افاثة الشيطان
المحتويات
الرائد حاططني في دماغه ليه تقولش مراة أبوه. .
رد عليها سامح بازدراء و هو أقصي طموحه في هذه اللحظة ان يقبض علي عنقها حتي يخرج لسانها و يقطعه كي لا يستمع أحد لصوتها القمىء هذا غيره
_ لمي نفسك بقا يا بومة إنتي .
إقتربت سهى من باسم و وقفت بجواره قالت بدلال أنثوى قاټل و هي تزم شفتيها بطفولة
ذاب باسم مع موجات صوتها و حركاتها ..ونظرات الحزن المفتعلة في عينيها وقال بهمس
_ بعد الشړ عليكي.. قولى كناريا.. عصفورة .. يمامة .
صاح بهم سامح قائلا و قد إتسعت عينيه و بدأ في طرقعة أنامله پجنون _ كل واحد على مكتبه يالا خلوا اليوم ده يعدى علي خير بدل ما أخربها علي الكل .
_ وإحنا من إمتى لينا في جو المكاتب ده.
رد عليه سامح بضيق
_ ما هو لغاية ما الآنسة تخلص دراستها للمهمة.. هنفضل إحنا ملقحين جنبها.
إعتدلت سهى في وقفتها وقالت بسخرية رافعة لأحد حاجبيها
_ مش إنت برضه اللي بليتني بكل الإسطوانات دى .. إستنى بقى.
بدأ في دفع هذاين الصنمين أمامه و هو يقول بصرامة متحاشيا الإشتباك معها مجددا
تطلع إليها بقرف وتركها وخرج.. إتبعه باسم بضيق .. بينما إقترب ماجد منها وقال مداعبا
_ لو إحتاجتيني رنى عليا وأنا أجيلك جرى.. آه صحیح هاتي رقمك.
أخرج هاتفه من جيبه و هي أملته رقمها.. فهاتفها وقال
_ سيفيه بقا..يالا سلام مؤقت.
_ مش يالا ولا إيه يا سيادة الرائد.
رد ماجد مسرعا
_وراك يا موحة على طول.
تركوها بمفردها.. لتبتسم بفرحة وقالت في نفسها و هي تستند علي مكتبهل بمرفقها
أنا على الطريق الصح..والله لأخليك تجرى ورايا إصبر بس .. عامل نفسك تقيل بس على مين .. قابل يا سامح من سهي المهدى لو تقدر ..
كانت فريدة في مكتب الدكتور حامد تكتب على الحاسوب المرافعة التي طلبها منها بحماس كعادتها.. ربما إلتحق بكلية الحقوق كي تنغمس بكل شىء له علاقة بأدهم و لكنها وجدت نفسها به و نمت شخصيتها بسرعة كبيرة ..
_ إتفضل.
دلفت سكرتيرته و وقفت
أمامه وقالت برسمية
_ أستاذ أدهم المهدی بره يا فندم و عاوز يقابل حضرتك ..جای حسب الميعاد .
إبتسم حامد وقال بتلهف
_ خليه يتفضل بسرعة.
_ وحشتنی جدا یا دکتور .
أجابه حامد بابتسامة متسعة وقال مرحبا
_ تلميذي النجيب .. وإنت أكثر يا أدهم.. إتفضل إقعد .
وأشار له فجلس أمامه وتابع قائلا
_ رجعت مصر إمتى يا أدهم .
فتح زرار سترته و جلس قائلا
_ بقالى أيام يا دكتور.. بس الشغل وحشنى جدا .. ويشرفنى طبعا إنى أبدأ حياتي المهنية في مصر عن طريق مكتب حضرتك .
نظر له حامد بلوم وقال
_ ده مكتبك يا دكتور أدهم.. من وإنت طالب عندى وأنا كنت عارف إنك ليك مستقبل كبير في المحاماه.. ولو إنى مستغرب ليه ما فتحتش مكتبك الخاص انت دلوقتي جاهز ما شاء الله .
رد عليه أدهم بلباقة
_ كله بوقته إن شاء الله.. بس في البداية حابب ابدأ من مكتب حضرتك.. وأنا تحت أمرك في أى قضية.
فكر حامد قليلا و هو يطرق بأنامله علي الملف الموضوع أمامه و الذي شغله لساعات حيرة ثم رفع عينيه ناحيته وقال بجدية
_ في قضية في إيدى بقالها كام شهر محتاجة واحد بدماغك.. قضية تهريب أغذية فاسدة.. ومحتاجين نثبتها على راجل أعمال كبير جدا.. جاهز.
إبتسم أدهم وقال بحماس
_ جاهز جدا إن شاء الله..حضرلى حضرتك الورق كله وكام يوم بس أدرسها وهعرف حضرتك باللي وصلت ليه.
اومأ حامد برأسه.. وتابع قائلا
_ تمام.. في قضية تانية إغتلاس لو حابب تفاضل بينهم .
أسرع أدهم قائلا
_ لا خلينا في الأولي أنا إتحمستلها .
حرك حامد كتفيه و قال
_ خلاص اللي تشوفه .. في بنت عندى هنتخرج السنة دى.. وبتشتغل على القضية دى من أربع شهور.. وملمة بكل تفاصيلها.. إقعد معاها وهي هتسهل عليك كل حاجة عاوز تعرفها.
رفع حامد سماعة هاتفه وأجرى إتصالا.. وبعد ثواني دلفت فريدة لمكتب حامد.. و التي ما أن وقعت عيناها على أدهم حتى تعجبت قائلة
_ أدهم.
رفع حامد حاجبيه بتعجب وقال
_ إنتوا تعرفوا بعض!
إبتسم أدهم وقال معرفا و هو يطالعها بحب
_ دى فريدة المهدى بنت عمى وخطيبتي.
ضحك حامد ضحكة عالية وقال
_ أيوة كده نفس الدماغ والطموح والموهبة.. ما هو النجاح في عمل ده موهبة.. لا وكمان مخطوبين.. عموما مبروك يا ولاد .
رد أدهم قائلا بإمتنان
_ الله يبارك في حضرتك. يا دكتور كلانك وسام علي صدورنا و الله .
وجه حامد حديثه لفريدة قائلا
_ فريدة. ممكن تجهزي كل الملفات الخاصة بشركة الأغذية.. لأن أدهم هيمسكها.. وبما إنكم قرايب ده هيسهل عليكم الشغل.
أسرعت قائلة بتأكيد
_ تحت أمرك يا دكتور .
ثم تطلع بأدهم و قال
_ ومش هيحتاج منك أيام كتير يا أدهم مش كده !
رد عليه أدهم بثقة
_ تحت امر حضرتك.. بعد إذنك .
خرجا من عنده في صمت حتي وقفت فريدة أمام المصعد فسألها أدهم بتعجب
_ إنتي رايحة فين إرجعي كملي شغلك يالا .
إلتفتت إليه و هي تبتسم برقة و قالت
_ هعزمك علي حاجة في الكافيه ده إنت ضيفي .
بادلها إبتسامتها حتي توقف المصعد أمامه ففتحه و أشار لها بذراعه أن تدلفه .. دلف ورائها و أغلق الباب و ضغط زر الدور الأرضي و إلتفت إليها مقتربا منها .. عادت خطوتين للخلف حتي إصطدم ظهرها بالمصعد و قالت له بتعجب
_ انت بتبصلي كده ليه ! في إيه
حاوطها بذراعيه و قال بنبرة حازمة
_ متقوليش لحد تاني أنا تحت أمرك .. مهما كان .. إنتي فاهمة .
إبتلعت ريقها بتوتر من قربها منه و إبتسمت بمكر و قالت
_ تحت أمرك يا أدهم .
لاحظ أنه تمادى بقربه و بنظراته فقرر لملمة مشاعرة الهوجاء و كظمها لحينها و قال بهدوء مفتعل
_ شطورة يا قلب أدهم و نن عينه و الله .
أشارت له بعينيها علي باب المصعد خلفه و قالت
_ الأصانصير وقف يالا بينا .
دلف مازن لصالة الإسكواش باحثا عن ملاكه الشارد بتلهف .. حتى وجدها تتمرن مع مدربها .. إكتفى بالتطلع إليها بشغف وإشباع عينيه بصورتها البديعة بملامحها الهادئة.. وبياضها المشع.. وعيونها الحزينة الدافئة..
وأه من عينيها..وشعراتها السوداء الناعمة التي تتحرك معها پجنون ينافي جمالها الهادىء ..
لاحظته كريستينا جالسا في هدوء يتابعها دون ملل فتطلعت إليه بنظرة لا تحمل أي تعبير يذكر.. لكنه كان مستمتع بنظراتها البريئة الحزينة..
لأول مرة يشعر بهذه الدقات المتقطعة لقلبه كأنه يدق على سطر ويترك سطر.. ولكن ما ألذ هذا الشعور الغريب الذي صاحب رؤيتها و وجودها و تلك الهالة التى تحيطها ..
عادت هي لتمرينها و هي تلعب بشرود مما جعلها تخطىء أكثر من مرة و لما لا و هي تشعر بعينيه تخترقها و تحاصرها و تربكها متسائلة بداخلها عن هذا التخبط الغير مبرر و مع ذلك تمردت شفتيها و إبتسمت بخفوت و قد كسبت رهانها بأنها ستراه مجددا ..
عاد سامح ورفاقه بعد أربع ساعات غياب عن مكتبهم.. فوجدوا سهى مازالت تطالع السديهات بشغف.. دون ملل أو كلل.. حدجها سامح بتعجب من جلستها المغوية واضعة ساق فوق ساق.. ببنطال بدلتها الضيق المثير رغم طول السترة نسبيا معلنا عن أنوثتها الطاغية ..
ولكنه تعجب أكثر كيف لها هذه المقدرة الصلدة.. فهى تتحدى ساعات العمل الطويلة دون أن يبدو عليها الإرهاق أو الاستسلام ..
إقترب منها باسم وقال متعجبا
إنتى لسه هنا بتعملى إيه يا بنت إنتي !
خلعت نظارتها وشبكتها بشعر انها الغوغائية.. حيث تركت آثارا حمراء على أنفها.. وقالت بتعب
_ ليه هي الساعة بقت كام !
أجابها ماجد بقلق
_ الساعة خمسة.. هتروحي لوحدك إزاى دلوقتى!
وقفت وقالت بإرهاق وهي تلملم أشيائها بسرعة
_ السواق اللي بيجبني أكيد هيروحنى مش هيسيبني و يمشي يعني في الصحرا دى .
للحظة تعلقت عينى سامح بعينيها.. والذي كان يتطلع إليها بنظرة تعاطف على حالها المرهق.. والمثير بنفس الوقت.. كم يحزنه رؤية هاتين العينين العسليتان وهما تحيطهما هالة حمراء من التطلع لشاشه الحاسوب لمدة طويلة.
تنهد مطولا وقال في نفسه
یا رب ساعدني.. وثبتني قدام عنيها دي.. هي البت دى عملت فيا إيه.. ليه بضعف كده قدام عنيها اللي تجنن دی!
و كأنها قرأت ما يجول بخاطره فوارت إبتسامتها ولملمت أشيائها.. وعدلت من ملابسها وقالت بإبتسامتها المٹيرة
_ يالا سلام يا رجالة... أشوفكوا بكرة.
تركتهم وخرجت مسرعة.. وقفت في نفس المكان وتطلعت بساعة معصمها و هي تشعر بضيق .. و قالت پغضب
_ معقول سابني ومشي ! هعمل إيه أنا دلوقتي
سألت عنه فقيل لها أنه سيعود عما قريب مرة أخرى و عليها بالانتظار.. زمت شفتيها بضيق و وقفت تتطلع حولها بملل..
بعد دقائق وقفت أمامها سيارة جيب عالية حديثة.. لاحظت باسم الجالس بجوار السائق.. فإبتسم إليها بود وقال
_ سهى لو خاېفة تتأخرى إركبي نوصلك لبيتك.
ردت بسرعة
_ لا شكرا.
صاح بها باسم قائلا
_ إركبى يا بنتى ما تخافيش هتقفی هنا لوحدك لغاية إمتى الدنيا بدأت تليل.
ردت بابتسامة هادئة ممتنة
_ السواق زمانه جای وهيوصلنی متقلقش .
خرج سامح عن صمته وقال بعصبية
_ إركبي بقا وإخلصى ولا لازم نزعق يعني .
تطلعت حولها بلا مبالاة وقالت بصوت ساخر
_ خۏفت أنا كده وهركب على طول .
زفر سامح بضيق وقال
_ أستغفر الله العظيم.. إركبى بدل ما أنزل أشيلك هيلا بيلا وأرميكي في الشنطة ورا و أطلع علي جتتك القديم و الجديد .
تطلعت حولها پخوف من أن تكابر و يتركوها و تظل في تلك الصحراء الجرداء بمفردها و بعد أن تسلل الخۏف لقلبها تنازلت هذه المرة عن كبريانها.. و صعدت السيارة ..
وقف ماجد بسيارته بجوارهم وقال متعجبا
_ إنتوا لسه واقفين ليه!
لاحظ سهى الجالسة بالخلف فقال بإبتسامة مشاكسة
_ الدنيا حظوظ .. القمر إتنازل وساب السما وركب معاكم .
لم يعره سامح إهتمام وإنطلق بسيارته.. ساد الصمت طويلا حتى رن هاتف سهى فردت مسرعة
_ أيوة يا مازن.. لا أنا في الطريق يا حبيبي.. معلش كان عندى شغل كتير.. ما
متابعة القراءة