠصب عنى والله..وأنا معاك وواثق فيك وفي أى قرار هتاخده.
إبتسم له ياسين براحة.. و جاسر يتابعها بتوجس.. بينما خرجت أميرة من المطبخ تمسح يديها في منشفة وسألت بتعجب مستفهمة عما يحدث  
_ في إيه يا ولاد مالكم! ايه اللي جابك يا ياسين مش انت قولت هتروح بعد الكلية السنتر! 
جلس أدهم بجوار جاسر.. وأشار ياسين لأميرة أن تجلس بجوارهم قائلا بهدوء 
_ إتفضلى إقعدى يا ماما.. أنا عاوز أقولكم على شعور حاسه من سنين.. وبسببه هاخد قرار من أهم قرارات حياتي... وعاوزكم تفهموني كويس وتدعموني. 
سأله جاسر بقلق
_ هي المقدمة حلوة.. بس ربنا يستر من اللى جاى بعدها.. قولنا قرار ايه المصيري ده اللي راصصنا جنب بعض بسببه.
أجابه ياسين قائلا بثقة عاشق مندفع كل أحلامه أمامه و ينوى اقتناصها بأي شكل
_ أنا بحب.. ونفسى أخطب اللي بحبها و أدخل بيتها من بابه. 
وقفت أميرة بفرحة وقالت 
_ أخيرا هفرح بيك يا إبنى..مبروك يا ياسين.
أجلسها جاسر قائلا بحنق 
_ إقعدى يا أميرة بس هو بسهولة كده و قومتي باركتي و ناقص تزغرطي كمان. 
ثم عاد بوجهه لياسين و قال له بتعقل 
_ يا إبنى إنت لسه قدامك سنة في الكلية.. مستعجل علي ايه لما تخلص دراسة زى اخوك كده نبقي نشوف موضوع جوازك ده.
أومأ ياسين برأسه وأجابه بإصرار 
_ عارف يا بابا.. وأنا مش عيل سيس بستنى مصروفي من حد.. أنا بشتغل معاكم و بشغل سنتر من اكبر سناتر الملابس الجاهزة في اسكندرية و قدرت أكبره و أطوره .. وليا مرتبى وبصرف على نفسى.. وبعد ما هخلص السنة اللي جاية.. أبقى أتجوز. 
قال جاسر بقلق أكبر وهو مازال محتفظ بنبرته الحازمة 
_ برضه حلو الكلام.. بس مين هي العروسة بقا ! 
إبتلع ياسين ريقه بصعوبه..تطلع إليه أدهم بإبتسامة دعم ليتشجع قليلا و يتخلي عن توجسه ..فزفر بصعوبة وقال بتوتر
_ اللي بحبها.. ومش بتمنى غيرها من الدنيا.. واللي نفسي أكمل معاها باقی عمری..هی لیلی. 
رد جاسر بسرعة 
_ ليلى مين !
ضيقت أميرة عيناها و قالت 
_ مافيش حد نعرفه اسمه ليلي.. دى زميلتك في الجامعة يا ابني! 
أجابهما ياسين ببديهية
_ ليلى صاحبة فريدة. 
ساد الصمت لثواني.. حتى خرجت أميرة عن صمتها و وقفت ببطء شديد وصاحت من صډمتها قائلة 
_ إنت إتجنت يا واد إنت و لا بتهزر.. مقعدنا كلنا قدامك علشان تستخف دمك علينا. 
هتف ياسين بإستنكار مدافعا عن نفسه
_ ليه يا ماما.. هو أنا علشان بحبها وعاوز أرتبط بيها أبقى مچنون و بستخف دمي! 
ردت عليه أميرة بصرامة وقوة غير مسبوقة عليها وقالت 
_ أيوة مچنون طبعا.. بتحب واحدة أكبر منك.. الناس يقولوا علينا إيه.. لأ مش هيحصل يا ياسين. 
هدأها أدهم قائلا  
_ يا ماما إهدى وإسمعيه أول.. من حقه يحب ويرتبط باللي يحبها. 
إتسعت عيناها وقالت بدهشة ممزوجة بالڠضب و هي تلتفت ناحية أدهم 
_ إنت هتوافقه على الجنان ده يا أدهم!
وقف جاسر وقال بصرامة 
_ مش عاوز أسمع صوت.. ويا نتكلم بهدوء يا مالوش لزمة الكلام من أولها. 
وقفت أميرة أمامه وقالت بصرامة 
_ لو وافقته على الجنان ده يا حاج.. مش هقعد لكم في البيت ده انا بقول اهه و هرجع البلد زى زهرة. 
حدجها جاسر پغضب وقال بحزم 
_ إنتى بټهدديني.. إنتي إتجنيتي يا أميرة!
لاحظت الخطأ التي أوقعها ڠضبها به فقالت مسرعة 
_ لا عشت ولا كنت يا اخويا دى غلطة يا حاج.. سامحنى يا أخويا.. بس الموضوع ده نرفزنی و الله. 
رفع جاسر سبابته أمام وجهها وقال محذرا 
_ هعديهالك المرة دى بس لو إتكررت مرة تانية هترجعي البلد فورا سابقك ورقة طلاقك زى زهرة كده. 
وقف أدهم بينهما وقال بتعقل مهدئا لوالده الغاضب 
_ خلاص يا حاج إهدا.. إتفضلى إقعدى
يا ماما المواضيع دى مش محتاحة عصبية.
جلست أميرة بحزن.. فجثى ياسين أمامها وقال بضيق  
_ تعرفي يا ماما.. إنتى آخر واحدة تخيلت إنها ما تفهمنيش و تحس بيا و باللي عاوزه و بحبه. 
إحتضنت وجهه بين كفيها وقالت پألم 
_ يا حبيبي إنت عمرك ما طلبت منى حاجة وقولتلك لأ.. بس المرة دى غير كل مرة.. دى أكبر منك يا إبني. 
رد ياسين بقوة موضحا وجهة نظره  
_ يا ماما أكبر منی بشهور بس .. وباعدين أنا ماحبتش غيرها.. من وإحنا في ثانوى وأنا بحبها.. إفتكرت إنها فترة وهتعدى بس مش قادر أبعد عنها.. ومش شايف بنات غيرها. 
ردت عليه أميرة بضيق
_ يا إبنى يا حبيبي البنات حوالينا كتير.. مصمم ليه كده شغل عقلك شوية.
أغلق عينيه بقوة وفتحهما مستلهما الصبر.. وقال بصوت هادئ و هو يحتضن كفيها 
_ حاولت أكتر من مرة أنساها وأحب غيرها بس ما قدرتش.. والأصعب إنى مش هستحمل أشوفها مع غيرى في يوم. 
فقال له جاسر ببرود مريب 
_ خد وقتك وفكر كويس يا ولدى... قدامك وقت كتير لسه. 
وقف ياسين وقال بحزم 
_ لا يا بابا سامعنی.. هی ممکن يتقدملها أي حد وتروح منى. 
أضاف جاسر وهو محتفظ ببروده القاټل 
_ يبقى نصيبها يا ولدي.. وإنت مش نصيبها.
فصاح ياسين غاضبا بعدما إغتاظ من تحامل والديه عليه.. وقد إكفهرت قسماته 
_ إنتوا مش فاهمنى ليه.. أنا بحبها وما أقدرش أعيش مع غيرها. 
صاح به جاسر پغضب  
_ وطى حسك.. وصوتك ما يعلاش وأنا قاعد تاني مفهوم. 
إقترب منه ياسين وقال راجيا 
_ يا حاج إفهمني أرجوك.. ده إختيارى وأنا اللى هتجوز .. ودى حياتي أنا ولازم أعيشها زى ما أنا عايز. 
حدجه جاسر پغضب وقال متحديا 
_ حتى لو
تم نسخ الرابط