رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الثاني و العشرون لـ الأخير
المحتويات
هما يغورا مش عاوزهم هما متعبين اساسا و زنانين
ضحكت وتين ضحكة عالية لكنها عادت وكتمتها من جديد ثم قالت بجدية
أنت شكلك رايق النهاردا و أنا يا اخويا تعبانة و عاوزة انام تصبح على خير
ضمھا لحضنه وهو يخفض الضوء و مصطنع التذكر و قال
أنا كمان افتكرت حاجة مهمة اوي لازم اخد رأيك فيها
لم تستطع الإنفراد بنفسها وقت النوم مازال يقنعها بما يريده لم يتغير فيه شئ هذا هو عابد الذي تعهده منذ نعومة أظافرها و حتى لحظتها هذه كان صادقا في وعوده لها و هذا الذي يريده لبناته رجال تحفظ العهد رجال أفعال لا أقوال .
كان جالسا في شرفة الردهة يقرأ جريدة الصباح ولجت ربى شاحبة الوجهة مالت بجذعها لتطبع قبلة خفيفة على خده ابتسم لها و قال
صباح الخير يا بابي
صباح النور يا قلب بابي فطرتي
اه اخدت حاجة سريعة كدا عشان اتأخرت النهاردا هانزل بقى محتاج حاجة مني قبل ما انزل
لأ يا حبيبتي بس متعمليش حسابك إنك هاتتغدي هنا النهاردا
اومال هتغدا فين !! عند جدو يعني
لأ
ها تعزمنا برا
رد عابد ممازحا و قال
ليه قالو ا لك عليا ورثت !!
وضع جريده على سطح المنضدة و قال بنبرة حانية و هو يحتوي خدها بكفه
ياريت القمر بتاعنا يبطل عياط بليل عشان مش حلو عليك
أنت إيه !
أنا آسفة
ليه
عشان خذلتك و ضعفت
عشان بټعيطي تقصدي
اه
و هو أنت إنسانة ولا جماد
قصد حضرتك إيه !
قصدي إن العياط بريح و أنت لازم ترتاحي
ردت ربى بنبرة مريرة و قالت
إن شاء الله يا بابا عن ...
نظر لها و قال بإبتسامة خفيفة و هو يحاول قراءة تعابير وجهها حاولت أن تشيح بوجهها للجهة الإخرى وضع أنامله أسفل ذقنها و لفها له ثم قال
نظرات ذاهلة لا تعرف ربى فرغ فاها لترد عليه لكنه نظر لساعة معصمه و قال بجدية مصطنعة
نوح قالي إنه جيبه مليان
غمز لها و قال بإبتسامة واسعة
ابقي اطلبي غدا معتبر خلي يدفع د م قلبه
بابا أنت...
يلا اتأخرتي على شغلك انزلي ها تلاقي السواق في انتظارك يا ربى هانم
عقدت ما بين حاجبيها و قالت بعدم استيعاب
قبل أن يرد عليها صدح رنين هاتفها دست يدها في حقيبتها الجلدية اخرجته و قالت
دا نوح
رد عابد بإبتسامة واسعة
ماهو دا السواق يا بنتي يلا اتأخرتي على شغلك
هزت ربى رأسها بسعادة ثم خرجت لكن سرعان ما عادت طبعت قبلتها على خده و هي تقول بسعادة غامرة
شكرا يا بابي ربنا يخليك ليا
أردفت وتين عبارتها و بين يدها حامل القهوة وضعته على سطح المنضدة و قالت
نقول مبروك و لا لسه شوية
الله يبارك فيك يا مامي
توسط عابد زوجته و ابنته نظر لهما وقال بسعادة
اهو أنا دلوقتي بس ارتاحت و عرفت يعني راحة
لم يهدأ رنين هاتفها رد عابد بنبرة مغتاظة قائلا
ما كنا قاعدين كان لازم اسمع كلامك و اوفق على سي زفت
ردت وتين بجدية مصطنعة
ما تقلش على جوز بنتي زفت يلا يا روبي انزلي يا روحي زمانه تعب من القعدة و دا غلط عليه
حاضر يا مامي
حاضر يا مامي دلوقتي حاضر يا مامي كله منها أنا عارف أنا وافقت ليه
ردت وتين بغطرسة
أنا كلامي مقنع و بعدين دي مرة من 25 سنة فكرني بعد 25 سنة تاني ابقى اقنعك تجوز حفيدك عشان صعب عليا
ضحكت ربى على عفوية والدتها بينما أشار والدها لها و قال
انزلي يا بنتي قبل ما تقنعني ابيع البيت باللي في ما هي بنت الأنصاري و تعملها
ركضت ربى تجاه الباب ثم عادت سريعا عانقتهما و هي تقول من بين دموعها
ربنا يخليكم ليا و دايما منورين حياتي
كادت أن تذهب لكن استوقفها عابد متسائلا بجدية مصطنعة
مش وشك من شوية شبه العواجيز إيه اللي حصل له كدا
يا بابا بقى !!
و أخيرا تكرمت و هبطت سلالم الدرج عبرت البوابة الحديدية ثم فتحت باب السيارة و استقل جوار مقعد القيادة نظرت جوارها و جدته يستشيط ڠضبا كادت أن تسأله لكنه اڼفجر قائلا
ما لسه بدري على وصلة الاحضان و البوس و الحنية اللي اشتغلت إيه اكتشفتي إنهم اهلك النهاردا و لا إيه عرفيني عشان ابارك لك
إيه يا نوح كنت بفهم من بابا اللي حصل و بعدها قلته شكرا
شكرا بتاعتك دي مش زي أي شكرا بتتقال في الكون
زفر بحنق ثم قال بضيق و قال
هنروح فين
الحضانة طبعا
إيه يا بت الثقة دي جايبها منين نفسي افهم
قصدك إيه مش فاهمة
الساعة في ايدك كام
عشرة
متأخرة عن معادك ساعتين كاملين و أنت حاطة قوانين في الحضانة إن ممنوع الدخول بعد 8 يعني حضرتك إجازة
ايوة بس الكلام دا على الموظفين و الطلابة مش المديرة و بعدين دي مرة في عمر لما بتأخر
قاد سيارته و قال بهدوء
و أنا اصدرت امر مافيش شغل النهاردا
تابع وهو ينظر لها قائلا بغمزة من عيناه
هاخدك تشوفي شغل جوزك عامل ازاي
ردت ربى و قالت بهدوء وهيي تخرج هاتفها من حقيبتها الجلدية
طب تمام هابلغ بابا لو وافق يبقى هابلغ السكرتيرة إني مش جاية
لحظات و هي تنتظر رد والدها ردت بصوت سعيد و نبرة تملؤها الفرحة قائلة
بابي معلش نوح كان عاوز ياخدني المزرعة اشوفها و...
كادت أن تكمل حديثها لكنه سحب منها الهاتف ثم ضغط على زر السماعة الخارجية و قال
مش هنتأخر هناك يا عمي ساعة بالكتير و بعدها نروح نتغدا
هاتغدي البت الساعة عشر الصبح يا نوح أنت ها تعملهم عليا
ماتسيبوا ياخدها أنت قاعد لهم زي الحكم كدا ليه
اردفت الجدة عبارتها و هي تستمع لرجاء حفيدها و توسلاته بعد أن رفض بطريقة غير مباشرة نظر لوالداته و قال بجدية مصطنعة
طبعا ما هو دا الغالي اللي محدش يقدر يجي جنبه
واد يا نوح روح يا حبيبي مطرح ما يعجبك و اصرف يا واد متبقاش بخيل يمكن ابوها يسكت
وضع عابد صحن حبوب القهوة بين يدها و في الأخرى المكينة الخاصة بطحنها و قال
خدي يا ولاء حاجتك اهي و هاتي التليفون عشان أنت كدا هاتبوظي لي علاقتي بالعيال
خد يا اخويا آل يعني هي عدلة من الأول
حرك عابد رأسه يمينا و يسارا ثم حدث نوح كلمات بسيطة محذرة تارة و مطئنة تارة أخرى وضع هاتفه على سطح المنضدة و هو يستمع لسؤال والدته قائلة
هو اخوك لسه مخاصم مراته
رد عابد بنبرة حائرة قائلا
أنا مش عارف ابنك بيكبر و يعقل و لا بيكبر و
متابعة القراءة