افاثة الشيطان

موقع أيام نيوز

طنط سعاد كانت مش بتسيبني ابدا و علمتني اطبخ و ارتب البيت و كنت بقعد اخر اليوم انا و هي نشرب القهوة سوا في البلكونة .. ما كنتش متخيلة انهم طيبين كده .
قاطعتها مي و هي تقول بإمتعاض 
_ انتي عاملة الشاي اللي بالحليب بسكر يا حية انتي .
ضحكت حياة و هي تلتفت اليها قائلة 
_ انا حية يا بومة .. و باعدين دى كوباية ماما كوبايتك قدام الكرسي بتاعك قومي يا اختي اقعدي مكانك ماما رجعت خلاص .
انتبهوا علي طرقات بباب الشقة ففتحت حياة الباب لتجد سعاد أمامها مبتسمة فأشارت لها حياة بالدخول قائلة 
_ اتفضلي يا طنط صباح الخير .
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
دلفت سعاد هاتفة 
_ هي امك دى فين بقا .. انتي يا ست زهرة فينك .
طالعتها زهرة بنظرة خاطفة و اشاحت بوجهها بعيدا منتظرة توبيخها لها بينما وقفت سعاد امامها و قالت بضيق 
_ مش بتردى يعني القطة اكلت لسانك يا ست زهرة و لا مكسوفة مني طبعا .. حقك تتكسفي ما انتي جاية الفجر و فاكرة اني مش هشوفك و ناوية تخبي الفطير الصعيدى و المش الحار عني ... لااا ده بعينك بقا .. ليا فيه لهخفيه و الله .
ابتسم عثمان براحة

و اغلق جريدته و وقف و سار حتي غرفته دلفها و تركهم علي حريتهم ..
رفعت زهرة رأسها مسرعة و قالت 
_ لا و الله الفطير كله تحت امرك .. و جايبة كمان عسل اسود عمرك ما دوقتيه في حياتك .
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
التفتت سعاد ناحية حياة و قالت بنبرة آمرة 
_ بت يا حياة جهزيلنا فطيرة مرحرحة كده و شوية عسل و مش و طلعيهم عندى هاخد امك معايا علشان تحضر معايا صباحية فريدة .
ثم تأبطت ذراع زهرة و قالت لها بهمس 
_ تعالي معايا ننم علي موضوع خطوبة سهي و الجديد يا ولية العريس اللي متقدم لحياة .
اتسعت عيني زهرة و هي تسير معها بسعادة و قالت بصوت خفيض هي الاخرى 
_ عريس !!!... احكيلي بسرعة عنه يا سعاد متشوقنيش .
همست لها سعاد بزهو 
_ هو وخطيب سهي ظباط جيش يا ولية مش اي حاجة ظبااط جيش .
اقتربت حياة من مي و غمزت لها قائلة 
_ هما حطوا راسهم في راس بعض و بيتأمروا علي مين دول !
ارتشفت مي من كوب حليبها و قالت بهدوء 
_ الدويتو ده هيطلع من وراه عريس .. بالشفا يا حياة .
ابتسمت حياة بخجل و هي تلف طرف خصلة من شعراتها علي سبابتها و هي تتخيل حديث باسم اليها بالامس ..
بينما طالعتها مي بإمتعاض و رفعت عينيها بملل و اكملت فطورها الصحي ...
تتبدل أحوالنا بسرعة كبيرة كتلك التي تمر بها أيامنا.. و يتحول الفرح لحزن مغلف كل الوجوه التي كانت ممتلئة بالسعادة و الإنتشاء بالأمس... قلق عارما إنتابهم بعدما وصلهم ذلك الخبر المشؤوم ... المنتظر..
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
جلس عثمان امامهم بملامح متجهمة ... مرر عينيه علي وجه جاسر وجلال الشاردين و الجالسين سويا في حديقة المنزل.. وقد تبدلت ملامحهم السعيدة بالأمس .. لتجهم و قلق اليوم.. و هم يتشاورون في تلك المصېبة التي لن تتركهم رغم مرور كل تلك السنون ... 
إقترب منهم سامح الذي لاحظ صمتهم فور إقترابه منهم فقال متأسفا 
_ أنا آسف.. واضح إني قاطعتكم .
أشار له جاسر بالجلوس و قال بقلق 
_ إقعد يا سيادة الرائد انت مش غريب دلوقتي عننا .
قطب سامح حاجبيه متعجبا وتسائل قائلا بفضول 
_ في إيه يا حاج مالكم حاسس انه في مشكلة او حاجة . 
تنهد جاسر بأسى وقال پألم و هو يعقد ذراعيه أمام صدره
_ الحكاية يا إبنى.. إنه إحنا سبنا نجع حمادي من خمسة وعشرين سنة كان ادهم عنده اربع سنين تقريبا .. وجينا الإسكندرية هربانين من الطار.. طار خد في سكته شباب كتير كان أخيرهم أخوى عبد الرحمن.
تنهد بحزن و قال متابعا 
_ كان شاب عنده عشرين سنة.. و إحنا ما خدناش طاره.. بس عيلة البردويلى اللي بينا وبينهم الطار ما إكتافوش بأخوى وكانوا عاوزين طارهم من أدهم إبنى کمان لما كبر ... سفرته بره مصر أربع سنين.. وحاولنا معاهم كتير لغاية ما وافقوا إن أدهم يقدم كفنه.
اتسعت عيني سامح و قل پصدمة 
_ كفنه !!!!....
اومأ جاسر برأسه و قال مؤكدا 
_ ايوة كفنه و مش كده و بس وياخدوا كل الأراضى اللى بإسمنا في البلد و اننا مندخلهاش تاني ابدا .. ووافقنا.. كلمنى مدير الأمن بقنا.. وقال إن تقديم الكفن يوم الجمعة الجاية.. وأنا قلقان قوى يا إبنى.. لأخد أدهم بإيدى لمۏته .
تنفس سامح بصعوبة وإزدرد ريقه.. وفكر قليلا ثم قال بعدما لمعت عينيه ببريق خاطف لفكرة ليست سيئة 
_ أنا هعمل

تليفون دلوقتي.. وهو اللي هيقولنا نعمل إيه . 
سأله جلال بفضول
_ هتكلم مين يعنى يا سامح ! انا اعرف اللوا فهمي و كلمناه و هو قال هيساعدنا .
رد سامح بثقة 
_ لا انا هكلم سيادة اللوا والدى .. هو خدم في قنا عشر سنين.. ويعرف ناس كتير هناك و علاقته بيهم قوية جدا .
أخرج سامح هاتفه.. ثم هاتف والده..وقص له المشكلة كاملة.. و تحاور معه طويلا قبل يغلق سامح الخط وقال بإبتسامة متسعة مغلفة بالراحة 
_ ما تقلقوش.. هو هينسق دلوقتى مع المديرية ..والتأمين هيكون على أعلى مستوى.. وأدهم هيرجع معاكم بالسلامة إن شاء الله .
ربت جاسر على كتفه.. وقال ممتنا 
_ تسلم يا إبنى.. ربنا يحميك بس اهم حاجة سهي ما تعرفش علشان لو حد عرف هتبقى مصېبة .
اجابه سامح مسرعا 
_ متقلقش يا عمي محدش هيعرف حاجة ان شاء الله .
إبتسم عثمان أيضا براحة و قال لسامح بحنو 
ربنا يعلم غلاوتكم عندنا يا إبني.. بقيتوا زى ولادنا و الله . 
جلس باسم معهم و هو يقول بمداعبة 
_ طب ايه بقا يا حاج عثمان مافيش اخبار حلوة عندك . 
وخز سامح باسم بذراعه و أجاب عثمان بتريث متعقل
_ ربنا يخليك يا حاج عثمان ده شرف لينا و الله . 
إعتدل جلال في جلسته وسأله بقلق 
_ إنتوا هترجعوا النهاردة للمعسكر يا سامح صح 
أومأ سامح برأسه وقال مؤكدا 
_ أيوة يا عمى.. شوية وهنمشى إن شاء الله . 
فسأله جلال بضيق 
_ لسه قدامكم كتير يا إبنى.. سهى وحشتنى و لما رجعت البيت بقاله طعم خصوصا ان فريدة خلاص سابتنا .
إبتسم سامح پألم وقال بتنهيدة ساخنة 
_ للأسف يا عمى قدامنا إسبوع بالكتير.. ومصر كلها هتتكلم على اللى هنعمله إن شاء الله و اللي سهي كانت سبب فيه .
ضحك جاسر بخبث وقال بصوت عابث
_ ما ده كويس.. ليه بقا قلت للأسف يا سيادة الرائد .
تنهد سامح مجددا بأسى وقال 
_ یعنی. سهى هترجع بعدها لبيتها تانى.. إحنا إتعودنا على ضحكها وشقاوتها..يا بختكم بيها و الله .
إبتسم جلال بمكر وقال 
_ هو يا بختك إنت بيها.. وهي محظوظة إنك إنت نصيبها و محدش هيقدر ېخاف علي بنتي و يحطها جوة عنيه و قلبه غيرك . 
إتسعت مقلتي سامح من الفرحة و وقف منتفضا و قال پصدمة إرتسمت على ملامحه الذكورية الوسيمة 
_ قصد حضرتك إنك موافق إنى أتقدم لسهى يعني !
أوما جلال برأسه موافقا وقال بإبتسامة متسعة
_ أيوة موافق.. وبعد ما تخلصوا مهمتكم تقدر تيجي مع والدك.. وربنا يعمل اللى فيه الخير .
وصلت كلمات جلال لمسامع باسم الذي التف بكامل جسده ناحية عثمان قال موجها حديثه إليه برجاء 
_ وأنا يا حاج عثمان مش هترضى عنى وتخليني أرجع شغلی مطمن !
رد عثمان بإبتسامة هادئة 
_ ربنا يسهل يا إبنى... هبقى اسأل حياة وهرد عليك .
فتح باسم فمه ليستجدى عطفه فقطعت أميرة وسعاد تلك الحالة و هما تقتربان و تحملان حقائبا ممتلئة و تسائلت أميرة بإهتمام
_ هو ياسين فين يا حاج 
أجابها جاسر بتعجب و هو يرى إستعدادها للخروج قائلا بهدوء
راح مشوار مع مازن و راجعين أهم في الطريق .
فسألهما جلال و هو يطالع زوجته التي لم تخبره انها ستخرج پغضب
_ على فين بدرى كده ان شاء الله . 
أجابته سعاد ببديهية
_ راحة لبنتى طبعا....و أخدتلها أنا و أم أدهم الصباحية. 
أكدت أميرة على كلماتها و قالت بقوة
_ أيوة طبعا.. بس يرجع مازن و لا ياسين

وهما يوصلونا لهناك انا لسه قافلة معاهم و قالوا تحت البيت .
وقف سامح و قال بتهذيب
_ أنا ممكن أوصلكم عارف العنوان .
أجلسه جاسر و هو يجذبه من ذراعه و قال بحزم
_ مافيش حد هيروح في حتة يا إبنى إقعد . 
زمت أميرة شفتيها و قالت بقلق من نبرة زوجها الحازمة
_ قصدك إيه يا حاج مش فاهمة !
أومأ جاسر برأسه و قال مؤكدا بصلابة
_ قصدى اللي فهمتيه.. مافيش مرواح في حتة .
سحبت سعاد مقعدا و جلست عليه و هي تستند بمرفقها على الطاولة بحزن و استندت بوجنتها على قبضة يدها و قالت پغضب
_ طب و الأكل اللى عملناه ده.. و باعدين أنا عاوزة أطمن على بنتى.
أتاهم صوت ياسين المازح كعادته و هو يقول بسعادة
_ أنا سامع سيرة أكل صح... لا و شامه كمان.
زمت أميرة شفتيها و قالت بضيق
_ أبوك مش راضي أودى الأكل للعرسان يرضيك يا إبنى 
أجابها ياسين مسرعا بحزم قاطع
_ آه يرضيني... تروحي فين بس هما لحقوا .
طالعته بنظراتها الڼارية التي لو طالته لصڤعته على مؤخرة رأسه أمام الجميع و قالت بلوم غاضب
_ بقا کده...ماشي يا ياسين انا هوريك .
ضحك ضحكة عالية وهو يعبث بتلك الحقائب مخرجا ما بها من طعام و قال بتحذير حازم 
_ انا عن نفسى لو إتجوزت إن شاء الله... على الأقل شهر ما أشوفش حد .
تعالت الضحكات من حوله و هو يفرد الطعام أمامه... فوخزه جاسر بذراعه و قال پغضب
_ إحترم نفسك يا زفت إنت .
مسد ياسين ذراعه مټألما.. بينما تسائلت أميرة بضيق 
_ طب و الاكل ده مين هياكله و هما هياكلوا إيه ! 
شمر ياسين ساعديه و قال بسعادة و إنتشاء
_ إحنا طبعا... يالا يا عم مازن و إعزم على الوحوش اللي جنبك دول.. أكيد أكلنا ده بالنسبة لهم عصفر . 
هز سامح رأسه بيأس و قال ببساطة
_ على فكرة إحنا بناكل زيك عادى يعنى . 
طالعه ياسين بشك وقال بمداعبة
_ أمال التضاريس الضخمة دى طلعت منين إن شاء الله... أكيد بتاكلوا خروف على الغدا مثلا .
تنهد باسم بقوة فاقدا صبره من حواراتهم و إلتفت برأسه ناحية عثمان مجددا و قال بتوسل لا يليق به من الاساس 
_ يا عمي أرجوك حضرتك تقدر تتصل بيها دلوقتي.. ونعرف كلنا قرارها .
كان مازن يحاول جاهدا مهاتفة كريستينا او
تم نسخ الرابط