افاثة الشيطان

موقع أيام نيوز

ظابط جيش . 
هز باسم رأسه حانقا وقال بعبوس 
_ ما تاخدش في بالك منه ده واحد دماغه فاضيه.. جسم عالفاضي. 
رد ماجد عليه وهو يطالعه بنظرة لوم 
_ ماشی یا بسوم براحتك.. عموما هتعملوا إيه مع الواد اللي هيأنسنا الفترة اللي جاية دى. 
إبتسم سامح بمكر وقال 
_ لو طلع عيل طرى.. هنشف أمه.
زم ماجد شفتيه وقال پخوف 
_ إستر ياللي بتستر.. بس تصدق سامح معاه حق ده لو طلع عيل فرفور فعلا ده إحنا هنبقى مسخرة باقي الوحدة.
رفع سامح عينيه بملل و قال 
_ جرى ايه يا ماجد انت هتقضيها سامح معاه حق باسم معاه حق بلاش ملل الله يخليك. 
ربت باسم على كتف سامح وقال 
_ أنا معاك في اللى هتعمله يا سامح.. الواد ده لازم يروح تدريب مستجدين.. ويا سلام ولو إتعمل معاه الصح ويمر بإسبوع الچحيم مع المجندين. 
رد سامح عليه بإبتسامة شيطانية و هو يقول غامزا بعينه 
_ إنت كده فاهمنی صح. 
تطلع إليهم ماجد پخوف وقال 
_ ما تخفوا شوية يا وحوش.. أمال لو ما كنتش مهمتكم حماية الناس.. كنتوا عملتوا إيه ! 
قطب سامح حاجبيه و قال بسخط 
_ اومال عاوز حتت عيل يجيي يتنطط علينا قدام المجندين و رجالتنا بحجة انه معاه صلاحيات زى صلاحياتنا و اسكتله.. يا أخي ده دا. 
حثهم باسم علي السير ليبتعدوا عن غرفة اللواء و هو يقول بعقلانية 
_ اساسا صنف العيال دى مش هيستحمل طريقتنا و هيعتذر من اول يوم و يهرب ما تقلقش. 
سار سامح بخطوات واسعة و هو يقول 
_ و الله أتمني مع اني مش شايف ليه أي ستين لازمة و لا بحب اي حد من الداخلية يتحك في شغلنا من الأساس. 
سار ماجد بجوار باسم و قال بتنهيدة مقتضبة 
_ هيبتنا هتروح يا بسوم.. تخيل لو يعرف بموضوع الصلاحيات و يتنطط علينا.
توقف باسم في سيره و الټفت اليه قائلا بنفاذ صبر 
_ انت برج الجوزاء يا ابني.. عندك انفصام مثلا.. ما ترسى علي بر هو صعبان عليك و لا هتكون معانا. 
أشاح ماجد بذراعه قائلا بضيق 
_ معاكم يا سيدى طبعا.. هو في ايه محدش يفضفض معاك بكلمتين يا ساتر عليك. 
و تركه و ابتعد لاحقا سامح و هو يناجي ربه ان تمر تلك الايام علي سلام.. فما ينتويه سامح و باسم قد ينهي تقدمهم في جهازهم بذريعة مخالفة الاوامر.....
في المساء هاتف اللواء فهمى جاسر .. وطلب منه مقابلته هو ووالد سهى.. وافق جاسر وإتفقوا على أن يرسل إليهم سيارة خاصة لتقلهم لمقر عمله.. فرد جاسر متعجبا
_ أنا بدأت أقلق يا فهمى.. هو فيه إيه بالظبط.
رد فهمى باقتضاب
_ لما تيجي هتعرف.. العربية قدام الباب عندكم .. مع السلامة. 
هاتف جاسر جلال وطلب منه مقابلته في حديقة منزلهم.. نزل جلال الذي لاحظ تجهم وجه أخيه ..
فاقترب منه وسأله مستفسرا 
_ مالك يا حاج.. في حاجة. 
رد جاسر متوترا 
_ اللواء فهمى عاوزنا نروحله فورا.. علشان موضوع بخصوص سهی.
_ سهي !
قالها جلال متعجبا.. ليرد جاسر قائلا 
_ أنا كمان مستغرب زيك.. بس يالا نركب العربية اللي باعتها وهنعرف كل حاجة هناك يالا بينا. 
_ ركبوا السيارة.. وكان زجاجها من الفاميه الغامق.. حتى لا يتسنى لهم رؤية الطريق.. بعد فترة طويلة وصلوا لمقر قوات العمليات الخاصة.. 
ترجلوا من السيارة پخوف.. حتى أشار إليهم أحد المجندين.. فصعدوا معه لمكتب فهمى.. 
طرق العسكرى الباب.. ودخلا للغرفة.. وقف فهمى لإستقبالهم بإبتسامة هادئة.. إقترب من جاسر وقال مرحبا
_ أهلا وسهلا منور الدنيا يا حاج جاسر .
رد جاسر بإبتسامة
_ شكرا يا سيادة اللواء.
_ إزيك يا جلال أخبارك إيه. 
قالها فهمی.. فرد جلال وهو مازال متوتر و متحسبا للقادم 
_ الحمد لله يا فندم .
أشار اليهم فهمى بالجلوس وهو يعود ليجلس على مكتبه مرة أخرى.. وقال 
_ أكيد عاوزين تعرفوا أنا طلبتكم هنا ليه .
بصراحة أيوة.
قالها جلال
بسرعة.. فاعتدل فهمى في جلسته وقال بصرامة 
_ بصراحة إحنا عاوزين سهى في مهمة تابعة للقوات المسلحة.. وخلال فترة المهمة دى.. هتبقى مع رجالتي دايما.. يعنى هتبعد عنكم فترة طويلة شوية.. لغاية ما نقدر ننهي مهمتنا بنجاح.
أنهى فهمى كلماته فوجدهم يتطلعوا إليه ببلاهه من الصدمة.. فقال متعجبا 
_ مالكم في إيه!
خرج جلال من صډمته وقال مستفهما 
_ يعنى بنتى هتبعد عنى.. وهتقعد مع ظباط جيش لواحدها.. طول
فترة المهمة.
_ أيوة. قالها فهمي ببديهية..
فرد جلال بعصبية 
_ معلش یا فندم بس دی بنت.. وإحنا صعايدة.. إيه اللي يضمنلي إنه ما حدش يأذيها أو يتعرض لها.
رد فهمی شارحا نظريته بتعقل 
_ شوف يا جلال أنا کلفت تلت ظباط من أكفأ ظباط الجهاز بالمهمة دى معاها وأكيد هيحطوها جوة عنيهم. 
هز جلال رأسه رافضا الفكرة قائلا بضيق
_ يا سيادة اللواء بس دول في الأول والأخر رجاله وهي بنت.. لا سامحني بس أنا مش موافق. 
إستند فهمى بكلتا يديه على مكتبه.. وقطب جبينه قائلا 
_ بس أنا قبل ما أرشح بنتك للقادة بالجيش إتأكدت إنها بنت بمېت راجل وتقدر تدافع عن نفسها كويس قوى.. والرجالة بتوعنا بيضحوا بعمرهم علشان بنتك وبنتي وبنات مصر كلها ما يتأذوش تتخيل بقا إنهم ممكن يأذوها. 
خرج جاسر عن صمته وقال لطمأنة أخيه 
_ أنا حاسس بيك يا جلال بس سهى هتساعد رجالتنا في الجيش إنهم يحموا البلد.. وباعدين إحنا هنبقى فخورين بيها لما تنجح ومصر كلها تتكلم عنها.. وهنكلمها طول الوقت سواء بالتليفون أو بالفيديو وبكده هنطمن عليها. 
فکر جلال قليلا فيما قالوه.. معهم حق فهي تستطيع حماية نفسها.. ولكن رجالنا في القوات المسلحة أهل للثقة بالنهاية .. 
خرج عن صمته وقال بتنهيدة مقتضبة 
_ تمام.. على بركة الله.. بس بنتى أمانة في رقبتك يا سيادة اللواء. 
_ ما تقلقش عليها.. وأنا حابب أشكركم إنكم عندكم بنت زى سهى بذكائها وأدبها وقوة شخصيتها.. إنتم لازم تفتخروا بيها. 
إبتسم جلال بفخر وقال 
_ شكرا يا فندم.. وربنا يوفقها ويوفقكم وتقدروا عليهم الكلاب دول . 
_ يا رب.
عادوا الإخوة لمنزلهم.. جلسوا على طاولة بحديقة المنزل.. إقترب أدهم منهم وقال مستفسرا 
_ كنتوا فين كده.
رد جاسر قائلا بجدية 
_ إقعد يا أدهم علشان الكلام كله يبقى قدامك.
إستشعر أدهم توترهم وقلقهم وقال 
قلقتنى يا بابا في ايه! 
أخرج جاسر هاتفه وهاتف سهى وطلب منها النزول إليهم.... بعد قليل جلست سهى معهم وهي في إنتظار قرارهم بفارغ الصبر... 
قص جاسر عليهم ما دار بينهم وبين اللواء فهمى وأنهم وافقوا على إنضمام سهى لهم بعد فترة.. وقف أدهم منتصبا پغضب وقال 
_ مستحيل طبعا.. إنتم إزاى وافقتوا علي كده . 
جذبته سهى من يده وأجلسته وقالت هامسة 
_ يا أخي حرام عليك اقعد .. أنا مش مصدقة أصلا إنهم وافقوا. 
حدجها أدهم بتعجب وقال 
_ يعنى إنتى موافقة على الكلام ده! 
أومأت برأسها وقالت بصرامة 
_ أيوة موافقة يا أدهم.. ده شغلی.. وباعدين هسألك سؤال لو سمحتلي... فرضا كانوا طلبوك إنت لمهمة في الجيش.. هتتأخر. 
زفر بضيق وقال مسرعا 
_ أنا راجل.. وإنتي بنت.. عارفة يعنى إيه بنت. 
ردت بنظرة حادة
_ عارفة.. وموافقة أخدم بلدى حتى لو كانت حياتي تمن لده. 
تطلع إليها الجميع بفخر.. فقال جلال وهو يضمها بذراعه لكتفه 
_ ربنا يحميكي.. بس هقول لأمك ومازن إيه إن شاء الله !
رد جاسر بعد تفكير 
_ لما ييجي الوقت اللي هتبعد عننا فيه نبقي نقول إنها مسافرة برة مصر في مهمة مع الداخلية.. وإحنا وافقنا.
فقالت سهى بفرحة 
_ أنا مبسوطة قوى إنكم فهمتوا طبيعة شغلى.. إنتم أحلى أهل في الدنيا.
إحتضن أدهم كفيها بين كفيه وقال وهو يتطلع إليها بحب 
_ أنا واثق فيكی یا سهى.. وعارف إنك قد المهمة دى وقدود.. خليكي واثقة في نفسك أغلب الوقت تمام. 
ردت بحماس 
_ حاضر يا أطيب أخ في الدنيا.
ربت على كفها بكفيه وقال 
_ حبيبتي ربنا يحميكي و ترجعي بالف سلامه. 
وقف جاسر وقال بتعب 
_ يالا بقا كل واحد على بيته.. الدنيا بردت. 
وقف الجميع ماعادا أدهم إلتفت إليه جاسر وقال متعجبا 
_ مش هتطلع يا أدهم! 
إبتسم أدهم ببراءة ماكرة وقال 
_ لا أنا قاعد شوية.. إتفضلوا إنتم. 
ضحكت سهى عليه ووضعت أناملها في فمها
وأصدرت صفير كصفير أدهم.. وقالت بخبث 
_ تصبح على خير يا أدهومي.
تصنع الإبتسام وقال ساخرا 
_ وإنتي مش من أهله يا سو. 
صعدوا علي الدرج لتصطدم بهم فريدة اثناء هبوطها الدرج بسرعة.. إستجمعت أنفاسها وقالت بلهاث 
_ آسفة يا عمى.. ما أخدتش بالي و الله . 
فسألها جلال بخبث 
_ على فين يا فريدة.
اجابته بخجل 
_ ما إنت عارف يا بابا ولا لازم تحرجني وخلاص.
تركتهم وهبطت الدرج.. وسط ضحكات الجميع.. إتجهت لمكانهم المعتاد.. فوجدته جالس بإنتظارها..
جلست بجواره وقالت
_ كنت عاوزني في حاجة يا أدهم.
تطلع إليها بحب و هو يتأملها.. صغيرته أصبحت فتاة جميلة.. لم يعرف متى كبرت.. ولا كيف إبتعد عنها كل هذه السنوات.. حتى عاد إليها في النهاية..
حمل كفها الأيمن بين كفيه.. وتطلع لخاتمه الذي زين يدها.. ورفع يدها ناحية وجهه وقبل الخاتم ثم قبل يدها.. 
تسارعت دقات قلبها وجذبت يدها بسرعة .. وقالت بخجل
_ بطل بقا حركاتك دى لو سمحت . 
مال ناحيتها قائلا بهمس 
_ حركات إيه ده أنا لسه بسخن..التقيل جای ورا بس مش دلوقتى. 
ابتسمت بخفوت فقال متابعا 
_ بحبك قوى يا ديدة.
اتسعت إبتسامتها بخجل.. فأردف قائلا 
_ وإنتى بتحبيني ولا.
حاولت جاهدة أن تخفي خجلها.. والذي إرتسم على وجنتاها بحمرة لذيذة.. تلهب مشاعره ناحيتها أكثر وقالت مطرقة رأسها
_ أكيد إنت عارف إجابة سؤالك ده من زمان قوى. 
فتابع بنبرة صوته الخاڤتة
_ بس عاوز أسمع بودني علشان أتأكد. 
بدأت تفرك أصابعها من خجلها.. فقال مناكشا 
_ اللى يشوفك وإنتى مكسوفة كده.. ما يعرفش إنك بتلعبي كراتيه وكونغ فو..لا وكمان زومبا.
_ وكيك بوكسينج كمان.
قالتها بثقة.. فرفع حاجبه مستغربا ما قالته و هو يقول 
_ ليه كل ده یعنی.. اللي يشوف رقتك وجمالك ده.. ما يشوفكيش لما هتبقى بعضلات وهتبقى شبه الرجالة.
ردت بتلقائية بريئة 
_ يا حبيبى الزومبا والبوكسينج ..علشان أحافظ على جسمى إنه يفضل رشيق دايما.
إقترب منها وهو يلتهمها بعينيه وقال
_ قولتي يا إيه !
إسترجعت كلماتها الأخيرة.. فعضت على شفتيها ووقفت بسرعة هاربة من نظراته الجريئة.. ولكنه بسرعة الفهد إجتذبها إليه.. وحاول التطلع داخل عيونها رغم هروبها منه.. و قال
_ لو ما قولتيش قولتي إيه تانى هفضل موقفك كده للصبح. 
هتفت فيه بحدة مستنكرة تلميحاته ولمساته 
_ سبنى يا أدهم بقا لو سمحت.
رفع رأسها ناحيته.. وتطلع داخل عيناها وقال محذرا
_ إنتى عرفانى.. ومش هسيبك غير لما تقولى يا حبیبی تانی.
حاولت التملص من يديه أكثر من مرة ولكنه قد أحكم قبضته عليها.. تطلعت إليه بقوة وقالت 
_ سبنى يا أدهم.. إنت
تم نسخ الرابط