رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الثاني و العشرون لـ الأخير

موقع أيام نيوز

بعد أن صافح جدته ساعدها في الجلوس على الأريكة ثم عا نق زوجته 
عنا قا طويل و كأنه غاب عنها سنوات طويلة
خرجت من حض نه محتض نة وجهه بين كفيها متسائلة من بين دموعها 
مال وشك اتقطف ليه كدا يا حبيبي 
مال بو جهه ليطبع قب لة على أناملها ثم قال بحنو و حب 
أنت بس اللي بتحبي تكبري المواضيع
تابع بجدية قائلا بعتذار بعد أن جلس حذاء جدته 
أنا آسف يا تيتا كانت وا حشاني 
ربنا يسعدكم يا حبيبي قل لي جيت ازاي مش قلت كانوا مش عاوزين يجيبوك  
عملت كام محاولة كدا لحد ما ربنا كرمني و عرفت اجيب إجازة 3 أيام بس 
بس !! 
حلوين يا روكا دا أنا كنت عشمان في 24 ساعة
ردت رقية متسائلة 
أكيد جعان نص ساعة و الأكل يك....
قاطعها قائلا 
مش ها تقومي تعملي أي حاجة خليك و هابعت اجيب جاهز
نظر لجدته و قال 
تحبي تأكلي إيه تيتا 
وقفت الجدة و قالت بحنو و حب 
دايما عامر بحسك يا حبيبي بس أنا هاروح عند ابوك بقى احسن يتقمصو يقل لي بتأكلي عند عابد و أنا لأ
رد باسما 
دا أنا كدا اللي ها تقمص يا تيتا اقعدي و ابقي اتعشي عنده
مازحته بكلماتها الجريئة التي لم تفشل للحظة أن تحرج بها زوجته كادت أن تخرج لكنها عادت و قالت بتذكر 
اختك ولدت 
بجد ! امتى  
من يومين كدا ادخل سلم عليها و بوس على راس ابوك و أمك 
بس يا تيتا ...
مافيش بس أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك مهما عملوا حتى لو خلوك تروح تحا ر ب بردو أمك و أبوك اختك زعلانة و نفسيتها زفت بسبب ابنها اللي محجوز في المستشفى ادخل و طيب بخاطرهم كدا و خد مراتك في ايدك 
تاني يا تيتا و يقابلوها وحش و يكسفوني !! 
مش هايعملوا كدا صدقني دول اتعلموا الأدب بس بيكابروا صعبان عليهم ابنهم يخرج عن طوعهم بس معلش راضيهم عشان ربنا يراضيك دنيا و آخرة
أومأ بيجاد علامة الإيجاب و قال بهدوء 
حاضر يا تيتا هروح أنا لوحدي لو حسيت إن في وش حلو هاخد رقية معايا تاني يوم لكن لو هما زي ما هما يبقى شكرا على كدا .
ساعدها بيجاد لدخول شقة ابنها جلست على الأريكة تلتقط أنفاسها سألت عن ملك فقال لها مالك بسعادة 
المستشفى كلمت امجد و قالوا إن البيبي اتحسن و الدكاترة قالت لو أمه تقدر تيجي ترضعه تيجي دلوقت 
طب الحمد لله
تنحنح بيجاد و قال بهدوء 
مبروك يا بابا 
شكرا 
هو اسمه إيه  
معرفش ابقى اسأل ابوه
أتت سيلا و هي تحمل بين يد ها القهوة وجدت ابنها جالسا شاحب الوجه علامات الإرهاق بادية على وجهه و ضعت القهوة على سطح المنضدة ثم قالت بجمود مصطنع و هي تجلس 
مش تقول يا مالك إن عندنا ضيف كنت عملت حسابه في القهوة
نظر بيجاد لجدته نظرة ذات مغزى بينما ردت هي قائلة 
هو فين الضيف يا أم نوح  
سيلا مش قصدها حضرتك يا ماما 
تنهدت الجدة و قالت بتساؤل 
ايوة و بعدبن يعني في شغل التلاقيح دا ما تهدي بقى يا مرات ابني مش كدا الواد جاي لحد عندكم و مغلتطش فيكم
رد مالك وقال بصوت مرتفع 
لأ غلط لما يقف قصادي يبقى غلط يا أمي 
و أنت دلوقت بتعمل إيه يا ابن بطني ها  
أنا آسف مش قصدي طبعا بس بردو يا أمي مايرضكيش إن هو يمشي كلمته عليا
رد بيجاد بنبرة تحمل من بين طياتها الكثير و الكثير نفذت طاقته على التحمل نظر لوالديه و قال بمرارة
كلمة إيه يا بابا بس اللي مشيت على حضرتك طول عمري ماشي تحت طوعك و عمري ما قلت لك لأ 
بس قلت لما
صمت و لم يكمل حديثه بعدما كاد أن يفقد السيطرة على لسانه في حق زوجة ابنه تحدث بيجاد بنبرة جعلت الحجر الصوان يلين من فرط حزنه و إنشغاله على زوجته و ابنه الذي لم ير النور 
يا بابا حتى لو أنا غلطان فأنا آسف حقك عليا بس ارجوك بلاش زعلك مني يطول ابني اللي لسه ماشفش نور الدنيا أنا ابني احتمال كبير يروح مني
ختم حديثه و هو يقف عن الأريكة و قال 
لو كنت بتدعي على ابني يروح مني ارجوك ادعي اروح أنا و هو يفضل مكاني مش هاتحمل ابني ي...
بلع غصته و غادر قبل أن تنساب دموعه و يظنها والده دموع تماسيح كما قال من قبل نظر مالك لوالدته و قال بحزن دفين على بيجاد
هو إيه يا أمي ماله ابنه و هايروح ازاي !
وقفت الجدة عن الأريكة و قالت بحزن عن الحال الذي آل إليه عائلتها مؤخرا
اسأل اخوك يقل لك و ابقى امشي ورا كلام مراتك حلو خلي العقد يفرط منك و متعرفش تلمه

داخل قسم الحضانات
كانت ملك تحمل ابنها بين يد ها ضا مة يد ه
الصغيرة الناعمة في كفها تقبله بين الفنية و الأخرى و هي تقدم اعتذرها للمرة المئة بعد الالف قائلة من بين دموعها 
حبيبي يا ابني أنت جعان اوي كدا
نظرت لزوجها الذي لم يبرح بصره عن ابنه مرر أنا مله على خصلات شعره الطويلة و قالت 
شبهك يا امجد مش كدا
رد امجد بإبتسامة عريضة و قال هامسا خوفا من أن يستيقظ أو يزعجه 
هو أنا قمر كدا دا مش سايب حاجة منك غير لما خدها 
ما تشوف الدكتور كدا هايقول إيه خلينا ناخده معانا وحياة يا امجد 
و الله يا حبيبتي قلت له قالي اصبر كمان ساعتين يكون الدكتور اللي بيشرف على حالته جه و هو يطمنك لو الحالة مستقرة هتاخده اكيد
تابع بجدية رغم حماسه بأن يأخذه معه 
و بيني و بينك أنا شايف اهتمام ورعاية على اعلى مستوى الصراحة يعني هو هنا في أمان نستعجل احنا ليه !
تابع بحنو و هو ينظر لابنه و قال 
شبعي أنت بس لحد ما الدكتور يجي بيقولوا الرضاعة الطبيعية احسن و افيد لي بكتير
عادت ببصرها لابنها و قالت بحنان بالغ 
أنا لو اطول ادي له عمري مش كفاية عليه مش شوية لبن
سألته بشئ من العتاب 
لسه بردو مش عاوز اطفال بعد ما شفت حتة منك بين ايدك 
أجابها بحنو و حب و هو يقترب أكثر منها و قال 
أنت كنتي زي ضي في مكان ضلمه كنت بحسب دي طاقة نور طلعت لي دنيا حلوة و فحأة دنيتي الحلوة كبرت و هتزيد واحد كمان بس قصادها هتروح مني سبب حبي للدنيا تفتكري ابقى عاوز حاجة 
نظر لابنه و قال بحزن 
لحد اللحظة اللي بكلمك فيها دي أنا لاشيلت ابني و حسيت بوجوده تعبك ضيع لي طعم أي حاجة حلوة ممكن تحصل لي النهاردا بس لما خرجتي
تم نسخ الرابط