رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الثاني و العشرون لـ الأخير

موقع أيام نيوز

لها ربى عويناتها الطبية و قالت 
خدي يا تيتا النضارة اهي
نظرت لحفيدها بعد أن ارتداتها ثم مدت يدها أسفل ذقنها و قالت بوعيد 
بتسيب البلد و تمشي ماشي اهي لو رجعت لها تاني أنا هوقف لك الجوازة دي ووريني هاتعمل إيه !
رد نوح بإبتسامة جانبية و قال بعناد 
هاخدها منك بردو يا ستي و بكرا تقولي نوح قال 
اما نشوف أنا و لا أنت
رد نوح بجدية مصطنعة قائلا 
بقلك إيه ياستي اعمل لي الرقاق اللي بحبه و المحشي عشان هتعشى عندك و نقرأ الفاتحة
تجاهلته الجدة و بدأت تصنع عقدا جديدا لحبيبة بيجاد يجب عليها أن تنتهي منه قبل شروق الشمس لأن موعدها معها قبل الظهيرة .

تسلم ايدك يا تيتا و الله تحفة شفت يا بيجاد العقد حلو ازاي 
أردفت هذه العبارة رقية خطيبة بيجاد التقط جزء من العقد و على ثغره إبتسامة ودودة نظر لجدته وقال بإمتتان 
اه يا ياحبيبتي حلو اوي تسلم ايدك يا تيتا هدية لذيذة زيك
وضعت الجدة يدها على فخذ رقية ثم قالت بنبرتها الحانية 
المهم تعجب العروسة 
و الله جميلة اوي على فكرة ها تعلميني. يعني ها تعلميني أنا خلاص وقعت في حبك و حب الاسكسوارت دي
الحق خطيبتك يا بيجاد تيتا ركنتك على الرف بعقد 
أردفت ربى عبارتها و هي تغمز لابن عمها ممازحة خطيبته التي سرعان ما إندمجت مع باقي أفراد العائلة نظرت رقية لها و قالت بإبتسامة و اسعة 
تيتا دي عسل مكرر 
يسلم لسانك يا رقية شايف الكلام اللي يفتح النفس مش زيك 
دلوقتي يا تيتا بقيت وحش و كلامي وحش !
نظرت الجدة لشقيق رقية و قالت بتساؤل 
الشقة عجبتكم 
رد شقيق رقية و قال بإبتسامته البشوشة 
الرأي راي اختي هي اللي ها تقعد فيها و هي اللي ها ترتاح فيها أنا مجرد ضيف فيها
ابتسمت الجدة لحديثه المنمق الذي يتخلله بعض الجمل المجاملة في مغظم المناسبات المشابهة لهذه المواقف ردت بنبرتها الحانية 
أنت باين عليك ابن حلال مش زي اخوك الكبير دبش و كلامه غبي و ...
تيتا إيه اللي بتقولي دا 
قالتها ربى مانعة إياها من تكملة باقي حديثها نظرت ل شقيق رقية و اعتذرت منه و هي تحاول أن تجد مبرر لحديث جدتها 
معلش يا أستاذ معتز هي مش قصدها بس هي كدا بتتكلم بطبيعتها مع الناس و....
رد معتز بإبتسامته العذبة و قال 
با لعكس مبسوط إنها بتتعامل معايا زي ما بتتعامل معاكم و بعدين هي يحق لها تعمل اللي يعجبها بعد اللي صفوت عمله
ردت الجدة بعقلانية 
يا ابني أنا مش زعلانة منه و الله هو معاه حق في اللي قاله بس أحنا ما كدبناش عليكم قلنا إن الواد عاوز البت و لما سألنا على أبوه و أمه قلنا إنهم مش موافقين بس نقول إيه اخوك طلع قليل الذوق !
حركت ربى رأسها يمينا و يسارا غير راضية عن عفوية جدتها التي تتحدث بها دائما مع الغير وقفت عن مقعدها متجهة نحو المطبخ لتنهي وجبة الغداء التي بدأت فيها بمساعدة جدتها في الصباح الباكر تفاجأت بوجود رقية جوارها تريد مساعدتها نظرت و قالت بإبتسامة واسعة 
سايبة عريسك و جاية ليه روحي و أنا ها خلص و اجاي على طول 
تيتا قامت تصلي العصر و بيجاد و معتز بيتكلموا في مواضيع مليش فيها بصراحة فقلت اساعدك بقى و اضيع وقتي.
اها عشان كدا طب خدي بقى حاجة السلطة و اعمليها
وقفت رقية تقطع الخضروات بينما كانت ربى تسكب الحساء الخاص بجدتها كانت شاردة الذهن تفكر في حديث نوح مبرارته التي قالها و اعتذره عن ما بدر منه طيلة الفترة الماضية لا تعرف كيف ستتحدث مع أبيها كيف تخبره أنها تريده .

هي جدته جميلة و كلامها عسل بس أنا مش عارف ليه مش مرتاح لوجودك في البيت دا
أردف معتز عبارته و هو يسير شقيقته بعد قضاء أكثر من ثلاث ساعات مع عائلة المحمدي تأبطت رقية ذراعه بقوة و كأنها تستمد منه قوتها تنهدت و هي تقول بعقلانية 
عارفة إنك قلقان زي صفوت بس هما كانوا واضحين من البداية و بعدين بيجاد قال إني هكون في شقتي و مليش دعوة حد نهائي هو قالي لو مش حابة القعدة في بيت العيلة ينفع ناخد برا بس بصراحة رفضت لأن الظروف معاه اتغيرت تماما و مقبتش زي الأول .
نظر لها معتز ثم لا حت على ثغره إبتسامة بشوشة ردت على سؤاله دون أن يطرحه لكنها قرأته من عيناه 
مش بدافع عنه بس صدقني يا ميزو دي الحقيقة 
طالما هتبقي مرتاحة معاه خلاص مايهمنيش غير راحتك و على فكرة صفوت من نفس رأيي بس مراته مأثرة عليه حبتين 
يعني خلاص مافيش اعتراض من ناحية الشقة و لا بيجاد !
توقف فجأة معتز ثم نظر لها و قال بحنان بالغ 
يا بت افهمي أنا لو معترض هروح معاك لحد هناك و لا هكمل أصلا الجوازة !! أنا معترض بس على خلافاته مع أبوه على جوازكم هو شايفك قليلة و أنا مش عاوز حد يشوفك أقل منه و طالما أنت موافقة عليه و عاوزاه يبقى مافيش مشكلة
ختم حديثه محذرا إياها 
بس قسما بالله لو عرفت إن حماك اتعرض لك بكلمة واحدة لتكون الناهية أنا لحد دلوقت عامل احترام لست الكبيرة و لخطيبك إنما يتعرض لك بكلمة لا يهمني لوا في الد خلية و لا الوزير نفسه لو فاكر نفسه حاجة و ها يتنطط علينا أنا اك سر له رجله اللي بيتنطط علينا بيها احنا كمان ولاد ناس مش قلة يعني .

في مساء أحد الأيام 
جلس عابد على الأريكة حذاء والدته يستمع إليها في وجود أخيه كانت الجدة تقلب بين أوراقها مع ابنها تسأله عن هذه و ترمي بتلك في سلة القمامة 
حتى عثرت على حجة أرض فضاء كانت إرث عن أمها تناولتها من يد عابد و قالت 
هي دي اللي بدور عليها بقالي مدة 
بدوري عليها ليه يا أمي و إيه فكرك بيها 
تجاهلت سؤال مالك ثم نظرت ل عابد و قالت بنبرة جادة و هي تشير بيدها تجاه نوح الذي عاد قبل ثلاث أيام لخضوعه ل عملية بالكتف .
دي حتة الأرض اللي ورثتها عن امي الله يرحمها
وضعت العقد في يد عابد ثم قالت 
نوح عاوز يعمل مزرعة خيل و شاهين عاوز يعمل مزرعة مواشي
رد عابد متسائلا 
أنت عاوزة يعني تخلي نوح و شاهين شركا في المزرعة
ردت موضحة مقصدها قائلة 
لأ مش نوح و شاهين بس أنا عاوزة تيم يكون معاهم و الواد مراد يمسك القضايا بتاعتهم بتسميها ايه ياواد ياعابد  
الشئوون القانونية يا ماما 
اسم الله عليك نيجي بقى ل صهيب و تيم 
مالهم دول كمان يا إمي 
ظلت تنظر حولها عن أحد العقود و هي تقول 
دور لي
تم نسخ الرابط