افاثة الشيطان

موقع أيام نيوز

الناعمة لأخرى غاضبة..فصارت أبدع لوحة فنية نادرة قد رأتها عيناه بيوم و صار يلاحق انفعالاتها بنهم ..
تنهد مطولا وهو يتفرس في ملامحها المٹيرة..والتوتر البادى في فركها لأصابع يدها المتعرقة... فإبتسم وقال بهدوء
_ إنتي زعلتى ولا إيه !.. أنا كشخص صعيدى محبش حد يبص لحاجة تخصنى .
قال كلماته الاخيرة ببساطة جعلتها تضيق عينيه قليلا و إبتسمت بخجل.. وهي تطالع صدق عينيه.. ثم قالت برقة 
_ وأنا بقى... أخصك .
حدجها بقوة وقال برقة لم يعهدها لسانه ولكنه يبدو انه قد خصصها لها وحدها 
_ مش هنكر انه من أول ثانية شوفتك فيها فيها و انا حاسس ان إنتي بقيتي بتاعتی... ومش عارف ليه ! 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
كانت في قمة خجلها و أطرقت رأسها و هي تجذب فستانها بأناملها ..وقالت مغيرة الحوار 
_ طب مش هتقولى مالك.. وكنت فين الفترة اللي فاتت 
باغتها قائلا بجرأة 
_ وحشتك ! 
قطبت جبينها مندهشة من وقاحته الزائدة.. فرفعت عيناها ناحيته مجددا تطالعه بتعجب ثم تنحنحت بخجل عارم من نظراته وقالت 
_ إحم... رد على سؤالي لو سمحت .
زفر بضيق.. وأسند ذراعيه على كرسي أمامه بمدرج الإسكواش
وأسند ذقنه على يديه وقال بتوجس 
_ انا كنت في مطروح رحلة مع العيلة .. كنت محتاج أقعد شوية مع انفسي و افكر في حاجات تخصني .
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ابتسمت بمكر و حركت كتفها الايمن و هي تقول بدلال 
_ تخصك زيي كده 
إلتفت برأسه ناحيتها و قال مبتسما 
_ فعلا حسيت اني من يوم ما شوفتك و انا بتغير .. بقيت عاوز اشوفك طول الوقت و عرفت اوقات تمرينك و بقيت اجي اقعد اتفرج عليكي و أمشي .
هزت رأسها بتفهم و قالت 
_ و يا ترى استفدت بحاجة من سفريتك دى .
عاد بعينيه يتطلع امامه و قال بإستسلام 
_ و لا أي حاجة بدليل اني جيت النهاردة قعدت نفس القعدة القديمة اتفرج عليكي .
كانت تطالعه بتركيز شديد و لكنها استشفت شيئا آخر خلف تجهم وجهه فسألته بفضول 
_ طب هتحكيلي مالك بقا 
أومأ برأسه و قص لها لها وعن الرحلة.. وما حدث مع عائلته.. وعنفه مع فريدة.. وندمه على تسرعه معها و الذي جعله خسرها و تسببفي مرض والده ..
تطلعت كريستينا أمامها وقالت بتعقل 
_ الكويس في اللي حكيته.. إنك ندمان.. وده معناه إنك طيب و مسمحتش لعنادك و كبريائك انهم يغلبوا عقلك و اعترفت بغلطتك .
تنهد مطولا.. ثم قال پألم 
_ بس هصالح فريدة إزاى.. أنا عارفها عنيدة وصعب تسامحنى و بصراحة معاها حق .. انتي لو شوفتيها هتكرهيني لانه مافيهاش حتة سليمة من بعد اللي عملته فيها . 
وقفت كريستينا بسرعة وقالت بتلقائية 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
_ ممكن تاخدني عند فريدة في المستشفى .
ضيق مازن عينيه وهو يدعى عدم الفهم وقال متعجبا 
_ نعم !!!... هتروحي ليها بصفتك إيه مش فاهم ..هي ما تعرفكيش اصلا .
ردت كريستينا ببديهية
_ ما أنا عاوزة أتعرف عليها.. وكمان هكون حمامة سلام بينكم . 
فقال وهو يخلل أصابعه بين شعراته الكثيفة 
_ إقعدى یا كريستين الله يرضى علیکی مش ناقص جنانك .
جذبته من ذراعه بالقوة.. فوقف بسرعة وتحرك معها وهي تجذبه ورائها بعفويو و قد توقف هو عند ملمس يدها على ذراعه تاركا لها نفسه كما ترك لها قلبه سابقا ..
خرجوا من صالة الإسكواش تطلعت حولها وقالت بقوة
_ هي عربيتك فين 
أشار على سيارته ببلاهه وقال 
_ واقفة هناك.. برضه هتمشي اللي في دماغك !! 
أجابته بإصرار مع هزة من رأسها دليلا على التأكيد
_ أيوة و مش عاوزة مناقشة ممكن !
فسألها بقلق
_ هو إنتي أي حد بتتعرفي عليه بتزورى أهله وتمشى معاه وكده . 
تجهم وجهها وإقتربت منه بشدة حتي أصبحت مقابلة له .. ورفعت سبابتها قبالة وجهه وأضافت بلهجة تحذيرية 
_ إسأل عنى كل واحد في النادى.. أنا عمرى ما إتكلمت مع حد أصلا.. وأنا أسفة لو فكرتك عنى بقت بالشكل اللى في دماغك ده.. ومش عاوزة أشوفك تاني . 
تركته و إبتعدت غاضبة.. فركض ورائها و أمسكها من ذراعها و قال بأسف 
_ أنا اللى آسف.. معلش متلخبط ومش عارف بقول إيه وبعمل إيه و الله ... سامحيني علشان خاطرى .
زفرت بضيق وهتفت بإستنكار مدافعة عن نفسها وقالت بصياح 
_ على فكرة إنت أول واحد دخل حياتي.. سواء صدقت أو لا و لو سمحت سيب ايدي . 
إبتسم مازن وقال بمكر 
_ وهبقى آخر واحد إن شاء الله .. و مش هسيب ايدك غير لما تسامحيني .
توترت من تأثير كلمات غزله الصريح.. و فطنت لما يرمى عليه.. فسألته بنفاذ صبر 
_ هاه..هتوديني لفريدة ! 
جاهد مازن كثيرا ليخفى إبتسامته التي تطفو على ثغره بسبب طريقتها الطفولية.. ثم قال مسرعا 
_ يالا إركبى.. لهرجع في كلامي . 
أخرجت هاتفها و سحبت يدها من يده وهاتفت والدتها قائلة 
_ هاي يا مامي.. بقول لحضرتك أنا هروح مع مازن اللي حكيتلك عنه عند فريدة أخته فى المستشفى.. ممكن!!! ..حاضر هبعتلك اللوكيشن اول ما هوصل .... لا مش هتأخر ...see you
أغلقت الهاتف وقالت بحماس 
_ يالا بینا یا مازن . 
نظر إليها بحيرة سائلا إياها بصوت هادئ 
_ إنتى حكيتي لمامتك عنى!!!
تشكل على تقرها إبتسامة بلهاء وهي تقول
بخجل
_ عادي يعني.. أنا مش بخبى عليها حاجة و كنت حكيت لها عن الخناقة وكده و بقيت اشتم فيك دايما كل ما افتكرك .
تقوس فمه بإبتسامة ماكرة..وباغتها سائلا
_ وقولتلها إيه عنى بقا و انتي متعرفيش حاجة عني .
لفت ساقيها علي بعضهما بنعومة و فركت جبهتها بخجل و قالت 
_ لا ما خالد عرفني كل حاجة عنك و عن عيلتك و شغلك و كده .
ثم هتفت به بحدة مستنكرة تلميحاته المزعجة و نظراته المربكة وقالت بتلعثم 
_ يالا بقا یا مازن.. هنفضل واقفين كده ! 
أومأ برأسه موافقا.. ثم قال متغلبا على تردده 
_ اللي يشوفك وإنتى بتكلمينى كده يقول نعرف بعض من سنين .
رفعت كريستينا كتفيها وقالت بثقة 
_ مش يمكن نعرف بعض من زمان في زمن تانى أو مكان تاني .
إبتسم على منطقها المقنع.. ثم فتح لها باب السيارة.. وركبت بجواره.. لف حول السيارة و صعدها وإنطلق بالسيارة في إتجاه المشفى وقد إختفى حزنه.. والمه ببساطة غريبة كحال اي شىء منها بسيط و رائع .
إستدت مي بظهرها علي باب غرفة حياة المغلق و هي تبكي بحړقة .. لا تعلم هل تبكي أمها التي اشتاقتها أم تبكي والدها الجالس بغرفتة منحني الرأس بخزى أم تبكي أختها التي تبكي بنحيب خاڤت و صوت بكائها يصلها ..
جلست مي و هي تقول بصوت متحشرج 
_ حاولت كتير افهمك انه الكره مش بيجيب غير الخړاب و المصاېب و انتي كنت بتعاندى و لا سمعتيلي كلمة .
كففت دمعاتها و قالت بتنهيدات مقتضبة 
_ الدنيا دي يا حياة مش عاوزة الذكي اللئيم اللي فاكر انه مسير العالم بتاعه بإيده .. ده لا ذكي و لا زفت ده شخص موهوم و مع اول درس من ربنا هيعرف انه كل شىء بإيد ربنا و بس .
ثم تطلعت بغرفة والدها المضاءة و أردفت بحزن 
_ و لا عاوزة الشخص المسالم الضعيف اللي بيضحي بكل شىء علشان غيره و اللي بيسكت و يقول علشان المركب تمشي و فاكر انه السعي في تحسين نفسه و اللي في رقبته ... تحدى لقدرة ربنا و النصيب و ان الايام بس بتمشي بالقدر مع ان ربنا سبحانه و تعالي امرنا بالسعي .
مرر عثمان كفه علي وجهه بعدما وصلته كلمات مي القاسېة التي تابعت و قالت من بين بكائها الهيستيري 
_ أنا مش عاوزة اكون زيكم أبدا .. انا هسعي و هطور نفسي و هغير من شخصيتي و هبقي قد الدنيا و هرضي ربنا و مش هقف محلي سر اتفرج عالدنيا و هي بتتسرب من ايدي زى الرمل .
ثم وقفت بتثاقل و طالعت نفسها بمرآة مكتبة جانبية و تفحصت جسدها السمين و قالت بثبات 
_ و لا هخلي حاجة تقف قدامي عائق اني احقق كل اللي قولته و انتم عاوزين تتغيروا لنفسكم مش عاوزين انتم احرار .... انا هكبر شغل ابويا و هخليه مستقل زى شغل عمي جاسر و عمي جلال و كمان ناوية ابقي متميزة عن مازن و ... وياسين و هثبت للكل اني مش ضعيفة و لا تافهة .
التفتت خلفها و طالعت الغرفتين و صاحت پغضب 
_ انتم سامعين .... حياتكم دى لازم تتغير كفاية بقا اللي عشناه من هم و غم و قرف في البيت ده كفاية .
و هرولت ناحية غرفتها و أغلقتها عليها و اڼهارت علي فراشها باكية ... 
ظلت ليلى في إنتظار قدوم ياسين ورائها كما اعتادت منه ملاحقتها.. لكنه إختفى تماما .. جلست بجوار فريدة وقالت بإبتسامة هادئة 
_ عاوزاكي تروقى بسرعة.. عندنا إمتحانات.. ومش هرضى بأقل من إنك تبقى الأولى على الدفعة زى كل سنة . 
أومأت فريدة برأسها وقالت بضيق 
_ معدش في دماغي غير مستقبلى وبس .
قبلت لیلى جبينها المختفى تحت الضمادات بحرص وقالت مازحة 
_ برافو عليكي يا بيبي ..لو كانت المنكوشة أختك هنا.. كانت علمتهم الأدب.. مش بعيد كان زمانهم راقدين على سراير جنبك متكسرين .
أغمضت فريدة عينيها هاربة من واقعها و من ذلك الشريط البغيض لحفلة تعذيبها و الذي لا يرحمها و يمر
أمام عينيها بكل قسۏة ..
لاحظت ليلي عودتها لاغلاق عينيها و استسلامها للهروب فخرجت لتتنفس قليلا خارج الغرفة.. وجدت ممرضتان تبتسمان بإعجاب.. و قالت إحداهن 
_ شوفي الشاب اللي هناك ده.. قمر .
ردت الأخرى بتنهيدة مشټعلة 
_ عندك حق.. طول بعرض وأسمراني و شكله ابن ناس من لبسه .. بصراحة يجنن . 
إلتفتت ليلى لترى هذا الشخص اللاتي يتحدثن عنه..حتى جحظت عيناها من وجهها.. وإقتربت من الفتاتان وقالت پغضب
_ إحترمي نفسك إنتي وهي . 
ردت إحداهن بتعجب و هي تطالعها پحقد من جمالها 
_ مالك يا قطة هاجمة علينا بزعابيبك كده ليه !
ضحكت ليلى ضحكة رنانة ساخرة من كلماتها ..وقالت وهي تطالعهما بقوة 
_ لأ.. لتكونوا فاكرنى بت رقيقة من بتوع بابي و مامي وعنيها زرقة.. وهتخشوا عليا بحبتين صياعة فا تاكلونى بكلمتين.. يا خی دیه ده .. أنا هروح لمدير المستشفى وهقوله عن قلة أدبكم.. وأشوف الصياعة دی بقا قدامه يا .... يا قطة .
حدجتها الممرضتان پغضب.. و قالت الثانية 
_ واقفين نتكلم مع بعض
تم نسخ الرابط