افاثة الشيطان

موقع أيام نيوز

و ليه كده ما احنا شغالين كلنا مع بعض عادى .
لعقت شفتيها و قالت بثبات  
_ لأن الخط اللي أنا عاوزة افتحه مالوش علاقة بأى حاجة اشتغلنا فيها قبل كده و من حقي يكون عندى السنتر بتاعي زى مازن و ياسين .
عقد ذراعيه أمام صدره و قال بتركيز  
_ فهميني خط ايه ده يمكن الفكرة تعجبني .
اعتدلت في جلستها و قالت بحماس  
_ اكتر مشكلة بتقابلنا سواء في سنتر الفساتين السواريه او الملابس العادية للبيت و ملابس الخروج هما الشباب و البنات الاوفر ويت او الكيرفي اللي زيي كده .. فأنا حابة نعمل سنتر مخصوص ليهم كل شغلنا يكون لأصحاب الاوزان الكبيرة .. ايه مش من حقنا نلبس ماركات و تصميمات زى باقي الشباب .
وقف عثمان و قطع الغرفة ذهابا و ايابا بتفكير فتابعت هي قائلة بإصرار  
_ أنا الحمد لله بقالي اسبوع بعمل اتصالاتي مع كل المصانع و دور الازياء اللي بنتعامل معاهم و الحمد لله قدرت أوفر كل شىء محتاجاه و هما عجبتهم الفكرة جدا .
ابتسم عثمان رغما عنه و و وقف امامها و قال بإعجاب 
_ مش هنكر ان الفكرة عجبتني و جدا .. بس فرضا رفضت كنتي هتعملي ايه !
وقفت بدورها و قالت بقوة  
_ كنت هقدم علي قرض من قروض الشباب اللي الدولة عملاها و كنت هبدأ في مكان صغير و كنت كفيلة في فترة صغيرة أكبره .
ربت علي ذراعها و قال بزهو  
_ و أنا هحققلك حلمك و هكلم عمك جاسر الصبح في الموضوع ده و انا واثق انه هيوافق .
إبتسمت مي ابتسامة متسعة و قالت بفرحة  
_ ربنا يخليك ليا يا احلي اب في الدنيا .
طالعته بطفولة و قالت بإستحياء  
_ كان ليا طلب عندك كمان .
لف ذراعه حول كتفيها و قال حنو  
_ أؤمرى يا ست البنات و أنا عنيا ليكي .
قبلت كفه و قالت بتلعثم  
_ كنت عاوزة عربية ليا زى فريدة و سهي كده .
ضحك بصوت خفيض و قال بإنصياع  
_ لا يا ستي عربية أحسن من عربية فريدة و سهي هو انا ليا غيرك في الدنيا كلها .
استندت برأسها علي صدره و قالت بنبرة حزينة  
_ و انا ماليش حد غيرك يا بابا .
ضمھا اليه اكثر و سألها بترقب  
_ عاملة ايه في الامتحانات .. اوعي تجيبي درجات مش كويسة .
رفعت رأسها ناحيته و قالت بثقة  
_ ما تقلقش عليا ان شاء الله هجيب تقدير محدش جابه في العيلة كلها و لما هتخرج هبقي بيزنس وومن كبيرة جدا و هرفع راسك قدام الكل .
تنهد براحة و قال  
_ انا رافع راسي بيكي يا مي من غير اي حاجة يا حبيبتي .. يالا علي السرير الوقت إتأخر .
تركته و ابتعدت و هي تقول بسعادة  
_ تصبح علي كل خير يا قلب مي من جوة .
ابتسم بهدوء و اجابها بحب  
_ و انتي كل الخير في حياتي يا رب .
تركته و خرجت و هي تبتسم بنصر ثم وقفت مجددا امام مرآة المكتبة بردهة البيت و ضمت قميصها علي جسدها و لاحظت انخفاض وزنها النسبي فاتسعت ابتسامتها و قالت بتحدى  
_ كده ضربنا عصفورين بحجر .. و لسه الجاي هيبهر الكل ان شاء الله .
ساروا نصف ساعة تقريبا في تلك الصحراء الصخرية.. فقالت سهى وهي تطالع شاشة التابلت  
_ البيت هنا تقريبا صح !
أوقفها سامح وقال بجدية  
_ أيوة.. إسمعينى كويس يا سهي ..ما تتحركيش أي حركة مهما كانت غير بإشارة منى مفهوم .
أومأت سهى برأسها وقالت بجدية  
_ تمام يا فندم . 
تطلع سامح لباسم.. وأشار له برأسه.. فأخرج باسم سلاحھ.. وتقدمه بهدوء حذر .. إتبعه سامح وسهى ورائه..
لفوا حول المنزل قليلا.. حتى إطمئنوا من خلوه.. دخل باسم من أحد الشرفات.. ثم رفع سامح سهى قليلا.. استندت على الشرفة.. وإلتقطها باسم من الداخل .. ثم دخل سامح ورائهما ...
تطلعت سهى حولها.. وجدته مجرد منزل بدوى مهجور يحتوى على الكثير من الأثاث البالي.. وممتلئ بالأتربة و
خيوط العنكبوت.. ولكن جهازها إلتقط شيئا فطالعته بتعجب و سارت خلف الاشارات حتي دلفت إحدى الغرف المنزوية بآخر الرواق .. 
ابتسمت بمكر وإقتربت من سامح.. وأشارت إليه.. وكتبت على جهازها  
_ في هنا أجهزة تصنت.. وهما حسوا بينا خلاص ... إتكلم إنت وباسم.. هما هيسمعوكوا وقولوا إن دی آخر مرة هاتيجوا هنا.. وإن البيت ده مالوش علاقة باللى بيحصل . 
أوما سامح وباسم برأسيهما ..فقال سامح أولا  
_ دى آخر مرة هانيجي هنا.. أنا زهقت من التفتيش في البيت ده .. احنا كده بنضيع وقت عالفاضي .
رد باسم وهو يتطلع حوله بريبة  
_ عندك حق.. البيت ده إتأكدنا إنه مالوش علاقة بحاجة و لازم القيادة تفهم ده خلينا ندور بمكان تاني .
رد سامح مسرعا  
_ بالظبط كده..بكرة أصحابه يرجعوا .. ويسكنوه .
كانت سهى تتبع إشارات أخرى حتى توقفت أمام خزانة قديمة.. وأشارت لسامح.. فتح باب الخزانة بهدوء وبحث بداخلها فلم يجد شيئا.. أشارت له سهى على أرضية الخزانة تحسس باسم الأرضية.. ليبتسم فجأة بنصر .. 
وقف منتصبا وأشار لسامح على دائرة حديدية صغيرة لبوابة خفية..ضغط سامح على البوابة برفق.. فشعر بوجود فراغ تحتها.. 
أشارت لهم سهى على آثار أقدام من وإلى الخزانة.. فأخرج باسم كاميرا تصوير ليلي من سترته و أدارها و بدأ بتسجيل كل شىء ..وقف سامح مبتسما وقال  
_ يالا يا إبنى.. التراب هنا خنقني.. مش هنمشی بقی .
رد باسم بصوت عالى  
_ عندك حق.. بس هما هيروحوا منا فين.. وراهم وراهم.. من بكرة ندور في المكان التاني.. هنا خلاص إنتهى.. يالا بينا .
أشار سامح لباسم... فتطلع من النافذة لتأمين الطريق.. وخرج أولا ثم خرجت سهى.. ثم سامح.. 
إبتعدواعن المنزل مسافة آمنة .. فضحكت سهى و قفزت قائلة بنصر و زهو  
_ yes.. برافو عليا والله.. إنتوا من غيرى كنتوا هتلوصوا .
أجابها سامح بحنق  
_ ده إيه التواضع ده ارحمينا .
رفعت يديها في الهواء وقالت بزهو  
_ لا سبنى يا هندسة الليلة ليلتي.. والله وعملوها الرجالة.. ورفعوا راس مصر بلدنا .
زم باسم شفتيه وقال بحنق  
_ يا بخت الأطرش .
رمقه سامح پغضب وقال بتحذير  
_ هسيبها عليك.. بس صوتها حلو والله .
أضاف باسم في تهكم  
_ آه طبعا... مين يشهد للعروسة .. العريس . 
توقفت سهى و طالعته بنظرة ټهديد و هي تسأله بصوت جاف  
_ بتقول حاجة يا باسم ! 
رد باسم مسرعا  
_ بدعيلك يا قلبي.. ده إحنا من غيرك ولا حاجة .
ردت سهی ساخرة  
_ حبيبي يا بسوم .
عادوا لنفس المكان وإنتظروا قليلا.. حتى إقتربت الطائرة مجددا .. فتسائلت سهی بتعجب  
_ ودي هنطلعها إزاى.. بالبراشوت برضه . 
ضحك باسم ضحكة مستهجنة وقال بسخرية  
_ لأ هنرجع الشريط لورا.. فنبقى في الطيارة تانى .. رد عليها يا سامح لأنا أوقات بحسها معانا غلطة مطبعية . 
ضحكت سهى بسخرية وقالت  
_ ههههه.. ثقيل.. وباعدين إنت بترد ليه أنا وجهتلك كلام.. أنا بكلم الهندسة . 
رد سامح بإبتسامة هادئة  
_ سيبك منه.. بصي يا ستي في حبل هيتزل من الطيارة ويسحبنا.. فهمتي بقا . 
لفت خصلة من شعراتها على إصبعها.. وقالت بمكر عابث 
_ أيوة كده فهمت.. بس .... برضه هطلع معاك زى ما نزلنا .
زادت إبتسامة سامح و إقترب منها قائلا بلهفة  
_ أيوة يا ستی زى ما نزلنا بالظبط .
تطلعت سهى لباسم پغضب وقالت  
_ يبقى خلى باسم يطلع الأول.. علشان نخلص منه و من لسانه ونكمل كلامنا في الهوا بهدوء .
رفع باسم عينيه بملل و التقط الحبل الملقي من الطائرة و شبك خطافه بحزامه و تمسك به جيدا و بغضون ثواني كان علي متن الطائرة و القي لهما بالحبل ...
إلتقطه سامح و لف الحزام بسهي اولا ثم لفه حول خصره و ثبت به الحبل و جذبه مرتين فسحبهما للأعلي بسرعة كبيرة .. 
جلست سهي على الكرسي بالطائرة تتنفس الصعداء.. بينما جلس بجوارها سامح وقال بضيق و هو يرج أذنه بأنامله  
_ وداني محتاجة دكتور فورا.. صوتك ولا سارينة الإسعاف في يوم زحمة .
ألقت عليه سهى نظرة إحتجاج وقالت بقوة  
_ أعملك إيه يعني.. مش خاېفة وببعبر عن خۏفي .
تنهد سامح بقوة فاقدا صبره و قال  
_ بتبعبرى.. طب وودانى ذنبها إيه في العزف المنفرد ده !
منحته سهى أعذب نظرة شقية وقالت هامسة  
_ لا إنشف كده.. ده إنت اللي مستنيك منى كتير . 
ضحك سامح وحرك رأسه مستمتعا بكل ما تفعله حتى ولو كان يثيره ..
وصلوا أخيرا للمعسكر مرة أخرى.. ترجلوا من الطائرة.. فقالت سهى براحة  
_
حمد الله على سلامتنا . 
إقترب منهم ماجد وقال بتوجس  
_ حمد الله على سلامتكم يا وحوش.. هاه عملتوا إيه ! 
ردت سهى مسرعة  
_ هتعرف كل حاجة قدام القائد.. خمسة كده ورجعالكم .
سألها سامح بفضول  
_ رايحة فين.. مش هاتيجي معانا . 
التفتت برأسها ناحيته وقالت بإنفعال  
_ شوية وجاية.. إيه مافيش صبر یعنی !
تركتهم وإبتعدت... فسألهم ماجد بقلق  
_ إوعوا يكون طلع عندها حق !
أوما باسم برأسه وقال بإعجاب  
_ أيون.. طلع كلامها كله صح .. لا وساعدتنا في التمويه.. كنا هنتكشف يا معلم لولاها.. بنت الذين .
حدجه سامح پغضب.. فقال له باسم مصححا  
_ أنا ما أقصدش حاجة وحشة.. قصدى إنها ذكية يعنى .
حك ماجد رقبته و قال بترقب  
_ دى هتترسم علينا فيها شهر دى و قابلوا بقا عالتنطيط . 
أجابه سامح و هو يخلع سترة مهامه  
_ تتنطط علي التخين فيكم أنا بقول أهه .. و اياكم حد يضايقها .
رفع ماجد طرف شفته متسائلا بحنق  
_ و ده من ايه ان شاء الله !
تنحنح باسم و وقف بعيدا عن سامح و وشي به قائلا  
_ أصل سامح طلب ايد سهي للجواز في الجو و انا ما هنيتوش علي موافقتها .
طالعه سامح بنظرة جانبية صارمة و هو يهتف پغضب  
_ اطول بس زمارة رقبتك و انا هعزف عليها و لا عزف سهي اللي طير طبلة ودني من شوية .
ضحك ماجد ضحكة عالية و قال  
_ كده الاول وقع ... عقبالنا يارب للواحد مشاعره جفت .
إنتهت جلستهم مع القائد و شاهد ما
تم نسخ الرابط