افاثة الشيطان
المحتويات
فركضت ناحيته و ارتمت بحضنه الدافىء و التي إفتقدته بشدة..
دام الصمت لدقائق..حتى قال لها جلال بلهفة
_ نورتي الدنيا كلها يا حبيبة قلبي.
قالت وهي تتطلع إليه بشوق
_ وحشتنى قوی یا جلجل قوى.. مش مصدقة اني انا قدامك و لمساك.
تمسك بكفيها و قال و هو يتابع ادق تفاصيلها التي افتقدها
_ إنتي اللي وحشتيني يا قلب جلجل.
_ بابا ده الرائد سامح اللي حكيتلك عنه.
و أشارت ناحية باسم و قالت بهدوء
_ وده بقا الرائد باسم.
صافحهم جلال بود وقال مرحبا
_ نورتوا الدنيا كلها.. مش عارف أشكركم إزاى.. كنتم قد الأمانة وحافظتوا على بنتى زى ما وعدتوني.
_ هو الصراحة يا حاج بنتك بمېت راجل.. إحنا كنا مسمينها طلبة في المعسكر.
ضحك جلال وقال بفخر
_ حبيبتى يا سهى... المهم تكونوا إستفدتوا منها و قدرت تساعدكوا.
أومأ سامح برأسه مؤكدا
_ من ناحية إستفدنا.. فهي فادتنا كتير جدا أكتر ما حضرتك تتخيل و انا كنت أتخيل.. و جيت بنفسي أرد أمانتك ليك مؤقتا لغاية المهمة ما تخلص .
_ امانة ايه انا مش فاهمه حاجه!
أسرع جلال قائلا بتوضيح
_ انا كنت قلقان بالاول و متردد في موضوع انك تنضمي للجيش بس في يوم لقيت سيادة الرائد جالي السنتر و قعد معايا و طمني و وعدني انه هيرجعك ليا بالسلامة و طمني انك هتكوني تحت عينه كل ثانية و انا لما شوفته و اتعرفت عليه وثقت فيه.
_ كان بيطمني عليكي بشكل يومي و عمره ما اتأخر عن ده و دلوقتي رد الأمانة ليا.
عقدت سهي ذراعيها امام صدرها و وقفت امام سامح و باسم و هي تقول بمكر
_ يعني كنتم عاوزني معاكم و بتمثلوا انكم بتطفشوني.
رفع باسم ذراعيه و قال مسرعا
_ و ربنا يا طلبة معرف حاجة عن الحوار ده خالص.. انا برىء.. اهجمي عالهندسة لوحده بقا.
_ من أول يوم شوفتك فيه و انا حسيت بالمسئولية من ناحيتك مش عارف ليه.. و لما اتأكدت انك جادة في شغلك اتمسكت بيكي و لما سيادة اللوا قال انه والدك رجع في كلامه بعد ما وافق مكانش بإيدي حاجة غير اني اروحله اقنعه و أطمنه و علشان ما تبعديش عن... عن المهمة.
_ وحشتيني.. وحشتيني يا سو .. أخيرا شوفتك.
ضحكت سهى وقالت له ليتوقف
_ وإنت كمان وحشتنی قوى بس نزلنی دخت و الطريق كان طويل تعبني.
أنزلها على قدميها وهو يطالعها بشوق ثم قال بتعجب
_ طريق ايه اللي طويل! انتي مش كنتي في بلد عربية يعني بالطيارة مجرد دقايق!
زمت سهي شفتيها و قالت بتلعثم
_ أيوة بس انت عارف بقا المطارات و الاجراءات و الهبد ده و كده.
وقفت الفتيات في شرفة غرفة فريدة و
صاحوا جميعا بها
_ إطلعي بقا.. وحشتينا ياسو.. يالا.
و كأنهم أنقذوها فلوحت لهم بيدها.. وإقتربت من سامح قائلة بخفوت
_ هما جهزوا المضيفة علشانكم.. في أي وقت تحبوا تدخلوا قولوا لمازن تمام.
أوما برأسه وقال هامسا
_ بس ما تبعديش عنى فترة طويلة..علشان التأمين وكده.
إبتسمت إبتسامتها المٹيرة وقالت برقة
_ مش عارفة.. بس هنخرج النهاردة كتير.. لسه ما حضرتش فستان والفرح بكرة.
زم شفتيه وقال محذرا
_ ربنا يستر.. لو الفستان ماعجبنيش.. و دینی ما هتحضري الفرح.
حدجته بغرور و أشاحت بكتفها و تركته وإبتعدت بخيلاء.. فعض على شفته وهو شارد و هائما بها كعادته .. ابتسم باسم لمازن و جلال الذين يتابعونهم و توقفت أعينهم عند سامح بملامح متجهمة فوخزه باسم في ذراعه قائلا بتحذير
_ لم عنيك أهلها صعايدة الله ېخرب بيتك.
أشار لهما جلال بالجلوس و سار أمامهما هو و مازن.. فمال عليه باسم و أردف قائلا بسعادة
_ بس شوفت إنت ماسورة البنات اللي فوق دي... حاسس إنى مش هرجع بإيدي فاضية و هرتبط و هزلك بقا.
مال سامح عليه و قال هامسا
_ طب إتلم إنت احسنلك خلي اليومين اللي هنقعدهم يعدوا بسلام.
صعدت سهى الدرج راكضة فقابلت أدهم الذي صافحها قائلا بفرحة
_ وحشتيني يا منكوشة هانم .. و الله الدنيا كانت وحشة من غيرك.
إبتسمت له بمكر ولکمته في صدره وقالت پغضب
_دى بقا علشان تبقى تمد إيدك علي أختي تاني يا دكر.
انحني قليلا مټألما و هو يقول بحدة
_ آآآه.. يا قوية.. أنا أساسا عمرى ما هعملها تانى.. بس هي ترضى عنى بقا لانا خلاص جبت آخرى.
ابتسمت سهي بسخرية و رددت و هي تحصي علي أصابعها
_ تجيب آخرك و تجيب عيلتك و تجيب معارفك و تجيب اتنين موظفين كمان علشان هي توافق ترضي عنك بمزاجها.
اسرع قائلا
_ يا ستي موافق و الله و اعمل كل اللي هي عاوزاه.. بس حرام اتحرم من صوتها و بصتها ليا كل ده.. خلاص بمۏت.
رق قلبها له وقالت بإبتسامة ماكرة
_ ما تقلقش یا دكتور.. سيبها علي الله و عليا.. مبروك أعريس.
تركته مبتعدة فرفع أدهم حاجبه متعجبا وقال
_ أعريس!!... إنتي حولتي لراجل و لا ايه! ايه اللغة الجديدة دى!
ردت عليه بسخرية وهي تصعد الدرج
_ أيوة حولت .. وبقى إسمى طلبة كمان.
حك رأسه و قال بإندهاش
_ طلبة!!
إستقبلتها سعاد بدموعها وفتحت لها ذراعيها و إحتضنتها وقالت بدموعها
_ بنتي..حبيبتي.. أخيرا رجعتی یاسهی.. انا بحلم و لا ده بجد!
ضمتها سهى بقوة وقالت بشوق
_ وحشتينى يا ماما و وحشتني ريحتك و كل حاجة فيكي .. أخبار صحتك إيه يا ست الكل!
تطلعت سعاد لوجهها بلهفة وقالت
_ أنا بخير طول ما إنتم بخير يا قلب ماما.
ركضت ناحيتها فريدة وقالت بوهن
_ وحشتيني يا سو.. كنت محتجاکی قوی.
إحتضنتها سهى وقالت پألم
_ سامحيني يا قلبي ما كنتش جنبك.. قسما بالله كنت هخليهم يصعبوا عليكي من اللي هعمله فيهم.
مسحت فريدة على ظهرها وقالت بفرحة
_ مش مهم.. إنتي معايا دلوقتى و دى أهم حاجة.
طالعتها سهي بحب و قالت
_ كبرتي يا صغننة و هتتجوزى اول واحدة فينا خلاص.
اومأت فريدة رأسها بخجل و قالت
_ شوفتي الدنيا.. بس انا عمرى ما هبعد عنكم و دايما هكون حواليكم و قرفاكم.
بعد السلامات..والحكايات...والروايات..جلست الفتيات سويا... تفاوت حوارهم بين ضحك.. وغناء ورقص وتحضيرات للزفاف.. دخلت عليهم كريستين قائلة بمداعبة
_ بدأتوا من غيرى يا أندال.
تطلعت إليها سهى بإعجاب من جمالها وقالت بتعجب
_ مين الموزة دى يا بنات!
ردت فريدة هامسة
_ دى كوكي الحتة بتاعت مازن.. ايه رأيك فيها!
تطلعت إليها سهى من قدميها حتى شعراتها السوداء الساحرة.. وقالت بسخرية
_ یا مازن يا جامد.. أنا كطلبة ممكن أتجوزها وقتي وربنا.
رفعت فريدة حاجيها وقالت متعجبة
_ طلبة!!! طلبة مين !
تنحنحت سهى وقالت مسرعة
_ مااا... ماتخديش في بالك انتي.
إقتربت كريستينا من سهى وقالت بإبتسامة شغوفة
_ إنتى أكيد سهى صح
ردت سهى قائلة
بإبتسامة إعجاب
_ ده أنا لو مش سهی..هبقی سهی مخصوص..إيه الجمال ده يا قمر انت!
ردت كريستينا بإبتسامة مشاغبة قائلة
_ ميرسي.. بس برضه إنتي أجمل.. وأجمد... صاروخ صاروخ یعنی..زي ما بيقولوا علیکی.
وضعت سهي ساقا فوق الاخرى و قالت بغرور مداعبة
_ و الله يا بنتي كل اللي قالوه حقيقي بس انا مش بحب أتكلم عن نفسي كتير.
تابعت ليلى حوارهم بشرود و تركتهم ووقفت في الشرفة شاردة..
إرتسمت على شفتيها إبتسامة رقيقة.. قبل أن تطبق عيونها للحظات لترسم صورته في مخيلتها..
إسبوعين كاملين لم تره بهم ..لم تكن تعلم لما عشقته لهذا الحد.. و تتسائل بكل لحظة.... أين هو !
إقتربت منها سهى وقالت بتعقل
_ سرحانة في إيه يا لولة كده!
التفتت إليها ليلى بإبتسامة باهتة وقالت
_ مافيش يا حبيبتي.. بس واقفة في الهوا شوية.
عاينتها سهى.. وقالت بمكر
_ عليا يا بت انتي.. الواد ياسين وحشك مش کده
تطلعت إليها ليلي بتعجب وقالت بإرتباك
_ ياسين!! هو إنتى عارفة يا سو!
ربتت سهى على كتفها وقالت مسرعة
_ أيوة عارفة لانه كان بيكلمني يوميا يحكيلي عنك و عن حبه ليكي ..واللي عرفته برضه أنه هو وعمى ومرات عمى وأدهم هيزوروكم قريب جدا.
إتسعت عينى ليلى وقالت بفزع
_ يا نهار إسود... المچنون ده كلم أهله.. أوريهم وشى تانى إزاى.
إبتسمت سهى على حالتها وقالت ببديهية
_ أكيد كان هيكلمهم يا ليلى.. وعمى جاسر حطه تحت الإختبار.. وإتأكد إنه شاريكي جدا.. وبيحبك جدا جدا جدا.
تهللت أسارير ليلى وقالت بتعجب
_ يعنى عمك موافق إنه يرتبط بيا وأنا.. وأنا يعني.
قاطعتها سهى قائلة بإعتراض
_ هششش..مش عاوزة أسمع الكلمة دى.. الحب ما يعرفش الفروق مهما كانت.. حبيه يا ليلي لأنه بېموت فيكي.
فركت ليلي اناملها بخجل و قالت
_ هو قالك كده!
لملمت سهي شعراتها و قالت بتأكيد
_ حبيبتي انتي لو مش ملاحظة حبه ليكي تبقي عامية يا اختي و انا خلقي ضيق و ماليش في المحڼ ده.. انا داخلة قبل ما اټشل و انا واقفة.
تطلعت ليلى أمامها بسعادة و هي تحمد ربها بداخلها و تعود لتفس سؤالها أين هو!!!..
إستعدت الفتيات لشراء باقي لوازم الزفاف.. وإحضار فستان العروس معهم..
في الحديقة .. إقترب أدهم من فريدة وقال مازحا
_ عاملة إيه يا عروستی.. هتوحشينى لبكرة قوى.
إبتسمت فريدة بسخرية وقالت بحدة
_ هاهاهاهه..رخم.. بقولك إيه تاخد كام وتخلع من الليلة دى و تشيلني من دماغك.
إنهار أدهم ضاحكا و مال ناحيتها وقال بهمس مثير
_ من ناحية هخلع ف أنا هخلع بس هخلع حاجات تانية بكرة بإيديا وأسناني.
إتسعت عينى فريدة من جرأته ورفعت سبابتها أمام عينيه وقالت پغضب
_ إنت وقح وقليل الأدب.
غمز لها بعينه و قال بتنهيدة ساخنة
_ اصبري بس و انا هعرفك تطولي لسانك علي جووووزك ازاي يا هانم.. كلها ليلة بس و اقفل عليكي بابي.
صكت أسنانها پغضب وإبتعدت عنه مسرعة.. و هي تبتسم بخجل و تتنهد براحة ..
إقترب سامح من سهى وقال هامسا
_
متابعة القراءة