افاثة الشيطان

موقع أيام نيوز

أبدا .
في الصباح وقفت فريدة كعادتها على البحر بمفردها و

نفس الشعور يعود و يراودها .. تشعر بإنقباض في قلبها و كأن شيئا جلل سيحدث ..إقترب منها عمر كالأفاعي وقال مازحا 
_ صباح الورد علي احلي وردة .
فردت مڤزوعة بفزع 
_ بسم الله.. مش تعمل صوت أو على الأقل تتنحنح يا جدع انت .
إبتسم بمكر وقال
_ أت.. إيه !
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بسخرية
_ تتنحنح يا أخويا.. إيه مش عارف معناها .
إقترب منها بجرأة.. وقال 
_ لأ مش عارف 
ردت فريدة بحنق و هي تعود للخلف خطوة 
_ يعنى تعمل إحم..دستور.. أى حاجة .. هو أدهم فين انتم مش المفروض في اوضة واحدة .
رفع عينيه بملل و قال 
_ أدهم أدهم .. مافيش غير أدهم علي لسانك .
ضيقت عينيها بعدم فهم و ي تقول بتوجس 
_ و انت مالك اصلا .. ما تجيب من الآخر و قولي عاوز مني ايه بدل جو الحرامية و النظرات ده .
ضحك ضحكة عالية وقال
_ هو الصراحة أنا نفسي أعمل حاجة .. ومش قادر أصبر أكتر . 
ردت فريدة بعدم فهم قائلة 
_ تعمل إيه يعنى مش فاهمة !
إبتسمت عيني حياة بمكر وهي تشاهد هذا المنظر على شاشة هاتفها.. ثم
قالت بإبتسامة منتصرة 
_ وقعتی یا فرى وما حدش سمی علیکی .
مساء الفل والياسمين 
الفصل التاسع
طوفان الخېانة 
شعور من الضيق و فقدان الشغف قد تملك منها و هي تتطلع علي المقاعد خلفها بترقب أكثر مت تطالع الحائط الذي أمامها و التي تسدد كرتها ناحيته بكل ڠضب .. 
أوقفها مدربها قائلا بتعجب 
_ كريستين إنتي كويسة !
جففت عرق جبهتها بمجففة العرق التي ترتديها حول معصمها و قالت بلهاث 
_ أيوة يا كوتش كويسة .
حمل مضربه علي كتفه و قال 
_ بقالك يومين مش مركزة و سرحانة .. احنا داخلين علي بطولة الجمهورية للاسكواش مش هزار 
هزت رأسها بتفهم و قالت 
_ ما تقلقش يا كوتش انا بس متلخبطة اليومين دول مش عارفة ليه هاخد لو سمحتلي بكرة أجازة يمكن ذهنيا أرتاح .
حرك كتفيه بتسليم و قال 
_ تمام موافق بس بشرط ترجعي زي الاول مش هقبل اي اعذار .
نكست رأسها و قالت بصوت وهن 
_ حاضر يا كوتش ما تقلقش .. بعد إذنك .
حملت حقيبتها و منشفتها و خرجت و هي تتطلع علي المقاعد بحزن .. هل تركها و إستغني عن تواجده الدائم كي يشاهدها هل إكتفي منها 
هل هو بخير 
العديد من الاسئلة تدور برأسها و لا تجدد اي مبرر لإختفائه الغير مبرر .. نعم لم يتحدثوا سويا من يوم شجارهما و لكنه كان دائم التواجد حولها كظلها .. بصمت .. وصاحت به وهي ترتجف
_ إنت حيوان وواطي.. قسما بالله لأخليك ټندم . 
إقترب منها عمر بسرعة.. وقال موضحا 
_ بحبك والله بحبك.. ڠصب عنى يا فريدة نفسى تحسى پالنار اللي جوايا . قالت بصړاخ وهي تلكمه تارة وټصفعه تارة وتركله تارة أخرى
_ إخرس خالص يا كلب.. مش عاوزة أسمع صوتك نهائي .
تألم من ضرباتها الغاضبة وقال وهو يحاول السيطرة على يديها
_ طب إهدى بس... مش هعمل كده تانی بس افهميني . 
رجعت بظهرها للوراء . وقالت پغضب هادر 
_ وإنت هتشوفنى فين تانى... أنا هحكي لأدهم ومازن عنك وهخليهم يجبولى حقى منك يا كلب .
إبتعدت عنه وهي تبكي بمرارة وترتعش من خۏفها.. من سرعة مشيتها كانت ستقع أكثر من مرة.. كلما تذكرته تشمئز من نفسها.. . حتى إصطدمت بمازن... الذي ما أن رأى دموعها وحالتها حتى سألها بقلق 
_ مالك يا فريدة.. بټعيطي ليه !
إرتمت بحضنه علها تهدأ و هي تنتحب پخوف قابضة علي قميصه بقوة ..ضمھا إليه وربت على ضهرها بقلق فأتاهما صوت أدهم قائلا بمداعبة ساخرة 
_ خطيبتي ومازن.. الرحمة يا رب.. بتخنوني ياخونة.. أنا لازم أخد بالطار... البندقة يا هريدي . 
كانت لكلماته المازحة وقع المهدئ لفريدة .. فإن أخبرتهم بما فعله عمر.. من المؤكد ستخسر الإثنان... فالعرق الصعيدى لم يتركهما رغم التعليم والسفر وسيثأران بلا شك و لن تضمن ردة فعلهما ..
إبتسم مازن وقال وهو يتطلع لأدهم 
_ خضتني يا كابتن... تعالى شوف خطيبتك اللي هارية نفسها من العياط دى .
رد أدهم مازحا.. علها تهدأ
_ طب وسع خلينى اطبطب عليها زيك .
رفع مازن حاجبه پغضب وقال 
_ زيى من أنهي إتجاه.. 
زم أدهم شفتيه بحنق.. وقال 
_ مفهوم يا أخويا.. بس تعرف يا باختك يا معلم . 
ضحكت فريدة من بين دموعها بتصنع .. فقال أدهم بهيام وهو يتطلع لوجهها الأحمر.. وأنفها المتورم قليلا..فزادها جمالا وسحرا 
_ هو إنتى لما بټعيطي بتحلوى كده !
رد مازن بفارغ صبر و هو يطالعه بنظرات متوعدة 
_ جرى إيه يا عم هو أنا كيس جوافة واقف.. ما تحترم نفسيتك شوية. 
إقترب منه أدهم وقال هامسا
_ طب ما تتوزع شوية.. عاوز أطمن على البونية . 
قطب مازن حاجبيه بغيرة وقال مسرعا
_ أتوزع.. ده بعينك أنا من هنا ورايح قاعدلك زى العمل الرضى .
إقترب أدهم من فريدة وقال بجدية بعدما فشلت كل محاولاته في اضحاكها 
_ مالك يا ديدة مين اللى زعلك وأنا قسما بالله همسح إسمه من على وش الدنيا .
خفق قلبها پخوف و ردت بعد تفكير 
_ سهى وحشتنى.. إتصلوا بيها لو سمحتوا .
فقال أدهم بعدم فهم مصاحب بالتعجب
_ حاضر هكلمهالك !
هاتف سهى.. التي إنتبهت على رنين هاتفها فمدت ذراعها و حملته و ردت بوهن في جسدها من قلة الطعام 
_ ألو .
إبتسم أدهم بمجرد

سماعه لصوتها وقال ساخرا 
_ منكوشة هانم وحشتيني والله .
إبتسمت وهي تعتدل في جلستها بفراشها.. ثم قالت 
_ إنت أكتر يا أدهم.. أخبار مطروح إيه 
رد أدهم مسرعا 
_ تجنن كانت نقصاكي بجد يا سو .
_ مرة تانية إن شاء الله .
إنتبه أدهم لفريدة والتي لاحظ لهفتها لمخاطبة أختها.. فقال باقتضاب 
_ كلمى فريدة يا سو . 
أعطى أدهم الهاتف لفريدة.. فالتقطته وقالت بدموعها 
_ سهى وحشتيني يا حبيبتي.. أنا محتجاكى قوى . 
جلست سهى مسرعة.. ولمعت عيناها من قلقها و قالت بإنقباض في قلبها 
_ مالك يا ديدة مين اللي مزعلك كده !
تطلعت فريدة لمازن وأدهم المنتظرين مبررها لدموعها المنهمرة پقهر مهما حاولت أن تخفي.. إبتلعت ريقها بصعوبة وقالت
_ مافيش حد زعلنى بس وحشتينى . 
إبتسمت سهى بسخرية وقالت بحدة 
_ هو أنا مش عرفاکی یا فريدة فيكي ايه !
سيطرت فريدة على إنفعالها.. وقالت بإبتسامة زائفة 
_ صدقيني يا سو.. أنا كويسة الحمد الله.. إنتي أخبارك إيه 
مسدت سهي جبهتها و هي تشعر بدوار و قالت بتماسك 
_ أنا كويسة يا ديدة.. ومبسوطة جدا .
ردت فريدة براحة.. وقالت منهية الحوار فسهى تعلمها أكثر من نفسها
_ يا رب دایما یا عمری..خلى بالك من نفسك تمام .
رغم أنها تعلم أن هناك امر جلل وراء هذا الاتصال الا انها لم تكن تقوى علي مناقشتها فردت بتسليم 
_ حاضر يا حبيبتي وإنتي كمان.. بای یا قمر . 
أنهت فريدة الإتصال قائلة بحزن 
_ مع السلامة .
ثم أعطت الهاتف لأدهم.. و تركتهم وصعدت لغرفتها.. وعيون مازن وأدهم تتبعها بتعجب.. دخلت غرفتها.. وصفعت الباب ورانها.. وجلست بجوار ليلى التي لاحظت دموعها فقالت بقلق 
_ بټعيطي ليه يا ديدة.. إنتى كويسة !
هزت فريدة رأسها نافية و بكت بهيستيرية و هي تقول 
_ لأ يا ليلي مش كويسة. 
جلست ليلي علي ركبتيها و قالت بترقب 
_ ايه اللي حصل فهميني !
صفعت فريدة وجهها بكفيها و هي تقول بصړاخ 
_ الكلب اللى إسمه عمر باسنی ڠصب عنى .. و الله ڠصب عني .
إتسعت عيني ليلي وقالت بتعجب و هي تسيطر علي يديها قبل ان ټأذي نفسها 
_ باسك ! إزاى یعنی مش فاهمة !
تطلعت إليها فريدة بحنق وصاحت قائلة 
_ مش فاهمة إيه بقولك باسني ..یعنی باسنى على شفایفی..ڠصب عنى و الله خدني علي خوانة القذر .
صفعت ليلى وجهها وقالت پخوف.. وهى تدور بالغرفة من صډمتها 
_ يا نهار إسود ومنيل..ده لو أدهم عرف هيقتله ..ربنا يستر . 
خلعت فريدة حجابها حتى تتنفس.. ثم قالت پخوف 
_ مقدرتش أقولهم.. مازن وأدهم لو عرفوا هيقتلوه .. وإحتمال ېقتلوني أنا كمان . 
جلست ليلى بجوارها مرة أخرى وقالت پغضب 
_ وإنتى مالك إنتي.. مش هو اللي عمل كده بغير رضاکی .
هزت فريدة رأسها بقلق وقالت
_ إنتى ما تعرفيهومش زیی.. قلبى مش مطمن.. وحاسة إن الموضوع ده مش هيعدى على خير .
هدأتها ليلي قائلة 
_ اهدى بس احنا لازم نفكر بعقلنا كويس .
لم يكن يتوقع أنه سيشتاقها لهذا الحد .. نظراتها حركاتها سيرها الالواثق .. رقبتها التي تحركها دائما بإيباء .. شعراتها المتمردة كعطرها الساحر .. 
خرج من شروده علي صوت السائق و هو يقول 
_ وصلنا يا فندم .
ترجل سامح من السيارة فوجد باسم وماجد بإنتظاره فإبتسم قائلا 
_ وحشتونى من إمبارح يا رجالة .
رد ماجد بإبتسامة متسعة 
_ حمد الله على السلامة يا سامح .
وقال باسم وهو يحتضنه
_ وحشتنى يا موحة.. أخبارك إيه ! 
رد سامح وهو يبحث بعينيه عنها بلهفة
_ كويس الحمد لله ..هي سهى فين مش شايفها یعنی . 
أجابه باسم بتلهف 
_ سهي ايه دلوقتي بس .. طمني القيادة عرفت بآخر التطورات كان رد فعلهم إيه و إيه الاوامر الجديدة 
رد عليه ماجد بضيق
_ ما سهي سبب كل اللي انت بتقوله ده يا سي باسم .
ثم لفت رأسه ناحية سامح و قال ببديهية 
_ سهي في اوضتها يا موحة .. مش إنت حابسها فيها 
ضيق سامح عينيه و هز رأسه نافيا و هو يقول بتأكيد 
_ لا طبعا محبستهاش بالعكس انا طل......... .
جحظت عينى سامح وقال بشهقة خفيفة من ذعره 
_ يا نهار إسود لتكون لسه

ما أكلتش.. عارف دماغها جزمة قديمة .
رد باسم بسرعة 
_ فعلا من ساعة الفطار إمبارح وهي ما دخلتش الميس خالص .
ضړب سامح جبهته.. ثم صاح پغضب 
_ یا ریااااااان . 
إقترب منه ريان وقال بود 
_ حمد الله على السلامة يا فندم .
وقف أمامه سامح و هو يطالعه پغضب.. وسأله بحدة
_ سهى أكلت حاجة من إمبارح 
رد ریان متعجبا من عصبية سامح
_ أنا روحتلها أوضتها وقالتلي إنها أكلت من عندها يا فندم .
مرر سامح أنامله على ذقنه بضيق وقال وهو يستلهم الصبر 
_ وإنت صدقتها يا ريان.. دى بقالها ٢٤ ساعة ما أكلتش .
تركهم سامح وأسرع لغرفتها.. طرق الباب.. ووقف في إنتظارها بترقب حتى فتحت له سهى بإبتسامة واهنة وقالت
_ حمد الله على السلامة يا سيادة الرائد .
حدج فيها متفرسا إياها بنظرة شمولية.. وهو يسألها بتلهف 
_ إنتى كويسة.. مشيتى اللى في دماغك وما أکلتیش برضه يا سهي !
استندت على الباب وقالت بإبتسامة إنتصار
_ أيوة.. مش هشمتك فيا أبدا
تم نسخ الرابط