رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الثاني و العشرون لـ الأخير

موقع أيام نيوز

يا عمي
اتسعت أعين والده استدار بجسده وقال پغضب شديد 
أنت مسافر علي فين ياض أنت  
المانيا يا بابا
رد الجميع في آن واحد 
المانيا !!!
تنحنح وقال بتوضيح 
جالي عقد عمل هناك من فترة و كنت بجهز له الايام اللي فاتت و كمان ساعتين معاد الطيارة
رد والدها پغضب شديد قائلا 
بتروح وتيجي وتحضر وتخطط وأنا آخر من يعلم ليه عدمت ابوك دا أنا لحد دلوقت بعرف امي رايحة فين وجاي منين وهعمل ايه وأنت قرارتك من دماغك ليه فاكر نفسك راجل !!
ذيل عباراته بصڤعة مدوية شهق الجميع و على رأسهم ربى لم تكن تعرف أنه يخطط للسفر بهذه السرعة تعرف أنه يريد السفر ويحضر له منذ فترة لكنها لم تتوقع منه هذه السرعة تجمعت الدموع في عيناها ما إن تقابلت عينها بوجهه الذي مال قليلا إثر صڤعة والده 
لم يتحدث بكلمة واحدة لكنه قبض على مقبض الحقيبة وغادر البيت غادر دون أن يلتفت خلفه 
حثتها والدتها على القيام قائلة بهمس 
بسرعة الحقي خليك معاه 
أما فيروز فكانت تأثير الصدمة عليها لها شكلا آخر حين قالت پغضب واضح 
ايوة طلع اللي في قلبك من ناحية ابني متغاظ عشان الواد اتجوز بنت خاله بعد ابنك ما رماها بطول دراعه وراجع يعيط لها زي الستات بس على مين ياحبيبي انا ابني راجل من ضهر راجل مش هو اللي يبيع واحدة شارياه ابدا و إن كان على الرجولة ف معروفة ياحبيبي أنا ابني مين وجوزي مين 
رد مالك پغضب قائلا بهمجية وهو يحاول أن ينقض عليها 
يلا من هنا واياك تتدخلي البيت دا تاني لما نبقى رجالة زي جوزك وابنك ابقي تعالي ياحبيبتي
وقف عابد عن الاريكة وقام بفك حزام بنطاله وقام بضربهم سويا وهو يقول 
و الله ولا هي ولا أنت قاعدين يا غجر يا ولاد الك غوروا من هنا يلاااا
تحاملت الجدة على نفسها وهي تقف لكن لم تسعفها ساقيها سقطت مرة أخرى فاقدة الوعي هرع نحوها الأبناء والاحفاد وصل إلى مسامع نوح و ربى صوت عمتهما فيروز وهي تبك هرع نحوها قفز بين السلالم وخلفه ربى دخلا الشقة وجثا على ركبته ربت على وجه جدته عدة مرات وقال برجاء 
ستي قومي يا ستي والله ما هسافر بس قومي ستي الله يرضى عليك قومي.
استفاقت ويلتها لم تعود لوعيها حاولت مرارا الوقوف على قدمها لكن لم تشعر بهما بكت حتى خارت قواها في البكاء ضمھا نوح لحضنه وبكى معها بدلا من أن يخفف عنها حزنها تحول البيت السعيد ولم تنقطع فيه صوت الضحكات والتجمعات العائلية بآخر حزين تكاد جدارنه تبك من فرط الحزن الذي عم في المكان ما إن انتقلت الجدة إلى المشفى بعد تدهور حالتها الصحية.
بعد مرور أسبوع
لم تتحسن فيه حالة الجدة ولم يحدث فيه شيئا جديد سوى عودة سلطان ابنه وصبا رغم تحذيرات الجميع من الحركة إلا إنها رفضت أن تنصاع لأحد وأتت بعد إلحاح شديد 
على ما يبدو أن الوضع سيدوم لفترة طويلة 
كان عابد يشعر بالاختناق امتنع عن الكلام مع اشقائه رغم محاولاتهم في الاعتذار أما نوح فكان شخصا آخر تماما بعد تلك المشاجرة التي نشبت بينه وبين عمه غادر المكان وهو يتوعد للجميع عاد للمشفى وانتظر موعد الزيارة أكثر من أسبوع كامل داخل العناية المشددة وهو كالثور الهائج لا يعرف ماذا يفعل ليهدأ دس يده في جيبه وضغط على زر الاتصال حدثها وهو يخرج من المشفى وقال 
أنت فين يا ربى طب خليك في الحضانة أنا جاي لك لا مافيش بس في هدية بسيطة عاوز أأقدمها لك مش وقت هدايا لأ وقتها ونص يا ربى سلام نص ساعة وابقى عندك
بعد مرور ساعتين
عادت ربى للبيت وهي تتحامل على نفسها تحاول لملمت ثيابها الممزقة ودموعها تنهمر على وجنتها خرج والدها من المطبخ وهو يقول 
أنت جيتي يا ربى كوي ...
بتر باقي حديثه وقدح القهوة يسقط من يده هرع نحوها محاولا اللحاق بها قبل أن تسقط أرضا لكنها سقطت أرضا والډماء تسقط من على فخذيها.
بعد نصف ساعة
تم نقلها للمشفى وبعد الفحص المبدئي تبين أنها محاولة اغتص اب باءت بالفشل عندما سأل عابد عن الډماء تبين أنها أولى أيام الطمث وأن لا داعي للقلق ولج عابد وجد ابنته في حالة يرثى لها كدمات في أماكن متفرقة في جسدها وتحديدا وجهها بدأ يعود لها وعيها تدريجيا هرع نحوها وقال بلهفة 
مين اللي عمل فيك كدا يا ربى  
رامي صح انطقي وقولي هو بس اوعي تقولي نوح اوعي تقولي نوح هو اللي حاول يغتص بك 
اوعي تقولي اللي شيلته على ايدي واخدته في حضني قبل اخدك هو نفسه اللي دمرني قبل ما يدمرك ابن عمك هو اللي يفض حك بدل ما يسترك اكيد مش هو يا ربى ردي عليا وقولي لي يا بنتي مين عمل فيك كدا ردي قولي 
نظرت لوالدها وتذكرت ما حدث لها تساقطت دموعها وهي تقول بصوت مرير ونظرات الإنكسار تكسو وجهها 
نوح يا بابا 
الفصل الثالث و العشرون 
قبل حاډث ربى بساعة تقريبا
كان نوح جالسا في مقهى المشفى في انتظار موعد الزيارة ارتشف قهوته وهو ينظر في ساعة معصمه بين الفنية والأخرى يفكر في الأحداث التي حدثت مؤخرا لا يعرف ماذا يفعل لتهدأ الاوضاع في منزل الجدة ف قلبها لم يتحمل وأصابتها أزمة قلبية ارتشف آخر ما تبقى من قهوته و هو يقف عن المقعد متجها نحو الطابق الثالث لرؤية جدته خمس دقائق فقط الذي قاها داخل غرفة العناية المشددة وكانت كفيلة بأن تطمئنه عليها غادر المشفى وهو يهاتف ربى ليصل معها لحلا يرضى جميع الأطراف وعلى رأسهم عمه عابد قاد سيارته حيث الروضة التي تقضي بها معظم اوقاتها وحتى ساعة متأخرة بعد إنتهاء وقت العمل نظر لشاشة هاتفه تارة وتارة أخرى للطريق قامت بالرد عليه أخيرا كاد أن يحدثها لكنها ردت بصوت مرتجف بالكاد يستمع له 
انقبض قلبه وهو يقول 
مالك يا روبي في إيه 
ضغط على زر السماعة الخارجية استمع لها وهي تقول بنبرة مرتجفة 
في ناس معاهم مسدسات وكسروا الحضانة وبيحاولوا يوصلوا لي يا نوح 
أنت فين بالظبط يا ربى  
في المخزن وصلت له بالعافية من غير يحسوا بيا 
طب كويس متعمليش أي حركة لحد ما اجاي لك ومټخافيش انا قربت اوي منك 
نوح خليك فاتح التليفون أنا مړعوپة 
متقلقيش يا حبيبتي دقايق و ابقى عندك
مرت دقيقتين تحدث خلالهم نوح مع ربى أكثر من خمس مرات صف نوح سيارته بعيدا عن الروضة حتى لا يثير الشوكك سار بهدوء و هو يراقب المكان محاولا بشتى الطرق كتم أنفاسه مال بجذعه قليلا و التقط أحد قطع الحديدية الطويلة نوعا ما كانت محاوطة الحديقة الخلفية للروضة ضغط على سماعة الرأس و حدثها بصوت هامس و هو يطمئنها قائلا 
متقليقش يا روحي أنا وصلت ثواني و اجاي الاوضة خليك مكانك أو
تم نسخ الرابط