رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الثاني و العشرون لـ الأخير
المحتويات
و ملوش لازمة ادخلي ارتاحي و أنا أول ما هوصل هاكلمك
حاضر يا حبيبي لا إله إلا الله
محمد رسول الله
هبط بهدوء حتى لا يصدر صوتا لكنه تفاجأ بجدته فاتحة باب شقتها لأول مرة و كأنها في انتظاره كانت تصلي صلاة الفجر هتفت بخفوت و قالت
تعال يا ابني تعال يا حبيبي
وضع حقيبة السفر على اعتاب الشقة ثم ولج بهدوء تناول كفها بين راحتيها لثمه و قال
ربتت على مؤخرة رأسه و قالت
خلاص يا حبيبي نويت
لو عليا يا تيتا مش عاوز اسافر و اسيب مراتي و هي حامل بس اعمل إيه بقى
سافر و اطمن عليها هي وسط اخواتها و اهلها و اوعى تزعل ابدا أنت راجل و بتخدم بلدك في القاهرة في سينا في المريخ المهم تثبت إنك راجل و قد المسؤولية.
حاضر يا تيتا بس ....
عاوزة اعرفك حاجة قبل ما تمشي يا حبيبي ابوك حلف لي إنه ملوش أي دخل بالموضوع دا و إنه لو عاوز يعقابك مش هايتدخل في شغلك نهائي و إنه الشغل حاجة و الخلافات اللي بينكم حاجة تانية
اومال مين يا تيتا السبب لو مكنش هو
ردت الجدة كاذبة
معرفش. و مش مهم اعرف مين هو المهم إن بيجاد اللي انا ربيته و بفتخر بي في الرايحة و الجاية يثبت إنه قد المسؤولية و يقول للناس كلها أنا بسد في أي مكان اتحط في و مين عالم ما يمكن يكون ربنا كاتب لك الخير هناك
وضعتهم في يد حفيدها لكنها رفضهم و بشدة
ردت هي و قالت
تعدمني ل تاخدهم
بعد الشړ عليك بس و الله معايا فلوس و الحمد لله خليهم معاك و أنا لو محتاج لهم هابعت و اقل لك
كدا بردو يا بيجاد طب أنا زعلانة منك
زعلك على راسي بس أنا كدا هابقى مرتاح اكتر لو بتحبيني يا تيتا خليهم معاك
كان نفسي اشوف نوح قبل ما امشي بس الظاهر مليش نصيب
اخد علاجه و يا حبيبي على التعب اللي هو في طول الليل على صړخة واحدة يادوب غفل عينه من شوية بعد ما قرأت له قران
ابقي سلمي لي عليه عليه يا تيتا
عاد و جلس من جديد قائلا بتوسل
و حياتي يا تيتا لو بتحبيني ابقي اسألي على رقية دي بتحبك اوي
في مساء يوم الجمعة
كان مالك يجوب الردهة ذهابا إيابا كاد أن يجن لماذا حتى الآن يصله أي اخبار عن ابنه ماذا يفعل يذهب لزوجته و يفصل رأسها عن جسدها بسبب فعلتها تلك أم يجلس و ينوح كالنساء حتى يعود له ابنه لا كفى كبرياء و جمود سيذهب لزوجة ابنه و يعرف لماذا لم تصل اي أخبار عن زوجها حتى الآن خرج من باب شقته وجد ابنته تلج و هي تلتقط انفاسها بصعوبة بالغ إثر الحمل الذي قاربت على أن تتخلص منه صافحها و هو يبادلها القبلات الخفيفة على خديها كانت رقية تقف على اعتاب الشقة تتحدث مع ملك و ما إن خرج مالك اعتذرت وولجت نظر لابنته و قالت بنبرة مغتاظة هامسا
ردت عليه و هي تقوده للداخل و راحت تقول بجدية مصطعنه
يا بابا دي البنت جميلة خالص طب والله طيبة
طيبة دا أنت اللي طيبة
تابع بمكر و قال
و بعدين هي ازاي تفتح الباب و تقف تحاسب الحاجة كدا بنفسها احنا من إمتى عندنا الحاجات دي !
ردت ملك بذات النبرة و قالت
هاتعمل إيه بس يا بابا ما هو بيجو كان بيجيب لها كل حاجة و دلوقت كل حاجة بقت عليها هي
سألها بخبث
هو بيكلمك و بيسأل عليك و لا اخدته منك
تلاعبت على أوتار قلبه و هي تتلذذ بعذا به قائلة
طبعا يا بوب بيسأل بس انا بتكلم إنه مسافر و إنه يعني
بت بلاش شغل المخابرات بتاع جوزك دا من يوم ما اتجوزتي و هو معلمك شغل الخبث ايوة بسأل عنه و عاوز اعرف و صل و لالأ ارتاحتي كدا !
طبعا يا مالك باشا ارتاحت عشان دا أكد لي إنك لسه بتحبه
ضحك مالك و قال بتساؤل
هو أنت فاهمة إن في حد في الدنيا دي كلها ممكن يكره حد من ولاده ! احنا نزعل منهم اه ناخد على خاطرنا ماشي لكن نكره دي مستحيل تحصل .
تنهدت ملك و قالت بتعب حاولت إخفائه لكنها فشلت
اطمن يا بابا هو وص ل بالس لا مة و و و آآآه
رد مالك بفزع قائلا
مالك يا بت في إيه ما أنت كنتي كويسة من شوية
الظاهر كدا بولد يا بابا آآآه
رد مالك و هو يجوب الردهة ذهابا إيابا و قال
و أنت جاية تولدي و أنت اخواتك م هنا اللي مسافر و اللي عامل عملية. اعمل إيه أنا دلوقت !!
ولج الغرفة ثم خرج منها ثم عاد إليها للمرة الثالثة على التوالي لا يعرف ماذا يفعل جالسا في البيت بمفرده قام بالاتصال على زوجته ثم أخذ ابنته و غادر البيت رغم تحذيرات عابد و هو يقول بعقلانية
يا ابني بنتك بكرية لسه بدري على ما تولد
يا اخي اديني شوية هدوء اعصاب عشان اعرف اسوق العربية.
ردت فيروز و قالت
يا مالك اهدأ مش كدا دا أنت مخلف تلاتة وعارف
لم يرد على أحد بينما قال عابد
ادي دقني لو ولدت قبل الساعة خمسة المغرب ادخلي يا بنتي البسي اما نشوف اخوك اللي مشحططنا وراه هو وعياله دول
بعد مرور عدة ساعات و بعد تجمع العائل بأكملها حول غرفة العمليات خرج عابد من غرفة الطبيب الذي يشرف على حالة ملك. و قال لهم بهدوء
ما تقلقوش هي شوية و هاتخرج من العمليات
سألته فيروز بخفوت
هي اتاخرت ليه في حاجة و لا إيه !
أجابها بذات النبرة و قال
بيولدوها قيصرية و الحالة صعبة بيقولوا احتمال يفقدوا الجنين
لطمت فيروز و قالت بصوت مرتفع دون قصد
حبيبتي يا بنتي بعد كل التعب دا !!
رمقها عابد لتصمت بينما انضم إليهم مالك وقال بتساؤل
في إيه
مافيش تعال نشرب حاجة تحت في الكافيتريا
نزع مالك يده من يد اخيه و قال
حاجة إيه و زفت إيه ! بسألك في إيه يا عابد بنتي مالها
ملهاش يا مالك في إيه
اومال اختك بتصوت ليه
بتكلم معاها عادي في حاجة تانية
لم يتحمل مالك كڈب اخيه اكثر من ذلك دوى بصوته المكان ليخرج الطبيب حتى يعرف ما الذي حدث لابنته سحبه عابد بعيد عن الرواق
متابعة القراءة