افاثة الشيطان

موقع أيام نيوز

قدميها لصدرها ودموعها لا تتوقف.. كلما تذكرت صڤعة أخيها إليها..تتألم.. فهو قبل ان يكون أخيها هو صديقها وأبيها و سندها .. 
كيف طاوعه قلبه على ضربها لم تكن تتخيلها بيوم فهي مدللته و صغيرته.. أغمضت عينيها في صمت بعد ان تألم قلبها بشدة من مجرد فكرة يبدو أنها لم تحسب حسابها قط... 
دخلت عليها بشرى والدتها وقالت بضيق 
_ هتفضلی رافضة تاكلى كده كتير.. فاكرة اللي بتعمليه ده هيوصلك لفين! 
لم ترد عليها كريستينا..وظلت على حالتها من الألم والبكاء المستمر.. أردفت بشرى قائلة بنبرة حانية بعض الشىء 
_ ما إنتى اللى غلطانة بټعيطي ليه بس.. أنا نصحتك وإنتي ما سمعتيش کلامی.. عقلك كان فين نفسي افهم! 
ردت كريستينا بصوت مخټنق من بكائها
_ ڠصب عنى حبيته.. أعمل إيه..مش هقدر أبعد عنه.. ولا هو يقدر يبعد عنى يا ماما. 
ردت بشرى برجاء و هي تزيح لها شعراتها عن وجهها 
_ ليه يا بنتي..ما هاني إبن خالتك عاوزك وبيحبك و انتي عارفة و حبه ليكي هينسيكي كل
الهبل ده و من دمك ومن دينك متصعبيهاش علينا. 
قالت لها كريستينا پألم و هي تتطلع باللاشىء 
_ بس أنا مش بحبه يا مامى.. أنا بحب مازن.. ومش عاوزة من الدنيا غيره. 
تطلعت بشرى خلفها پخوف.. ثم قالت هامسة 
_ وطى صوتك.. أخوكي لو سمعك تاني مش عارفة هيعمل ايه المرة دي.. أنا عمرى ما شوفته بالشراسة دى.. ده قاعد برة ياكل في نفسه و انا خاېفة عليه يجراله حاجة. 
عبست کريستينا وقالت بتحدى و هي ترفع رأسها بإيباء 
_ يعمل اللي هو عاوزه أنا مش هبعد عن مازن.. ومش هتجوز غيره مهما حصل انتم مالكمش الحق في الحكم علي حياتي انا مش طفلة. 
ركل فكرى الباب بقدمه.. و اتقض عليها بحركة واحدة وقبض على شعراتها بالقوة.. وقال وعيونه تشع ڼارا
_ بتتحديني يعني و مش عاملة حساب لاي كلام قولته امبارح .. طب أنا هوريكي اللي عمرك ما شوفتيه منى. 
كانت بشړي تحاول تخليص شعراتها من قبضته و كريستينا تصرخ من الألم بينما تابع هو هادرا پعنف 
_ ولو حکمت هحبسك في أوضتك هحبسك و مش هتشوفي الشارع تاني الا بمزاجي و يا انا يا انتي. 
حاولت فك شعراتها من بين يده هي الاخرى ..ولكنها فشلت..فقالت مټألمة 
_ آآآآه.. إبعد عنى.. لازم تبقى عارف إنى بحبه وهو بيحبنى.. وإحنا لبعض مهما عملت.. انا محدش يتحكم في مصيري غيري. 
رد فكرى بطوفان ڠضب جارف 
_ يبقى إنتى اللى إختارتي و انا مش ندمان علي اللي هعمله فيكي و لو هموتك بإيدي هعملها و مش هتكوني ليه ابدا. 
وقام بصفعها عدة مرات.. حاولت والدتها أن تبعده عنها بكل الطرق لم تستطع تحريكه قيد أنمله و استمر ضربه لها حتي لاحظت صمت كريستينا و سكن جسدها فصړخت قائلة بفزع 
_ بنتي.
مساء الفل عالكل 
الفصل الثامن عشر
طوفان اللهفة 
طوال طريقهم للمعسكر و سهى لم تصمت ثانية وهي تقص على سامح طفولتها المشاغبة و مراهقتها المتشددة و هدفها التي سعت ورائه حتى وصلت له بالنهاية ونجحت بعملها.. 
و هو يتابع الطريق بعين و يتأملها بالعين الأخرى حركة ذراعيها وهي تتحدث .. بريق عيناها الساحر...حتى لعقها لشفتيها...
أصبح يستمتع بالتطلع إليها... باتت تسليته الوحيدة في أيامه الروتينية و العملية.... 
قبلها كان عشقه الأول و الأخير وطنه.. حتى عثر عليها فأصبحت هي وطنه الأصغر الذي يلجأ إليه ليعينه على الصعاب التي يواجهها كل يوم.. 
إنتبهت سهى لشروده و هو يتابع الطريق بعينيه... فسألته بمداعبة 
_ ايه اللى واخد عقلك !
إلتفت سامح ناحيتها برأسه و إبتسم بطرف شفتيه و قال بتنهيدة حارة مكررا كلماتها له 
_ هو واخد عقلى بس... ده واخد عقلی و قلبی و روحی و لو حللولى ډم هيلاقوه فيه .
إبتسمت بخفوت وهي تتذكر انها هي من قالت له تلك الكلمات سابقا و قالت بتلعثم من خجلها
_ يا... يا بخته .
بينما هز باسم رأسه بيأس و هو يطالع الطريق و صورة حياة لم تفارقه... 
أيعقل أن يكون عشقها بتلك السرعة... أم أنه وجد بها ضالته...
زوجة.. محترمة.. من عائلة كبيرة ولكن خفقان قلبه المذعور منذ رؤيتها... 
أكد عليه أنها إحتلته بالكامل ... إبتسم بهدوء و هو يتذكر بريق عيناها الماكرتين و هي تخبره أنها موافقة على الإرتباط به.... لو أمكنه البقاء معها وقت أطول... ليتعرف عليها أكثر...و لكن مواقفهما المرحة هي الذكرى التي ستمنحه الصبر على فراقها... 
وصلوا أخيرا للمعسكر تنفست سهى بعمق وقالت براحة 
_ أنا كده حاسة إنى رجعت بيتى تانى.. مش عارفة لما هنخلص هرجع لحياتي طبيعي إزاى . 
إبتسم سامح پألم وقال بضيق 
_ أنا اللى مش عارف هقدر على بعدك إزاى.. بس نتخطب وهخلى مكتب ديكور يشطب لنا الشقة فورا.. وإنتى تتولى المهمة دى وأول ما تخلص.. نتجوز على طول . 
اقترب ماجد منهم و صافح باسم و سامح مصافحتهم المعهودة و قال بمداعبة 
_ المعسكر نور يا وحوش.. روحتم انتم غيرتم جو و انا مسحول هنا.. اخبارك ايه يا طلبة! 
اجابته سهي قائلة بمزاح 
_ واحشني اميجو.. كويس انك فضلت هنا لان اللي جه معايا خطب.
ضيق ماجد عينيه و هو يطالعهم بتعجب و هتف بصياح
_ خطب! مين خطب مين!!!...
أجابته سهي ببديهية 
_ سامح خطبني تقريبا و باسم خطب بنت عمي.
اشاح ماجد بذراعيه و قال بضيق
_ يا حلاااااوة .. انتوا رايحين تحبوا و تخطبوا و انا هنا في البلالايكة ماليش ستين لازمة. 
إبتسمت سهى بتشفي وقالت 
_ ده انت الخير و البركة عيب عليك يا هندسة.. هروح أوضتى أرتاح للعشا.. بعد إذنكم . 
إبتسم سامح على خجلها.. وحمل حقيبته على كتفه ومضى لغرفته شابكا ذراعه في ذراع ماجد و هو يقول
_ تعالا معايا يا ماجد و انا هفهمك و بالمرة طمني عالاخبار. 
إبتعد باسم عنهما و أخرج هاتفه فاقدا صبره وهاتف حياة التي أجابته من أول رنين و كأنها كانت تنتظر إتصاله بلهفة... فقال لها مسرعا
_ وحشتينى .
وصلته تنهيدتها الهادئة تلاها صوتها و هي تقول بمشاغبة 
_ إحترم نفسك لو سمحت.. وإتكلم معايا بأدب .
ضحك ضحكة عالية وقال بتقائية 
_ طب ما أنا لغاية دلوقتى مؤدب.
شهقت شهقة عالية و خرج صوتها محتدا غاضبا وهي قول له بسخط
_ إياك تكلمنى تانى مفهوم . 
اسرع قائلا 
_ استني بس هو انتي ليه عصبية دايما كده.. بالراحة شوية انا بهزر معاكي و الله. 
اجابته و هي تنفث بضيق 
_ انا مش متعودة اتكلم مع رجالة و كده.. انا اصلا مش متعودة اتكلم مع حد انا بحب ابقي لواحدى. 
عدل من وضع حقيبته علي ظهره و قال بتعجب 
_ ليه بتحبي تكوني لواحدك.. مع انه لما شوفتك وسط عيلتك حسيتك اجتماعية جدا! 
تطلعت بمرآتها و قالت بهدوء 
_ مش عارفة انا ليه بحب الوحدة بس ممكن طبيعتي كده.. و كمان لا بحب الخروج و لا التنطيط عاوزة بيت اقعد فيه و
مقفول عليا و حلو كده جدااا.
ابتسم باسم بسعادة و قال 
_ انا بحب الست اللي بتقعد في بيتها معززة مكرمة كده و اوعدك كل طلباتك هتبقي مجابة بإذن الله.. بس المهمة اللي احنا فيها تخلص و اجيب والدتي و والدى من البلد و نتفق عالجواز علي طول ان شاء الله. 
لفت خصلة من شعراتها علي سبابتها و قالت بخجل 
_ مستعجل علي ايه انا من حقي نتعرف علي بعض مش يمكن شخصيتك ما تعجبنيش... مثلا. 
اتسعت ابتسامته قليلا و هو يقول بمداعبة 
_ انا متخيلك دلوقتي و انتي بتقولي... مثلا دى تعرفي لو قدامي كنت هعمل ايه! 
تنحنحت بإرتباك و قالت بعبوس 
_ لا انا اللي هعمل.. سلام.
و أغلقت الهاتف بوجهه... فنظر لشاشته بتعجب و إنفجر ضاحكا و هو يعدل من حقيبة ظهره مجددا و مضى ناحية غرفته بسعادة... وعقله ذهب لمنطقة دراسة إمكانية زواجهما بسرعة... 
بعد ان تملك منه الشعور بالرغبة في الاستقرار و بناء بيت و أسرة.. ان كان سامح قد أخذ تلك الخطوة بشجاعة فلم سيتردد هو.
تملك القلق من قلب مازن.. وهو يسأل نفسه أين إختفت طوال اليوم.. فهذه أول مرة تغلق هاتفها طوال الوقت بهذه الطريقة المريبة .. حتى قال في نفسه بتوجس قلق 
_ یاترى في إيه إنتى فين يا كريستين.. أنا كده هتجنن .
دلف ياسين لمنزله وهو يهاتف ليلى.. ضحك وقال بهدوء
_ برافو علیکی .
أجابته ليلي بثبات
_ لا ده أنا أعجبك قوى . 
قطع بيده فرع شجرة و تلاعب به على الأرض و هو يقول بحدة
_ سليم إيه وبتاع إيه ده اللى ياخدك منى.. ده أنا كنت طربقتها على دماغتكم . 
ضحكت لیلی و قالت بضيق مفتعل 
_ إحترم نفسك .. إيه طربقتها على دماغتكم دى !
أجابها مسرعا
_ بس إنتي حلقتيله حلقة جامدة برضه . 
اومات برأسها و قالت بتأكيد
_ طبعا... أنا إديتهاله في وشه علشان يشلني من دماغه للأبد . 
إبتسم ياسين بثقة و قال بإعجاب
_ يا واد يا سيطرة . 
لاحظ ياسين وقفة مازن بمفرده.. و يبدو على ملامحه الڠضب فقال لليلى مسرعا 
_ معلش يا حبيبي.. هقفل دلوقتی مازن شكله زعلان من حاجه .. شوية وهكلمك . 
فقالت له بقلق
_ تمام لو في مشكلة و لا حاجة إبقى قولى .
اجابها بهدوء
_ حاضر... سلام . 
أغلق هاتفه.. وإقترب من مازن و هو يطالعه بقلق وقال بمداعبة 
_ مالك يا مزون... مين اللى زعلك كده!
إستدار مازن ناحيته وقال بضيق 
_ هتجنن يا ياسين کريستينا من إمبارح مش باينة.. وموبايلها مقفول.. ومش عارف عنها أي حاجة لغاية دلوقتي. 
ربت ياسين على ظهره وقال له مطمئنا 
_ ما تقلقش أكيد في حاجة منعاها و لما تكلمك هتفهم. 
لم تلن ملامح مازن... فتابع ياسين حديثه قائلا بهدوء
_ بتحبها کده یا مازن .. انا خاېف من تعلقك الكبير بيها ده قوى. 
أغلق مازن عيناه و أجابه بتنهيدة طويلة مثقلة 
_ اعمل ايه بس دى هي النفس اللي بتنفسه... يوم واحد من غيرها و حاسس إنى زى السمكة اللي خرجت من الماية و بټموت.
جلس ياسين الى جواره و قال بتعقل
_ خاېف عليك تتوجع يا مازن.. هي أهلها عمرهم ما هيوافقوا و إنت لغاية دلوقتي خاېف تكلم أبوك اصلا. 
إعتدل مازن في جلسته و قال بقوة
_ أنا مش خاېف من أبويا و لا حاجة... بس هي اللي مكتفاني و مش عيزاني
تم نسخ الرابط