رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الثاني و العشرون لـ الأخير

موقع أيام نيوز

من كتر الرن والخبط على الباب 
و بردو محدش فتح مش طالعة تاني بقى خلاص دي خامس مرة اطلع .
أردفت صبا عبارتها وهي تجلس جوار عمتها فيروز اخذت ابنها من بين ذراعيها و قالت بجدية
أنا جوعت بجد ياعمتي تعالوا نأكل ياستي وهما لما ينزلوا يبقوا براحتهم
ردت الجدة بجدية قائلة
خلاص حضروا الأكل زمان الرجالة جاعت هي كمان
تابعت حديثها قائلة بجدية 
خليك يا أم نوح عاوزك
خرج الجميع و بقت سيلا مع الجدة نظرت لها وقالت بتساؤل 
و بعدين  
في إيه يا طنط  
مرات ابنك تعبت امبارح و راحت المستشفى و خرجت منها ومحدش كلف خاطره يبص عليها و جوزها يا حبيبي بيروح آخر الدنيا وبيرجع مش عارف يشيل البيت و لا مراته و لا يخلص من مشاكله اللي مكومة في كل حتة دي 
محدش قاله يتجوزها و بيني وبينك مش راضية عن الجوازة دي 
واتجوزها وخلاص يا مرات ابني البت في حالها و هو بيحاول يبعدها عنكم عشان بتكسفوا قدامها وبعدين هنروح بعيد ليه ما أنت اهو أنا مكنتش راضية عنك و عشان خاطر عيون ابني رضيت و قلت وماله طالما دي اللي قلبك اختارها
تنهدت الجدة بعمق وقالت بعقلانية 
يا بنت الحلال جوزك تعب مش عارف يرضي مين وبيعمل اللي ربنا يقدره عليه بين عياله بس ماينفعش يعمل دا لوحده دا ابنك لحد النهاردا مش عارف يفرح من قلبه عشانكم
ختمت حديثها قائلة
أنا قلت اللي عندي وريحت ضميري عاوزة تفضلي ڠضبانة كدا عليه أنت حرة مش عاوزة يبقى اخرجي من هنا و قولي لابنك يجيب مراته وسطنا ابنك طول ما إنتوا هنا بيسيب لكم المكان و بيمشي عشانكم .
نظرت سيلا لحماتها استمعت لنصائحها دون أن تعقب على كلمة واحدة خرجت من الغرفة 
كادت أن تلج المطبخ لكنها قررت أن تصعد لشقتها كادت أن تلج لكنها وجدت ابنها يساعد زوجته في الجلوس على الأريكة بهدوء شكرته وزوجته وهي تطبع قبل تها على خده 
ابتسمت بشكل تلقائي ما أن وجدته يبتسم علي مايبدو أنه سعيدا معها لماذا يترك باب شقته مواربا لماذا يتعمد فتح طوال اليوم هل ليرأهم كما قالت لها جدته أم لأنه نسى غلقه 
تركت مفتاح شقتها في المزلج اقتربت من بابه قرعت الناقوس ثم ولجت ما إن سمح لها ابنها نظرت له وجدته يضع الطعام على سطح المنضدة الزجاجي تنحنحت ثم قالت 
جدتك كانت منتظراك على الغدا منتزلتش ليه 
رقية تعبانة فقلت اقعد معها
نظرت لها وقالت بنبرة مقتضبة 
سلامتك
ردت رقية بإبتسامة بشوشة و قالت 
الله يسلمك يا طنط اتفضلي دا حضرتك جيتي في وقتك بيجاد كان نفسه يأكل التشيزكيك اللي حضرتك بتعملي وبيحكي لي عن جماله وبيقول اتحدى لو حد بيعرف يعمله زيها ياريت تقولي لي الطريقة
لم تعقب على حديثها بل تركتها وغادرت البيت كأنها لم تتدخله نظرت رقية لزوجها وقالت بإبتسامة واسعة 
متزعلش هترجع وفي ايد يها التشيز كيك كمان
رد بيجاد بشبح ابتسامة
إن شاء الله
تابع بجدية قائلا
يلا نأكل عشان معاد دواك قرب

في مساء نفس اليوم
كانت ربى يقظة بينما كان نوح في سبات عميق ظلت تنظر له و هو يحاوط خا صر ها 
بذراعه و ساقه تشل حركتها مررت أناملها على وجهه و قالت بخفوت 
كفاية نوم يانوح الساعة عشرة قوم بقى
كررت جملتها ثلاثة مرات حتى تكرم عليها بالرد و قال بصوت شبه نائم 
خمس دقايق بس ياروبي
ردت بضيق قائلا
يانوح بقالك ساعتين بتقول نفس الكلمة قوم بقى أنا زهقت
جذبها بين احض انه وهو مازالزمغمض العينين و قال 
ساعة واحدة كمان و بعدها هننزل سوا
استسلمت لتوسلاته و رجائه بأن تتركه ينعم بالنوم لمدة ساعة أخرى مرت الساعة وهي مازالت في الفراش يقظة لكن بالنهاية غلبها النعاس من هدوء المكان بينما استيقظ هو 
بدء في إعداد قدحا من القهوة ثم شرع في تبديل ملا بسه كانت حركته هادئة لكنها شعرت به رفعت رأسها عن الوسادة وقالت 
هي الساعة كام دلوقت 
خلل أنامله في خصلات شعره ليرتبها بعناية فائقة وقال 
11 ونص لو حاسة نفسك تعبانة ومش عاوزة تنزلي خليك أنا مش هتأخر
رفعت ربى الدثار عن جس دها و قالت بكسل 
لأ هنزل عشان اشوف ملك
خرجت من الغرفة ثم عادت بسرعة و جلست على طرف الفراش عقد ما بين حاجبيه قائلا بفضول 
رجعتي تاني ليه  
روح أنت أنا مش هنزل 
ليه  
أصل مكسوفة من ساعة اللي حصل امبارح
ضحك بصوت مرتفع ثم قال ببإذتسامة واسعة 
ماخلاص بقى تلاقيهم هما نفسهم نسيوا اللي حصل قومي يلا ياروحي خلينا نقعد شوية معاهم

في منزل الجدة
دخلا سويا من باب الشقة حيث تجتمع الجدة بعائلتها ما إن رأهم الجميع صدحت ضحكاتهم 
المكان دون سابق إنذار نظرت ربى لزوجها و بداخلها نير ان متأججة إثر ضحكاتهم التي استفزتها ولج نوح و كأن شيئا لم يكن لم يعقب على تلك الضحكات بل تجاهلها تماما 
يعرف كيف يأخذ حقه تركته زوجته وولجت المطبخ حيث عماتها و بنات العائلة بدأت التساؤلات تهبط عليها من حدبا و صوب لم تكن تعلم أنها وقعت في اختبار فريد من نوعه 
طمئنتها فتيات العائلة أن هذه الأسئلة تقع على كل عروس داخل عائلة المحمدي تحديدا 
لم ترد على سؤالا واحدا من هذه الأسئدة المحرجة بالنسبة لها بل علقت ذاهلة 
عمتو عيب كدا أنا مكنت متوقعة تسأليني سؤال زي دا و أنت يا صبا اتغيرتي خالص من ساعة ما اتجوزتي وقعدتي مع عمتو
ردت ملك وقالت بإبتسامة واسعة
يا بنتي دا أنا اتهريت اسئلة بس على مين ولا عرفوا ياخدوا إجابة واحدة ما أنا زوجة رجل مهم بردو
فرغ فاها ربى لتتحدث لكنه قاطعه و هو يجمع خصلات شعرها الطويل على احد جانبيها و طبع قب لة عميقة على خدها نتج عنها صوت مرتفع تبدلت ملامح وجهها التفتت له وقالت من بين أسنانها بذهول 
أنت إيه اللي بتعمله دا !!
تركت له المكان بأكمله قبل أن يطبع الأخرى كاد أن يرتطدم بالمطبخ لكنه حافظ على توازنه حك مؤخرة رأسه وقال بجدية مصطعنه
مكسوفة بقى و كدا
وقف نوح أمام الموقود يعد قدح القهوة بنفسه بعد أن رفضت زوجته أن تصنعه له كانت فيروز تقطع الخضراوت لوجبة العشاء 
نظرت له ثم عادت ببصرها للصحن كررت هذه الحركة عدة مرات إلى سألها نوح بنبرة مغتاظة
مالك يا عمتي في إيه فيا حاجة غلط كل شوبة تبصي لي و تضحك خير إن شاء الله
لحد تلاتة الفجر بالبدلة ومراتك بالفستان اخس الله يخيبك 
طب كنت قل لي و أنا اقول لعمك سلطان 
تلاتة الفجر يانوح لأ و فالح بس تقل لي أنا عاوز اعمل ليلة يحكي و يتحاكى بيها الناس اهي سيرتك اللي بتحكى و تتخاكى بيها العيلة
ماخلاص ياعمتي خلاص مكنش يوم دا غلطت و فكرت اعمل حاجة مختلفة
خاجة إيه دي ياواد 
عمتي خليك في السلطة اللي بتعمليها
تم نسخ الرابط