رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الثاني و العشرون لـ الأخير

موقع أيام نيوز

كمان لسه واصل قل لي عملت إيه في اللي قلت لك عليه  
انا لقيت مشتري للعربية و الشقة اللي في الزمالك و طالب فيهم سعر حلو جدا و كمان لو حابب تبيع شقة حضرتك اللي قاعد فيها أن....
لأ دي مش ملكي خليني في اللي قلت لك عليه بس المشتري جاهز إمتى  
في أي وقت حضرتك تحبه  
طب كلمه و لو ينفع دلوقت أنا جاهز بس بشرط 
خير يا فندم  
الشقة اللي طلبتها منه تكون جاهزة خلال يومين بالكتير 
في الحقيقة دا هايكون صعب جدا بس هحاول معاه 
مافيش حاجة اسمها هحاول انا مش هابيع و اسجل غير لما استلم شقتي 
حاضر يا مالك باشا هابلغه و إن شاء الله نتفق
وقف مالك عن المقعد تاركا الوسيط بينه و بين المشتري يخبره بالجديد عاد لبيته من جديد بعد أن ظن أنه سينهي كل شئ اليوم وصل الحارة و سار فيها هنا قضى عمره كله طفولته مراهقته و شبابه و الآن شيخوخته التقى بحبه الاول هنا 
كاد أن يتجه لبيته لكنه قرر أن يجلس مع مجموعة من العجائز يقضون معظم وقتهم هنا كان يشعر بالحرج و الغربة في بادئ الأمر و لكن بعد مرور أكثر من خمس ساعات على هذا الحال تعرف على هذا و ذاك و جدد الذكريات التي كانت مشوشة في ذهنه كان يشعر بالجوع و قبل أن يعتذر من هذه الجلسة وجد أحدهم يجمع النقود من المجموعة قائلا
يلا يا رجالة هنأكل إيه النهاردا  
تعالوا نجيب مش و بصل اخضر و فول و طعمية و ط....
قاطعه الرجل و قال 
جاي النهاردا بالذات و تطلب الاكل دا طب الطلبه و مالك باشا مش موجود
رد مالك و قال 
و فيها إيه يعني هو أنا غريب و بعدين الراجل نفسه فيها تحرمه ليه و الله ما هنأكل غيرها يلا يارجالة
بعد مرور نصف ساعة
أتى العامل بالمقهى و معه كل ما لذ و طاب بدأ ترتيب الطعام و ساعده على ذلك مالك و رجلين آخرين بدأ في تناول وجبته لكنه لم ينعم بها حين جاء نوح و قال بخفوت بجانب أذنه 
إيه دا يا بابا أنت هنا و أنا قالب عليك الدنيا 
عاوز إيه  
تيتا فوق مستنياك على الغدا
رد مالك و قال بعدم إكتراث 
قل لها بأكل خلاص امشي بقى خليني أكل اللقمة بمزاج 
يا بابا  
قلت اطلع
محاولات عديدة في أن يصعد معه والده لكنه أبى
عاد هو يجر خيبات الأمل خلفه تجمعت العائلة باكملها عدا فيروز و مالك كانت الجلسة في شقة الجدة رغم كثرتها لكنها كانت تفقد اكثر أثنان يجعلون الجلسة لها طعما آخر حس الفكاهة و المرح الذي كان دائما يسود المكان اختفى دون سابق إنذار حاولت الجدة أن تمر اليوم بشكل طبيعي حتى لا يحدث ما حدث مرة أخرى .

مر يوم ثم يومان حتى مر أكثر من شهرين و الحال هو الحال لم يتغير شئ مازالت فيروز منعزلة عن العائلة و مالك يخرج كل يوم في الصباح و يأتي مساء يرأه عابد و لا يحدثه اليوم قررت الجدة أن تذهب بنفسها لابنتها لمصالحتها اليوم هو المتمم لشهر شعبان و غدا أول أيام الشهر الفضيل كانت فيروز جالسة في غرفتها حزينة تبكي من فرط حزنها والدتها طردتها دون أن تفعل شئ و حتى الآن لم تهاتفها حتى ألهذه الدرجة تر أنها تحتاج لتقويم سلوك ! كان سلطان يمسد بي ده على كتفها و قال بنبرة حانية 
خلاص بقى يا روزي عينك ورمت من كتر العياط 
مش قادرة اصدق إن ماما يهون عليها بنتها 
مين قال كدا بس يا روحي 
شهرين بحالهم يا سلطان شهرين مرفعتش سماعة التليفون فيهم عليا
حك سلطان لحيته و قال بهدوء 
هو مش المفروض لما الصغير يغلط يروح يعتذر للكبير  
بس أنا مغلتطش في حد ما أنا حكيت لك دا حتى سيلا اللي هي ضربتني عشانها جت لي هي و مالك بعدها بيومين و باست على راسي و قالت لي حقك عليا !! 
عارفة هي عملت معاك كدا ليه 
ليه ! 
مشيت بمبدأ اضرب بنتي و اقسى عليها و لا ازعل مرات ابني هي عارفة إنك هتفهميها لو مكنتش عملت كدا كانت الدنيا ها تو ل ع اكتر بس هي كانت ذكية جدا لمت الموضوع و خلصت الحكاية في قعدة عارفة لولا إنها كبيرة و مش بتخرج كنت قلت إنها هتيجي لك و تصالحك بس الصح بيقول إنك تلبسي و تروحي تقولي لها حقك عليا 
و افرض طردتني تاني 
مستحيل تعمل كدا دي روحها فيك و....
قاطعه دخول صهيب المفاجئ بعد أن طرق الباب و قال بسعادة غامرة تيتا برا يا ماما
نظرت فيروز لزوجها الذي ابتسم ما أن ختم ابنه الخبر و عاد لجدته خرجت من الغرفة متجهة نحو الردهة. وجدتها تشير بعكازها قائلا لحفيدتها 
بسرعة يا بنتي الحاجة فكت مني في الطريق حطيها في التلاجة و عمتك هتعرف تظبط كل حاجة
احتض نتها بقوة عناق طويل ثم عتاب و عادت تحت ضنها نظرت لابنتها و قالت 
كنت فاكرة إنك ماعندكيش دم و مش هتزعلي مني بس طلع عندك دم و اتكبرتي على امك و
قط عتي رجلك من عندها شهرين 
ما عشت و لا كنت أنا بس صعبان عليا إنك طردتيني من بيتك و أنا مليش ذنب في حاجة
سألتها بهدوء و حكمة قائلة
ازعلك و اراضيك بمعرفتي و لا مرات اخوك تزعل و البيت يفضى من حولينا و يتقسم 
ردت فيروز باسمة من بين دموعها 
سلطان كان لسه بيقل لي نفس الكلمة 
يعني سلطان طلع بيفهم عنك هو أنا بحبه من شوية ما هو من عقبه اللي يوزن بلد
طال الحديث و جلست الجدة ما يقارب الثلاث ساعات كاملة مع اينتها سردت فيهما ما يعتمل في صدرها حدثتها عن مالك الذي بدأ في إنهاء شقته بخارج البيت و هو مازال لا يحدث احد سوى والدته ما دام عابد في منزله أما سيلا لم يتد أحد يرأها منذ اكثر من شهرين وضعت صبا العصائر و قالت بعتذار عن ما بدر من أبيها 
انا عارفة إن بابا غلطان بس و الله يا تيتا هو ما كان يقصد اللي حصل و اكيد هو لو عرف إن عمو هاسيب البيت مش....
قاطعتها الجدة قائلا بهدوء 
خلاص يا صبا الموضوع أنتهى و ابوك غلط جامد في حق مرات عمك و مش مرة و لا اتنين بنقول وقت غضبه يقول عنها حية و بترش سمها في البيت يبقى عيب و عيب كبير انا مرضاش لمرات ابني بي
سألتها صبا بعقلانية 
تيتا هو مين قالك الكلام دا ما يمكن يكون حد بيوقع بينهم
أجابتها بنبرة جادة 
اللي قال عمره ما كدب و صعبان عليه
تم نسخ الرابط