رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الثاني و العشرون لـ الأخير

موقع أيام نيوز

الكهربا مسكتها فكرتها بترقص وقلت لها رمضان جانا يا اختي وأنت مش جاية معاه ولا إيه
رد طلال بنبرة مغتاظة قائلا 
وأنا اعمل إيه بس يا بابا محدش راضي يدفع وأنا حاطط لوحدي فلوس قد كدا حتى تيتا قالت لي أدي دقني اهي لو لقيت راجل في البيت كله دفع دول بخلا قمت قلت لأ متقوليش كدا يا تيتا دول كرما جدا وهايدفعوا اكيد قالت بلاش الجلالة تاخدك ولادي وأنا عارفاهم قلت لها هايدفعوا ولو مدفعوش ابقي قولي عليا الفت وفي الا خر لبست أنا وتيتا في الرايحة والجاية تقولي قومي اغسلي الطبقين اللي في الحوض يا الفت و مش سايباني في حالي يابابا فقلت اتصرف ياواد وكفاية ال جنيه اللي دفعتهم لحد دلوقت
خلع نوح نعليه والقى به في وجه ابنه وهو يقول پغضب جم 
بقى عشان دفعت 75 جنيه هتخلينا نجيب الراجل وياخد فوق ال 500 جنيه
رد طلال بغيظ مكتوم 
ماهو إنتوا لو بتتدفعوا بالذوق مكنش حصل اللي حصل الحق عليا اللي كنت عاوز احسسكم بطعم رمضان
يا الفت تعالي تليفونك بيرن
تابع بغيظ شديد قائلا 
شايف يا بابا اهي تيتا على كدا من الصبح ارحمني بقى من اللقب دا بقى
رد نوح قائلا بنفاذ صبر قائلا
يا اخي ارحمني أنت من اختراعاتك دي يا اخي هو أنا عملت إيه ياربي في دنيتي عشان يرزقني بعيال زيكم كدا
بعد مرور عدة ساعات
داخل منزل أناهيد كانت جالسة تتدون بعض بمراجعة الدورس الخاصة بمادة اللغة العربية 
حتى لا تقع في مأزق مع ذاك غريب الأطوار الذي يدعى زكريا الصفتي و لقبه المتمرد .
توقفت لحظة عند ذاك اللقب سألت نفسها كثيرا عنه لما لقب بهذا الأسم دائما يوقع مذكراته به و ما سبب عصبيته الزائدة هل كل من يود الهروب من ماضيه يتوارى خلف ستار الڠضب الشديد مثله ك مثل ورد المتمرد و طلال ! العجيب أن جميعهم لدية نظرة مشتركة نظرة الحزن البادية في اعينهم و التي يراها أي شخص بالعين المجردة لكن لا يعرف سببها .
عادت تراجع آخر ورقة قبل شروق الشمس 
كانت ورد في سبات عميق حين دخل والدها 
و قال بضيق 
هو أنت كل يوم تذاكري بليل لحد وش الصبح اومال بتعملي إيه طول النهار !! 
مبعرفش اذاكر بالنهار يا بابا ما أنت عارف 
عارف إيه بس اللي اعرفه إن فاتورة الكهربا ها تيجي قد كدا آخر الشهر ما عندك ورد اهي بتذاكر بالنهار و لا هي تلكيك و السلام يا ست أناهيد !
دخلت صفاء زوجته لتفض الڼزاع اليومي الذي لن ينتهي إلا بتتدخلها حين تقول 
صباحك ورد يا كرم كل سنة و أنت طيب يا خويا النهاردا أول يوم رمضان مش عاوزينه نكد صل على النبي كدا و روح شغلك بالسلامة و أنا بنفسي هاطفي نور البيت كله
رد كرم پغضب شديد 
خليك أنت كدا قلبك ضعيف مش عارفة تمشي بنتين ملوشهم لازمة
استيقظت ورد على المشاجرة و قالت بضيق 
و هو أنا عملت حاجة يابا ما أنا نايمة في حالي !! و لا هو جر شكل و السلام
لم يتحمل كرم كلمات ابنته إثر الصداع النصفي الذي ېصفع برأسه ف دفعها على حافة الفراش سقطت ورد و الدموع تتكون في ملقها لم تكن مرتها الأولى التي تتلقى من والدها فيه الضړب لكنها كانت الأخف على الإطلاق .
في مساء نفس اليوم
كانت ورد تستذكر دروسها على كشاف هاتف أختها كادت أن تفقد بصرها من وراء حرص والدها الزائد تعاني لدرجة أنها تريد ترك الدراسة بأكملها بينما كانت اناهيد جالسة تشاهد المارة في الحارة و هم يلعبون بالفانوس و يستمتعون بالاجواء الرمضانية كانت ترتشف من قدح قهوتها رشفات سريعة و متتالية لاحت إبتسامة واسعة ما إن تذكرت حياتها في الصغر و الرفاهية التي كانت تعيش فيها مع والديه لم تكن تعلم أن والدها حريص بهذا الشكل إلا بعد إنفصال والدتها تشفق على ورد أكثر منها لأنها عاشت هذه الحياة لأكثر من سبعة عشر عاما.
ها هو المتمرد الكائن الليلي يظهر أمامها يرتد
جلبابا أبيض متجها نحو المسجد ابتسمت إبتسامة ساخرة و قالت 
أول مرة أشوف شيطان يدخل الجامع !!
انتشلتها شقيقتها من شرودها حين قالت لها 
اناهيد في رسالة جت لي من مستر طلال و مش عارفة افتحها شوفي في إيه كدا 
تناولت منها الهاتف و بدأت تمرر إبهامها على الشاشة لتعرف ما الذي حدث نظرت لها ثم قالت 
المساحة عندي مليانة على الواتساب خلي يبعتها الماسنجر
وضعت الهاتف مرة أخرى في يد اختها لكنها قالت لها 
انا مكسوفة اقل له بصراحة هو مشغول في فرح اخته و بيفتح بالعافية مافيش حاجة تاني نتصرف منها! 
خلاص خلي حد من صحابك يبعت لك بدل منه 
ينفع !
اه يا بنتي في إيه ! 
معلش أصل مليش في البتاع و مش عارفة
مر الوقت و نفذت ورد إقتراح اناهيد نفذت الباقة الشهرية لدى أختها بسببها فقررت أن تجددها من مالها الخاص ارتدت جلباب الصلاة ثم خرجت من البيت متجهة لأقرب محل متخصص في شحن الباقات يبعد عن منزلها بحاولي عشر دقائق سيرا على الأقدام 
كان هذا المحل يعرض هواتف محمولة و غيرها من الأجهزة الالكترونية.
وقفت تنظر و تقرأ سعر الهواتف نظرت لهاتف أختها ثم عادت ببصرها للمعروض وجدته يتجاوز الالفين جنيها .
أخذت عدة ثوان تفكر فيها كيف لها أن تدبر المبلغ فهي لم تجد أمامها سوى قيرط من الذهب خاص بوالدتها ولجت المحل وجدت صفوان يقف مع صديقه يحدثه عن امكانيات هاتفه الجديد الذي سيبتاعه منه توترت قليلا 
نظر الشاب الواقف مع صفوان لها قائلا بهدوء 
خير يا أستاذة  
ثواني بس لو سمحت اسأل على حاجة
تركه ثم اتجه لها بينما صفوان حاول إشغاله حاله متظاهرا بعدم الإهتمام بينما كانت أذنيه تسترقان السمع و علم ما تريد غادرت المكان بعد أن تحطمت آمالها ولجت محل المصوغات 
أما صفوان ف سأله قائلا
هي عاوزة إيه 
رد صديقه قائلا 
عاوزة تاخد تليفون تمنه 3000جنيه بالفين ليه بيبع لعب اطفال أنا و لا إيه !! لا و عاوزاه قسط كمان !!
رد صفوان قائلا بجدية 
طب بيع لها تليفوني بالرقم اللي قالت عليه و من غير قسط
سأله صديقه قائلا
بتهزر يا صفوان تليفونك فوق الجنيه و لسه مبقاش له معاك غير ست شهور بس عاوز تبيعه بالفين !!
أجابه صفوان قائلا 
و أنت مالك أنت حاجتي و حر فيها 
لو على كدا أنا اشتري منك و ب....
قاطعه صفوان قائلا بنبرة لا تقبل النقاش 
سمعت قلت إيه ! بيعه ليها هي مش ليك و
ولجت مرة أخرى و هي تجمع النقود في يدها 
و قلبها في اليد الأخرى لم تكن تعلم أن بيع قطعة من مصوغات أمها يعني بيع جزء من قلبها وضعت المبلغ و قالت 
هات التليفون من فضلك
غادر صفوان بعد أن رأها تدفع المبلغ و تتسلم
تم نسخ الرابط