افاثة الشيطان

موقع أيام نيوز

تقلقش عليا بقا.... يالا

سلام.
تابع سامح حوارها پغضب.. وعادوا للصمت مرة أخرى.. بعد دقائق أخرى رن هاتفها فردت مسرعة مجددا 
_ أيوة يا أدهم.. خلاص أنا في الطريق.. لا كويسة الحمد لله.. يا راجل.. عموما مش هتأخر.. تسلملي.. يالا سلام.
زاد ڠضب سامح منها أو بالأحرى غيرته وقال و هو يتطلع إليها في مرآته الامامية 
_ إيه يا بنتى إنتي مش عاتقة..مرة أدهم ومرة مازن.. إهدى بقا.
وخزه باسم في ذراعه و قال بلوم 
_ عيب يا سامح ما يصحش كده انت مالك يا أخي تطلع به بحدة و قال 
_ ما إنت شايف بعينك تقفل مع ده تكلم ده و حاجة آخر مياصة و الواحد مالوش خلق 
عقدت ذراعيها و تطلعت بالطريق و قالت بصوت واهن 
_ سيبه يا باسم يقول اللي هو عاوزه .. أنا تعبانة جدا ومش هرد عليه .
ساد الصمت مرة أخيرة.. ورن هاتفها مرة أخرى فردت بنبرة فاترة 
_ أيوة يا أدهم... لا قربت من البيت خلاص .. لأ مش مع السواق.. مع الرائد سامح والرائد باسم.... أيوة زملائي لأنه إتأخرت عالسواق و مشي .... تمام سلام.
زفر سامح بضيق وقال 
_ أتزفت يمين. 
أجابته بتعب وقالت بإستسلام 
_ أيوة.. آخر زفت على إيدك اليمين. 
حدجها پغضب مرة آخرى في مرآة السيارة.. فإبتسمت بغرور لذيذ.. وهي تطالع نظراته الملتاعه عليها.. ثم لاحظت إبتسامة عينيه المخفية فخفق قلبها بسرعة وزادت إبتسامتها فحتي لو كانت إبتسامة ساخرة إلا و أنها لامست شيئا بها .. 
إقترب سامح بسيارته من منزلها كما وصفت له فهدئ من سرعة السيارة حتى وقفت.. ترجلت سهى من السيارة وبإنتظارها أدهم ومازن.. 
ترجل سامح أيضا فقالت سهى بإبتسامة واسعة و هي تقترب منهما 
_ أخباركوا إيه يا شباب.
رد مازن وهو يتطلع إلى هيئة سامح المرعبة 
_ أخبارنا بنستناکی.
أشارت سهى لسامح وقالت معرفة 
_ حابة أعرفكم بالرائد سامح.. بنشتغل على قضية سوا.. ولما الوقت إتأخر.. وصلنى.
صافحه مازن بود وقال بود 
_ أهلا وسهلا بحضرتك نورتنا .. أنا مازن أخو سهى . 
إبتسم سامح بخجل وقال بإحراج 
_ أهلا وسهلا.
تعجبت سهى من إبتسامته الساحرة.. و التي لأول مرة ترى هذا الجدار البشرى يبتسم كباقي البشر الطبيعيون .. لتزداد وسامته فيزداد إعجابها به..
صافحه أدهم وقال بجدية 
_ أنا دكتور أدهم المهدي.. محامي وإبن عم سهى وأخوها الكبير.
زاد خجل سامح وقال 
_ فرصة سعيدة يا دكتور .. معلش مضطر امشي بعد إذنكم .
_ لا إزاى إتفضلوا نشرب حاجة سوا.. إحنا صعايدة ونفهم في الأصول كفاية تعبتوا نفسكم و وصلتوها لهنا .
قالها أدهم بود..فرد سامح مسرعا 
_ معلش مرة تانية إن شاء الله.. بعد إذنكم.
ركب سيارته وفي نظرة خاطفة لسهى إعتذر لها.. لاحظ أدهم هذه النظرة السريعة البريئة فابتسم هدوء وقال مقتربا منها 
_ عرفت أنا يعنى إيه أنا جنبهم في الكى جى .
ثم رفع حاجبا و أخفض الآخر و قال بتعجب 
_ بتتعاملي معاهم إزاى دول ! 
ردت عليه سهى بثقة 
_ تصدق بالله.. أختك عاملة راسها براس الهضبة ده.. ومش بسكتله عن أي حاجة مش عجباني.
فقال لها مازن متعجبا 
_ يا قلبك يا شيخة ده أنا كنت هضربله تعظيم سلام زى العساكر و هو ماشي من هيبته .
ثم طالعها بنظرة شك وسألها بقلق 
_ دول معقول ظباط داخلية.. دول شبه ظباط الجيش.. ظباط الصاعقة كده.
إبتلعت سهى ريقها بصعوبة من خۏفها أن يكتشف مازن سرها.. فقالت وهي تدلف للمنزل مسرعة 
_ أخبار القاعدة إيه..وحشتنى لمتنا و الله .
تطلع مازن بشك لأدهم الذي قال له بتعقل 
_ يا عم دول باين ظباط قوات خاصة عادى يعني .
هز مازن كتفيه بتسليم و دلفوا ورائها .. بينما قالت سهي بحماس عندما 
لاحظت إجتماع جميع الشباب 
_ متجمعين عند النبي يا شباب إن شاء الله .
فقالت لها فريدة پغضب و هي تفترش مفرشا كبيرا علي الطاولات المتراصة بجوار بعضها 
_ إتأخرتي ليه يا سهي كده قلقتينا عليكي .
أجابتها سهي وهي تلقى بجسدها على أقرب مقعد 
_ معلش يا ديدة إنشغلت في شغلي وما حستش بالوقت و الله .
سمعوا آذان العشاء يصدح حولهم .. وقف الشباب فقال أدهم متحمسا
_ جهزوا بقا

كل حاجة على ما نصلي ونرجع يا بنات .
ردت عليه حياة مسرعة 
_ ما تقلقش وراك رجالة يا أدهم.
زفرت فريدة بضيق وقالت بعدما خرجوا و هي تطالعها بإشمئزاز 
_ أستغفر الله العظيم عالتلزيق .. بقولكوا إيه.. تاكلوا بيتزا !
ردت مى بسرعة و هي ترص الأكواب 
_ هو ده الكلام.. وعاوزين بيبسى وشيبسى وشوكولاته ولب وفول.... . 
قاطعتها سهى قائلة و هي تحمل حقيبتها و تقف 
_ حيلك حيلك.. إيه كل ده. 
وقفت فريدة بجوارها وقالت و هي تلف ذراعها حول كتفيها 
_ مالكيش دعوة بيها يا سو .. ماشي يا بكابوظة.. أنا هجيبلك كل اللى عوزاه. 
هاتفت فريدة والدها .. فألقي لها من النافذة مبلغ مالي فإلتقفته و أخذت تحصيه و هي تقول 
_ أنا هروح أجيب العشا.. حد عاوز حاجة تانية. 
ردت حياة واضعة ساق فوق ساق بغرور 
_ هاتيلي بيتزا مارجريتا.
رفعت فريدة عينيها بملل و قالت 
_ بالسم إن شاء الله يا حبيبتي .. هاه حد عاوز حاجة تاني 
أجابتها سهى قائلة 
_ وأنا بالخضار يا ديدة.
بينما قالت مي 
_ أنا بقى سى فود وإتشكن. 
أومات فريدة برأسها وقالت 
_ تمام مش هتأخر عليكم سلام.
سارت ناحية باب البيت فإستوقفتها سهى قائلة 
_ مش هتروحي بالعربية يا فريدة ! 
أومات فريدة برأسها نافية وقالت 
_ لأ.. عاوزة أتمشى شوية.. عموما هخليهم يبعتوا البيتزا بالدليفرى وهفوت أنا على السوبرماركت. 
سارت سهى ناحية البيت وقالت بتعب 
_ هطلع أنا أخد شاور وأصلي وأنزل.
ردت مى بتفهم 
_ براحتك يا سو.. هنستناکی.. إحنا هنجهز الأطباق.
خرجت فريدة من المنزل.. سارت قليلا.. ثم عبرت الطريق للجهة المقابلة.. فكادت أن تصدمها سيارة.. صړخت و وقفت مكانها و هي تشعر بالذعر منكمشة في نفسها ..
أخذت تلتقط أنفاسها بصعوبة بينما نزل سائق السيارة مسرعا للإطمئنان عليها.. وقف بجوارها وقال بقلق 
_ إنتى كويسة يا آنسة !
أجابته فريدة وهي تلتقط أنفاسها بلهاث 
_ أيوة الحمد الله أنا كويسة .
ثم رفعت عينيها ناحيته و قالت پغضب بعدما تمالكت نفسها 
_ مش تفتح يا بني آدم إنت.. لولا ستر ربنا كنت هتموتنى.
تطلع إليها بإعجاب.. وهو يطالع ملامحها الرقيقة ..وجمالها الفريد من نوعه ثم قال بتنهيدة 
_ بعد الشړ عليكي إن شا الله أنا.
أجابته ببراءة و هي تعدل من هندامها 
_ إبقى خد بالك بعد كده.. كفاية الړعب اللى إترعبته ده.
ذاب داخل عيونها البنية.. وملامحها البريئة وكأنها طفلة كبيرة.. وإبتسم قائلا 
_ هو إنتى كده إزاى. 
رفعت فريدة حاجبيها بتعجب وقالت 
_ نعم يا أخويا.. إنت هتهزر معايا ولا إيه.
ضحك ضحكة رنانة وقال 
_ لا والله ما بهزر و بتكلم جد. 
لاحظت سحر عيناه الزرقاويتين.. وشعراته الطويلة الناعمة.. وملامحه الجذابة.. ثم هزت رأسها.. وإبتسمت بسخرية وتركته وإنصرفت.. 
جذبها من يدها وقال پخوف 
_ لأ.. إستنى رايحة فين.. لو مشيتى هلاقیکی تانی ازای ! 
جذبت يدها بسرعة.. وقالت پغضب 
_ سيب إيدى يا حيوان إنت.. إيه اټجننت .. وإبعد عن طريقي لهبيتك في المستشفى والله. 
رد عليها بصوت هادئ.. وهو يلتهمها بعينيه 
_ مستعد على إيديكى أنام في الحتة اللي إنتى عوزاها.
بدت علامات النفور والضجر ترتسم على ملامحها وقالت بصرامة 
_ إنت قليل الأدب..وإبعد عن وشى أحسنلك.
همت منصرفة.. فجذبها من يدها مرة أخرى وقال بإصرار 
_ مش هسيبك.. إستنى بقولك أنا عاوزك تسمعيني بس .
لم تشعر بنفسها إلا وهي تلتف وتلكمه في وجهه.. فتألم وترك يدها.. فقالت مسرعة و هي تنثر كفها الذي آلمها 
_ حذرتك وإنت ما سمعتش كلامي.. أديني علمت عليك علشان أهلك يعرفوا إنهم مربوش يا خفيف تركته وإبتعدت وهو مټألم من لکمتها والتي كانت تحت عينه مباشرة.. حينما أفاق من ألمه وبحث عنها لم يجدها.. 
إبتاعت فريدة كل لوازم السهرة وعادت لمنزلها.. دلفت إلى مكان جلستهم بالحديقة.. حتى صدمت و قفت مكانها مشدوهة بتعجب ..
وقف أدهم وحمل عنها أشيائها وقال 
_ إتأخرتي ليه يا ديدة.. دى البيتزا سبقتك. 
لاحظ نظرانا المتعجبة من وجود عمر صديقه بينهم فقال بإبتسامة هادئة 
_ تعالى يا فريدة أعرفك بعمر صاحبي اللي كان مسافر معايا.. وحكيتلك عنه كتير.
وقف عمر أمامها بإبتسامة خبيثة وقال وهو يتحسس وجنته 
_ أهلا آنسة فريدة.
تطلعت ليده الممدودة قليلا.. ثم صافحته قائلة بمكر 
_ مين اللي عمل

في وشك كده.
قال وهو مازال محتفظ بكفها بين كفه 
_ الصراحة حتت بنت تجنن ما شوفتش بجمالها في حياتي. 
إختقت إبتسامتها.. وسحبت يدها بسرعة وجلست مكانها وهي عابسة من كلماته الوقحة.. 
إستمرت جلستهم و فريدة تتجاهله وكأنه ليس معهم ولكنه حاصرها بنظراته الجريئة ..
لاحظت حياة هذه النظرات و لاحظت تجاهلها له فإبتسمت بمكر و قد علمت أنها تحصلت على أول مسمار في نعش زواج فريدة وأدهم.. 
وسط ضحكات الجميع قال أدهم مرحبا 
_ وحشتنی یا عمر والله و وحشني تقل دمك .
ربت عمر على قدم أدهم وقال وهو يطالع فريدة 
_ إنت أكتر يا أدهم.. بس دلوقتي عرفت أنا سبب رفضك لكل البنات اللي كانت بتترمى تحت رجليك في فرنسا . 
فقال ياسين مازحا 
_ أيوة بقا يا أدهم يا خاربها. 
تطلع أدهم لفريدة الغاضبة وقال منقذا للموقف و هو يعتدل في جلسته 
_ بيقول رفضى .. هاه رفضى ركزى كده في الكلام وما تخليش دماغك تروح لبعيد.
لاحظ عمر إنفعالها احمرار وجنتيها من الڠضب فتابع بخبث
_ طب فاكر البت البرازيلية اللي كانت بتجرى وراك في كل الكافيهات.. البت السمرا الصاروخ دى.
حدجه أدهم پغضب و قال من بين أسنانه محذرا 
_ الله يحرقك يا بعيد.. إخرس هتخرب بيتي اللي لسه مفتحتوش .
فضحك عمر وقال مسرعا بدهاء 
_ لا بس إنت حلقتلها حلقة بنت لذين.. وبعد كده مسكت فيك لي لي.. بنت فرانساوية بس إيه.. بلوند وقنبلة.. وإنت... . 
وضع أدهم يده على فمه بقوة وقال بحدة جادة 
_ عليا النعمة لو ما سكت لهكون مورملك خدك التاني يا بومة إنت . 
ضحك عمر بمكر وهو يطالع وجه فريدة المحتقن أكثر .. وقال 
_ خلاص یا سیدی ده أنا حتى بصيطك.
ضحكت مي وقالت مازحة 
_ واللى عاوز يتصيط.. ما يرجعش يعيط.. فاهمني يا أدهم.
وأشارت برأسها على فريدة التي صبغ وجهها باللون الأحمر من ڠضبها.. فقالت سهى بإبتسامة وهي تطالع فريدة بتوجس 
_ يا عيني يا أدهم.. ده إنت داخل على منعطف تاریخی.
تطلع أدهم لعمر پغضب وقال ببساطة 
_ إنت إيه اللي جابك يا عم إنت.
إبتسمت فريدة بهدوء وقد فهمت مغزى عمر من كلماته.. فقالت بثقة موجهه حديثها لعمر 
_ تعرف يا عمر.
تم نسخ الرابط