رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الثاني و العشرون لـ الأخير
المحتويات
لحديثها الهامس جحظت عيناه من فرط جرأة الجدة هدر بصوته المرتفع متسائلا پغضب مكتوم
هو في إيه يا ستي إيه اللي جرا لدا كله !
قومي ياستي قومي صلي الفجر قرب يأذن قومي ارتاحي و ياريت اللي حصل دا تنسيه
عيب يا نوح تقول الكلام دا أنا ستك حبيبتك سترك وغطاك اللي هاتداري عليك
تنفس بعمق و هو يحاول كظم غيظه الشديد
كان نفسي اقلك يغلبك بالمال وتغلبيه بالعيال بس بعد اللي شفته مليش عين اقولها معلش يابنتي حقك عليا أنا كسفني
رنت ضحكات ربى ما إن ختمت الجدة حديثها
اوصد الباب ثم نظر لها و قال بوعيد
بتضحك عليا ها
لأ يا روحي العفو دا أنا بس مبحبش اكسف تيتا
القى بمعطف حلته السوداء أرضا. و هو يقترب خطوة مقابل الخطوة التي تتراجعها التفتت نحو باب حجرة النوم و هي تحمل فستانها اختلطت ضحكاتها بين توسلاتها و تحذيراتها
ولج الغرفة ثم اوصد بابها و ماهي إلا ثوان
معدودة و خرجت و تبدلت الضحكات لصرخات عالية هرع محاولا تهدأتها قائلا برجاء
وقفت على الأريكة و هي تتوسله و قالت
ابوس ايدك أنت طلعه برا يا نوح
أشار بيده و قال
يا دي الليلة اللي مش ها تعدي النهاردا اهدي يا بت الناس هاتتلم علينا و....
قاطعته بصوت مرتفع
يابابااا خرج من الاوضة اهوو يا نوح يا مامااا
هبطت الجدة بخطواتها الهادئة و هي تلتقط أنفاسها بصعوبة جلست على أقرب مقعد و قالت
فين الأكل بتاعي يا ولاد
وقبل أن ترد ابنتها صدحت صرخات ربى المكان مختلطة بصرخات نوح الذي يتوعد لها
حاولت العائلة تجاهل الصوت وبداخلهم خجل
إلا أن زاد الأمر عن الحد وهي تستنجد بوالديها هرع الجميع تجاه الطابق الثالث قبل أن يتهور ذاك المجذوب.
افتح يا نوح الباب
ليرد مالك وقال
اهدأ ياعابد جايز احنا اللي فهمنا غلط دول عرسان ياجدع ما أنت كنت عريس زيه
رد عابد بعصبية وقال
اهدأ و زفت إيه أنت مش سامع الھجمي اللي جوا دا و هو بيحلف و يتحالف لها هي لو بنتك ها تسكت كدا يا مالك
تابع بغيظ مهددا إياه قائلا
وصل إلى مسامعه بكاء ابنته مما زاد من غضبه أمر أثنان من الشباب بكسر الباب وقبل أن ينكسر بلحظات فتح لهما الباب و سقط كلا من شاهين و تيم أرصا بينما سأل نوح عمه
و بعدين في بنتك يا عمي اقسم بالله جبت أخري منها مش كدا بجد
رد والده وقال
روح الله يكسفك زي ما كسفتني قدام الراجل
نظر عمه ل هيئته غير المهندمة تلك وجد أزرار قميصه مفتوحة و بيده عصاة مخصصة لتنظيف الأرضيات بينما ابنته كما هي بفستانها الأبيض عدا وشاحها الأبيض الطويل سأله بدون قصد
إنتوا بالبدلة والفستان لحد دلوقت !
هرعت ربى تجاه والده و هي تبك تشبثت
بي ده وقالت بإصرار
بابا و حياتي لتاخدني عندك أنا مستحيل اقعد دقيقة واحدة في الشقة دي
سألها عابد بنبرة متعجبة
مستحيل !! دا أنت مبقلكيش فيها ساعتين على بعض !
أحابته بإصرار قائلا
مش هكمل فيها لحظة واحدة اتصرف بقى !
رد عابد متسائلا بشك
هو في إيه بالظبط إيه حكايتك يا نوح !
و الله يا عمي مافي حكاية و لا غيرها هي شافت فار و من ساعتها و هي حالفة يمين عظيم ما تقعد في الشقة .
فار !!
بابا اتصرف مستحيل اقعد في الشقة انا والفار دا أنا بقلك اهو
سأله بيجاد بنبرة ماكرة
والفار دا جه ازاي يعني يا نوح
أجابه نوح و هو يقترب منه و قال
مش عارف ازاي الصراحة يا بيجاد تفتكر مين آخر واحد كان في الشقة قبل ما ادخلها
مش عارف الصراحة و
رد مالك بنبرة جادة و قال
بس خلاص ادخل يا نوح أنت و مراتك عندي وإنتوا يا شباب مهمتكم تشوفوا الفار دا فين و تتخلصوا منه و ...
قاطعه نوح قائلا
هو خرج يابابا خلاص هي بس اللي مرضتش تصدقني
طب يا ابني خد مراتك و ادخل
نظر عابد لابنته و قال بحنو وحب
خلاص يا حبيبتي ادخلي شقتك ولو حسيتي إن لسه موجود انزلي باتي عندي
حاضر يا بابا تصبح على خير يا حبيبي
اقترب نوح من أخيه و قال بوعيد
أنا داخل جوا وعزة جلالة الله لو لمحت أي حيوان تاني خلقه ربنا ما حد هاينجدك من تحت ايدي
احت ضن بيجاد أخيه مربتا على ظهره و قال
تصبح على خير يا حبيبي يا مشرفنا متقلقش عليا أنا ربنا يخليني ليك و دايما في ضهرك .
ولج العروسان أخيرا بعد محايلات من العائلة
ل ربى التي كانت ترفض راضا باتا بأن تمكوث في الشقة مع ذاك الفأر اوصد نوح الباب بينما نظر والده لأخيه و قال بخجلا من تصرفات ابنه
معلش ياعابد عيال بقى سيبهم يدلعوا
رد عابد وقال بضيق
هو أنا مسكت في ما أنا سايبه اهو
طب تعال نشرب قهوة تلاقيك مصدع من الصبح
دفعه عابد برفق تجاه شقته و قال
ادخل يا مالك شقتك مش ناقصاك صدقني ادخل الله يهديك .
ولج شقته و هو يسب ابنه مرة و يلعن نفسه الف مرة جلس يفكر في ذاك المظهر الذي خرج به ابنه و ابتسم عليه حرك رأسه وقال
ېخرب عقلك يا نوح طول عمرك مچنون
في عصر اليوم التالي
تجمعت العائلة بأكملها عدا العروسان رغم غيابهما إلا إنهما كانوا حديث السهرة و مابعد الظهيرة لم تترك فيروز مجالا لم تطرقه حتى تسخر من ابن أخيها تحولت الجلسة العائلية بين مؤيد و معارض أما العروسان فكانوا في عالما آخر كانت ربى ساكنة بين احض ان نوح
تحدثه عن حبها لم تعد تعرف كم عدد المرات التي اخبرته فيها عن هذا الحب لكنها تطمئن حين تخبره ابتسم لها و قال بنبرة حانية وهو يمرر ظهر يدها على بشرتها الناعمة
نفسي اصدق إن كل اللي بيحصل دا حقيقي
ردت بذات الإبتسامة و قالت
صدق بدليل إننا من امبارح محذش فينا نام من كتر الفرحة و...
اقترب منها كاد أن يتذوق من رحيق شفت اه
لكنها وضعت يد ها على صدره مانعة إياه لم يكترث لحديثها و لايعرف مالذي تريد أن تخبره به سحبها لعالمه و سرعان ما اندمجت لن يفوت تلك الفرصة من يد ه مرة أخرى اصبحت زوجته و هذا الأمر لم يكن سهلا عليه
جاء بشق الأنفس ولن يتركها إلا بخروج الروح من ج سده كان في عشقها عاق و لكنه قرر أن يتوب عن عقوقه يظل بعشقها بار
ايدي وجعتني
متابعة القراءة